أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - شعوب غير مؤهلة للثورة














المزيد.....

شعوب غير مؤهلة للثورة


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 3448 - 2011 / 8 / 5 - 20:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ما شاهدناه في تونس ومصر هو استبدال رأس النظام، بفوضى مؤقتة، ثم سرعان ما تعود الامور لتستتب على رأس جديد، يكمل ما وصلت اليه الحالة في لحظة سابقة، ونشوة الشعوب هذه تشبه استراحة الغواص الذي يجر نفسا عميقا ثم يعود الى الماء مرغما مرة اخرى.

فالمظاهرات العفوية وحدها لا تعني الثورة. وخروج مليون من المحتجين الى الشوارع بدافع النقمة، ودون تصور مستقبلي لبرنامج واضح ومدروس، لا يعني حتمية التغيير الجذري في هيكلية النظم القائمة ابدا، وربما هذا ما يفسر سر عدم اكتراث الغرب من كل ما يجري في عموم دول الشرق الاوسط، اذ ليس هنالك ثمة خطر جدي يهدد حالة الاستقرار الاقتصادي، وبالتالي المصالح الحيوية له في المنطقة.

وقد يدعم الغرب سقوط رئيس كما في العراق (1991 - 2003م) وايران (2010م) ومصر (2011)، ويدعو لبعض الاجراءات الديمقراطية الشكلية ولكنه لا يقدم هذا البرنامج الثوري المتكامل الذي يمكن ان نصف التغيير الذي يجري على اساسه بانه "ثورة". ولهذا فما حدث في تونس ومصر بداية هذا العام، وما يجري اليوم في اليمن وسوريا لا يمكن تسميته بالثورة، لان الشعوب في هذه الدول ما تزال غير مؤهلة لاجراء هذه التغييرات الثورية.

فالمطالبة بسقوط ديكتاتور، دون تصور لشكل النظام ما بعد السقوط، تعني بالضرورة المرور بمرحلة انفلات موقتة لتستتب الامور لديكتاتور قوي اخر، ولو بشكل ومسميات اخرى، ولن يعدو الامر كونه دوران في حلقة، تجد نفسك بعد دورة كاملة وانت تعود الى نفس النقطة السابقة.

والبرنامج المستقبلي، الضروري للمرحلة الجديدة لابد وان يدرس الحالة الاجتماعية للبلد، خارطة الثروات، نمط الاقتصاد، وحجم الطبقات الحقيقي، والية توزيع هذه الثروات، ويدرسها بعمق، ثم يقدم هذا البرنامج حلول منطقية مقرونة بضمان تنفيذها، لا بالصورة السطحية التي تحيل كل جرائم تكديس الثروات الى مجرد جنح بالفساد والرشوة، وتصويرها وكأنها مجرد استهتار مجموعة من المسؤولين بالمال العام، تنتهي بمحاكمة بضعة من المسؤولين.

وبرنامج كهذا لا يمكن ان تقدمه سوى نخبة واعية، منغمسه في التناقض الاجتماعي، وتفهم صراع الطبقات، وتضارب المصالح في داخل المجتمع نفسه، وقد تنتظم في حزب او تيار جماهيري، ولها القدرة على البدء باجراء الاصلاحات مباشرة بعد سقوط النظام.

البلدان التي هبت فيها فئات واسعة على امل الثورة سرعان ما وجدت نفسها تنحرف في نزاعات طائفية مع السلطات كما حدث في البحرين وسوريا، او قد تناهت الى التلاشي كما في الاردن، العراق، المغرب وان كانت الاخيرة هي الاكثر وعيا وتنظيما.

وسبب انحراف مسيرة الاحتجاجات هو اساسها الضعيف، الهش، لفقدان هذا البرنامج الواضح الذي كان من الواجت ان تصاغ المطاليب الجماهيرية على خطاه.

اما الوعي الجماهيري الفطري فانه يتجه الى قيادات باسماء اكتسبت سمعة جيدة بمماحكاتها الاعلامية، وهنا نسجل غياب الشخصيات الواعية، التي تركت الساحة لمساجلين مثل القرضاوي والعرعور! وشخصيات انتهازية اخرى.

لذلك فان الهبات العفوية هذه لا يمكن التعويل عليها، وما دامت الشعوب تفتقد الى تيارات سياسية وفكرية واعية، فهي غير مؤهلة للقيام بثورات حقيقة بعد.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استقلال جنوب السودان، الخطوة الاولى على طريق شرق اوسط مسالم
- بلطجية ساحة التحرير، خطوة بالاتجاه الصحيح
- ميناء مبارك يخدم العراق اكثر ما يخدم الكويت
- المغرب يطل على الخليج العربي.. والعراق لا
- انهم يحرقون البحرين في العراق
- مها الدوري وحرق القران والكرد الفيليين
- التيارات الاسلامية هل تجهض ثورات الشعوب العربية
- مأساة حلبجة .. هل ارتكبها المثقفون العرب؟
- الحكومة تمنح البعثيين شرفا لا يستحقوه
- الشيوعية تدخل من الشباك
- فادية حمدي، صفعة على مقياس ريختر
- شكرا بن علي
- احداث تونس والجزائر، الوعي يتحدى الدين السياسي
- الفرس العراقيون مغيبون بسبب النظرة الشوفينية
- ما علاقة المالكي بالتكنوقراطية؟
- كردستان.. حق تقرير المصير هل يقود للحرب ام للاستقلال؟
- متى يفكر المسؤولون بتعويض الكرد الفيليين؟
- ثقافة الحب مقابل ثقافة الكراهية
- جنوب السودان.. استقلال ام انفصال؟
- غيمة سوداء تزحف على العراق


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - شعوب غير مؤهلة للثورة