أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عطية مسوح - وداعاً أيتها المناشير














المزيد.....

وداعاً أيتها المناشير


عطية مسوح

الحوار المتمدن-العدد: 3484 - 2011 / 9 / 12 - 21:37
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    



المنشور.. أهم وسيلة، إعلامية للثوريين في القرون الماضية، كانت (المناشير) تملأ الليل، يلصقها ملثَّمون على الحيطان، ويدسونها تحت الأبواب.
كم وزّعناها معتزين بما نفعل، فهي طريق أفكارنا إلى الناس الذين لا نستطيع أن نتحدث إليهم جهاراً نهاراً.
كنا نستيقظ صباحاً، ونمضي لترقب أثر منشوراتنا في عقول الناس وعواطفهم.
وحين نلقى أثراً إيجابياً، ننقل فعلنا الثوري خطوة إلى الإمام، قد تصل إلى أن نقدم صحيفة سرية، أو منشوراً لذلك القارئ المتجاوب.
كان للمنشور مهابته، فكم أخاف أشخاصاً وجدوه على أبوابهم، فرموا به بعيداً وهم يتلفتون يميناً ويساراً خشية عين جار أو عابر سبيل أو مخبر سري أو علني.
كان المنشور، على صغر حجمه مخيفاً للمستبدين، فهم يتوجسون من أية فكرة مغايرة يطرحها الناس، وما المنشور إلا حامل فكر مغاير.
أخبرنا تاريخ النضال التحرري القومي العربي أن قصيدة إبراهيم اليازجي
تنبَّهوا واستفيقوا أيُّها العربُ
فقد طمى الخطبُ حتى غاصتِ الركبُ
كتبت بخط اليد، على شكل منشور، وزّع في الليالي وألصقه المناضلون على الجدران في شوارع بيروت والمدن والقرى، فقرأ الناس القصيدة التي أسهمت في إذكاء روحهم القومية وشعورهم بأنهم ذاتٌ عربية مختلفة، وأن هذه الأرض التي يعيشون عليها هي أرض العرب، يحتلها غرباء يضطهدون شعبها ويحرمونه من حقوقه.
وكانت المنشورات تتوالى، على امتداد القرن العشرين ضد كل محتل ومستعمر ومستبد، في مراحل الانفراج النسبي كانت الصحف تأخذ قسطاً من دَوْر المنشور. فالحركات الثورية لها صحفها، الخاضعة للرقابة بنسبة تزداد أو تنقص، وأفكارها في صحفها التي كثيراً ما تغنيها عن المنشور السري، وتريح أعضاءها من التسلل ليلاً إلى الطرقات وإلصاق المنشورات بسرعة خاطفة. وكان للصحف مشتركون وقراء ثابتون، وقراء عابرون، تماماً كما كان للمنشور الليلي.
أما النساء المناضلات، فكن يقمن بتوزيع المناشير، أو البيانات السرية، نهاراً، فكنَّ يخرجن منقّبات، ويدخلن البيوت التي يوصلون إليها منشورات تحفظ نهاراً لتوزع ليلاً.
وسيلة (المنشور) وسيلة نضالية، أنتجت الكثير من الأغاني والأناشيد التي يرددها المناضلون والمناضلات، وهم يتغنون بشجاعة الشباب والصبايا، فرسان الليل، وناقلي الأفكار.
جاءت الصحف وسيلة أكثر حداثة، فهي مريحة للمناضلين ـ كما قلنا ـ ومريحة للشرطة والقوى الأمنية، لأنها تراقب بسهولة، ويُرصد القائمون عليها من إداريين وكتاب.
ما الذي ذكّرني بالمنشور؟ إنه العصر الجديد، الحداثة التي جعلت الناس يتجاوزون المنشور إلى الفيسبوك، والصحيفة إلى الإنترنت.. بكل ما يعنيه ذلك من تجاوز الأساليب والحركات والمضامين.
ثورة مصر، وقبلها تونس، وبعدها وبعدها، أدخلت الجديد على أساليب النضال ووسائله، وأكدت أن لكل زمان، ألوانه وأشكاله ومحتوياته، وأن ثورة كل عصر لها خصائصها، وداعاً أيها المنشور، كنت عظيماً، وفعالاً، لن ننساك وستبقى في تاريخ النضال الثوري. لكن.. لكل زمان دولة ورجال.



#عطية_مسوح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكمال الواقعي
- بين النرد والشطرنج
- أخطاء كبيرة في مقالة صغيرة
- دفاعاً عن العلمانية
- شافيز وراشيل
- اللدودان - قصة قصيرة


المزيد.....




- إصابة حارس أمن بطلق ناري خارج منزل المغني دريك.. هل له علاقة ...
- محاكاة من -ناسا- تُظهر كيف سيكون الأمر عند ابتلاع الثقب الأس ...
- -افعل ما يحلو لك أيام الجمعة-.. لماذا حولت هذه الشركة أسبوع ...
- السعودية.. أول تعليق من تركي الدخيل بعد إدانته بمخالفة نظام ...
- جورج قرداحي ينفي صحة تصريح منسوب له تضمن وصف -الأعراب- وانتق ...
- آخر 24 ساعة.. طفل عمره 4 أشهر بين 35 قتيلاً نُقلوا إلى مستشف ...
- متحدث باسم نتنياهو: عملية إسرائيل في رفح لا تخالف معاهدة الس ...
- تضم 49 جثة.. غزة: اكتشاف مقبرة جماعية ثالثة في مستشفى الشفاء ...
- مصدر لـCNN: مسؤولون إسرائيليون حذروا واشنطن من تأثير تعليق ش ...
- بعد تعويم الجنيه.. الصندوق السيادي السعودي يقدم عرضًا لشراء ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عطية مسوح - وداعاً أيتها المناشير