أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - رشيد غويلب - تسوية الميزانية في الولايات المتحدة الأمريكية / الفقراء سيتحملون أعباء الأزمة














المزيد.....

تسوية الميزانية في الولايات المتحدة الأمريكية / الفقراء سيتحملون أعباء الأزمة


رشيد غويلب

الحوار المتمدن-العدد: 3451 - 2011 / 8 / 9 - 23:32
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    



أعلنت وكالة ستاندرد اند بورز للتصنيف الائتماني تخفيض القدرة الائتمانية للأوراق المالية للولايات المتحدة درجة واحدة، ويأتي هذا الإعلان بعد مرور ثلاثة أيام فقط على التسوية التي توصل إليها الرئيس الأمريكي أوباما بشأن أزمة الميزانية و الديون، وجاء هذا الإعلان ليؤكد، إن التسوية التي كانت بمثابة استسلام من الرئيس أمام الليبراليين الجدد، غير كافية للمتسلطين في الأسواق المالية، على الأقل للتمتع بإجازة مؤقتة و التوقف عن المضاربة بسندات مديونية الدولة و ضدها.

سيؤدي القرار إلى ارتفاع نسبة الفائدة التي تدفعها الولايات المتحدة الأمريكية على سنداتها، وستحصل البنوك و الصناديق المالية، التي تشتري السندات الحكومية وتقدم القروض لكي تستطيع الحكومة تغطية نفقاتها، على المزيد من الأرباح.

سوف يكون „إعادة تنظيم" ميزانية الولايات المتحدة صعبا و مكلفا، إذ ستؤدي ارتفاع الفوائد بمقدار1 في المئة، وفق خبراء اقتصاديين، إلى عبء إضافي لميزانية الدولة مقداره 140 مليار دولار، و هناك مخاوف أن يؤثر ما يجري في الولايات المتحدة على تكاليف السندات الحكومية في أوربا، و ترفع الفوائد على بلدان الاتحاد الأوربي التي تعاني أصلا من مديونية عالية و تحتاج إلى ديون جديدة، كما هو الحال في أسبانيا و ايطاليا، ويمكن أن يعطي ذلك زخما جديدا "لازمة اليورو" التي أصابتها الحمى جراء هبوط أسعار البورصات، في الأسبوع الماضي، في جميع أنحاء العالم.

نشرت جريدة اللوموند الفرنسية، واسعة الانتشار، مقابلة حول "تسوية الميزانية" في الولايات المتحدة الأمريكية تحت عنوان "الفقراء سيتحملون أعباء أزمة الديون"، مع الباحث الاقتصادي هنري ستيردنياك مدير قسم العولمة الاقتصادية في المرصد الاقتصادي للمنازعات، الذي أنشأته الحكومة الفرنسية، وفي إجابته على سؤال فيما إذا كان يرى في "التسوية" أمرا جيدا؟ أجاب:" لا، لانها تقيد السياسة المالية الأمريكية، و اتفاقية التسوية لا تتضمن زيادة للضرائب، وبهذا لا يتيح للحكومة إمكانية المناورة التي تحتاجها لدعم الاقتصاد و تطوير الضمان الصحي و مكافحة البطالة، وفي نهاية المطاف سيتحمل أفقر الفقراء أعباء هذه التسوية، بالرغم من إن ضعف القدرة الاستهلاكية للسكان، بل أكثر من هذا إن زيادة الاستهلاك المعتمد على القروض هو احد أسباب الأزمة في الولايات المتحدة الأمريكية".

في حين يرى خبراء آخرون إن "التسوية" التي اقرها مجلسي النواب و الشيوخ الأمريكي، في بداية الشهر الحالي، لا تمثل حلا للمشكلة وإنما أجلتها إلى حين. سيتم بموجب " التسوية" رفع سقف الدين المسموح به بمقدار 2,1 بليون ( من 14,3 الى 16,4 بليون) إلى عام 2013 للحيلولة دون عدم قدرة الولايات المتحدة على الدفع الفوري، ولكن منذ عام 2007 و 2008 لا تغطي واردات الضرائب سوى 60 في المئة من نفقات الحكومة، و النسبة المتبقية 40 في المئة تتم تغطيتها من القروض و من هنا تأتي الزيادة في التكاليف. اتفق الديمقراطيون و الجمهوريون على تخفيض الإنفاق الحكومي خلال العشر سنوات القادمة بمقدار 2,5 بليون دولار يشمل 917 مليار دولار منها المفاصل الأساسية في الميدان الاجتماعي، أما المبلغ المتبقي 1,5 بليون دولار فقد كلفت لجنة من الحزبين، تتكون من 12 عضوا، بتهيئة مقترحات حتى نهاية تشرين الثاني القادم، بشأنه. وفي حالة عدم اتفاقهم سيتم تلقائيا اللجوء إلى اعتماد تخفيض الإنفاق، علما إن وكالة التصنيف طالبت بضرورة الإقدام على تخفيض النفقات بمقدار 4 بليون دولار.

و من المتوقع أن تصيب هذه التخفيضات، كما علقت النيويورك تايمز في الأول من آب، في المقام الأول "برامج الرعاية الاجتماعية للطبقة الوسطى و الفقراء وتؤدي إلى إعاقة انطلاق دورة جديدة للاقتصاد". و بالتالي ستزداد قيود الاستهلاك في السوق الداخلية، و تزداد مخاطر الكساد مجددا، ويجري هذا كله في وقت بلغ فيه النمو الاقتصادي أقل من 1 في المئة، وتصل فيه البطالة مستويات غير مسبوقة أكثر من 9 في المئة وفق المعطيات الرسمية.

في الواقع، لا تغير برامج التقشف المنوي اعتمادها من الأسباب الفعلية لمديونية الولايات المتحدة الأمريكية، لان الديون لم تأت نتيجة " للنفقات الاجتماعية العالية"، بل بسبب التخفيضات الضريبية الهائلة، التي قدمها سلف اوباما، الرئيس بوش للأثرياء و الشركات الكبيرة في أعوام 2001 و 2003، بالإضافة إلى ذلك تكاليف الحرب في العراق و أفغانستان و أخيرا في ليبيا، فضلا عن التكاليف المترتبة على امتلاك الولايات المتحدة 750 قاعدة برية و بحريه في مناطق مختلفة من العالم، العامل و الثالث هو النفقات العالية للحكومة الرئيس اوباما لإنقاذ الشركات و البنوك الكبيرة إبان فقاعة العقارات في عام 2007 والتي بلغت 1,1 بليون دولار، وبرامج تحفيز الاقتصاد في عامي 2008 و 2009 و التي بلغت 783 مليار دولار.

إن ما يجري يعكس حقيقة الرأسمالية الأمريكية، التي شجعت المضاربة بالعقارات و الثروة المالية وعملت على توسعها الانفجاري في جميع أنحاء العالم، ودفعت بميزانية الولايات المتحدة الأمريكية إلى حافة الإفلاس، و التي تدفع ثمنها الغالي الآن أفقر الفئات من الملايين الذين يعيشون في البلاد، بالمقابل سوف لم يتأثر بالأزمة 5,2 مليون مليونير أمريكي يستحوذون على 38 بليون دولار، وخصوصا عندما يدفعون ضرائب بالنسب التي كانوا ملزمين بها في التسعينيات من القرن الماضي في عهد الرئيس كلينتون. لقد استسلم اوباما أمام ضغط الجمهوريين دون أن يطرح أي بديل باختياره هذا الطريق للخروج من أزمة الديون

* - أعدت هذه المادة على أساس مقالة بعنوان:
USA: Ein Kompromiss auf Kosten der Armen
بقلم Dirk Grobe نشرت في موقع شيوعيون العائد للحزب الشيوعي الألماني



#رشيد_غويلب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب اليسار الأوربي يدعو الى تأسيس جديد للاتحاد الأوربي
- لجنة دولية تعيد فحص جثمان الزعيم الاشتراكي المغدور أدلة جديد ...
- موضوعات حول أزمة ديون الرأسمالية العالمية*
- حكاية-إنقاذ اليورو- و ابتلاع اليونان؟*
- معارضة واسعة تقابلها الحكومة بالصمت / جدل وخلافات حول صفقة ا ...
- الشيوعي الفرنسي يخوض انتخابات 2012 ضمن جبهة اليسار
- رياح الثورة المصرية تهب على أوربا/ أسباب ودوافع انتفاضة الشب ...
- الشبيبة الاسبانية تحول اليأس إلى ثورة: الديمقراطية الحقيقة ا ...
- الغضب اليوناني يتصاعد ضد سياسة التقشف المسعورة*/هل ستغادر ال ...
- حزب اليسار الأوربي يدعو للتعبئة ضد - اتفاق اليورو- و سياسات ...
- المنتدى الاجتماعي العالمي، ينهي اعماله في داكار والعيون ترنو ...
- تفاؤل مفرط في منتدى دافوس الاقتصادي
- ما هي الرأسمالية؟
- الفقراء يزدادون فقرا* تأثيرات الأزمة المالية – الاقتصادية ال ...
- المؤتمر الثالث لحزب اليسار الأوربي ينهي أعماله....أقرار برنا ...
- الأزمة المالية تضرب ايرلندا
- اليسار في امريكا اللاتينية في بدابة القرن الحادي و العشرين* ...
- مرشحة تحالف اليسار تفوز بانتخابات الرئاسة في البرازيل- اول ا ...
- أحزاب جديدة تنظم لحزب اليسار الأوربي و الفرنسيون يستضيفون مؤ ...
- تحالف اليسار الفنزويلي يحصد الأكثرية المطلقة من أصوات الناخب ...


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - رشيد غويلب - تسوية الميزانية في الولايات المتحدة الأمريكية / الفقراء سيتحملون أعباء الأزمة