أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - الأرهاب يطيل الأحتلال ويدمّر البلاد اكثر !2 من 2















المزيد.....

الأرهاب يطيل الأحتلال ويدمّر البلاد اكثر !2 من 2


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 1031 - 2004 / 11 / 28 - 08:57
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


نعم، ان الأعمال الأرهابية التي يروح الوف المدنيين ضحايا لها لأنها تستهدفهم، وتثير الفزع بينهم وتشلّ بالتالي حياتهم، هي التي تشكّل الهمّ اليومي لهم الآن. ان الرعب والخوف الذي زرعه الدكتاتور المقبور الذي ابتدأ منذ اكثر من ثلاثين عاماً والذي شلّ الناس عن التفكيربمعاني الوطنية وبناء الموقف الوطني، والذي حاول صدام تشويهه وافراغه من معانيه بالحماسيات الفارغة وبالأرهاب والقمع والحروب . . ويجري اليوم تشويهه بذات الأسلوب الذي تمارسه اليوم عناصر امنه وارهابه وقتلته، الذين يحاولون ارجاعه بالتستّر بشعار (المقاومة الوطنية)، بخلق اجواء الأرهاب التي يوظفها الزرقاوي للقيام بالمزيد من الأعمال الوحشية لتسويق مشروعه الظلامي السلفي. ان الأرهاب هوالذي يشكّل اليوم الخطر الأكبر على الطمأنينة والسلام الضروريين لبناء الموقف الوطني والتحشيد له من اجل انهاء الأحتلال وجلاء القوات الأجنبية، ومن اجل اعادة بناء البلد الذي دمّرته الحروب واغتالت روحه .
ان الأعمال الأرهابية التي تروّج لها الفضائيات والمنابر المدفوعة الأجر، وتحاول تسويقها كـ (مقاومة وطنية)، تستغل حالة الضياع والتعقيدات التي تسبب بها الدكتاتور المنهار ثم اخطاء الأحتلال، لأسدال الستار عن حقائق هامة عن مفهوم المقاومة الحقّة ومفهوم الموقف الوطني الذي يبدأ بسلامة الفكرة ومدى تمثيلها لأرادة ومصالح الغالبية الساحقة من المواطنين في الظرف الحياتي الملموس وبالتسلسل الممكن، من اجل التوصّل الى حلول للمشاكل التي يعاني منها العراقيون وبالأخص طبقاتهم وفئاتهم الكادحة .
ويرى كثيرون ان التحشيد للمصلحة الوطنية وبالتالي للسير في طريق تحقيق الآمال ونحو حياة افضل، لايمكن ان يتم في عالم اليوم بالعودة الى الفكر السلفي الظلامي التي تجرّب الناس مخاطره العملية على حياتها وممتلكاتها وعلى حياة دول الجوار، المنطقة والعالم . . التي يزداد خطرها بتداخلها مع المجرمين الجدد، والقدامى من فلول صدام و منتسبي مايسمى بـ (جيش محمد) من الذين تدرّبوا على قمع الناس وتدمير حياتهم، يوم كانوا افراد اجهزته الكريهة الظالمة .
وفيما يرى البعض في استمرار العنف تحشيداً لـ ( مقاومة الأمة ضد مغتصبيها)، فانهم ينسون ـ في احسن الأحوال ـ ما آل اليه التطرف والتعامل السطحي البدائي مع القضايا الملتهبة في عالم اليوم. انه نفس المنطق الذي ضيّع فرصاً كبيرة لتأسيس موقف وطني وقومي تحرري تقدمي، تسبب بضياع كامل فلسطين قبل نصف قرن وتسبب بالعديد من المذابح وازهاق ارواح المدنيين بلاطائل .
اضافة الى تصوّر البعض ان الهدف هو التنفيس عن الألم والغضب وسوق الناس بالعنف لتحقيق اهداف يصوّرها عقل يتحرّك بالعاطفة، ويلتقي مع المنطق البدائي الأرهابي الأجرامي، ابن التشرّد وعصابات الشوارع الذي انجب كريم لعاّبة وعصابة كنيّ وابن ماهية وصدام وعزت في الكرخ ـ رحمانية ـ مقبرة الشيخ معروف، وعصابة الزرقاوي في الأردن . . وغيرها من النتاج السئ العرضي لمجتمعات الفقر والتخلف والبطالة والتسكّع، التي اخذت بالأزدياد جراّء سياسات القمع والأرهاب والحروب اللصوصية وتحطيم النفس البشرية في منطقتنا.
وهي بقدر ما تحرّك المشاعر الأنسانية لفهمها والتعامل معها والسعي لوضع حلول لها، فأنها لايمكن تبنيها ووضعها كفكر للدلالة على طريق التحرر والتقدّم الأجتماعي لشعبنا، لأنها جرّبت في السابق وجاءت بالدكتاتور الدموي، اضافة الى انها لاتقدّم البديل ولاتحمل اليوم ما يمكن التطبيق سوى ترديد الشعارات العامة المعروفة التي نالت الجماهير المعدمة والكادحة تحت غطائها مانالت، في وقت تحتاج البلاد فيه برنامجاً واقعياً على الأرض وليس في الغيب اوبين الحوريات الجميلات هناك !
ان مايدعى بـ (المقاومة الوطنية) على هذه الشاكلة الأرهابية الدموية وبدون بديل واقعي لحل مشاكل البلاد التي دمّرها الدكتاتور بنزقه وظلمه اللامحدود وعدم استجابته لمطالبات شعبه وقواه الوطنية رغم تقديمها آيات التضحيات، وانما سقط بحرب خلّصت الشعب منه ومن عصاباته، الاّ انها جلبت الأحتلال الذي مارس اخطاءاً فسحت المجال لتفاقم اعمال الأرهاب بشكل مهول، لأنها خلقت فرصاً وارضية ذهبية لتفريغ طاقات متنوعة ولأقامة مشاريع متنوعة الأتجاهات، دولية ومنطقية وداخلية . .
ان من يسوّق لتلك (المقاومة) لاينظر الى مخاطر اشاعة البلاد اكثر ومخاطر فتحها على مصراعيها امام شتى المشاريع لضرورات حصر ومقاومة الأرهاب في منطقة نفط العالم ولأجل استقراره، ولاينظر الى المعانات المتفاقمة لبنات وابناء العراق بالوان طيفه، التي تؤديّ الى ان اوساطا غير قليلة منها اخذت تريد بقاء القوات الأميركية والحليفة، لتحميها من مخاطر الأنفجارات العشوائية وعصابات الظلام والسيارات المفخخة التي يتساءل حولها كثيرون، بأنه اذا اراد القائمون عليها الأنتحار، لماذا يفرضون على الناس ان يُقتلوا معهم ؟ !
ويرى عديد من الخبراء والمراقبين بان الخطوات التي جرت لحد الآن ـ رغم ماشابها من نواقص ـ من انهاء حالة الأحتلال بمشاركة العراقيين ووفق قرارات المجتمع الدولي، وصياغة قانون الدولة الأنتقالي الذي انبثقت بضوئه حكومة انتقالية وبرلمان انتقالي مؤقت تمهيداً لأجراء الأنتخابات العامة، في بلد حرم من المؤسسات ثم ابتلي بدكتاتورية دموية طيلة خمسة وثلاثين عاماً . . هي خطوات تفسح المجال لأعادة بناء الصف الوطني والموقف الوطني وصياغته بمشاركة كل الوان الطيف العراقي بحقوق متساوية على اساس التوافق، بعد موروث الماضي المدمّر الذي شوّه الموقف الوطني ودمّره بالدكتاتورية والأرهاب والحروب، التي ادّت اضافة الى رعونة وغرور الدكتاتور،الى اباحة البلاد التي كان قد بدأ هو لاغيره بها .
ويرى كثيرون اضافة الى ابرز قوى وسياسيي ومفكري البلاد، ان تلك الخطوات وصولاً الى الأنتخابات تشكّل ضرورة لابد منها لأعادة بناء البلاد اولاً ونقلها الى مناخ جديد بعيداً عن العنف وعن الأرهاب من ناحية، وفسح المجال للمشاركة والمباراة السياسية سواءاً في الحكم او في المعارضة السياسية من ناحية اخرى، ويؤسس لقيام وبناء الموقف الوطني وفق مستجدات العالم والمنطقة وحاجات البلاد، كموقف على اساس صفٍّ وطني يستطيع النهوض بالمطالب الوطنية وبأنسحاب القوات الأجنبية من البلاد، الأمر الذي سيحتاج زمناً وجهوداً كثيرة التعقيد للمرحلة الدستورية اللاحقة .
ويتساءل الكثيرون عن اية مصالحة وطنية يجري الحديث الآن، بعد ان ازدادت العمليات الأرهابية وسفكت الدماء العزيزة مدراراً، والبعث الصدامي ( يعيد بناء ) نفسه ومنظماته ويصدّر جريدته التي اخذت تدّعي تمثيل السنّة، في الوقت الذي لم يجرِ فيه ايّ تقييم لمرحلة صدام الدموية ولامسؤوليته المباشرة عن جرائم عظمى راح فيها شعبنا بالوان طيفه السياسي، القومي، الديني والطائفي، وشعوب الجيران والمنطقة، ضحايا لجرائم دكتاتور اوحد .
ويزداد قلق الناس من رؤية نفس الوجوه الكالحة المجرمة تتمخطر بسلاحها في مناطق السكن والدوائر، بلا حسيب ولارقيب خاصة بعد تجميد (قرار ولجنة اجتثاث البعث) الذي لم يصدر قانون جديد كبديل له بعد تعديله، ولا قرار لضمان دوام نفاذ جوهر هدفه . . فيما قائدهم صدام يقيم بأمان في موقف مرفّه حديث في شقة اوروبية الطراز، مزوّد بمكيفات الهواء ويدخّن السيكار الفاخر الذي يفوق الكوبي، الذي ترسله اليه رغد مع الهدايا وغيرها ـ على حد مطّلعين ـ الذي لم يكلّف نفسه حتى بالقيام بأية خطوة في محاولة لحقن دماء الشعب الذي يدّعي انه يعتزّ به وانه انتخبه بنسبة 99,9 % .
وفي الوقت الذي تريد الناس فيه المصالحة بين الوان طيفها من اجل تضميد الجراح واعادة البناء، الاّ ان اوساطاً واسعة منها يزداد قلقها للظروف والوقائع اعلاه، اضافة لما اثبت مؤخراً من ان منظمة (جيش محمد) الأرهابية الدموية، هي الجناح العسكري لحزب البعث . . . ان اوساط واسعة من الناس تنتظر من اعضاء الحزب الحاكم السابق غير الملوثة اياديهم بجرائم، الذين انتموا اليه سواءاً عن قناعة بجدوى واهمية النضال القومي العربي التحرري واحزابه، او ممن أجبروا او فرضت عليهم عضوية ذلك الحزب، ان يدينوا جرائم صدام وعهده وان يتخذوا اجراءاً حزبياً وسياسياً بحقه وبحق نخبته، جراّء كل ما ذكر، وان يبادروا الى تشكيل حزب او احزاب جديدة لاتحمل اسم (البعث)، جراّء ما يترك ذلك الأسم من توترات اجتماعية وسياسية خطيرة تفوق خطر اسم (النازي) في اوروبا، وان يعتمدوا برنامجاً واضحاً صريحا بالقول والفعل، لا كما عملت منظمة (جيش محمد) الأرهابية، وما تعمل به منظمات أخرى من فلول صدام تحت عدة واجهات في الداخل والخارج، مستغلة ما عندها من اموال وممتلكات، مسايرة مودة الأسماء.
ان مسيرة البلاد تنتظر المصالحة الوطنية على اساس معاقبة المجرمين، وعلى المشاركة في العملية السياسية على اساس التوافق او المعارضة السياسية العلنية، وانهاء العنف وطي ملف عصابات كنيّ، كريم لعّابة، ماهية، ابو طبر، صدام و(جيش محمد) السئ الصيت، من اجل الأستقرار والتقدم والرفاه ومن اجل استقلال القرار الوطني وجلاء القوات الأجنبية، وفق العقود والمواثيق الدولية، والنضال من اجل ان تكون لصالح العراق البرلماني الفدرالي الموحد . (انتهى)

مهند البراك، 27 / 11 / 2004



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأرهاب يطيل الأحتلال ويدمّر البلاد اكثر ! 1 من 2
- في استشهاد القائد الأنصاري الوطني وضاح حسن -سعدون- ورفيقيه ا ...
- !في استشهاد القائد الأنصاري الوطني وضاح حسن -سعدون- ورفيقيه
- الفيدرالية كضمان للتعايش الأخوي في عراق موحّد ! 2 من 2
- الفيدرالية كضمان للتعايش الأخوي في عراق موحّد ! 1 من 2
- الدكتور سلمان شمسة في ذمة الخلود !
- العراق : الأرهاب، الحدود، الأنتخابات !
- منع - الحوار المتمدن - ، المفاجأة ان لايكون !
- التوافق كبديل وطني للأنقاذ !2 من 2
- التوافق كبديل وطني للأنقاذ !1 من2
- ‎ـ 4 ـ‏‎ ‎ ضحايا جرائم التطهير العرقي، الكورد الفيليون نموذج ...
- ضحايا جرائم التطهير العرقي، الكورد الفيليون نموذجاً !‏ ـ3 ـ‏
- ضحايا جرائم التطهير العرقي، الكورد الفيليون نموذجاً ! ـ 2 ـ ...
- ـ 1 ـ ‏ ضحايا جرائم التطهير العرقي، الكورد الفيليون نموذجاً ...
- الدكتاتور الأسطورة امام العدالة !‏
- ملازم جمال ومضيق الموت في شاندري ! 2 من 2
- ملازم جمال ومضيق الموت في شاندري !‏‏ 1 من 2‏
- رغد، الرئاسة، مصير القرارات المتخذة والآفاق؟!‏ ‏2 من 2‏
- ‏رغد، الرئاسة، مصير القرارات المتخذة والآفاق؟!‏ 1 من 2‏
- محاكمة صدام خطوة حاسمة نحو تحقيق الأمن!‏


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - الأرهاب يطيل الأحتلال ويدمّر البلاد اكثر !2 من 2