أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - نبيل عبد الأمير الربيعي - إلى شهيد الحرية ..هادي المهدي














المزيد.....

إلى شهيد الحرية ..هادي المهدي


نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث

(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)


الحوار المتمدن-العدد: 3485 - 2011 / 9 / 13 - 19:39
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


أيها القادم من عذابات مدينة الديوانية,وأوجاع أبنائها, لا زلت أتذكر حكايات أخيك كريم وهمومهُ عنك في فترة التسعينات,كنت تحب بلداً يتنعم فقرائه بخيراته, وتجلًي عنهم همومهم, كم أحببت شعبك ووطنك, كم عانيت سنوات الغربة,كان رؤيتك لعراق ديمقراطي موحد, ولكن عدت لوطنك لتضمهُ لقلبك , هذا البلد الذي عشقتهُ أيام الغربة, بعد رحيل جلاديه عدت في سباق لينهض من جديد وليرتقي, ولكن العهد الجديد أحبط أمانيك وأمانينا , ساحة التحرير كانت تشهد لصولاتك وهتافاتك, لعراق بعيداً عن المحاصصة,لكن مخبرهم السري يتبع خطواتك في شوارع بغداد وأزقة الكرادة , لينال منك , وليقبض عنهم بعض الأوراق النقدية القذرة,تساقطوا عليك كالجراد يقضم نبتاً أخضراً على وشك النضوج, اقتادوك بهمراتهم الأمريكية ياللويل, لزنازينهم وأصفادهم,وعصاهم الكهربائية لينالوا من كرامتك , ولكن كنت كالنخلة الباسقة تهاب الأعداء,يأسوا من النيل من حريتك, فأطلقوا سراحك.
أيها الهادي يا صديقي ساحة التحرير تسأل عنك وحمامات فائق حسن تنشد لك لحن السلام,قتلوك ولم يمض على عهدهم سوى القليل , وكأنهم يريدون أن يؤرخوا لتأريخ الدم والسبايا.
سأوقد هذه الليلة شموعي متلمساً مكان طلقات كاتمهم في رأسك, متذكراً تلك الساعة المرعبة من يوم الثامن من أيلول, وكيف تخضبت بدمائك,كان حزني كبيراً, ليس بسبب آلام طلقات الكاتم المرعبة , ولكن بسبب فقدانك وتمكنهم من الوصول أليك غدراً. أصبحت مدننا خاوية خربة , وأحيائها الفقيرة بائسة , التي عانت من الإهمال المتعمد سابقاً وحالياً, وأصبح القتل المتعمد والنزيف اليومي لمثقفيها وإعلاميها وكوادرها,في زمن الدولة المدنية,تجوب عدسات فضائياتها أحياء شوارعها وتظاهرات شبابها,ثم متابعة خبر قتلك, فزاملتك رحلتها, وهي تصور عتبة دارك,و الأحبه والأصدقاء والأخوة, وشباب شباط وموكب نعشك في بغداد الكرادة والديوانية,ثم الرحلة إلى مقبرة السلام في النجف الأشرف,وجسدك الطاهر وهو ملفوف بذلك القماش الأبيض الخشن.
ولكن هل يا ترى سيبكي قاتلك على بكاء وعويل أطفالك والأهل والأحبة, أم يقبض ثمن إغتيالك ويذهب يقص على زوجتهِ أو عشيقتهِ في فراشها ببطولتهِ القذرة في عملية الاغتيال,لقد قتلوك وولوا هاربين كالجرذان فتقبلتهم جحورها المظلمة,أحب أن أعلمك وأنا متيقن إن الشهداء أحياء ومن الممكن مخاطبتهم,أخيك كريم وأحمد يبلغوك السلام والتحية, ولا يتنصلوا عن دمك المهدور ظلماً, سيتابعون قضيتك ,لحين رفع الظلم والحيف عنك , أستذكر قول شاعر مدينتك كزار حنتوش أيها الهادي في هذه الساعة:
ركبوا عربات التوديع
هربوا بالنسيان
تركونا والذكرى ناراً وحطبْ
كتبوا زقزقة في بستان الذكرى
والعصفور كتبْ
اخذوا ريحان قصائدنا
اخذوا أقمار ليالينا
نشروا في الريح مناديل عتبْ
في الريح لهم رائحة
في الرعد لهم صوتٌ
في البستان لهم أفياء عنبْ

ما أصابنا يا صديقي الغالي خبر قتلك المفجع , العصي على النسيان , لكن عزائنا إن شعبنا كريم ويستحق التضحية بالغالي والنفيس, وإن شباب شباط الشرفاء باقون وأقوياء, بقاء النخلة والرافدين,وعمرهما أطول من عمر الطغاة , الذين أفلًوا بلمح البصر ,مع وهمهم المريض بالخلود , مدحورين ملعونين مليئين بدماء الأبرياء الطاهرة ,أيها الهادي دمك من ذاك الدم الذي يساهم في تسجيل سطور المستقبل والحرية وصفحات الشرف المقروءة الباقية بالذكرى اللصيقة الوفية التي لا تنسى.
لقد ولد الشهيد (هادي المهدي) في مدينة الديوانية, لعائلة كادحة في واحدة من حيائها المعروفة بالكفاح ومقاومة الظلم والطغيان, وكانت على الدوام شوكة في أعين الأنظمة البائدة, فقد أنجبت أجيالاً من الثائرين الشرفاء , الذين لا يصبرون على الضيم والظلم.
ألا لا نامت أعين الجبناء , ألا لا نامت أعين الطغاة , محترفي الجريمة وصناع كاتم الصوت,أيها الهادي سأطرز قرنفلاً حمراء على قبرك , وستتحقق أحلامك بعراق ديمقراطي موحد,أنت حي في ذاكرة شعبك و مدينتك وشباب شباط وفي ذاكرة العراق الذي أحببت .



#نبيل_عبد_الأمير_الربيعي (هاشتاغ)       Nabeel_Abd_Al-_Ameer_Alrubaiy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ذاكرة الديوانية...شخصيات خدمة المدينة(الشيخ جعفر الأسدي)
- الباحث الاقتصادي والاديب والصحفي مير بصري
- من ذاكرة الديوانية.... شخصيات خدمة المدينة( 2)
- من ذاكرة الديوانية.... شخصيات خدمة المدينة(الشيخ سلمان الجبا ...
- من ذاكرة الديوانية...... الكشافة المدرسية بين الماضي والحاضر
- إسقاط الجنسية العراقية والصراع بين المواطن والدولة
- الأديب والمربي والصحفي.... شاؤول حداد
- من ذاكرة الديوانية.....الختًان سعادة عكرم
- من ذاكرة الديوانية.. مرقد السيد أبو شميلة
- اليهودي العراقي مناحيم دانيال .. وقصة جدول اليهودية في الحلة
- حادثة طفلة تنتحر وهي في عمر الزهور لمشاهدتها مسلسل الرعب
- فتوى غريبة بجواز أكل لحم الجان
- الأحاديث ودورها في الحث على العنف في المجتمع
- من الثورات المغيبة في التأريخ الاسلامي ......ثورة الزط والخل ...
- الغجر جزء من المكوًن الاجتماعي العراقي
- الناشطة هناء أدور تجمع بين خيط الحرير وصلابة حجر الماس
- فن العمارة في مدينةالديوانية
- من ذاكرة الديوانية....دور الرعيل الأول والثاني في نشأة الجيل ...
- من ذاكرة الديوانية.... أهل الشط(مدينة النضال والكفاح)
- كواكب تضيء سماء مدينة الديوانية..الشهيد وسام حسون صالح الكرو ...


المزيد.....




- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - نبيل عبد الأمير الربيعي - إلى شهيد الحرية ..هادي المهدي