أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسقيل قوجمان - جواب الى نسيب عادل حطاب ١















المزيد.....

جواب الى نسيب عادل حطاب ١


حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 3429 - 2011 / 7 / 17 - 11:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جواب الى نسيب عادل حطاب ١
القارئ العزيز نسيب عادل حطاب تحية
اولا اعتذر عن التأخر في جوابي. وسبب ذلك يرجع الى انني لم اقرأ رسالتك الا مؤخرا رغم انك تؤكد على رسالة سابقة ايضا لا اتذكرها. انك تصر على ضرورة جوابي على سؤالين واحاول بهذا ان اعبر عن رايي في الجواب عليهما.
سؤالك الاول هو: "هل يمكن لشيوعي ومهما كانت الظروف والمبررات ان يقســو على رفيقه فيضطهده أو يحاربه ليسلبه حريته او حياته" ؟
الحزب الشيوعي هو حزب سياسي. حزب يشكل جزءا واعيا من الطبقة العاملة مهمته ان يقود الطبقة العاملة في نضالها الطويل الشاق ضد النظام الراسمالي الذي يعيش ويغتني على استغلالها. ان وجود اعضاء في مثل هذا الحزب من غير الطبقة العاملة لا يغير من هذه الحقيقة لان من ينتمي الى هذا الحزب، بصرف النظر عن انتمائه الطبقي، يتبنى اهداف الطبقة العاملة ويعمل في سبيل تحقيقها.
الحزب الشيوعي يبقى حزبا شيوعيا حقيقيا طالما تمسك باهدافه في النضال من اجل قيادة الطبقة العاملة حتى تحقيق كل اهدافها لغاية تحقيق المجتمع الشيوعي. ومتى ما انحرف او تخلى عن هذا المبدأ لا يبقى حزبا شيوعيا رغم الحفاظ على اسمه الشيوعي ورغم تاريخه ونضالاته وتضحياته قبل انحرافه. وتاريخ الحركة الشيوعية زاخر بالامثلة على انحراف احزاب عن اهدافها وتحولها الى اهداف تسمى تحريفية، انتهازية، يمينية، اصلاحية او غير ذلك وتصبح في هذه الحالات احزابا تعمل على جعل الطبقة العاملة ذيلا للراسمالية. هذه امور معروفة لدى كل انسان له شيء من الالمام في نضالات الطبقة العاملة.
ان من يريد ان ينتمي الى مثل هذا الحزب عليه قبل كل شيء ان يتبنى هذا المبدأ الاساسي لكل حزب شيوعي حقيقي، مبدا قيادة الطبقة العاملة في نضالها ضد الراسمالية حتى النهاية. وهذا الامر كان شرطا واضحا وصريحا في نظام كل حزب شيوعي. ولكن الاحزاب الشيوعية تريد ان تتأكد من ان طالب الانتماء صادق في رغبته في الانتماء الى الحزب وفي تبنيه لمبدئه الاساسي. ولذلك تضع قيادة الحزب طالب الانتماء اليه تحت التجربة لفترة معينة تسمى فترة الترشيح للتأكد من جديته في رغبته في الانتماء الى الحزب والتمسك بمبادئه وحينئذ يقبل عضوا في الحزب.
الانتماء الى مثل هذا الحزب هو انتماء اختياري. فليس في نظام الحزب مبدأ اجبار انسان على الانتماء ولا اجباره على البقاء في الحزب ولكن تمسك العضو بمبادئ الحزب شرط لبقائه عضوا فيه. نرى من هذا ان اعضاء الحزب جميعا متساوون في الحقوق والواجبات. كل عضو في الحزب له الحق في ممارسة هذا النضال بكل طاقاته وحسب كفاءاته النظرية والنضالية.
ولكن الاعضاء يختلفون في كفاءاتهم وطاقاتهم وحسب هذه الطاقات والكفاءات يتعين موقع كل عضو في الحزب. فلا تختلف حقوق وواجبات عضو عن عضو اخر الا في هذا المجال. وعلى هذا الاساس يصبح بعض الاعضاء قادة في الحزب ويبقى غيرهم اعضاء بسطاء فيه ولكن هذا لا يمنح اي عضو تفوقا على غيره في الحقوق والواجبات.
بما ان نضال الطبقة العاملة ضد الراسمالية نضال معقد وشاق وينطوي على الكثير من التضحيات فلابد ان تنشأ خلافات بين الاعضاء فيما يتعلق بالموقف الصحيح من اوضاع نضالية. وحسب النظام الداخلي للحزب يحق لكل عضو ان يبدي رايه بكل حرية على ان يتمسك بقرار الاغلبية. ولكن هذه الخلافات في الراي تتحول احيانا الى خلافات مبدئية. وفي هذه الحالة يحدد النظام الداخلي للحزب كيفية التعامل في حالات كهذه. كتنبيه العضو الى مخالفة رايه لمبادئ الحزب او انذاره او تجميده او في اقصى الظروف يحق للحزب فصل العضو من الحزب. وفصل العضو من الحزب هو فقط تعبير عن ان اراء هذا العضو مخالفة لمبادئ الحزب خلافا لا امل في تغييره وليس عقوبة تصدر من الحزب على هذا العضو. فالحزب يطلب من جميع اعضائه التمسك بالمبادئ الاساسية للحزب.
نرى من هذا ان الانظمة الداخلية لمثل هذه الاحزاب ليس فيها ما يشمل عقوبات شخصية او جزائية ايا كان نوعها. وفي هذا جواب واضح على سؤالك. لا يحق لاي عضو في الحزب او لقيادة الحزب ان تقسو على عضو في الحزب او تضطهده او تعذبه او تتخذ اي عمل يضر بالعضو شخصيا. الطرد من الحزب هو القرار الاشد في نظام الحزب وهذا يتم بعد استنفاد كل الوسائل والمحاولات لمعالجة الخلاف بغير ذلك. ان انظمة الاحزاب الشيوعية كانت تتضمن موادا تسمح للحزب ان يقوم بتطهير صفوفه بين فترة واخرى للمحافظة على نقاوته المبدئية ومواصلة نضالاته بصورة طبيعية صحيحة.
اذا كنت عراقيا فلابد انك سمعت او لمست حالات تخالف هذه القواعد. انا ايضا رغم انعزالي عن الحزب منذ ثورة تموز قرأت عن حالات تختلف عن هذه المبادئ الصريحة والواضحة. قرات عن جلب حميد عثمان من الموصل الى بغداد تحت تهديد بالسلاح. وقرات عن اعتقالات ومطاردات اثناء حركة الانشقاق الى لجنة مركزية وقيادة مركزية وسمعت وقرأت عن اعمال اعتقال وسجن وتعذيب في فترة الكفاح المسلح في الثمانينات من القرن الماضي. فقد كتب الكثير عن هذه الحالات. هذه الحالات لا علاقة لها بالشيوعية ولا بانظمة الاحزاب الشيوعية.
لا شك ان التعليقات على مثل هذا المقال ستثير اسئلة عن محاكم الثلاثينات في الاتحاد السوفييتي. ولابد ان اتطرق الى تلك المحاكمات ببعض الملاحظات سلفا.
في الحزب الشيوعي السوفييتي كما في سائر الاحزاب الشيوعية نشأت خلافات ونشأت جماعات تختلف اراؤها عن اراء قيادة الحزب. فالحزب طوال هذه الفترة من حياته كان يبني مجتمعا جديدا لم تكن للبشرية تجربة فيه وكان من الطبيعي ان تنشأ خلافات في كيفية بنائه وحتى في امكانية بنائه او عدمها. واذا تتبعنا تاريخ الحزب الشيوعي البولشفي نرى ان هذه الخلافات كانت تناقش سواء في فترة قيادة لينين او في فترة قيادة ستالين بكل حرية في اجتماعات اللجنة المركزية والمكتب السياسي وحتى في المؤتمرات مما ادى احيانا حتى الى استفتاء عام في الحزب. ولم تكن توجه عقوبات ضد اي من هذه الفئات او ضد اي من اعضائها بل كانت حرة في التعبير عن ارائها وفي نشرها في ادبياتها طالما خضعت هذه الفئات لقرارات الحزب وفقا لنظام الحزب الداخلي. ولكن هذه الخلافات بلغت في سنة ١٩٢٨ درجة مخالفة موقف الاغلبية الحزبية الى درجة عدم التمسك بقرار الاغلبية خصوصا في موضوع القضاء على الكولاك كطبقة وتعميم الزراعة التعاونية فحق للحزب ممارسة حقه في تطهير الحزب وطرد هذه الفئات من الحزب. ولم يقم الحزب بغير الطرد الذي هو من حقه. وحين اعترف هؤلاء المفصولون من الحزب باخطائهم واعلنوا خضوعهم لقرارات الاغلبية اعيدوا الى الحزب واعيدوا حتى الى مناصبهم التي مارسوها قبل طردهم. فالحزب لا يفرط بكفاءات هؤلاء الاعضاء.
اما في الثلاثينات فقد تحولت الخلافات النظرية والمبدئية الى جرائم تخريب واغتيالات وعقد اتفاقات مع دول اخرى ضد الدولة السوفييتية فلم يكن في هذه الحالة الاكتفاء بالطرد من الحزب كافيا بل اعتقل هؤلاء وقدموا الى المحاكم. وبصرف النظر عن الاراء المختلفة حول طبيعة هذه المحاكم وعدالتها ودور ستالين فيها وهي موضع خلاف حسب اراء المعلقين عليها، ففي كل الحالات لم يقم الحزب نفسه بتعذيب او قتل او التصرف تجاه هؤلاء غير ممارسة حقه في طرد الاعضاء.
الدولة السوفييتية كأي دولة في العالم مارست حقها في محاكمة المجرمين سواء اكان ذلك بامر ستالين او بدونه. كانت المحكمة تتالف من قضاة ومدع عام وحتى توكيل محامين لكل من يطلب محامين للدفاع عنه. وكانت هذه المحاكمات علنية حضرها حتى سفراء الدول التي كانت موضع اتهام فيها. اذا قرأنا تفاصيل جميع المحاكمات لا نجد فيها جملة واحدة تتعلق باراء هؤلاء المتهمين السياسية والنظرية. كل المحاكمات دارت حول جرائم لا علاقة لها بالاراء السياسية او المبدئية. قد يقول البعض ان الاعترافات جرت تحت التعذيب كما يجري في الدول الراسمالية حتى يومنا هذا. ولكن هؤلاء السياسيين الذين مارسوا السياسة عشرات السنين والذين يعتبرهم البعض منافسين لستالين من الناحية النظرية والسياسية والقيادية كان بامكانهم ان ينوهوا ولو بكلمة واحدة حول تعذيبهم واغتصاب اعترافاتهم تحت التعذيب. العالم الامبريالي كله كان ينتظر كلمة كهذه. او كان بامكان اي منهم ان ينكر اعترافاته باية صورة من الصور. او حتى كان بامكانهم تغيير اعترافاتهم وانكار قسم منها. ولكن البعض يصر على ان الاعترافات كانت صورية ومرتبة فهل كان كل هؤلاء القادة جبناء الى درجة خوفهم من التصريح بكلمة واحدة عن ظلمهم او عن تعذيبهم او اجبارهم على تقديم هذه الاعترافات وهم يعرفون مصيرهم المحتوم ويصرحون بذلك اثناء محاكماتهم ؟ كان ابرز المتهمين بخارين يناقش المدعي العام في كل جملة يقولها ولا تلاقي رضاه حتى يتوصل النائب العام الى الصياغة التي يرضى بخارين عنها. فهل ستالين امر بخارين او كتب له كلمته في الدفاع عن نفسه التي سمح له بها قبل اصدار الحكم عليه؟ رد بخارين في هذه الكلمة سلفا على اولئك الذين سيدافعون عنه شخصيا بعد المحاكمة. ففي كلمته الاخيرة قبل اصدار الحكم منح كل الحرية في القاء كلمته بدون اية مقاطعة. هل كان من الرحمة اعفاء الطبيب الخاص لمكسيم غوركي الذي اعترف بكيفية قتله هو وابنه عن سبق تصميم واصرار عن طريق معالجتهما معالجة معكوسة؟ هل كان من الرحمة اعفاء اشخاص اعترفوا بالخيانة العظمى والاتفاق مع دول اجنبية للهجوم على الاتحاد السوفييتي والوعود بمكافأتهم على ذلك في حالة نجاحهم في تحقيق مؤامراتهم؟
نرى من كل هذا ان الحزب البولشفي لم ينحرف عن نظامه الداخلي بل مارسه بكل دقة ولم يتجاوز حقه في فصل العضو من الحزب كاقصى قرار يحق له اتخاذه حسب نظامه الداخلي. وان ما جرى جرى من قبل محكمة من محاكم الدولة وكانت ممارسة الدولة لحقها في محاكمة ومعاقبة المجرمين كما هو حق كل دولة اخرى في معاقبة مجرميها. الفرق هو في عدالة هذه المحاكمات او عدم عدالتها. وهذا موضع خلاف وفقا لموقف كل شخص من سياسة الاتحاد السوفييتي عموما. ولا اريد ان اقارن ذلك بالمحاكمات والاعتقالات والسجون والتعذيب الذي يجري امام البشرية كلها في ايامنا والتي عانيت كغيري منها فيما سمي محاكمات النعساني وغيرها بعد التغذيب.
ان القسوة الشخصية والتعذيب والتوقيف والاعتقال ظواهر لا وجود لها في نظام اي حزب شيوعي حقيقي وفي اية ظروف سياسية او نضالية.



#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب الطبقة العاملة ثانية
- الاشتراكية العلمية والاشتراكية
- يعقوب أبراهامي وماركسيته الجديدة
- ارتداد وانهيار الاتحاد السوفييتي ٢
- ارتداد وانهيار الاتحاد السوفييتي ١
- بوبر ويعقوب ابراهامي
- حول الجبهات الوطنية ٢
- حول الجبهات الوطنية ١
- حول علمية النظرية الماركسية
- حول دكتاتورية البروليتاريا ٢
- حول دكتاتورية البروليتاريا
- الثورة البرجوازية والثورة الدائمة ٢
- الثورة البرجوازية والثورة الدائمة ١
- معاداة الستالينية هي ثورة ردة
- المجتمع الاشتراكي وقانون التطور المتوازن للاقتصاد الوطني
- حول حزب العمال الشيوعي التونسي
- حول امكانية عودة اليهود العراقيين الى وطنهم العراق
- درس من ثورتي تونس ومصر الشعبيتين
- جواب جديد الى د. حسين علوان حسين
- قانون ازمة فيض الانتاج في النظام الراسمالي


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسقيل قوجمان - جواب الى نسيب عادل حطاب ١