أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ناجي الغزي - غياب إستراتيجية بناء الدولة العراقية














المزيد.....

غياب إستراتيجية بناء الدولة العراقية


ناجي الغزي

الحوار المتمدن-العدد: 3408 - 2011 / 6 / 26 - 15:16
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الخوض في هذا المحور الصعب والمهم يحتاج الى تشخيص دقيق للمشكلة وعلينا على الاقل تحديد العوامل الموضوعية والذاتية التي ساهمت وساعدت على غياب الرؤية الاستراتيجية لبناء الدولة العراقية. والدواعي والمسببات لبروز ظواهر سياسية حجبت هيبة الدولة, وعدم أحترام سيادة القانون الذي يعتبر أسمى مراحل بناء الدولة وأكثرها رقياً. والتشخيص الدقيق يعتبره الكثير من الباحثين والدارسين جزء من الحل كونه يشخص مكامن الخلل وعللها, أما الحلول يصعب علينا تلمسها لانها تبقى حبيسة الإرادات الصانعة لتلك الازمات والظواهر ومعوقاتها.

والتجربة السياسية منذ تشكيلها بعد 2003, تواجه تحديات كثيرة وعظيمة داخلية وخارجية على الصعيد السياسي والأمني والإقتصادي والثقافي. ومتطلبات الإصلاح والبناء السياسي والإقتصادي والثقافي, يحتاج الى مقومات كثيرة. تكمن جلها في وجود أرادة سياسية وطنية تسهل مرور مشروع بناء الدولة. ولكن ما نراه في الساحة السياسية العراقية عكس ذلك حيث أصبحت الاتفاقات السياسية هي من تحرك مصير ومستقبل بناء الدولة العراقية وتتحكم بتجربته السياسية الوليدة. واليوم في ظل التجاذبات والتناحرات العقيمة, نقف أمام مشاكل معقدة يصعب حلها نتيجة لأخطاء متراكمة من قبل القوى السياسية وزعمائها.

ومن الأسباب الجوهرية لغياب أستراتيجية بناء الدولة العراقية وتعثر التجربة السياسية, تكمن في جملة أمور أهمها:
1- غياب الرؤية الاستراتيجية لعراق ما بعد الدكتاتورية من قبل الاحزاب والقوى السياسية.
2- غياب الحلول الناجعة لمواجهة المشاكل السياسية والاقتصادية والامنية الاساسية.
3- غياب قانون يضمن لرجالات النظام السابق حق الدفاع وينصف ضحاياهم, ضمن منظومة قواعد قانونية بعيدة عن المزايدات السياسية والاعتبارات العرفية بأعتبارها حقوق شعب وأمة أنتهك تاريخها الانساني, والتلاعب بهذا الملف خط أحمر لايحق لأي طرف الفصل بها.
4- غياب المشروع الوطني وعدم الارتكازعلى البعد الوطني كمعيار جامع لجهود القوى السياسية.
5- غياب وحدة الخطاب السياسي والاعلامي داخل أروقة القوى الساسية وخارجها.
6- بروز ظواهر مدمرة كالمحاصصة والمحسوبية وظاهرة الفساد المالي والاداري التي ساهمت في تعطيل بناء الدولة العراقية المدنية وتأخرها.
7- بروز ظاهرة المليشات المسلحة الطاغية على المشهد السياسي التي أفسدت الحياة السياسية في العراق.
8- غياب الارادة السياسية, بسبب عدم قناعة أطراف سياسية بالعملية السياسية رغم مشاركتهم بها.
9- عدم الشعور بالمسؤولية وغياب روح المواطنة لدى البعض, مما أدى الى تشتت الولاءات الوطنية وضعف الاداء الوظيفي وغياب استراتيجية خدمة الشعب على مستوى الوزارات ومجالس المحافظات.
10- أشكالية العلاقة بين الجماهير والطبقة السياسية وغياب تنظيم العلاقة بين مجالس المحافظات والوزارات مما خلق حالة ارباك في الأداء الوظيفي والمهني.
11- غياب الكفاءات الادارية في مؤسسات الدولة العراقية وغياب الرقابة عليها, بسبب نظام المحاصصة التي دخلت تلك الظاهرة جميع مفاصل الدولة .
12- غياب المواقف السياسية الموحدة أمام التحديات الداخلية والإقليمية لا من قبل الحكومة ولا من قبل البرلمان.
13- غياب الافق الديمقراطي في صفوف الاحزاب والقوى السياسية, بسبب غياب قانون الاحزاب الذي ينضم الحياة السياسية ويحفظ حرمة الوطن ويضمن حقوق السياسيين داخل أحزابهم.

كل تلك العوامل والاسباب أدت الى غياب أستراتيجية بناء الدولة العراقية وبالتالي لايمكن أن يحقق الواقع السياسي الراهن بناء الدولة العراقية المدنية مالم تحدد هوية الدولة وجنسها وتحديد أطرها القانونية. كما لايمكن لهذه الاحزاب أن تساهم في بلورة البناء الفكري لثقافة المجتمع ما لم تحدد مواقفها وتوحد خطابها في المواقف الوطنية, بعيدة عن المزايدات والتسقيط السياسي. كما لايمكن أن تخوض تلك الاحزاب الكبيرة والصغيرة في أجواء ومناخات سياسية مسمومة وملغومة يصعب بها التنافس.



#ناجي_الغزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قبل أن يسدل الستار على مذبحة عرس التاجي
- قاسم مطرود من على فراش المرض يفتح قلبه للعراق
- تهديدات العراقية بالانسحاب.. موقف ام مناورة
- الأحزاب العراقية أحزاب براغماتية تفتقد للطابع الفكري
- مظاهرات 25 شباط .. خشية الزمان والمكان وأشياء أخرى
- التظاهرات في العراق ومبرراتها
- الجماهير تخرج عن صمتها
- مبارك يرثي ذاته في كلمة بائسة
- عندما يسقط فرعون مصر تسقط كل الرؤوس
- الازمة الامنية في العراق وبعدها الاستراتيجي
- الارهاب السياسي وسياسة الارهاب
- المواطنة وأشكالية الولاء للوطن
- الدكتورة سامية العمودي رسالة إنسانية برائحة الحب
- إشكالية نتائج الانتخابات بين الكيانات السياسية و المفوضية
- تجاوز الاستحقاق الانتخابي مصادرة لإرادة الناخب العراقي
- التحدي الأكبر أمام القوى السياسية الفائزة
- بعض السياسيين يغادرو البرلمان ويعودو له من الباب الخلفي
- تصاعد الحرب الكلامية بين المرشحين قبل الانتخابات
- نشر الغسيل السياسي على حبال الانتخابات
- تمزيق صور المرشحين .. ينفذها الاطفال بأجندة سياسية


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ناجي الغزي - غياب إستراتيجية بناء الدولة العراقية