أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رزاق عبود - من عراق صدام الى عراق المالكي!















المزيد.....

من عراق صدام الى عراق المالكي!


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 3414 - 2011 / 7 / 2 - 20:47
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بصراحة ابن عبود

من عراق صدام الى عراق المالكي!

لقد عودنا صدام عندما كان حاكما اوحدا في العراق، ان يجير انجازات الغير لنفسه، ويتباهى بما لم يفعله. في نفس الوقت ينأى بنفسه عن كل الاخفاقات، والخروقات، والهزائم، ويلقي اللوم دائما على الاخرين. فبعد كل هزيمة عسكرية كان يعدم العشرات من كبار الضباط. وفي كل منعطف يفتعل مؤامرة خارجية، وعملاء في الداخل. تطير بعدها رؤوس، وتختفي شخصيات، واحيانا مدنا، وقرى باكملها. وهاهو صدامنا الجديد، وبعد المائة يوم، التي تعهد بها، ووعد الشعب، ان كل مشاكله ستحل. لم يلمس الشعب، أي تغيير، ولم يحصل أي تقدم، ولم يطرأ، أي تحسن، لا في الخدمات الاساسية، ولا الوضع الامني، ولا عمل الوزارات. ولانه الصيف، والكهرباء تنقطع باستمرار، والنفط غير موجود في بلد النفط، والعواصف الرملية تزداد في ارض السواد، والمواد الطبية تختفي، واكوام الزبالة تتحول الى تلال، حتى صارت بغداد ثامن اوسخ مدينة في العالم. الهوة بين الفقراء والاغنياء تتسع بشكل، لا سابق له، ولا مثيل.الشراكة الوطنية، التي تحدث عنها، وتباهى بها طويلا لم تحصل. المصالحة الوطنية، التي رفع لوائها لم تتم. العداوات، وعدم الثقة مستمرة، والاتهامات تتزايد بين شركاء السلطة. عمل مجلس الوزراء شبه معطل.البطالة تتسع، والجريمة تاخذ اشكالا متعددة، وبغطاء رسمي احيانا. التزوير صار المهنة الرئيسية لاغلب اعوان السلطة. الفساد، بكل اشكاله، ينتشر كالسرطان في جسد الدولة العراقية، تسرب التلاميذ من الدراسة، انحدار المستوي العلمي للمدارس، والجامعات، وهجرة الكفاءات الى الخارج. مع كل هذا الفيض من الاخفاقات، نجد المالكي يتحدث عن الترشيق. وكان غيره الذي ابتدع اكبر مجلس وزراء في العالم. 41 وزيرا يفضح عددهم طبيعة النظام الطائفي، المحاصصي للنظام الاسلامي في العراق. لقد وعد قبل الانتخابات، ان وزارته الجديدة ستكون وزارة عمل، وانجازات، ولم نر لحد الان غير تضخم في بيروقراطية الدولة. فحتى الدولة المحتلة ليس لها هذا العدد من الوزارات، والمستشارين. هذه غلطته لايقر بها لكنه يحاول ان يوهم الناس انه يحاول اصلاح امر نزل عليه من السماء. ثم جاءت خطبته الثانية. (صار مولعا بالخطابات، والمؤتمرات الصحفية ليثبت لنفسه، والعالم انه هو الوحيد الحاكم الفعلي في العراق). فالقى في خطبته الجديدة، غير الرشيقة، اللوم على مجلس النواب، متناسيا، انه يحتل فيه موقع الاغلبية حسب مارتب له جماعته القضاة. ممن فسروا الدستور حسب ما يريد. ترى لماذا لا ينتقد اغلبيته؟ لماذا ينتقد البرلمان كله؟ اهي محاولة للتهرب من المسؤولية، ام هي مقدمة للعودة الى نظام قرارات مجلس قيادة الثورة؟
ان الخطوات، والتصرفات، التي يتبعها صدام المالكي خطيرة جدا لانها نسخة عن خطوات، وتصرفات صدام التكريتي. يعتمد على مجموعة ضيقة من الضباط، والمستشارين، اغلبهم كانوا من بطانة صدام. في نفس الوقت الذي يتهم المطالبين بالاصلاح، والتغيير، ومكافحة الفساد، بانهم من اتباع صدام. لايحترم الاتفاقات، والعهود، التي يعقدها مع الاخرين، بل يتخذها وسيلة لكسب الوقت، وتصفية الخصوم بكل الاشكال، وتركيز السلطة بيده، وهذا ما فعله صدام حسين ايضا.

الان يريد تمديد بقاء القوات الامريكية في العراق لحمايته، وايجاد مبررات لتدخلات ايران، وليستقوي بها على خصومه. اسس مجالس عشائر، وسلح بعض العشائر، واشترى بعض شيوخها في خطوة سبقه اليها صدام، لاشغال الشعب العراقي في الفرقة، والنزاعات العشائرية، بعد خسارة مئات الالاف من الضحايا بسبب الصراع الطائفي الذي اججه تياره الاسلامي في جسد المجتمع العراقي. ان ملامح الديكتاتورية، والانقلاب على الدستور، والشرعية، والتهيئة للقفز فوق التجربة الديمقراطية، والتداول السلمي للسلطة، وفصل السلطات، صارت واضحة، وتدعو للقلق، ووجب التصدي لها.

بات واضحا من خلال خطب، وتصرفات، وخطوات صدام المالكي معتمدا على دعم ضباط صدام له، لانه يعيد لهم السلطة عبر لعبهم الدور الاكبر، وان كان من وراء الكواليس، وهذا يرضي غرورهم في هذه المرحلة. ويخدم مخططه في التحول التدريج الى "القائد الضرورة"، ويتبع اسلوب عبدالناصر، الذي بقي على راس السلطة معتمدا على خلافات مريديه. فالتيار الصدري يخشى المواجهة العسكرية(الان) بعد ان ترك لوحده سابقا، وكانه يريد ان ينتقم من سكوت الاخرين وقتها. لكن التيار في الواقع يحاول مثل ضباط صدام زيادة نفوذه في سلطة الدولة حتى تحين ساعة اخذ الثار. والا كيف نفسر الموقف السلبي من المظاهرات الشعبية، وكثيرا ما ادعى الصدريون انهم يصطفون لجانب الشعب؟! المالكي يستفيد ايضا من حياد بعض رموز العراقية، الذين ظل المالكي يخطط لشقهم عن العراقية. اضافة لرموز من كتل اخرى. تركهم يتمتعون بالاضواء، والمناصب، والمنافع، والمكاسب، والامتيازات. ان المالكي يعمل بخبث، ودهاء عجيبان لا تفسير لهما، الا ان قوة خارجية لها امكانية الدولة، والدهاء السياسي لمتابعة خطه في الانقلاب التدريجي على الديمقراطية، وتحويلها الى حكومة ولاية الفقيه المالكي. خاصة، وان حزب الدعوة لازال يدعو الى اقامة دولة اسلامية. ولم يغير أي من الاحزاب الاسلامية برنامجه في فرض حكم الشريعة. لكنهم يتبعون حيل صدام حسين في الانقضاض التدريجي على التجربة الديمقراطية، بعد ان يضمنوا ان جميع مفاصل الدولة الاساسية باتت بايديهم. فينحي، اويقيل، او يحيل الى التقاعد، او يحيي قانون الاجتثاث في حق من يشكل خطرا عليه من ضباط، وكوادر صدام القدامى، او خصومه السياسيين. او من يعارض سياسته، ويطالب بالاصلاح، ومحاربة الفساد. ان قمع المتظاهرين المسالمين، واختطافهم، واطلاق النار عليهم، ومحاربة الصحافة، ومحاولة فرض الصوت الواحد، يشير، ويؤكد ما يخطط له المالكي، وحزبه، وعصابته، التي اغتصبت، وانفردت بالسلطة.

فمتى، متى تجتمع القوى الديمقراطية الحقيقية الداعية لاقامة دولة مدنية، عصرية، والاستمرار في التجربة الديمقراطية حتى ترسخها. دون التفكير بروح حزبية ضيقة؟! مستقبل العراق، ومستقبلهم كقوى ديمقراطية مرتبط بما ستؤول اليه مخططات المالكي للاتقلاب المتدرج، والانقضاض على السلطة كاملة، وفرض بديله الاسلامي الفاشي. مثلما فرض صدام حسين سلطة عائلته القمعية. متى تلتحق قوى الشعب الفاعلة كلها بربيع المنطقة، والاصطفاف وراء لافته نصب الحرية، قبل ان يجدوا انفسهم في المنافي من جديد؟! ويخطأ من يظن ان امريكا تعارض الديكتاتورية في العراق! ان ما يهمها، هو وضع "مستقر" يخفف من تكاليف احتلالها للعراق، وعدم التصادم مع ايران حاليا، والخروج من المأزق العراقي، بما يضمن مصالحها، وخططها في المنطقة. هذا ما يعرفه المالكي، وما تعهد به لهم، واقنعهم انه هو وحده من يستطيع تحقيق هذا السيناريو. عمالة مزدوجة لايران، والامريكان!

رزاق عبود
27/6/2011



#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اخطاء اياد علاوي القاتلة!
- ضخامة الرئيس طالباني حامي حمى القاعدة في العراق!
- الوضع في اليونان اسئلة واجوبة بسيطة لازمة معقدة!
- من الدكتور بشار الاسد الى الجلاد بشار الشبيحه
- صدام المالكي على خطى صدام التكريتي!
- لماذا تقصف ليبيا النفطية، وتهادن سوريا البعثفاشية؟!
- عبدالجبار عبدالله ابن الشيخ الديني الذي صار شيخا للعلماء
- سوريا الاسود تتحدى بشار الفأر
- مستشارة الرئيس السوري تستنكف من ذكر الاكراد
- حماية المدنيين الليبيين، ام الحفاظ على عرش السعوديين؟!
- صدام اليمن، هل يواجه مصير صدام العراق؟!
- مجلس التآمر الخليجي يحتل البحرين!
- الهجوم على الحزب الشيوعي العراقي هجوما على الديمقراطية في ال ...
- لماذا منع التجوال يانوري الدجال؟!
- الشعب يريد اسقاط نظام الفساد!
- القذافي السفاح -ملك مرتزقة افريقيا- يذبح شعبه على طريقة الفا ...
- زين الطائفيين صالح حسني معمر المالكي يكشر عن انيابه الديكتات ...
- جماهيرية القذافي تطلق النار على جماهيرها
- متى يزيح احفاد عمر المختار، طاغية ليبيا، معمر العار؟!
- متى تثور بغداد لتلحق نوري الايراني بنوري البريطاني؟!


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رزاق عبود - من عراق صدام الى عراق المالكي!