أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إكرام يوسف - قبل الحساب














المزيد.....

قبل الحساب


إكرام يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3419 - 2011 / 7 / 7 - 18:03
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


جاء أوان المصارحة ، والتوقف عن اللف والدوران.. علينا أن نكون واقعيين ونواجه الموقف بوضوح: عندما يسقط شهداء في ساحة تحرير الأرض من عدو غاصب، تظل دماؤهم تصرخ طالبة الثأر، ولا تهدأ إلا بعد تحرير التراب كاملا. وما أن تسيل دماء الشهداء والمصابين في شوارع وميادين الوطن، حتى يعلو هدير الشوارع والميادين وقلوب أهالي الشهداء ورفاقهم ـ شركاء الثورة على الظلم ـ مناديا بالثأر.. ولا يهدأ إلا بعد تحقيق النصر واسترداد الحرية والكرامة كاملتين.
علينا جميعا ـ حكاما ومحكومين، ثوارا وقاعدين، بل وحتى الفلول ـ أن نفهم أن المطالبة بالحقوق والاحتجاجات على الظلم قبل سقوط الشهداء والمصابين شيء، وأن نفس هذه المطالبة والاحتجاجات بعد نزف الدماء شيء آخر. يجب أن ينتبه من يراهنون على وهم أن الشعوب تنسى بعد حين، إلى دروس التاريخ وحقيقة الأشياء، التي تؤكد أن الحق المروي بالدم لابد أن يعود مهما طال الزمن.. وأن إطالة الوقت لا تؤدي إلا إلى حساب عسير.
لنكن واقعيين ونعترف أن هناك من يستشعر حرجًا في محاسبة أفراد كانوا يوما رؤساءه، أو كان بينه وبينهم "ود" من أي نوع ذات يوم.. وهناك أيضا من تورط في أمور لم تنكشف بعد، وربما تفتح محاكمة رموز نظام الفساد السابق أبوابًا لكشفها. وعلى أولئك وهؤلاء، إدراك أن كل شيء ينكشف بعد حين، وأن التباطؤ والمماطلة لن يطمسا أخطاء أو جرائم، وإنما قد يدفعان أصحابهما للتورط أكثر في المزيد من الأخطاء ـ وربما الدم ـ فيتراكم الحساب، ويزيد عسرًا.
وكما أثبت تاريخ البشرية؛ الطريق المستقيم هو أقصر الطرق فعلاً، و المواجهة هي الطريق الأسلم. وربما يتمثل الحل في أن يتصرف من يستشعرون الحرج، مثلما يفعل القضاة الشرفاء حين تكون بينهم وبين أحد الخصوم سابق علاقة.. ولايخفى على عاقل وجود خصومة مريرة بين شعب قام بثورة، وبين رموز نظام أذاقه الويل عقودا..فعلى من يستشعر حرجا لعلا قة سابقة بينه وبين هذه الرموز أن يعتذر ويتنحى مشكورا محاطا بكل آيات التبجيل والاحترام لشجاعته في اتخاذ الموقف. وعلى من تورط أو ورطته ظروف ـ صارت من الماضي ـ ولم توجه له اتهامات حتى الآن، أن يسارع بالاعتذار إلى الشعب وطلب المغفرة وكشف الحقائق كاملة، وليبحث أساطين القانون وجهابذته في مخرج قانوني ، ولن يعدموا وسيلة لا تعتبره شاهد ملك فحسب، وإنما تمنحه فضل إنقاذ الثورة! وربما تعتبره من أبطالها فعلا، ولا تطالبه بما كسبت يداه من قبل، وعفا الله عما سلف.
وأرجو ألا يعتبر أحد كلامي هذا نزقا أو تخريفا.. وإنما هي محاولة لتجنب كارثة يدفع ثمنها الجميع، إذا استمر مسلسل التباطؤ في محاسبة المجرمين، فالواقع يقول إنه ما ضاع حق وراءه مطالب.. وأن الشعب الذي كسر حاجز الخوف وسطر أبناؤه آيات الجسارة والبسالة، وقاموا بمعجزات بطولية خارقة فعلا يومي جمعة الغضب الأولى 28 يناير، وموقعة الجمل في الثاني من فبراير، لن يتوقف مهما كان الثمن، عن المطالبة بحقه في الحرية والكرامة والحكم المدني الديمقراطي العادل الحقيقي الذي يضمن كرامة كل المصريين. ولن تتوقف دماء الشهداء والشوارع التي عمدتها هذه الدماء عن المطالبة بالثأر.. وحتما سوف يجيء! حتى لو تأخر قليلا.
وواهم كل من يتخيل أن البلطجية وأسلحتهم، وقنابل الغاز والمسيلة للدموع، والرصاص المطاطي والخرطوش أو الحي، والدهس بالسيارات، والتعذيب في السجون حتى الموت، وكشوفات العذرية، ومحاولات تشويه سمعة الشرفاء، يمكن أن تفت في عضد من خرجوا يوم الخامس والعشرين من يناير، ناذرين أنفسهم شهداء محتملين. فهؤلاء الذين حملوا جثث زملائهم على أيديهم، يعتقدون أنهم مشاريع شهداء، أبقى الله عليهم حينا لاستكمال ما بدأه رفاقهم. وهم حطموا بالفعل حاجز الخوف، ويؤمن كل منهم أن عليه دورا محددا كتبه له القدر، وما أن ينجزه سوف ينتهي دوره ليحل الدور على رفاق آخرين يستكملون ما بدأ..وهكذا!
فعلى الجميع مواجهة الحقيقة، وألا يكرروا أخطاء من راهنوا على المماطلة والقبضة الحديدية والإرهاب، وأصروا على تجاهل أن الشعوب إذا هبت ستنتصر؛ فجاءت نهايتهم مخزية! وها قد خطا المصريون الخطوة الأولى على طريق النصر.. وسوف يليها خطوات، ربما لا تكون جبارة بنفس قوة الخطوة الأولى، وربما تتعثر منهم خطوة، وقد ييأس البعض، وربما تضعف قلة فتخون أو تبيع، وربما يتوه نفر عن الطريق حينا.. لكن الأمر المؤكد لكل من قرأ التاريخ، وتعلم؛ أن هناك دائما من سيواصلون للنهاية، وأن يومًا أجمل سوف يجيء.. فالشعوب هي الباقية.. وهي التي تنتصر حتمًا.. ولها وحدها الكلمة الأخيرة..
على الجميع مراجعة حساباتهم، فيوم الحساب لم يعد بعيدًا.



#إكرام_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الداخلية.. وثورة صارت ضرورية
- تحركوا قبل فوات الأوان
- ولسة جوا القلب أمل
- الإخوان وتحديات العمل العلني
- فارس الجيش والديمقراطية
- جيشنا .. لاجيش المخلوع
- دع اللطم.. وابدأ البناء
- يوم الشهيد.. بين تحرير التراب وتحرير الكرامة
- احذروا الثورة المضادة
- أصبح لدينا رئيس سابق!
- .. وللتحرير ميدان
- ما أعظمك يا شعب.. ما أروعك يا وطن
- تونس تحيي ذكرى انتفاضة يناير المصرية
- نظام تونس يعيد ترتيب أوراقه
- احذروا سارقي ثورات الشعوب
- مطلوب دروع بشرية لحماية الكنائس
- السكوت عار وخيانة
- كل ما تهل البشاير من يناير
- ميزان الحسنات الكئيب
- البرادعي.. والثقافة المنسية


المزيد.....




- كيف سيغير الذكاء الاصطناعي طرق خوض الحروب وكيف تستفيد الجيوش ...
- -لا توجد ديمقراطية هنا، هذا هو الفصل العنصري-
- -لا نعرف إلى أين سنذهب بعد رفح-
- شاهد: طلقات مدفعية في مناطق بريطانية مختلفة احتفالاً بذكرى ت ...
- باحثة ألمانية: يمكن أن يكون الضحك وسيلة علاجية واعدة
- من يقف وراء ظاهرة الاعتداء على السياسيين في ألمانيا؟
- مصر تحذر من مخاطر عملية عسكرية إسرائيلية محتملة في رفح
- ماذا تكشف روائح الجسم الكريهة عن صحتك؟
- الخارجية الروسية توجه احتجاجا شديد اللهجة للسفير البريطاني ب ...
- فرنسا تتنصل من تصريحات أمريكية وتوضح حقيقة نشرها جنودها إلى ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إكرام يوسف - قبل الحساب