أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عطية مسوح - أخطاء كبيرة في مقالة صغيرة















المزيد.....

أخطاء كبيرة في مقالة صغيرة


عطية مسوح

الحوار المتمدن-العدد: 1867 - 2007 / 3 / 27 - 08:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وأعني بالمقالة الصغيرة مقالة الدكتور مهدي دخل الله الموسومة بـ (لماذا التباكي على ثنائية القطب ـ العرب تحت مطرقة الثنائية وسندان الأحادية)، وهي منشورة في جريدة (تشرين) في زاوية (أربعائيات) في 21 شباط 2007. وأعني بالأخطاء الكبيرة تلك الأخطاء المنهجية التي تقوم على انتقائية في اختيار الوقائع وصورية ساذجة في تحديد الاستنتاجات، وإغفال دور العوامل الذاتية والتناقضات الداخلية في سير الأحداث، وإلقاء المسؤولية في كل خسارة أو إنجاز على الخارج ودوره.
يبدأ الكاتب مقالته بذكر الخسائر التي منيت بها أمتنا في ظل ثنائية القطب، أي وجود الاتحاد السوفيتي ومعسكره والولايات المتحدة ومعسكرها. وأولى هذه الخسائر فلسطين، أي إن فلسطين ضاعت بسبب وجود القطبين!
إن أي باحث عربي، أو قارئ للتاريخ يعرف دور الانتداب الإنكليزي (منذ اتفاقية سايكس بيكو التي كشفها الاتحاد السوفييتي) في تقوية الجماعات الصهيونية في فلسطين خلال عقود الانتداب، ويعرف دور الهجرة اليهودية المنظمة إلى فلسطين، وهي هجرة كانت ترمي إلى تغيير الواقع السكاني الفلسطيني، ويعرف دور الغرب في تبني قيام إسرائيل وفي دعمها عسكرياً ومالياً، كي تكون متفوقة على الدول العربية كلها، ويعرف دور الحكام العرب المرتبطين بالقطب الغربي في إفشال أي رد عسكري عربي، ويعرف حقيقة (جيش الإنقاذ) وأسلحته، ومآل (حرب الإنقاذ) وغير ذلك.
وإذا كان ثمة من يحمِّل القطب الآخر جزءاً من المسؤولية، فهو جزء لا يتعدّى الموافقة على قرار التقسيم، الذي رفضه العرب. فهل يرى الدكتور دخل الله أن هذا القرار هو نتاج الثنائية، وأنه ما كان ليصدر لو سادت أحادية القطب من ذلك الزمن؟
هل يقصد أن العرب كانوا سيواجهون التقسيم، والصهاينة وقيام إسرائيل مواجهة عسكرية وسياسية أفضل وأنجع لولا الثنائية؟ هل كان للقطب السوفييتي نفوذ عربي استخدمه لإضعاف العرب وإنجاح ما سعى إليه الغرب الاستعماري والصهيونية؟
إن ربط قيام إسرائيل وضياع فلسطين بالثنائية القطبية أمر يثير الاستغراب حقاً.
ثم يضيف ا لكاتب خسارة أخرى، ملصقاً إياها بالثنائية القطبية، إنها خسارة العرب الحرب في حزيران 1967، وضياع الجولان والضفة والقطاع وسيناء. والمؤسف أن الكاتب ينسى، أو يُغفل عامداً دور القطب الغربي في تلك الحرب وهو داعم لإسرائيل، ودور القطب السوفييتي في وقف ذلك العدوان، وإعادة تسليح سورية ومصر، تسليحاً جعلهما دولتين قادرتين على القيام بحرب تشرين التي اختلف مسارها ونتائجها عما كانت عليه الحروب السابقة مع إسرائيل.
بعد (الخسائر) التي تكبّدها العرب في ظل الثنائية القطبية، ينتقل الكاتب إلى ذكر الإنجازات والانتصارات التي حققناها في ظل الأحادية! إنها تحرير الجنوب اللبناني عام 2000، ولعلنا هنا تحديداً، نشير إلى السذاجة والصورية في تحديد الاستنتاج، فكل الدنيا تعرف أن المقاومة الوطنية اللبنانية نشأت بعد احتلال بيروت بما يقارب الشهرين، أي عام 1982 واستمرت دون توقف. وإذا كانت راية المقاومة قد انتقلت من يد إلى يد، فإن من انتهت إليه لا يتنكر لدور الآخرين ولا ينكره، ولا يقطع انتصار عام 2000 عن الانتصار في دحر القوات الإسرائيلية من بيروت عام 1982، ولا يربط بأي شكل بين النصر وانهيار القطب السوفييتي. فأين يقع تحليل الدكتور دخل الله من ذلك كله؟
أما الإنجاز الثاني الذي يذكره الكاتب، فهو المقاومة الفلسطينية، ولعل هذا هو أغرب ما يجده القارئ في مقالته. فكيف ينسى الدكتور أن المقاومة نشأت منذ أواسط الستينيات، وأن العمل الفدائي الفلسطيني كان مالئ الدنيا العربية، وأن العمليات العسكرية (الفدائية) كانت تجري داخل الأرض المحتلة، وأن النضال السياسي والنضال العسكري تلازما على امتداد ربع قرن؟
كيف ينسى أن ذلك كله ظهر في ظل وجود القطبين، اللذين كان أحدهما داعماً للمقاومة الفلسطينية والآخر داعماً لإسرائيل، وليست لديه سوى كلمة (إرهاب) يطلقها في وجه كل مقاوم أو مناضل؟
ولا يذكر الكاتب بين الإنجازات جلاء القوات الفرنسية عن سورية ودور الفيتو السوفييتي في منع إدخال قوات أجنبية بديلة، وغير ذلك من مواقف كانت في مصلحة العرب حصراً.
وإذا تجاوزنا ذكر تلك الوقائع الإيجابية التي ذكرها المؤلف، وتناولنا منطق مقالته، فإننا سنجد خطأه الأكبر كامناً في إغفال دور العرب، شعوباً وحكومات، وإغفال دور الحركات السياسية العربية، أي إغفال العامل الذاتي، وربط ما أصبناه من إنجازات وأصابنا من هزائم، بالخارج حصراً، بالقطب أو القطبين، وهذان الأمران، أي الإغفال والربط، كافيان لوصف المقالة بالبعد عن الموضوعية، والتكلّف في التحليل، ورؤية سطح الوقائع دون الغوص بحثاً عن عواملها.
ولعل الأسئلة التي يمكن للقارئ، أي قارئ كان، أن يوجهها إلى كاتب المقالة، هي أوضح من أن يغفلها الدكتور دخل الله. فأين دور هشاشة الواقع العربي في الهزائم التي منينا بها؟ وما دور الحكام العرب ومصالحهم في تلك الهشاشة والهزائم؟ وما هي مسؤولية القوى والحركات الوطنية والقومية أيضاً؟ ومن هم أولئك الذين ينشّطون الانتماءات غير الحضارية، كالعشائرية والطائفية، ويضيِّقون دور السياسة والانتماءات السياسية في المجتمعات العربية؟ وما دور الديكتاتوريات العربية في إضعاف الحراك السياسي، وهو العنصر الأكثر أهمية في إنهاض المجتمع وجعله قادراً على مواجهة مشكلاته وتحقيق انتصاراته؟
ألا يعرف كل متابع للأحداث أن انفراد قطب واحد في شؤون العالم لم يكن لمصلحة الشعوب؟
لو أن الدكتور أشار إلى جوانب إيجابية في انهيار نظام ثنائية القطب، لقلنا، هذا أمر معقول، فما من ظاهرة عالمية، وإن تكن كارثية، تخلو من جانب إيجابي. ولقلنا، إن لم يقل هو، إن الجانب الإيجابي هنا هو أن الشعوب بدأت تدرك ضرورة الاعتماد على الذات، أكثر مما مضى، وأخذت تفكر في استنهاض عوامل القوة لديها، تعويضاً عن أي دعم خارجي. ولقلنا أيضاً، إن أنصار التيارين القومي والاشتراكي بدؤوا يبحثون في تجديد مشروعاتهم النهضوية، بعيداً عن اليأس، وبعيداً عن النسخ والتقليد.
لكن الدكتور لم يقل ذلك. ذلك رأيه، وتلك رؤيته، وللقارئ أن يستنتج ما يشاء.
عطية مسوح



#عطية_مسوح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دفاعاً عن العلمانية
- شافيز وراشيل
- اللدودان - قصة قصيرة


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عطية مسوح - أخطاء كبيرة في مقالة صغيرة