أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام صفاء الذهبي - التكافل الاجتماعي لخدمة المحتاجين أم السياسيين؟؟














المزيد.....

التكافل الاجتماعي لخدمة المحتاجين أم السياسيين؟؟


حسام صفاء الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 3455 - 2011 / 8 / 13 - 08:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التكافل الاجتماعي لخدمة المحتاجين أم السياسيين؟؟
مفهوم التكافل الاجتماعي من المفاهيم الإنسانية الرائعة وهو في نفس الوقت يمثل فكرة متقدمة تتجاوز مجرد التعاون بين الناس أو تقديم أوجه المساعدة وقت الضعف والحاجة وليس مبناه الحاجة الاجتماعية التي تفرض نفسها في وقت معين أو مكان بعينه فقط وإنما يتعدى ذلك الى ابعد الحدود الإنسانية ، فالإنسان حسب هذا المفهوم لا يعيش مستقلا بنفسه منعزلا عن غيره وإنما يتبادل مع أفراد المجتمع الآخرين التكافل في أمور الحياة وشؤون المجتمع كما ان التكافل الاجتماعي ليس مقتصرا على النفع المادي فقط بل يشمل النفع المعنوي والفكري حين يكون الفرد على قدر من الوعي والفكر يستطيع من خلاله نفع غيره وتوضيح الحقائق ممن عجز او لم تسنح له فرصة اكتشافها وبيانها ..
والتكافل الاجتماعي ورعاية المحتاجين والمتضررين ليس على عاتق جهة او شريحة من المجتمع فحسب بل ان الحاكم وبغض النظر عن التسمية كأن يوصف بالرئيس او الأمير او الملك يعتبر هو الراعي للشعب حسب القوانين والأعراف الدولية والإنسانية ، لكن وللأسف الشديد نلاحظ اليوم قد اختلفت نظرة الناس الى الحاكم واحكامهم عليه فهل هو مقصّر في حمل المسؤولية أو لا ؟؟ فأكثر الناس ينظر الى المسؤول على أنه صاحب سلطة تقدّم له مظاهر التكريم والتبجيل ويعطى الولاء المطلق ويتصرّف بأموال الدولة بلا حساب ولا يحق لأحد أن يسأله عن أعماله ، ولا أن يناقشه في أقواله لأنه الآمر الناهي وله مطلق الصلاحية ، وهذه النظرة وللأسف ليست عند عامة الناس فقط بل عند من يدعي الوعي والثقافة فيأخذون بزرع هذه الأفكار عند الناس ويحاولون بيان ان خدمة الناس ورعاية الفقراء هي من مسؤولية المجتمع وليس من مسؤولية الحكومة او المرجعية الدينية باعتبارها ممثلة لأحكام الدين ومسؤولة عن تطبيقه في المجتمع وإلا ما فائدة جباية الحقوق الشرعية من الخمس والزكاة وغيرها إن كانت هي غير مسؤولة عن كفالة المحتاجين من الأيتام والفقراء وغيرهم ؟؟ وما هي مسؤولية الحاكم حين تسلط على أموال الناس ولم يتكفل برعاية وخدمة أبناء شعبه ؟؟ هل صارت نظرة الناس اليوم تجاه المسؤول ان واجبه فقط استقبال الوفود وتوديع الزوّار وبالتالي فهو غير مسؤول عن أزمات الشباب وغيرهم من فئات الشعب ؟؟!!
أقولها وبصراحة إن هذه النظرة للحاكم وسلطته وصلاحياته وأعماله خاطئة لأن الحقيقة ان الحاكم ، دينيا او اجتماعيا او سياسيا .. ، هو المسؤول الأول عن المجتمع ، ولعل الناس قد نسوا هذه المسؤولية الواسعة لأنهم لم يلاحظوا اليوم حاكما يحمل كيس الطحين على ظهره ليوصله للأرملة أو لأن المبلغين والخطباء والمثقفين لم يؤدوا ما عليهم من مسؤولية التثقيف والتوعية للمجتمع بهذا الخصوص كما لاحظت انا بنفسي حين تابعت محاضرة للخطيب الديني جعفر الإبراهيمي ومن على فضائية الأنوار الثانية وكان موضوعه حول التكافل الاجتماعي وحقوق الأيتام ليحاول جاهدا من موضوعه هذا ان يرمي باللوم على المجتمع فقط قائلا لهم عليكم ان تجعلوا صناديقا لتجميع التبرعات واعطائها للأيتام وفي الظاهر هذا الكلام جميل لكنه في حقيقته كلمة حق يراد بها باطل كما يقول الامام علي بن ابي طالب فالإبراهيمي يحاول ان يقول للناس "الشبعان يثرد على الجوعان حروف" وليبعد بأسلوبه هذا المسؤولية عن المرجعية وينزه ساحة الحكومة التي دعت المرجعية الدينية الى انتخاب معظم سياسييها حسب ما يقول المرجع الكبير في النجف الباكستاني ، هذه الحكومة التي تقع على عاتقها مسؤولية رعاية الأيتام وخدمة الشعب عامة كل حسب استحقاقه وحاجته وهذا الأسلوب من الإبراهيمي وأمثاله هو ما أوصل الحال بالشعب بان يرى انه من الواجب عليه ان يخدم المسؤول هو وان يحمل الطحين على ظهره الى قصور المتسلطين !!
ان المرجع والحاكم الديني والسياسي مسؤول عن جميع الأزمات التي يتعرض لها الناس وإلا فهو مسؤول عن أي شيء اذن ؟؟
فمن مسؤولياته البحث عن سبل الخير وان يدل الناس عليها ويدفعهم الى سلوكها وأن يرصد أبواب الفساد ومنافذه فيقفلها ويمنع أحدا من فتحها ، لا ان يحاول الخداع وخلط الأوراق على الشعب بل عليه أن يوجّه المجتمع الى الاهدف الرفيعة وقيادة الشعب برسالة إعلامية واضحة لا ان يدع الناس ضحية الفراغ والضياع ، وأن يفتح للشباب أبواب العلوم ويرفع مستواهم العلميّ ويشجعهم على التحصيل والإبداع وأن يساعد الناس على معيشتهم بتسهيل سبل العمل لهم وأن يسخّر إعلامه لتوجيه الناس التوجيه السليم لا أن يعمد الى أسلوب الخداع والتضليل ، وأن يغرس فيهم الأخلاق الفاضلة الحسنة ويربيّهم التربية الصالحة وإن لا يكون سببا في ظلم واضطهاد وقهر شعبه أو تشريد الأيتام والعجزة بلا معيل فإذا لم تكن هذه الأمور من مهمات المرجعية والحكومة فما هي مهمتهم يا ترى ؟ فهل يصح رمي المسؤولية على المجتمع وابعادهها عن أهلها يا إبراهيمي ؟؟!!

حسام صفاء الذهبي



#حسام_صفاء_الذهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امتناع المرجعية عن استقبال المسؤولين بين الواقعية والإعلام
- إيران تدعو بغداد للوقوف مع دمشق ماليا .. استخفاف أم وصاية ؟؟
- المؤسسة الدينية في العراق بين الانتهازية والإصلاح
- العراق بين قواعد اقتصادية إيرانية وأخرى عسكرية أمريكية
- اتفاقية التمديد بين المكاسب والأضرار
- الفدرالية مطلب شعبي أم مطلب أمريكي؟؟
- الإعلام بين النقد البناء وسياسة التبرير والإخفاء
- الاستغفال أشد علينا من الانفصال
- ثروات تسرق وسكوت مطبق
- العراقيون بين مطرقة التجميد وسندان التذويب
- الإحباط السني هل يبرر الانفصال؟؟
- الشعب العراقي بين التخيير والتسيير ..


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام صفاء الذهبي - التكافل الاجتماعي لخدمة المحتاجين أم السياسيين؟؟