أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جواد البشيتي - كان ينبغي ل -الزيدي- أنْ يَخْرُج في استقباله!















المزيد.....

كان ينبغي ل -الزيدي- أنْ يَخْرُج في استقباله!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3421 - 2011 / 7 / 9 - 17:51
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



كان ينبغي لـ "الزيدي" أنْ يَخْرُج في استقباله!

جواد البشيتي

هل تقف الولايات المتحدة (وسائر الدول الغربية التي تشاطرها المصلحة في تأييد إسرائيل ضدَّنا) مبدئياً مع الشعوب العربية في ثوراتها الديمقراطية ضدَّ أنظمة حكمها الدكتاتورية الشمولية الاستبدادية؟

مبدئياً، لا تقف الولايات المتحدة مع أي مبدأ تَزْعُم أنَّها، في وجودها، منه، وله، إلاَّ إذا صَلُح، سياسياً، لها، ولمصالحها؛ فإنَّ جُمْلَتِها "السياسية ـ المبدئية" الثابتة، والتي تَسْبِق، دائماً، مواقفها، وتهيِّئ لها، هي "إذا كان هذا المبدأ الديمقراطي (أو الإنساني) مفيد (بمعيار مصالحها الإمبريالية) فيمكن، وينبغي لنا (أي لها) أنْ ننتصر له".

والجُمْلَة المتفرِّعة، مَنْطِقاً، من هذه الجُمْلة، وفي ما يخصُّ مواقف الولايات المتحدة (التاريخية) من كثيرٍ من أنظمة الحكم الدكتاتورية العربية، هي "إذا كان نظام الحكم الدكتاتوري في بلد عربي ما مفيد (بالمعيار نفسه) فَلْتَذْهَب المبادئ والقيم الديمقراطية إلى الجحيم".

نظام الحكم العربي، أيْ أيُّ نظام حكم عربي، هو (من وجهة نظر المصالح الإمبريالية للولايات المتحدة) جيِّد إذا ما كان جيِّداً من وجهة نظر إسرائيل، ولو كان، من وجهة نظر شعبه، دكتاتورياً لا ريب في دكتاتوريته؛ ورديء إذا ما كان رديئاً من وجهة نظر الدولة التلمودية، ولو كان ديمقراطياً (من الوجهة النظرية، لا من وجهة نظر الواقع؛ لأنَّ نظام الحكم هذا لم يَظْهَر إلى الوجود بعد حتى في تونس ومصر).

إذا دُعِيَ شباب الثورة الديمقراطية اليمنية (في "ساحة التغيير") ضدَّ الدكتاتور صالح الذي يلقى التأييد والمساندة من الولايات المتحدة، ومن عواصم عربية تخلو وسائل إعلامها تماماً من كلمة "ثورة" إلاَّ إذا جاءت في أخبار البراكين، إلى إجابة السؤال ذاك فسوف يجيب بما ينفي ويدحض زَعْم وقوف الولايات المتحدة مع ثورات الشعوب العربية، وبما يؤكِّد ويُثْبِت أنَّها، ومن حيث الجوهر والأساس، تَقِف ضدَّ التطوُّر الديمقراطي الحقيقي للعرب؛ لأنَّه (من الوجهة السياسية ـ التاريخية) لن ينزل برداً وسلاماً على مصالحها وأهدافها الإمبريالية عندنا، ولا على مصالح وأهداف عدوِّنا القومي الأوَّل، وهو إسرائيل.

لو كانت الولايات المتحدة صادقة في زعمها أنَّها المنتصِر الأبدي للقيم والمبادئ الديمقراطية لَعَرَفَت كيف تُتَرْجِم هذا "الموقف المبدئي" بموقف سياسي ضدَّ الدكتاتور صالح، ويعود بالنفع والفائدة على الثورة الديمقراطية اليمنية، ولانتَفَضَت هي ضد تحالفها المستمر مع أنظمة حكم عربية لن تَعْرِف شعوبها ومجتمعاتها الحياة الديمقراطية إلاَّ بثورة يَعْدِل وزنها وزن كل الثورات الديمقراطية التي عرفها العالم، بدءاً من الثورة الفرنسية.

أمَّا لو دُعِيَ أولئك السُّذَّج أو ضعاف النفوس الذين استقبلوا سفيرها بالورود، وهُمْ قطرة من هذا البحر الشعبي الثوري الأصيل في حماة، عرين الثورة السورية، إلى إجابة السؤال نفسه لأجابوه بما يؤكِّد أنَّهم من جِنْس نظام الحكم الذي يَزْعمون مناصبتهم العداء له؛ فإنَّ الذي لا يَفْهَم الديمقراطية عندنا على أنَّها تأصيل للعداء للمصالح والأهداف الإمبريالية للولايات المتحدة في العالم العربي، ولإسرائيل، لن يكون لجهة صلته بالديمقراطية إلاَّ كالنقد المزوَّر لجهة صلته بالنقد الحقيقي؛ وينبغي لنا، في هذا الربيع الشعبي الثوري الديمقراطي العربي، ألاَّ نضرب صفحاً عن حقيقة أنَّ الديمقراطي الجيِّد عندنا هو القومي الجيد، أي الجيِّد في عدائه لعدوِّنا القومي الأوَّل، وللولايات المتحدة بصفة كونها قوَّة للهيمنة الإمبريالية على شعوبنا؛ فإنَّ صراع شعوبنا ضدَّ أنظمة حكمها الدكتاتورية، ومن أجل الديمقراطية، هو، ضمْناً، صراعٌ نخوضه ضد إسرائيل وحليفها الإمبريالي ضدَّنا؛ وإنَّ صراعها ضدَّ هذا العدوِّ القومي وحليفه الإمبريالي هو، ضِمْناً، صراعٌ نخوضه ضد نظام الحكم الاستبدادي العربي، بشخوصه جميعاً.

لو لم يكن للولايات المتحدة (ومعها فرنسا ساركوزي) مصلحة (مشتَرَكَة، ولو ضِمْناً، مع نظام حكم بشار) في الإساءة إلى سمعة الثورة الشعبية الديمقراطية السورية، وتشويه صورتها، انطلاقاً من عرينها في حماة، العاصية نهراً وأهلاً، لما أرسلت سفيرها (في دمشق) في زيارة، تشبه "السياحة الثورية"، لتلك المدينة السورية، التي عَرَفَت كيف تجعل نفسها جبلاً شامخاً للثورة السورية.

إنَّ للثورة منطقها؛ وهذا المنطق الذي يجب التوافق معه دائماً، مطلباً وشعاراً وسلوكاً، لا يتَّفِق أبداً مع منطق "عدو (أو خصم) عدوي يجب أنْ يكون صديقي"؛ ولو كان للشعب السوري أنْ يُفكِّر ويَعْمَل بما يوافق هذا المنطق لَمَا ثار على نظام حكم بشار؛ فهذا نظام حكم يُخاصِم إسرائيل، وينبغي، من ثمَّ، للشعب السوري المعادي لإسرائيل عداءً أصيلاً وحقيقياً لا ريب فيه ولا زيف، أنْ يُصادِق نظام حكمه هذا!

هذا السفير، الجدير بأنْ يُسْتَقْبَل في حماة كما استقبل الصحافي العراقي منتظر الزيدي الرئيس بوش في بغداد، ربَّما يكون قد أثار، بزيارته لحماة، حفيظة نظام حكم بشار، سياساً؛ لكنَّه، إعلامياً، خدمه على خير وجه، وكأنَّه (بزيارته) السكِّين في يد نظام الحكم السوري لذبح ثورة حماة إعلامياً.

إنَّ ثورة الشعب السوري، وثورته في حماة على وجه الخصوص، لأعظم وأذكى من أنْ تُصَدِّق زعماً من قبيل أنَّ سفير الولايات المتحدة قد زار حماة ليُرْسِل منها رسالة إلى بشار مؤدَّاها إنْ لم تُسْرِعوا في "الإصلاح" فسَنُسْرِع في الوقوف مع شعبكم ضدَّكم؛ وكأنَّنا قَوْم من الأغبياء؛ فنحن متأكِّدين تماماً أنَّ نظام حكم بشار يكفي أنْ يُعْطي الولايات المتحدة، سياسياً، ما تريد، وفي لبنان على وجه الخصوص، حتى تبيع الديمقراطية التي ينادي بها الشعب السوري بأقل من ثلاثين من الفضة!

وإذا كان من مبدأ ينبغي لنا ألاَّ نحيد عنه، في الفهم والتفسير والتعليل، وفي العمل أيضاً، فهذا المبدأ إنَّما هو أنَّ الولايات المتحدة، وبصفة كونها القوَّة الإمبريالية العظمى في العالم، والحليف الطبيعي لعدوُّنا القومي الأوَّل، وهو إسرائيل، والمستخذية دائماً (في سياستها) لمصالح ضدَّ المصالح الحقيقية للشعوب العربية، لا يمكنها إلاَّ أنْ تكون ضدَّ التطوُّر الديمقراطي للعرب؛ لأنَّها تَعْلَم (عِلْم اليقين) أنَّ أمَّة عربية ديمقراطية حُرَّة هي الشَّرُّ بعينه من وجهة نظر مصالحها وأهدافها الإمبريالية، ومن وجهة نظر إسرائيل.

وأحسب أنَّ الاستمساك (الشعبي العربي) بهذا المبدأ، ولو من أجل حُسْن الفهم والتفسير والتعليل، هو ما تشتدُّ إليه الآن حاجة الثورتين في تونس ومصر؛ فإنَّ الولايات المتحدة هي التي تسعى من وراء الستار (أي من وراء الممسكين بزمام السلطة الفعلية في تونس ومصر) إلى إنقاص وزن الثورتين الرائدتين وصولاً إلى تلاشي هذا الوزن، ديمقراطياً وقومياً؛ وكأنَّ غايتها النهائية هي تسيير رياح التغيير (الشعبي الثوري الديمقراطي العربي) بما تشتهي سفينتها (وسفينة إسرائيل) وإقامة الدليل، من ثمَّ، على أنَّ الديمقراطية في العالم العربي هي الطريق إلى تَصالُح الشعوب العربية مع المصالح والأهداف الإستراتيجية للولايات المتحدة وإسرائيل!

ممثِّلو "الربيع العربي" مَدْعُوُّون الآن، وأكثر من ذي قبل، إلى أنْ يفهموا "الزيارة"، زيارة "السفير المشترَك" للولايات المتحدة وإسرائيل وأنظمة الحكم الدكتاتورية العربية، لحماة على أنَّها دعوة لهم إلى وعي وأدراك أنَّ الثورة الشعبية الديمقراطية العربية ستظلُّ ناقصة، ولن تكتمل في أهدافها وغاياتها، إلاَّ إذا أطْلَقَت ثلاث طلقات معاً، طلقة ضد أنظمة الحكم الدكتاتورية العربية، وطلقة ضد النفوذ الإمبريالي للولايات المتحدة في العالم العربي، وطلقة ضدَّ إسرائيل؛ فإنَّها لثورة تَتَّحِد في الدافع إليها ثلاثة دوافع (اتِّحاداً لا انفصام فيه).

وحده أعمى البصر، أعمى البصير، لا يرى "الحقيقة الخالصة من الخرافة والوهم"، حقيقة أنَّ الولايات المتحدة هي التي تزج بقواها المختلفة في معركة جَعْل الربيع خريفاً للشعوب العربية، وثوراتها الديمقراطية، بدءاً من تونس ومصر، بوصفهما مهد الثورتين الملهِمَتين عربياً؛ فإنَّ "الثورة الناقصة" هي المناخ الذي فيه تنمو (حتى تنتصر) قوى الثورة المضادة، التي تستبقي "الرُّوح" من "العهد البائد" وشخوصه، لِتَحِلَّها في أجساد جديدة؛ فـ "الجديد"، من وجهة نظر القوَّة الإمبريالية العظمى في العالم، إنَّما هو "القديم وقد ألبسوه لبوساً جديداً لِيَسْهُل عليه محاربة كل جديد"، أي كل تغيير لشعوبنا مصلحة فيه!

الأمر قد يلتبس، فيَظُنُّ بعض قيادات الحراك الشعبي في هذا البلد العربي أو ذاك أنَّ إطاحة شخوص نظام الحكم الاستبدادي، أو بعض شخوصه، هي عينها إطاحة نظام الحكم نفسه.

وأحسبُ أنَّ الثورة السورية ستأتي بما يَسْتَكْمِل الثورتين التونسية والمصرية لجهة الدروس والعِبَر؛ فإذا جاءت ثورتا تونس ومصر بدَرْسٍ مفاده أنَّ تغيير "الشخوص" لا يعني، ويجب ألاَّ يعني، تغيير "نظام الحكم"، فإنَّ الثورة السورية ستجيء بدَرْسٍ (مُتَمِّم) مفاده أنْ لا تغيير لـ "نظام الحكم" من غير تغيير "شخوصه"؛ فإنَّ كل تغيير لـ "نظام الحكم" يشتمل، حتماً، وبالضرورة، على تغيير "شخوصه"؛ لكن ليس كل تغيير لـ "الشخوص" يعني، أو يجب أنْ يعني، تغييراً لـ "نظام الحكم".



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ردٌّ على أسئلة وتساؤلات
- لماذا نحتاج إلى تخطِّي التناقض بين نيوتن وآينشتاين؟
- ردود على ردود
- معالي الوزير.. سعادة النائب!
- في القرآن.. لا وجود لفكرة -الخلق من العدم-!
- هذه هي خُطَّة بشار للبقاء!
- هذا المسخ والتشويه ل -مادية- المادة!
- هذا التشويه لحقيقة الثورات العربية!
- الفصل بين -الرأسمال- و-الصحافة-!
- -الاقتصاد السياسي الإسلامي-.. حديث خرافة!
- -حزب الله-.. هل اختار أنْ يشارِك بشار مصيره؟!
- -حُرِّيَّة الإرادة- بين -الدِّين- و-العِلْم-!
- هكذا تكلَّم الرئيس بشار!
- في الحركة والسكون
- ميثولوجيا عربية تسمَّى -الإصلاح-!
- المشتبهات في حرِّيتنا الإعلامية!
- في فلسفة -الراتب-!
- الأُمَّة بصفة كونها -مَصْدَر السلطات-!
- سورية.. حتى لا يتحوَّل -الربيع- إلى -خريف-!
- -الاقتصاد السياسي- للإعلام!*


المزيد.....




- الأردن يحذر من -مجزرة- في رفح وسط ترقب لهجوم إسرائيلي محتمل ...
- روسيا.. النيران تلتهم عشرات المنازل في ضواحي إيركوتسك (فيديو ...
- الرئيس الصيني في باريس لمناقشة -التجارة والأزمات في الشرق ال ...
- بوتين يأمر بإجراء مناورات نووية رداً على تصريحات غربية وصفته ...
- المكسيك تحتفل بذكرى انتصارها على فرنسا عام 1862
- ماكرون يؤكد لشي أهمية وجود -قواعد عادلة للجميع- في التجارة
- المفوضية الأوروبية تسلم مشروع الحزمة الـ 14 من العقوبات ضد ر ...
- الإعلام العبري يتحدث عن -خطة مصرية- بشأن أراض فلسطينية وموقف ...
- المتحدث باسم القبائل العربية: مصر لن تتورط في -مهمة قذرة-
- أوكرانيا.. مهد النازية الجديدة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جواد البشيتي - كان ينبغي ل -الزيدي- أنْ يَخْرُج في استقباله!