أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - دكتاتورية الاخوان المسلمين















المزيد.....

دكتاتورية الاخوان المسلمين


حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 3441 - 2011 / 7 / 29 - 19:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نحن نطرح سؤال هام على الجميع .... هل تلتزم جماعة الاخوان المسلمين فى ادارة مؤسساتها بمبدأ الشورى فيما يتعلق بعملية اختيار الكوادر القيادية التى تتولى ادارة العمل بها .. ام ان الديكتاتورية هى الوضع الطبيعى القائم داخل الجماعة كما هو الوضع فى الاحزاب السياسية الاخرى ؟!
الاجابة المثيرة تقول بان جماعة الاخوان لاتختلف كثيرا عن باقى الاحزاب السياسية فى مصر وان الديكتاتورية هى الوضع الطبيعى داخل الجماعة التى وظفت الاسلام لغايتها ومصلحتها فالعناصر القيادية الحقيقية والاخرى لاتتعدى كومها واجهة ... حيث تسود الجماعة روح الديكتاتورية فى القرار وتعطيل مبدأ الشورى .. تحت دعوى ان الشورى غير ملزمة .. مع ان الالتزام بها ضرورى حتى لاتطغى السلطة التنفيذية على السلطة التشريعية وتصبح بالتالى هى الخصم والحكم فى نفس الوقت -- ورغم ادعاء قادة الجماعة تمسكهم بمبدأ الزامية الشورى عن طريق الانتخابات الا انهم كثيرا ما يلجأون لتعيين اهل الثقة وذلك من خلال انتخابات شكلية فى المكاتب الادارية فى المحافظات وتعديل بعض الدوائر الانتخابية لمدة محدودة هى وقت الاقتراع فقط والتلاعب فى نتيجة الفرز واعلان النتيجة رغم اعتراض المتضررين وشكواهم ... وهكذا ينجح قادة الجماعة فى تعيين اهل الثقة ..

ولايقتصر الامر على ذلك وانما يمتد الى اعلى المستويات وهو مستوى اختيار المرشد العام للجماعة ... فرغم وجود لوائح تنظم اختيار المرشد العام الا ان احد لا يعمل بها ... فاللوائح شىء والواقع شىء اخر ... فالمستشار حسن الهضيبى تولى وظيفة المرشد العام بعد عامين من وفاة حسن البنا مؤسس
الجماعة دون تطبيق للوائح ... فالهضيبى لم يكن ممن تنطبق عليهم الشروط الخاصة بالمرشد العام ... فهو لم يكن معروفا لكثير من اعضاء الجماعة ... كما لم تكن له سابقة انضمام الى الجماعة .. فضلا عن ان الهضيبى لم تكن تتوافر فيه شروط القائد التى كانت تحتاج اليها الجماعة فى هذا الوقت من قدرة على استخدام الحزم والشدة واللين ... ولم تتعدى كل مؤهلاته كونه على علاقه شخصية بحسن البنا ... وانه كان زوجا لاخت ناظر الخاصه الملكية .... والسر فى توليه منصب المرشد العام هو ان الملك اشترط لعودة الجماعة ان يقودها زوج اخت ناظر الخاصة الملكية ... اى ان قرار تعيين الهضيبى جاء عمليا بقرار ملكى وليس بالانتخاب وفقا للشروط التى حددتها لائحة الجماعة.. حيث نصت المادة 10 من اللائحة على ان يكون اختيار المرشد بالانتخاب طبقا للشروط التالية :
1 - ألا يقل عمر المرشد عن اربعين سنة هلالية .
2 - ان يكون قد مضى على انتظامه فى الجماعة اخا عاملا مدة لاتقل عن 15 سنة .
3 - ان تتوافر فيه الصفات العلمية _ اى الالمام بفقة الشريعة _
والعملية والخلقية التى تؤهله لقيادة الجماعة ...
كما حددت المادة 11 من اللائحة مراحل اختيار المرشد التى تبدأ بقيام مكتب الارشاد العام بمصر استشارة المكاتب التنفيذية فى الاقطار بترشيح الشخص الاكثر قبولا لدى هذه المكاتب . اذا لم يتم الاجماع على واحد ممن تتوفر فيهم الشروط المذكورة فى المادة 10 ... والغالب على الجماعة الان هو تعيين الاكبر سنا من اعضاء مكتب الارشاد العام ... واحيانا تخترق هذه القاعدة اذا كان الدور سيأتى على شخص له فكره وله قراره ... كما حدث فى حالة تعيين حامد ابو النصر مرشدا عاما وتم تجاوز حسين كمال الدين مع انه كان الاكبر سنا ... ومع ذلك فلم يكن ابو النصر مستجمعا لشروط المرشد
العام من حيث فقه الشريعة ومواصفات القيادة ... اما طريقة تعيين مصطفى مشهور مرشدا عاما فمختلفة عن سابقيه .. حيث اعلن المستشار مأمون الهضيبى المتحدث الرسمى باسم الجماعة وابن حسن الهضيبى يوم وفاة حامد ابو النصر وعلى المقبرة واثناء الدفن اختيار مصطفى مشهور مرشدا للجماعة ... وهنا لنا سؤال : متى تمت دعوة مجلس الشورى العام ؟ ... ومتى استشيرت المكاتب الادارية فى الاقطار ؟ .. ومتى تم الانتخاب ؟ وتعتبر سياسة الديكور من اكثر السياسات المعترف بها داخل الجماعة ... فمع ان مسئوليات المرشد العام ثقيلة الا انه فى واقع الامر لا يمارس شيئا ... فهناك تنظيم طليعى من خلف الستار ينفذ كل شىء ويقوم بكل شىء ويصدر القرارات حتى ولو تعارضت مع قرارات المرشد العام ... وقد تكشف هذا الامر خلال مناقشة جرت بين كمال السنانيرى وعمر التلمسانى الذى كان مرشدا عاما للجماعة ... فقد اصدر المرشد العام تعليمات الى القواعد غير انها نقلت الى القواعد بطريقة مغايرة ... وفسر السنانيرى الامر للتلمسانى قائلا : ( ان التغيير تم بناء على رأى القيادة ) وعندما ابدى التلمسانى دهشته اذ كان يعتبر نفسه رأس القيادة ... اوضح له السنانيرى ان القيادة هى التى تقرر ما تشاء - اى عناصر النظام الخاص المهيمن على مكتب الارشاد - .... وانه سيبرهن له على ذلك حيث استدعى احد العاملين بمجلة بمجلة الدعوة وهو من الاخوان طبعا وسأله : اذا اصدر اليك الاستاذ التلمسانى امرا واصدرت انا امرا اخر مخالفا فمن تطيع ؟ رد الرجل : كلامك هو الذى ينفذ يااخ كمال ..... وذهل التلمسانى وكتم الامر واخفى مرارته وادرك انه واجهة ليس الا
....
واذا كانت الديكتاتورية هى سياسة الجماعة السائدة فان روح الصغار والقزمية والخنوع هى الروح السائدة بين شباب الجماعة ... فتجد الواحد منهم ممسوخ الشخصية امام مايوجه له من اوامر القيادة ... فالقادة فى نظر هؤلاء الشباب منزهون عن الخطأ ... ومن هنا لا يكلفون انفسهم عناء الفهم او التدبر للاحداث والاوامر التى توجه لهم ... فهم مجرد اداة للتنفيذ فقط ليس من حقهم ان يفكروا او يتدبروا او يتعقلوا ... مع ان القرآن الكريم يرفض مثل هذا المنهج الغير تربوى القاتل للابداع ...فقد يوجه الى الاخ الاخوانى امرا بعدم التعامل مع صهره او شقيقه لخلافه معهم مثلا ... فتجده يلتزم بهذا الامر دون اى اعتراض حتى ولو كان فيه قطيعة رحم .. وهكذا نجد انفسنا امام نوع غريب من البشر ليسوا على استعداد لقول كلمة الحق مادامت ستغضب الاخوة الكبار ... واذا اقمت عليهم الحجة على اخطاء القادة الكبار للجماعة فانهم لايسمعون .. وان سمعوا لايعقلون ... واذا عقلوا فانهم لايتكلمون ... وان تكلموا فسوف يكون كلامهم نميمة حيث سيخبرون قادنهم بانك تتحدث عن الاخوة الكبار بما يمس هيبتهم وكرامتهم !!

المؤسف فى الامر ان هذه القواعد على مستوى عال من التعليم فمنهم المهندس النابغ والطبيب البارع والمحام النابه ... ولكن حينما يتعلق الامر بما يمس قادة الجماعة فشعارهم ( لا ارى .. لا اسمع ... لا اتكلم ) .ننا امام حالة تحتاج الى دراسة اجتماعية ونفسية وربما كان من اهم اسبابتلك الحالة هذا التضخم المتعمد والمبالغ فيه للقيادات الاخوانية .. واضفاء التسامى على الكبار وايلائهم مكانة خاصة وتمكينهم من صلاحيات استثنائية ... فالوضع الطبيعى المقابل لهذا الوضع هو مسخ شخصية القواعد والكوادر واحساسهم بالتصاغر نتيجة لسوء الفهم المتعمد لمبدأ السمع والطاعة الذى يعد من اهم الاصول التى تقوم عليها الجماعة ..
ولا ادرى لماذا يتحدث قادة الجماعة دائما عن حقوقهم فى ضرورة السمع والطاعة دون ان يتحدثوا عن حقوق اتباعهم فى ضرورة اعمال العقل والفكر وحرية الرأى والنقد ... وكان من خطورة سوء الفهم لمبدأ السمع والطاعة ايضا ان تحول التنظيم الى دين ... حيث حدث تداخل عجيب بين الدين وامره ونهيه وبين التنظيم كأداة بشرية وتنظيم بشرى واجتهاد انسانى من جهة اخرى ... بحيث ان الحد الفاصل بين الدين كأمر ربانى والتنظيم كأمر بشرى لم يعد واضحا بالنسبة للقاعدة العريضة من الاتباع وهذا امر يجب توضيحه ... وهذا الخلط هو ما اضفى على التنظيم وهو جهد بشرى اللبوس الدينى ... بحيث يأثم
العضو لو خالف امرا تنظيميا او اعترض عليه .. وهذا ما حول التنظيم الى غاية فى ذاته مع انه مجرد وسيلة من وسائل الدعوة ... فبدلا من ان تكون الجماعة وسيلة للعمل من اجل الاسلام .. تحولت الجماعة الى غاية يوظف لها الاسلام ...
وحين يتحول التنظيم بهذه الصورة الى جهاز احادى الرأى والفكر لابد ان يضيق بمن يخالفه من آراء ويصفه بالمعاد للدين والهادم للاسلام .... هذه هى جماعة الاخوان المسلمين من الداخل ... ولا تعليق ..



#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطايا الرسالة الاعلامية المصرية
- مصر والامريكان ونظرية ال100 دولار
- حتى لايختلط الحابل بالنابل ونصنع ممن حاربوا الثورة ابطالا
- عبء الحرية الثقيل و اصحاب الاسلام السياسى والفكر الليبرالى
- الصراع الداخلى والخارجى على مصر بعد ثورة 25 يناير
- ماهى حقيقة جريمة حلبجة
- العلاقات التركية الاسرائيلية
- اثيوبيا ليست خنجرا فى ظهر مصر كما نظن
- الاوزون دواء الفقراء الذى تحاربه شركات الادوية الكبرى
- هى كورة ولا بيزنس وسياسة
- ما أهمله التاريخ فى واقعة حاتم الطائى عندما ذبح ناقته لضيفه
- هل مستقبل مصر السياسى والاقليمى والدولى مرهونا بطائفية البرل ...
- الضمير العربى بحاجة لصعقة كهربية
- زغلول النجار .. من الاعجاز فى القرآن الى الاعجاز فى تكفير ال ...
- نهاية شهر العسل بين المجلس العسكرى وحكومة شرف
- الاخوة كرامازوف ... وكل من يتاجر بالدين
- بلاد الحرمين ... المسماة زورا باسم آل سعود ( السعودية)
- حرية الاعتقاد الحائرة بين الدستور القائم والدستور القادم
- زاهى حواس اضر على اثار مصر من الرطوبة والحرارة والعوامل الجو ...
- ماكيافيللى ... أنى للمديح ان يفى هذا الاسم حقه


المزيد.....




- اصطدمت بسيارة أخرى وواجهته بلكمات.. شاهد ما فعلته سيدة للص س ...
- بوتين يوعز بإجراء تدريبات للقوات النووية
- لأول مرة.. دراجات وطنية من طراز Aurus ترافق موكب بوتين خلال ...
- شخصيات سياسية وإعلامية لبنانية: العرب عموما ينتظرون من الرئي ...
- بطريرك موسكو وعموم روسيا يقيم صلاة شكر بمناسبة تنصيب بوتين
- الحكومة الروسية تقدم استقالتها للرئيس بوتين
- تايلاند.. اكتشاف ثعبان لم يسبق له مثيل
- روسيا.. عقدان من التحولات والنمو
- -حماس-: اقتحام معبر رفح جريمة تؤكد نية إسرائيل تعطيل جهود ال ...
- مراسلنا: مقتل 14 فلسطينيا باستهداف إسرائيلي لمنزلين بمنطقة ت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - دكتاتورية الاخوان المسلمين