أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم حسين صالح - حمادي العلوجي..أبو عقلين!














المزيد.....

حمادي العلوجي..أبو عقلين!


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3450 - 2011 / 8 / 8 - 09:31
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


حمادي العلوجي..أبو عقلين!
يتداول البغداديون مثلا يطلقونه على الرجل الذي يورّط نفسه في مأزق فيقولون عنه ( أبو عقلين).ولقد تحريت عن أصل هذا المثل فوجدته يعود الى مئتي سنة ،وتدخل واقعته بصنف
(عجيب أمور غريب قضية).
ففي العام 1812هرب سعيد بك من بغداد الى سوق الشيوخ لاجئا عند شيخ المنتفق حمود الثامر،فأرسل الوالي عبد الله باشا الى الشيخ حمود يطلب منه تسليم سعيد بك،فأجابه الشيخ (الموت دون تسليم جاري).واستطاع الوالي أن يوقع الهزيمة بالعشائر ولم يصمد مع سعيد بك سوى ثلاثين فارسا. وفجأة انقلب معظم قواد جيش الوالي وانحازوا لسعيد بك بحجة انهم تذكروا نعمة أبيه سليمان الكبير عليهم وأنهم يريدون الوفاء له بالانتصار لأبنه.وجيئ بالوالي ورمي برأسه تحت اقدام سعيد بك.
كان سعيد(صار الآن باشا) في الثامنة والعشرين من عمره حين تولى الحكم.وكان مترفا..مدللا..لا يعرف من دنياه سوى الملذات،وصار الأمر بيد حمود شيخ المنتفق وسعيد مثل طفل بيديه.غير أنه استطاع بعد أربع سنوات تأسيس حكم قوي بأسناده منصب (رئيس الوزراء)الى رجل محنّك اسمه داود أغا.وصار الناس يهابونه لدرجة أنهم اذا رأى أحدهم موكبه قادما نهض وأحنى جسمه الى الأمام أو رفع يده الى شفتيه ثم وضعها على جبينه..فقلبه..بمنتهى الاحترام،على حد وصف بكنغهام في كتابه (رحلتي الى العراق).
غير أن هذا الوالي (الأبّهة) وقع في عشق غلام مليح أسمه (حمادي العلوجي) لدرجة انه ما كان يطيب له سوى قضاء أوقاته بالقرب منه،فسيطر عليه هذا الغلام سيطرة شبه تامة!.
و(حمادي العلوجي)هذا هو الذي اشتهر بلقب (أبو عقلين)،والمظنون أن والده جاء به من قرية في الشام أسمها (بعقلين) فحرّفها البغداديون الى (أبو عقلين)ليسخروا من الذي يورّط نفسه ويدعي أنه ذكي.
غير أن (حمادي العلوجي)كان ذكيا وقوي الشخصية ومليحا(أوقع من وسيم!).وأخذت سيطرته على الوالي سعيد تزداد يوما بعد يوم حتى وصل أخيرا لمنصب رئيس الوزراء! وصار يأمر وينهي كما يشاء.
ويروي سلمان فائق في كتابه (تاريخ بغداد) بشأن العلاقة العاطفية بين الوالي وحمادي،فيقول:(أما محبته لحمادي أغا التي بلغت درجة العشق والهيام وأصبحت حديث الخاص والعام بالاضافة الى ما كان يتمتع به المومى اليه من حسن وجمال فان كل ذلك قد حمل الناس على اتهامه بالانحراف الجنسي ولا دليل ينفي عنه تلك التهمة).ويمضي في القول الى أن تلك العلاقة أدت الى تدهور الأحوال في العراق حيث انشعل الوالي بعشقه وأهمل شؤون الحكم فانتشرت الفوضى والاضطرابات.
غير ان داود أغا الذي كان عينه رئيس وزارء وعزله تنفيذا لطلب أمه،استطاع أن يستقطب المعارضين ويحاصر بغداد.وحين أدرك سعيد باشا خطورة الموقف آثر أن يرضخ للأمر ويترك بغداد،الا أن عشيقه حمادي أغا ثناه عن عزمه وحثه على الصمود..وانتهى الأمر بدخول داود أغا الى بغداد فاستقبله الأهالي استقبالا رائعا..وجرى البحث عن سعيد باشا فوجدوه بحضن أمه! فضرب عنقه رئيس الانكشارية بالبلطة فتدحرج الرأس أمام أمه وبقي الجسد بحضنها.أما المعشوق..المليح..الذكي..حمادي اغا..أبو عقلين..فقد ألقي القبض عليه ثم قتل بعد تعذيب طويل! وبشع!.
وتحار في أمر حكّام العراق،فمنهم من يقتله فسقه،ومنهم من يقتله ظلمه،ومنهم من يقتله خصمه حتى لو احتمى بأمه!،ومنهم من لا نتمنى أن يقتله فساده!..وهذا وارد لأن كل تلك الحالات سبقتها فوضى واضطرابات وأهمال لأمور الناس!!
أللهمّ أبعدنا عن السياسة..فكثير من فيها اما ناكح او منكوح.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البرلمان ..وعلم العراق
- ثقافة نفسية (42): على الحب السلام!
- ثقافة نفسية(41): أسرار النساء
- ثقافة نفسية (40):قصة جميلة
- ثقافة نفسية(39): دماغ المرأة أفضل من دماغ الرجل!
- ظاهرة أردوغان
- تناقض الأضداد في الشخصية العراقية
- اسطنبول تتكلم..تركي!
- الابداع..عالميا وعربيا (تقرير عن مؤتمر اسطنبول)
- ثقافة نفسية (38):الشعر الشعبي..مازوشيا ممتعة!
- ثقافة نفسية(37):العادة السّرية
- ثقافة نفسية (36): الرجل هو الأضعف!
- ثقافة نفسية(35): الضمير ..حين ينعدم
- ثقافة نفسية(34):حذار..حين تتعامل مع هؤلاء
- السلطة والمثقف..هل سيلتقي الجبلان؟
- الفساد..حين لم يعد خزيا في العراق!
- ثقافة نفسية(33): العراقيون والاحتراق النفسي
- ثقافة نفسية (33): الحب ليس نوعا واحدا!
- ثقافة نفسية(32): القيلولة..اختراع عراقي!
- ثقافة نفسية(31):نظرية..في الفساد بالعراق


المزيد.....




- أمير الكويت يأمر بحل مجلس الأمة ووقف العمل بمواد دستورية لمد ...
- فرنسا.. الطلبة يرفضون القمع والمحاكمة
- البيت الأبيض: توقعنا هجوم القوات الروسية على خاركوف
- البيت الأبيض: نقص إمدادات الأسلحة تسبب في فقدان الجيش الأوكر ...
- تظاهرات بالأردن دعما للفلسطينيين
- تقرير إدارة بايدن يؤكد أن حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة لا ...
- بالنار والرصاص الحي: قرية دوما في الضفة الغربية.. مسرح اشت ...
- أمير الكويت يحل البرلمان ويعلق العمل جزئيا بالدستور حتى أربع ...
- مجلس الأمن يؤكد على ضرورة وصول المحققين إلى المقابر الجماعية ...
- بالفيديو.. إغلاق مجلس الأمة الكويتي بعد قرار حله ووقف العمل ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم حسين صالح - حمادي العلوجي..أبو عقلين!