لو خَرجَ القذافي مِن لِيبيا فالوَيل لِليبيَا !!

فرياد إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3478 - 2011 / 9 / 7 - 08:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

"لا ليسوا مجرمي حرب انهم دفعوا لنا ثمن سكوتنا بالأضعاف فلن نخيب ظنهم."
بهذه العقلية تدعي – تتشدق الغرب وصانعوا السياسة الأمريكية وممثلي شعوبهم بالحضارة والانسانية .
قبل فترة سمعت من بعض الاذاعات وقرأت في بعض الصحف الغربية المعروفة كصنداي تايمس وغارديان ان دول الأتحاد الاوربي قد شطبت اسم عمر البشير من قائمة مجرمي الحرب وانها سعت ونجحت في عدم تقديمه للمحاكمة كمجرم حرب ( Criminal of War ) – وهو المسؤول عن إبادة مليون كائن بشري. ( Genocide)
وذلك لانه ركع لهم مرتين مرة بالقبول بالاستفتاء حول الجنوب ومرة بالقبول بنتيجة الاستفتاء. ومن نفس الاذاعة قال المعلق ان هذا الاجراء يعتبر مكأفاة له ولإمثاله الخاضعبن لإرادتنا. فقد تنازل البشير عن جل نفط بلاده وجميع الذهب لأمريكا والغرب مقابل ترقيته من مجرم حرب الى ضحية حرب. وهل تسائل أحد لماذا هذا التوقيت لأعلان الأستفتاء. والثورة المصرية كانت في أوجها. الجواب: المعروف ان جنوب السودان الى جانب اهميته الأقتصادية فله أهمية ستراتيجية وهي: منابع نهر النيل : صمام الأمان لامريكا لفترة ما بعد مبارك. وهذا يشكل بحد ذاته مصدر ضغط على أية حكومة قادمة في مصر لا تتجاوب معه ولا تجاري سياسته في الشرق الأوسط.
أما مجرم الحرب الآخرالليبي فقد كان طوال عهده هدفا لنقد سيرته وطيشه وبطشه. وصفوه تارة بالأرهابي وتارة بطاغية ومضطهد الشعب وتارة بمثير الشغب في كل انحاء العالم وانه عامل عدم استقرار في المنطقة. وفجاة سكت الكلام عنه تماما. خرس الغرب وأمريكا. وصار العدو هذا فجأة صديقا لهم حميما. كيف ؟
انه قدم لهم التنازلات تلو الأخرى خاصة بعد إعدام طاغية العراق. فتح اسواقه للشركات الغربية في قطاع النفط والغاز وغيره وادار ظهره للعرب وداعب اسرائيل، وأعلن إستعداده لتلبية جميع طلباتهم . كل هذا واكثر بكثير: مقابل خدمة صغيرة واحدة فقط: غض النظر عما يقترفه بحق شعبه من جرائم واضطهاد وتكبيل وتنكيل. فعاهدوه ان يخرسوا حتى لو سلط اسلحة الدمار الشامل على شعبه. على غرار الصفقات التي ابرمتها الحكومات الغربية، أخص بالذكرالبريطانية و الفرنسية والألمانية والولايات المتحدة ، مع الحكومة العراقية في الثمانينات.
والجدير بالذكر ان هناك (750 ) رجل اعمال هولندي وضعفي العدد هذا من الشركات الانكليزية كانوا يعملون الى يوم انفجار الثورة وذلك في شركات التنقيب عن النفط والغاز وغيرها في ليببيا. هولندا ستر على مجرم حرب آخر من قبل والذي زود صديقهم صدام بغاز ألأعصاب وغاز الخردل. اما تقطعت قلوبهم حينما أظهرت شاشات التلفاز صورة جثة العم عمر المتفحمة وهو يحتضن ابنته المرضعة المحترقة بغاز فرانس فان أنرات في حلبجة وقاية لها وحماية بالأنبطاح فوقها وضمها إليه بكلتا ساعديه. أتساءل هل كان فرانس فان انرات يسكت لو إن كلبته كانت هي الضحية بدلا من ابنة العم عمر؟ وهل كانت الحكومة الهولندية ستسكت؟ّّ لا ، لا يبدو ان النفط اهم من دماء سكان العالم المغلوب والضعفاء من العالم الثالث والرابع.
ه صديقهم القذافي أطلق مدفعية مضاد للطائرات أنكليزية الصنع على طفلة في بنغازي!!! اكرر : اطلق مدفعية مضادة للطائرات على طفلة في بنغازي!!!
هؤلاء هم اصدقائكم يا من تدعون الحضارة والبهائم لأقرب منكم الى الحضارة : مجرموا الحرب والمنحطين خلقيا كشيوخ الخليج والسعودية الذين يطوفون حول الحجر الأسود في النهار ويطوفون حول الجواري والغلمان الحسان في الملاهي وبيوت المومسات في المدن والعواصم الغربية في الليل.
وهكذا سكت الغرب وخرست انكلترا لان مجرم حرب ليبيا دفع حسابه مقدما والحساب جار بلا انقطاع. " افعل يا صديقنا المَلَك الوديع بشعبك ما تشاء فنحن لم نسمعك ولم نراك ."
هذا هو صديقكم الآن يبحث عن جحر كجحر صدام زميله في السادية والقتل من اجل التسلية يقيه من الموت كالفئران والسحل كالجرذان.
فهل يلبي له اصدقاؤه بالأمس هذا الطلب المتواضع؟!
لا أدري، لكنه اذا خرج من ليبيا – بمباركة مصطفى عبد الجليل وبمساعدة روسيا – الى أي دولة افريقية هذا يعني انهم لبوا مطلبه بالخلاص ولو الى حين .
طبعا لا خلاف بين روسيا والناتو ، كل هذه الشقاشق والمناوشات الكلامية ما هي الا مجرد تقسيم ادوار بين أسود ونمور الغابة في كيفية تقسيم الأرنب . والأنكد من ذلك ان دول حلف الناتو وروسيا و ( تركيا ) – كقوة مشاركة في تمزيق الشرق الاوسط واشعاله برمته – سيستخدمون الكلب وجروه كصمام أمان لتأمين مصالحهم النفطية في ليبيا إذا ما خرجت أية حكومة مستقبلية عن طاعتهم . واذا - لا سمح الله – وقع ذلك وخرجت عن طاعتهم فالكلب وجروه لا يزالان موجودان في النيجر ، البلد المتاخم ومعه جميع خزائن ليبيا نقدا وذهبا ، وكل مرتزقة افريقيا تحت الخدمة . ما يكفي لتحويل البلاد نارا ولهيبا كما توعد المجنون . وكما تشتهيه سفن الغرب . والى ان ترضخ الحكومة الجديدة لإرادتهم ( ويعطوا الجزية – النفط - عن يد وهم صاغرون ) . وحينها فقط يسدل الستار نهائيا عن المسرحية الكوميدية التراجيدية التي كانت عنوانها أبدا : معمّر القذّافي.

#فرياد_إبراهيم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات