|
أرفع رأسك لفوق و افتخر فأنت سوداني جنوبي
جورج فايق
الحوار المتمدن-العدد: 3425 - 2011 / 7 / 13 - 19:54
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
كان يوم 9 - 7 - 2011 يوما تاريخياً في تاريخ البشرية فيه أعلنت جمهورية جنوب السودان أستقلالها الرسمي عن دولة السودان العنصرية الفاشية الممارسة للأرهاب و الداعمة له في بقاع شتى من السودان و بالأخص في أقليم دارفور حيث ارتكب البشير جرائم حرب و إبادة جماعية في دارفور مما جعل المحكة الدولية تصدر قرار بأعتقال البشير لمحاكمته على جرائمه و لكن إلى الأن لم يتم القبض عليه و يتنقل بحرية بين دول لا تقل عنه وعن نظامه عنصرية و كما عم الفرح المواطنون الجنوبيين بقيام دولتهم الوليدة فخرجوا للشوارع بأمكانيتهم البسيطة للأحتفال بأستقلالهم عن الشمال أخذين في الرقص و الغناء بشوارع جوبا عاصمة جنوب السودان في الوقت ذاته عما الحزن و الأسى السودان الشمالية و غيرها من بعض البلدان العربية ( الحزن على الأرض و خيراتها و ليس على البشر ) وأعتراف الحكومات العربية بدولة جنوب السودان لا يمثل موقف الشعوب العربية و الإسلامية التي يميل أغلبها للتطرف فهم يروا أنه ما كان يجب السماح بأستقلال جنوب السودان و بالتأكيد سوف يخرج علينا علماء و شيوخ الإسلام بفتاوى تفرض على المسلمين القتال من أجل أسترجاع جنوب السودان فهي أرض مسلمة و يجب الحرب و الجهاد من أجل أستراددها بالرغم عن أنف شعبها الذي أختار الحرية و الأستقلال عن السودان و لذلك ربما تتحول الحدود بين شمال و جنوب سودان إلى نار مشتعلة للأثارة القلائل للدولة الجديدة و أرهابها بجيوش من المتطوعون من دول عربية و إسلامية للقيام بأعمال أرهابية أو كما يطلقون عليها جهادية داخل جنوب السودان الذي تجرأ شعبها و طلب الأنفصال عن شمال السودان للعيش بكرامة لما أنفصل جنوب السودان عن شماله ؟ هل هي مؤامرة صليبية صهيونية كما أعتادت العقلية العربية الإسلامية بالقاء اللوم عليها في كل ما يصيبهم هل هي مؤامرة كما يتوهمون ؟ أم هناك أسباب أخرى ؟ بالتأكيد هناك اسباب كثيرة جعلت الجنوبيون يصوتون بالأجماع على الأنفصال و التي ممكن أن تكون هذه الأسباب أو غيرها هل كان الشماليون ينظرون إلى الجنوبيين نظرة أستعلائية و يقولون عنهم أنهم كفرة مشركين عرضهم و دمهم و ممتلكاتهم حلاً لهم؟ هل كان الشماليون يحرمون الجنوبيين من المناصب المهمة في بلادهم بفتاوي عنصرية مثل ( لا و لاية لغير المسلم على المسلم) هل كانوا يشككون في وطنية الجنوبيين و يقولون لهم وجب عليكم الرحيل لأمريكا أو كندا أو العيش وفقاً لمبادئ و شريعة الشماليون ؟ هل كان الشماليون يقومون بعقاب جماعي للجنوبيين إذا قام اي جنوبي بأرتكاب اي جريمة أو مخالفة فيهبون بالسلاح لعقاب الجنوبي المخطئ و كل ما ينتمي للجنوب بحرق منازلهم و سرقتها ؟ هل كانت حكومة السودان تتخازل و تتواطئ مع اي شمالي يقوم بعمل أجرامي أو أرهابي ضد مواطنين جوبيين مما شجع الشماليون على أرتكاب جرائم كثيرة ضد الجنوبيين ؟ هل أستبدلت حكومة السودان المحاكم الطبيعية بجلسات عرفية أذا كانت الجرائم المرتكبة المتهم بها شماليون و المجني عليهم جنوبيين ليفلت الجناة بفعلتهم حتى لو كانت الجريمة المرتكبة قتل و سرقة و حرق عن عمد ؟ هل قام بعض الشماليون بحرق وهد كنائس و معابد الجنوبيين و لم تعاقبهم حكومة الشمال ؟ هل أذدرى شيوخ الشمال بعقائد الجنوبيين و مقدساتهم و سخروا منها و حرضوا اتباعهم على الجنوبيين و لم تحرك حكومة السودان ساكن و لم تقبض على الجناة أو المحرضين؟
هل قام بعض الشماليون بالتغرير بقاصرات من الجنوبيات و الزوج بهن و تغير عقائدهن مخالفين بذلك القانون و لم يعاقبوا على فعلتهم بل منع الجنوبيين من مقابلة بناتهن لتأكد أنه ليس هناك من يهددهن لفعل ذلك ؟ هل أستغل الشماليون كثرة عددهم عن الجنوبيين و مارسوا البلطجة و القمع على الجوبيين لذلهم و أهانتهم ؟ هل كانت حكومة الشمال تخرج بعد كل أحداث دامية ضد الجنوبيين بتصريحات جاهزة قبلاً بأن ما حدث ما هو الا أيادي خارجية تريد أن تعبث بوحدة الوطن و انهم سيضربون بايدي حديدية كل من يعبث بوحدتنا الوطنية ثم يجد الجنوبيين لا عقاب للجناة هل رأى الجنوبيين أستحالة في العيش مع الشماليون الذي مرسوا ضدهم كل هذه الجرائم و غيرها و مع ذلك لا يكلون أو يملون بترديد أن الجنوبيين أقلية محظوظة و مدللة من كل الحكومات ؟ هل ..... لكل ما سبق و غيره فضل شعب جنوب السودان العيش بكرامة في دولة ناشئة تفتقر لكل مقومات الراحة و الرفاهية لكنها أرضهم التي حاربوا من أجلها سنوات طويلة ليعيشوا بحرية و كرامة تحية واجبة لروح الشهيد جون جارانج و لجميع شهداء جنوب السودان الذين ناضلوا وحاربوا من أجل العيش بحرية و كرامة بعيداً عن القمع و الذل لهم في دولة السودان الشمالي .... أرفع رأسك لفوق و أفتخر ( بحق و ليس بكلام أغاني) فأنت سوداني جنوبي جورج فايق
#جورج_فايق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يجب محاكمة هؤلاء قبل محاكمة ساويرس
-
هيبة الدولة و خيبة الدولة
-
كراهية إسرائيل واجب وطني أما واجب ديني !!!!!
-
أن مات بن لادن فكلهم بن لادن
-
كل سنة و أنتم أشرار
-
أطلقوا صراح حسني مبارك و أعوانه أو أقبضوا على متطرفي صول
-
رد على الثورة و الأنصهار الوطني عند الأنبا موسى
-
هل الدولة باعت رصيف المترو للمسلمين ؟
-
أختار من بيت القوسين ( الجزمة _ الرصاص )
-
مسيحيين بلا أقدام
-
أفلام مصري ..أم الأجنبي
-
عقدة الاضطهاد عند الأقباط
-
جمال البنا والخطاب القبطي إلى أين ؟
-
جماعة الأخوان المسلمين و حزبهم المنتظر
-
الحوار المتمدن علم الحوار لمن لم يعتاده
-
شادية القبطية و عدالة الشريعة الإسلامية
-
هل ألقى إله السلام سيفاً أو ناراً على الأرض؟
-
العنصرية وتحقير الإنسان بسبب لون البشرة
-
دعاء من مسيحي في درجة أقل من خير اُمة!!!
-
لجنة الحريات الأمريكية و كنيستنا القبطية
المزيد.....
-
ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام
...
-
شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول
...
-
الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل
...
-
فترة غريبة في السياسة الأميركية
-
مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول
...
-
حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
-
واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
-
ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في
...
-
جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح
...
-
إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب
...
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|