أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عبدالله أبو شرخ - حوار مع عبد القادر أنيس: هل عرقلة الإصلاحيين هي الحل ؟!















المزيد.....

حوار مع عبد القادر أنيس: هل عرقلة الإصلاحيين هي الحل ؟!


عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)


الحوار المتمدن-العدد: 3434 - 2011 / 7 / 22 - 10:28
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


عندما كتبت مقالي بعنوان " في ضرورة إصلاح وتطوير الإسلام " لم يأت الهجوم والنقد من السلفيين كما توقعت بل من أناس محسوبين على الليبرالية الملحدة، حيث قام السيد عبد القادر أنيس بإمطار ذلك المقال بخمسة تعليقات غاية في الأدب والروعة، يحاول أن يثبت من خلالها أن الإسلام غير قابل للإصلاح أو التطوير. في مقالي التالي " الإصلاح الديني بين الملحدين والسلفيين " لم يأت الهجوم من السلفيين بل من نفس السيد عبد القادر الذي رفض فكرة الإصلاح الديني مؤكداً على نفس أفكاره، فقام بإمطار المقال بخمسة تعليقات أخرى محاولاً عرقلة وإفشال مبدأ الإصلاح الديني، بل لقد قام هو نيابة عن السلفيين باقتطاع جملة من مقالي فقال (( أوروبا سارت في طريق العقل، وأخضعت النصوص الدينية للنقد وللمحاكمة المنطقية، أما نحن فقد سرنا في طريق الجمود وتعطيل العقل وتكفير المشتغلين بالفلسفة والمنطق، والنتيجة كانت تطور الأوروبيين ونجاحهم الباهر في بناء مجتمعات مستقرة وآمنة اقتصادياً وتتمتع بالعدالة الاجتماعية والمساواة في مقابل بقاء الشعوب الإسلامية تلوك - حرفياً - كلام القرون الوسطى والخرافات، ينهش مجتمعاتها الفقر وتفترسها الأمية، في غياب أي حراك حقيقي وأي مشاركة للأمم الأخرى في الإنتاج والإبداع العلمي والاقتصادي والثقافي )) انتهى

وعلق عليه قائلاً: (( وهو كلام ممتار ورائع يزج بك في زمرة العلمانيين الملحدين ولكن هل نسيت يا سيدي أن من ضمن (كلام القرون الوسطى) الكتاب والسنة؟ )) انتهى. أي أن الرجل قام بتكفيري لمجرد أنني ناديت وسأظل أنادي بضرورة تفعيل العقل في معالجة النصوص التي تمس حياة الناس ومعاشهم.

بالطبع يقتضي التنويه أن الليبرالية ليست كلها ملحدة بل هناك من المؤمنين من يقتنع بالليبرالية وما تقترحه من مشاريع التمدن والتحضر والديمقراطية وحقوق الإنسان، ولكننا هنا نناقش الليبراليين الملحدين الذين يرفضون مبدأ الإصلاح الديني من الأصل لأنه فشل حسب اعتقادهم وبالتالي جعلوا من أنفسهم أوصياء على الفكر والثقافة والرأي الآخر فلا يريدون مجرد السماح لفكرة الإصلاح الديني بأن تظهر في موقع الحوار، ربما لأنهم قد تخيلوا أن موقع الحوار ملك حصري لهم.

ونعود إلى الفكرة الجوهرية التي قام السيد عبد القادر بتكفيري عليها، وهي الإشادة بمنهاج العقل الذي اتبعته أوروبا فتقدمت وتطورت. أكرر أن فرقة المعتزلة في العصر العباسي قد أقروا بأنه لو تعارض حكم النص مع حكم العقل فإننا نلجأ لحكم العقل. وهنا سأضرب مثالاً بسيطاً. النص القرآني يعتبر أن عدة المرأة المطلقة ثلاثة أشهر ذلك لكي يتم التأكد من وجود الحمل أو عدمه وبالتالي لا يحدث اختلاط في الأنساب. كانوا يحتاجون في ذلك الوقت ثلاثة أشهر للتأكد من وجود الحمل من خلال المشاهدة العينية لانتفاخ بطن الحامل، بينما اليوم يمكن للطب الحديث ومن خلال تحليل بسيط للدم معرفة إن كانت المرأة حاملاً بعد 24 ساعة فقط من حدوث الحمل !! عندما نعبد النص وحرفيته ونصر على الجمود والتخلف لن يحدث تطور لكن عندما نعالج الأمر عقلياً ومنطقياً فإن الأشهر الثلاثة كعدة للمطلقة تصبح غير ضرورية في وجود الطب الحديث !! وكذلك الأمر مع نصوص فقه العبيد والجواري حيث " لا يقتل الحر بالعبد " حتى لو كان هذا العبد مسلماً ! وكذلك لن يفوتنا تلك النصوص التي تحط من قيمة المرأة.

ثم إن جميع الإصلاحيين بدءا بالأفغاني والكواكبي ومحمد عبده وطه حسين ومروراً بسلامة موسى وقاسم أمين وخليل عبد الكريم وليس انتهاءاً بفرج فودة ونصر حامد أبو زيد وسيد القمني قد أقروا مبدأ العقلانية في معالجة النصوص فكيف ينكره علينا السيد عبد القادر لمجرد أنه ملحد ؟! أين حرية التعبير للرأي الآخر ؟!

وحتى الإلحاد هل قدم إجابات وحلول للأسئلة الوجودية الكبرى ؟! لنتابع من فضلكم ما يستند إليه الملحدون في خلق الكون.

يؤمن الملحدون بأن الكون قد نشأ عن انفجار كتلة حارة شديدة الكثافة قبل 13.7 مليار سنة وبأنه وطبقاً لملاحظات ألفريد هيل حول تباعد المجرات خرج ستيفن هوكينغ عالم الفيزياء والفلك الشهير بنظرية الانفجار الكوني big bang. لم يقل لنا هوكينغ من أين أتت الكتلة الحارة التي انفجرت. ولكنه في العام الماضي خرج علينا بتصريح يقول فيه " God didn’t create unevirse “ أي أن الله لم يخلق الكون وأضاف " إن الكون قادر على خلق نفسه من العدم بسبب الجاذبية " !! من الواضح هنا أن الرجل العجوز قد أصيب بالخرف، فمبدأ خلق المادة من العدم ينافي الفيزياء الكلاسيكية والحديثة معاً الللتان تقران بأن المادة لا تفنى ولا تستحدث ولا تخلق من عدم. هذه نقطة. النقطة التالية هي أن لا وجود للجاذبية مفارق للمادة، فكيف يمكن أن تكون هناك جاذبية سابقة على وجود مادة الكون، وكيف وجدت تلك الجاذبية ؟! إذن الأسئلة ما زالت كما هي والغموض ما زال كما كان دوماً. من الواضح إذن أن هوكينغ لم يقدم حلولا يعتد بها لمسألة نشوء الكون بعيداً ويظل المؤمنون " من كل الأديان " على رأيهم بأن ثمة قوة ميتافيزيقية خارقة قد أوجدت هذا الكون.

أرجو من السيد عبد القادر ملاحظة مبدأ أن الإصلاحيين مع مبدأ تاريخية النصوص، أي مناسبتها لمكان وزمان محددين، ولو شئنا التدقيق والتمحيص في مباديء عتاة السلفية والأصولية لوجدنا أنهم يقولون بضرورة ملاحظة مناسبة النزول، أي المناسبة التي قيل فيها النص، وهو لا يبتعد كثيراً عن تاريخية النصوص، فكيف يجرؤ السيد عبد القادر على تكفير من يقول بالتفسير العقلاني للنصوص أسوة بمدارس فقهية يعتد بها وعلماء ساهموا في الكثير من الإضاءات النافعة والمفيدة ؟!

أما لماذا فشلت محاولات الإصلاح الديني لحتى الآن فهو لأن السلفية الوهابية مدججة بالنفط والمؤسسات وقادرة على دعم جماعة الإخوان وغير الإخوان، وهؤلاء يستغلون جهل العامة ويطلقون صيحات التفكير ضد المصلحين، فهل سيظل الأمر كذلك في عصر العولمة والإنترنت ؟! هل المستقبل القريب يشبه زمن المعتزلة ؟! لا أعتقد.

مساء أمس كنت في جلسة حميمية مع بعض الأصدقاء وثمة من لا أعرفهم قيل أنهم قياديين في تنظيم ماركسي. تخيلوا أن هذا الماركسي لم يكن يتحدث جملة إلا وحشر جملة ( صليت على رسول الله ) ؟ ثم يكمل ويستطرد ويعود إلى سؤاله حول الصلاة على رسول الله. فإذا كان هذا الماركسي فكيف بغيره من المسلمين ؟! ولماذا نصدم الناس في معتقداتهم طالما يمكن تطويرها، خاصة في القضايا الحياتية غير الإيمانية مثل حقوق الإنسان ومعاهدات حقوق المرأة والطفل. لن نصل إلى تحويل الدين إلى شأن شخصي في التو واللحظة، بل إن ذلك يحتاج إلى تضافر وتكامل والجهود العلمانية لا إلى تناحرها في الوقت الذي تتأهب فيه القوى الأصولية للقفز على سدة السلطة في بلاد ما يقال أنها ثورات ضد الاستبداد !

أخيراً، لا أطالب بأكثر من ضرورة احترام الرأي والرأي الآخر، فلينتقد الملحدون الدين كما شاءوا، لكن ليدعوا الإصلاحيين يعملون بهدوء دون مقابلة كل مقال لهم بوابل من التعليقات التي قد تشير إلى ديكتاتورية أصحابها مهما تشدقوا بالديمقراطية !

دمتم بخير



#عبدالله_أبو_شرخ (هاشتاغ)       Abdallah_M_Abusharekh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإصلاح الديني بين الملحدين والسلفيين !
- في ضرورة إصلاح وتطوير الإسلام !
- السلفيون وتاريخية النصوص الدينية
- أطفال في قلب الحصار !!
- تهانينا للإسلاميين !!
- عن التفكير الناقد
- متى نعترف بالتخلف وأسبابه ؟!
- عن أوهام الإعجاز العلمي مجدداً
- يهودية الدولة هي المشكلة الحقيقية !!
- لماذا تقدم المسلمون في العصر العباسي الأول ؟!
- النكبة: عذاب يستمر وجذوة تشتعل !
- جرائم الفكر السلفي قتلت أمة بأسرها !
- الدماغ Brain والعقل Mind .. ما الفرق ؟!
- أي مستقبل للسلفية الجهادية ؟!
- مصر الجديدة وغزة ومجرد سؤال
- في الأول من أيار: الحركة العمالية والربيع العربي
- سيف التفكير وسيف التخوين
- على إسرائيل أيضاً أن تتغير !
- العرب بعيون يابانية: متدينون جداً .. فاسدون جداً !!
- إسرائيل ليست علمانية ولا ديمقراطية !


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عبدالله أبو شرخ - حوار مع عبد القادر أنيس: هل عرقلة الإصلاحيين هي الحل ؟!