أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - أصولية العلمانيين... إساءة إلى الدين والدولة















المزيد.....

أصولية العلمانيين... إساءة إلى الدين والدولة


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 3433 - 2011 / 7 / 21 - 03:52
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


فرضيتي عن الأصوليات أطلقتها في تسعينيات القرن الماضي ، يوم بدأنا ورشة نقاش لتجربة اليسار الشيوعي . وهي نابعة من الاعتقاد بأن الأصوليات واحدة في عدائها للديمقراطية ، وفي رفضها الآخر ، وفي اعتمادها ، لتشخيص الأزمات ، على نظرية المؤامرة ، وفي استخدامها سلاح التكفير لمحاربة الخصوم ( تكفير نصر حامد أبو زيد أو خصوم ستالين والقيادات الحزبية القومية والدينية في كل مكان)، وفي توسلها الإيديولوجيا وتحويلها إلى برنامج عمل وشعارات مباشرة، وفي عودتها إلى السلف الصالح ( من الأئمة أو القادة أو بطون الكتب والخطب ، الخ) لمعالجة أية مشكلة راهنة، الخ. ولهذا ساوينا بين آليات العمل لدى الأصوليات القومية واليسارية والدينية ، ونضيف العلمانية هنا، من غير أن نغفل وجود فوارق كبيرة في برامجها وقيمها ومنطلقاتها النظرية.
حصة الأصوليات القومية من النقد كانت قليلة جدا في البداية ، إلى أن أطلقنا فرضية أخرى رأينا بموجبها أن الخطر الأساسي على أمتنا العربية يكمن في الاستبداد ، من غير أن نغفل المخاطر المحدقة وعلى رأسها الخطر الصهيوني. غير أننا وجدنا أن المشترك بين أقطار الأمة ليس الصهيونية ولا الاستعمار ، ولا سيما إذا وسعنا دائرة النقد والتشريح لتطال الصومال والسودان واليمن والجزائر وليبيا البعيدة كلها عن الخطر الصهيوني المباشر، ناهيك بكل الدول العربية التي تنظم انتخابات دورية ، لكنها ، عمليا ، تختار ممثليها السياسيين وحكامها إما بالتعيين أو بالوراثة. إلى أن جاء الربيع العربي ليثبت صحة تشخيصنا لأزمة العالم العربي.( يحتاج الأمر إلى مقالة أخرى نناقش فيها التحفظات على ربيع العرب التي أطلقها مفكرون كبار ، كل على طريقته ، من أمثال أدونيس أو سمير أمين).
نستكمل اليوم نقد الأصوليات ، بنقد العلمانية فنسارع إلى تقديم فرضية جديدة تزعم أن العلمانيين العرب أساؤوا إلى العلمانية ( تساءلنا متى يكف العلمانيون عن حماية الطائفية ؟ وعد ذلك ، في حينه، مغامرة نظرية غير محمودة ، إلى أن تراجعت حركة العلمانيين اللبنانيين في الأشهر الأخير تراجعا دراماتيكيا ، من غير أن يرف لأصحابها جفن نقدي أو تساؤل أمام هذا التراجع )
العلمانية مصطلح له أم وأب وشجرة عائلة . إنه نتاج الحضارة الرأسمالية، هو جزء من منظومة القيم السياسية التي توجتها الثورة الفرنسية ، وإذا جاز اختصارها بمصطلح وحيد فالديمقراطية هي الأكثر تعبيرا . وهي لا تختزل بصندوقة الاقتراع ، بحسب ما تحاول أنظمة الاستبداد أن تصورها ، بل إن هذه الصندوقة هي ما ينتهي إليه مسار الديمقراطية الذي يبدأ أولا بالاعتراف بالأخر وبحقه في التعبير وإبداء الرأي والتنظيم السياسي والنقابي ، الخ. ويشمل المساواة في حق الاطلاع على كل معلومة ذات صلة بالاقتراع ، ويمر بكل ما يجسدها في البنية السياسية ، من الفصل بين السلطات وتداول السلطة واحترام الكفاءة وتكافؤ الفرص ، الخ.
بهذا المعنى لا يمكن أن يكون المستبد علمانيا حتى لو سمى نفسه تقدميا ويساريا. وهذا ينطبق على كل الأنظمة التي شملها الربيع العربي ، وعلى كل الأحزاب والتنظيمات التي مارست الاستبداد في حياتها الداخلية أو عند إمساكها بزمام السلطة في أي بلد عربي( سوريا ، العراق ، اليمن ، مصر ، ليبيا ، الجزائر، الصومال ).وينطبق بشكل خاص على الأحزاب الشيوعية وحزب البعث العربي الاشتراكي والحزب السوري القومي الاجتماعي ومتفرعاتها الاشتراكية والقومية التي زعمت جيمعها انتماءها إلى العلمانية ودافعت عنها ورفعت لواءها .
العلمانية مصطلح سياسي . غير أن العلمانيين حولوه إلى مصطلح ديني ، بل حولوا العلمانية إلى دين في مواجهة الأديان ، ما سهل على جهلة الدين محاربتها وتعميم مفهوم خاطئ عنها يزعم أنها مرادف للإلحاد. وإذا جاز ، بقليل من المبالغة ، القول إن العلمانية شيء والدين شيء آخر ، إو إنهما ينتميان إلى حقلين معرفيين مختلفين تمام الاختلاف ، حقل السياسة وحقل الفلسفة ، جاز لنا أن نتهم بجهل أصل المصطلح وفصله كل الذين صاغوا معركتهم العلمانية تحت شعار ، فصل الدين عن الدولة. ففي هذا الشعار دليل كاف على أن الذين يتصارعون على العلمانية ، من الجانبين ، يجهلونها جهلا فاقعا ، ذلك أن التناقض الحقيقي يقع بين سلطتين ( صراع سياسي لا صراع ديني )، سلطة الدولة وسلطة الإكليروس أو الكنيسة ( الإسلامية أو المسيحية)،وكذلك الذين يصرون على تطبيق العلمنة من باب الأحوال الشخصية ( الأصل في أصلاح هذا الأمر ليس إلغاء القانون بل إلغاء السلطة التي تتوسل القانون وسيلة ومبررا لقيام سلطة بديلة عن سلطة الدولة ، إي إلغاء المحاكم الشرعية وإلحاقها بالمحاكم المدنية )
الذين يرفعون هذا الشعار( فصل الدين عن الدولة) يسيؤون إلى الدولة كما إلى الدين ، لأنهم يسيؤون فهم المصطلحين، و يضعون الدين ، بكل رمزيته ، في مواجهة مع الدولة ، بكل رمزيتها.لذلك تبدو ممارسات العلمانيين عدوانية ضد الدين والتقاليد والعادات لا ضد المؤسسة السياسية أو الدينية المعاديتين للعلمانية. تؤدي هذه الممارسة إلى عكس ما يرمي إليه أصحابها ، فتستنفر الغرائز الطائفية ضد العلمانية وتترسخ جذور الطائفية في بنية النظام كما يتعزز دور المؤسسات الدينية في الحياة السياسية.
الدين ليس عدوا. إنه جزء من ثقافة وتراث ، وهو بنية إيديولوجية صالحة لكل السياسات ، "الثورية" كما الرجعية . هذا ما أكدته حركات الاصلاح الديني في أوروبا( لوثر ومدرسته ومتفرعاتها) كما في العالم العربي ( مدرسة الأفغاني ورجال الدين العلمانيين ). وقد أكدت هذه الحقيقة وقائع العلاقة بين السلطتين الدينية والزمنية ، إذ إن الإصلاح الديني نجح حيث احتمى بالسلطة السياسية ، وفشل بغياب دعمها . كذلك اكدتها وقائع متعلقة بالإصلاح الديني الذي ظن أن حلول نظرية دينية أو مدرسة في الاجتهاد والتأويل والتفسير محل أخرى كاف لنقل المجتمع ثقافيا واقتصاديا وسياسيا من عصر إلى عصر ومن بنية إلى بنية ( يقدم أدونيس، في رسالته إلى المعارضة، خمسة أسس متعلقة بالدين من أصل سبعة لبرنامج الإصلاح)
تجربة العلمانيين اللبنانيين الأخيرة التي بدأت بعشرات الآلاف وانتهت بعشرات الأفراد لم تسقط في مأساة فشلها بسبب افتقار مناضليها إلى صدق الانتماء. إنهم ،على العكس ،قيادات وأفرادا ، ينطلقون من اقتناع راسخ وبنوايا صافية ( باستثناء من حشروا أنفسهم في التحرك) ، لكن الثغرة التي شابت عملهم وتضحياتهم وكفاحيتهم العالية تكمن في مسألتين : الأولى إنهم يصوبون على الطوائف والطائفية ، وسرعان ما يتحول تصويبهم إلى الأديان التي تنتمي إليها الطوائف ، فيسهلون بذلك على أعداء العلمانية التستر وراء حجج وذرائع من بينها الكلام عن النصوص والنفوس ، أو الكلام الشبيه بالزجل بين زعماء الطوائف الدينيين والسياسيين، يتبادلون فيه اللياقات ليتملصوا من أي إصلاح.والثانية ، وهي ناجمة عن الأولى ، إن برنامج التغيير الذي اقترحه علمانيو لبنان هو تجميع برامج حزبية تتعدد عناوينه ( تكبير حجر) فيصعب تحقيقها ، في حين أن الشعار الوحيد الذي يلخص ويجمع ،والذي يشبه شعار الربيع العربي، أعني " إسقاط النظام الطائفي " هو من العمومية بحيث يستحيل تجسيده في رمز أو شخص ، لأن نظام المحاصصة اللبناني يقوم على تنابذ بين ممثلي الطوائف واختلاف على كل شيء ،لكنه يضمر اتفاقا ضمنيا بالإجماع على الوقوف ضد الإصلاح السياسي والحؤول دون تداول السلطة ، داخل الأحزاب التي تحكم باسم الطوائف وداخل النظام.
التصويب الصحيح ينبغي أن يتوجه ضد المحاصصين باسم الطوائف : مشكلة النظام هي في المحاصصة لا في الطائفية ، والحل هو في دولة القانون والمؤسسات والكفاءة وتكافؤ الفرص ، الخ. بصرف النظر عن الانتماء الطائفي لأي مسؤول في الدولة أو موظف في أداراتها. لكن العلمانيين، الصادقين حقا ، غير مؤهلين للقيام بدورهم الفعلي قبل أن يتخلصوا من عبء ثقيل ورثوه من تجارب الاستبداد الحزبية والفكرية .
[email protected]
www.ahewar.org/m.asp?i=520



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موت الأصوليات
- الأصوليات غير الدينية
- ارفعوا أيديكم عن زياد بارود إنه من الأملاك العامة
- استبداد لبناني باسم الحرية
- انقلاب أم ثورة على الاستبداد القومي؟
- العرب يعودون إلى التاريخ
- في نقد 14 آذار
- أيها المتضامنون: هذه الثورة قامت ضدكم
- د.محمد على مقلد في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الدول ...
- الشيعة: من ولاية السلطان إلى ولاية الفقيه
- ...أما اليسار فليس أقل غباء
- علماء الدين والمعممين والدولة
- شيعية سياسية أم شيعية سياحية
- دفاعا عن جعجع وسائر القتلة
- 14آذار تنتهك شعاراتها
- أما وقد حصلت الزيارة ..فماذا عن مصير 14 آذار
- علمانية في المزاد
- تحية احترام للحوار المتمدن ومحبة في العيد الثامن
- اقتراح بيان وزاري
- المعارضة اللبنانية:الاصطفاف الانكشاري


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - أصولية العلمانيين... إساءة إلى الدين والدولة