أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح هرمز الشاني - السمات المشتركة في مسرحيات ابسن















المزيد.....

السمات المشتركة في مسرحيات ابسن


صباح هرمز الشاني

الحوار المتمدن-العدد: 3400 - 2011 / 6 / 18 - 21:52
المحور: الادب والفن
    


لا يعد هنريك أبسن النرويجي (1826-1906) الأب الحقيقي لأصول المسرحية الحديثة فحسب وانما بالأضافة الى ذلك، فهو أول من حررها عن الشعر، بعد كتابته (الأميركنت)، ليكتب المسرحيات النثرية التي تعالج المشاكل الاجتماعية. وأهم وأبرز مسرحياته هي: بيت الدمية، الاشباح، أعمدة المجتمع، أيولف الصغير، البطة البرية، آل روزمير، وهيدا جابلر، المسرحية التي نحن بصددها.
يقول الكاتبان مالكم برادبري وجيمس ماكفارلن في كتابهما (الحداثة) في الجزء الثاني منه: (نشرت مسرحية هيدا جابلر في اسكندنافيا في عام 1890. في عام 1892 ترجمت هذه المسرحية ونشرت في المانيا ثلاث مرات، وفي انكلترا وأمريكا مرتين، كما ترجمت ونشرت في فرنسا وهولندا في عام 1895، ترجمت الى اللغات الايطالية والاسبانية والبولندية. والاكثر من ذلك، وبعد مرور سنة على تأليفها، مثلت في ميونيخ برلين، هلسنكي، ستوكهولم، كوبنهاكن، كرستيانا، روتردام، لندن وباريس. وفي السنة اللاحقة 1896 مثلت في بيتسبورغ وروما. ولم يسبق ان استحوذ كاتب مسرحي على خشبة المسرح الاوروبي أو أحتكر المناظرات العامة كما فعل أبسن)(1)
كتب أبسن هذه المسرحية عام 1880، وتتكون من اربعة فصول، وسبع شخصيات، ثلاث منها رجالية، وأربع نسائية، وكمعظم مسرحياته تجري حوادثها في غرفة استقبال، وتبدأ بزيارة (مس تسمان) لبيت ابن شقيقها (جورج تسمان) زوج (هيدا جابلر) للاطمئنان على أحوالهما، بعد عودتهما من رحلة الزفاف، وتتكرر نفس البداية في مسرحيتي (ايولف الصغير) و(البطة البرية)، في الاولى، بزيارة (استا) وهي أخت الفريد غير الشقيقة، (ويتبين فيما بعد لا تمت اليه بصلة) للاطمئنان على أبنه (ايولف الصغير)، والثانية بزيارة (اكدال) الثقيلة وغير المرغوبة لبيت (لوفبورج).
*هيدا جابلر
تسمان: عمتي جوليا! عمتي العزيزة (يتجه نحوها ويشد على يدها بحرارة)
هل قطعت كل هذه المسافة في مثل هذه الساعة المبكرة؟
مس تسمان: طبعا كان لا بد أن أتي لأطمئن على أحوا لكما
*أيولف الصغير
ريتا: (تدير رأسها وتوميء) مرحاً أستا ! تصوري انك هنا مبكرة!
ما الذي أتى بك هكذا من المدينة ؟
أستا: (تضع أغراضها على كرسي بجانب الباب) شعرت بقلق وشعرت بأنه يجب ان أتي اليوم وارى ايولف.
*البطة البرية
تبرسن: لقد أغلق المكتب منذ ساعة و....
أكدال: لقد قيل ذلك على الباب يا بني ولكن جرو بيرج لا يزال بالداخل، كن طيبا ودعني أتسلل من هذا الطريق (يشير الى الباب الخاص) لقد دخلت من هناك قبل ذلك.
ومثلما يستخدم أبسن في هذه المسرحية الشخص الثالث لأثارة المشكلة القائمة بين الزوجين، ودفعها بقوة الى امام، وهي شخصية (لوفبورج) كذلك فأنه في مسرحياته التي سنتناولها لاحقاً، ايولف الصغير، بيت الدمية، والبطة البرية، يستخدم نفس الاسلوب. ففي المسرحية الاولى تلعب شخصية (أستا) هذا الدور، وفي الثانية ( كروبشتاد)، والثالثة (جر يجرز).
بأستثناء شخصية (لوفبورج)، تظهر كل شخصيات المسرحية في الفصل الاول، كاشفة عن معالم وأبعاد قوتها وضعفها، بما فيها شخصية لوفبورج، من خلال الحوار الدائر بين الشخصيات، وتتميز من بينها شخصية هيدا جابلر القوية، بفرض سطوتها على الشخصيات الست للمسرحية. وبشكل خاص زوجها الطيب الوديع، والراضخ لكافة مطالبها التي هي في الحقيقة أوامر، يقوم بتنفيذها كمطي خنوع، ذلك لأنها أبنة جنرال، وتزوجته لا تيمناً بشبابه، أو اعجابا بثقافته، بل لكي لا تصبح عانساً. (وولدت في طبقة محدودة التجربة ضيفة الافق، تعتمد في سلطانها على المظهر، السالب للقوة، الا وهو الاكراه واستعراض العضلات)(2).
أو كما يلخص برنادشو شخصيتها، (بالجري وراء المظهر الاجتماعي والزواج الغني(3).
أما الناقد البريطاني المعروف كينيث تاينان، يرى هيدا جابلر، انها (امرأة عقيم، مفترسة في عقمها، فكأنما هي جرادة في أحد المروج، تأكل كل ما تقع عليه من زرع نضير وتحل محله الخراب)(4)
بينما عند الكاتبة جيني لى (ليست أمرأة، بل سلاحا فتاكا. انها هي نفسها ذلك المسدس الذي يحكم أحداث المسرحية ويبرز وسطها كسيف القدر. والمسدس في رأيها هو بطل المسرحية، بدلا من هيدا جابلر، انه يدور، رمز لشيء اكبر منه، هو العاطفة الجنسية المكبوتة عند هيدا)(5). ويأتي فهم شخصيتها على هذا النحو، إستناداً لجملة اسباب، وتأتي في مقدمتها إهانتها للعمة تسمان في أول لقاءها، من خلال تنسيب قبعتها، لقبعة احدى الخادمات، مع انها رهنت معاشها السنوي، لتعطي ضمانا بالثمن والاثاث والسجاجيد الموجودة في دار هيدا. وحديثها مع زوجها بشكل غير مؤدب، وما يوحي الى عدم احترامه. وغيرتها من غريم زوجها الذي كانت تربطها في يوم ما علاقة به، خشية ان يشغل الوظيفة التي تطمح ان يحتلها زوجها، وانتقامها منه في النهاية، بتمزيق مخطوطة كتابه، وموته بالمسدس الذي تهديه له في بيت مومس. يقول الدكتور علي الراعي في المقدمة التي كتبها لهذه المسرحية: (فما قصد أبسن قط ان يكتب مأساة حين كتب هيدا جابلر. وانما أراد فقط أن يدرس نفسا بشرية في ظروف ذاتها. وهو نفسه يقول الكلام بالضبط في رسالة بعث بها الى المترجم الفرنسي للمسرحية، فهو يحدد هدفه من المسرحية بقوله: قصدت بها أن أصور الشخوص الانسانية، وأحوالها النفسية، ومنازعها في ضوء مواقف محددة أتخذتها هذه الشخوص، وتحت ظروف خاصة تمر بها)(6).
ويضيف: ويذكر أدموند جوس أن أبسن فكر في كتابة هيدا جابلر عقب قراءته نبأ في احدى الصحف عن امرأة أنتحرت لمجرد أن الملل قد استد بها)(7).
وتظهر في الفصل الاول شخصية نسائية اخرى، وهي شخصية (مسز الفستد) الشبيهة بشخصية (نورا) في مسرحية بيت الدمية بتمردها على زوجها وتركها لبيتها، بحثاً عن معلم أطفال زوجها، وغريم جورج تسمان الكاتب الموهوب (لوفبورج) التي تلعب دوراً رئيساً في توضيح علاقة الشخصيات بعضها بالبعض، وتساهم في ارتياد (لوفبورج) الى منزل هيدا للقاء بـ (مسز الفستد) مع انه ينجذب الى هيدا، بسبب علاقته القديمة بها.
ويطرح أبسن في هذا الفصل كل أحداث المسرحية، تاركاً الدخول في التفصيلات لبقية الفصول. من خلال ثلاث شخصيات نسائية، وهي هيدا ومسز الفستد ومس تسمان، الاولى بطموحها وعنادها وتحديها، والثانية خيانتها، والثالثة طيبتها، وتقابلها ثلاث رجالية ايضاً تتحلى بنفس الصفات، وهي لوفبورج مع الفستدا، و هايدا ، وبراك مع هيلدا، وجورج تسمان مع عمته، ليشكلا ثلاثة خطوط، أثنان منهما في مواجهة الاخر، وهما الخط الاول والثاني، والثالث كلا الشخصيتين يسيران في نفس الاتجاه وبدون مواجهة. ولرجحان كفة الاول والثاني على الثالث، المتمثلين بالطموح والعناد والتحدي والخيانة على الطيبة، هما اللذان قادا أحداث المسرحية لأن تنحو بأتجاه مقتل لوفبورج وانتحار هيلدا، ويوحي أبسن وعلى لسان هيلدا الى هذا المعنى في نهاية الفصل الاول، وهي تخاطب زوجها بأختصار الى مسدساتها، أي مسدسات الجنرال والدها، الرامزة الى الطموح والتحدي. وهذا المعنى يتوضح اكثر في بداية الفصل الثاني، عندما تقوم هيدا بحشو المسدس وتصويبه نحو براك. ويحدث نفس الشيء في بداية الفصل الاول لمسرحية (ايفانوف) لكاتبها تشيكوف، عندما يصوب (بوركن) مسدس نحو وجه (ايفانوف)، حيث ينتحر ايفانوف في نهاية المسرحية، وفي هذه المسرحية هيدا جابلر.
*مسرحية (ايفانوف):
ايفانوف جالس امام الطاولة يقرأ كتابا. ويظهر بوركن في آخر الحديقة منتعلاً جزمه خاصة بالرماية وحاملا مسدسا. عند رؤيته لايفانوف، يقترب منه بحذر على رؤوس اصابعه، ولدى دنوه منه، يصوب المسدس نحو وجهه.
ايفانوف (يرى بوركن ويثب فجأة): ميشا يا الهي! ماذا ...لقد أخفتني وأنت بالطبع مسرور للغاية...
بوركن (يضحك بشدة) أنا آسف أنا آسف (يجلس الى جانبه) لن افعل ذلك ثانية، بصدق لن افعل.
*هيلدا جابلر:
هيلدا: (ترفع المسدس وتصوبه) والأن سأرميك بالرصاص ايها القاضي براك.
براك: (مناديا دون ان يظهر) كلا، كلا! لا تقفي هكذا وتصوبي المسدس نحوي!
هيدا! هذه عاقبة من يتسللون من الابواب الخلفية (تطلق النار).
براك: (يزداد صوته اقترابا) هل فقدت صوابك!
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا بألحاج هو الفارق القائم بين هذين المشهدين من حيث توظيف مسوغاتهما فنياً، بالأحرى غلبة وتفوق أحدهما على الاخر جمالياً. ولعل الاجابة على هذا السؤال يقودنا الى القول، إستيحاء هذا المشهد أبسن عن تشيكوف، لأن مسرحية (ايفانوف) مكتوبة قبل مسرحية (هيدا جابلر) ب ثلاث أو اربع سنوات. فقد عرضت الاولى عام 1887، ونشرت الثانية عام 1890.
لقد عمد أبسن أن يأتي هذا المشهد في بداية الفصل الثاني، وذلك بعد أن هيّأ الظروف الموضوعية له في الفصل الاول، بعكس تشيكوف الذي استهل مسرحيته به، وهذا يعني انه لم يأتي بشكل مفاجيء في المسرحية التي نحن الان بصددها، بينما جاء بشكل مفاجيء في مسرحية (ايفانوف)، ولكن هذا لا يقلل من شأنها، لأن عملية الأنتحار تحدث في النهاية. ويستفيد أبسن من هذا المشهد في توظيفه بشكل أعمق. اذ لا تقوم شخصية أخرى بتصويب المسدس الى وجه المنتحر، كما يحدث في مسرحية ايفانوف، بتصويب بوركن وكيل أعمال ايفانوف الى وجه ايفانوف، وانما يقوم بهذه المهمة، الشخصية نفسها التي تؤدي الى قتل احدى الشخصيات، وانتحارها وأعتقد أن هذا المنحى اكثر إقناعا. ولكن. بالمقابل أن اطلاق النار من قبل هيدا، يعطي انطباعا، الى ان حدوث عملية القتل أمر لا مناص منه، ولا بد من وقوعه في نهاية المسرحية، وبهذا يكون المؤلف قد تسرع في اعطاء اهم العناصر الدرامية للمتلقي بشكل مجاني، وهو التشويق بينما في ايفانوف، يبقى هذا العنصر قائما الى نهاية المسرحية، لأكتفاء بلوكين بممازحة ايفانوف، عبر تصويب فوهة المسدس نحوه، دون اطلاق الرصاص، موحياً المؤلف بأحتمال وقوع عملية القتل، وترك المتلقي في فرضية هذه الاحتمالات. وبوسع الكاتب المسرحي ان يهيء الاذهان الى حادثة ما أو للنهاية، كماحداث في مسرحية (ال روزمير) بأنتحار زوجة روزير الاولى اذ ان لقائه بريبكا ينذر بوقوع الفاجعة وتتصاعد نبرة التوجه نحو القتل الى نهاية الفصل الثاني، وخاصة في الحوارات الدائرة بين هيلدا وبراك، وتبدأ من وصف هيلدا لحجرات البيت مشبعة برائحة اللاوندة وأوراق الورد الجافة، وأن فيها شيئاً من رائحة الموت، الى شعورها بالملل وقتل نفسها، وبين هيلدا ولوفبورج من استفسارها لوفبورج عن سبب عدم اطلاق هيلدا عليه النارو بين مسز الفستد وهيلدا، في خوف الاولى من الثانية.
بين هيلدا ولوفبورج:
لوفبورج: (يقبض اصابعه بشدة) أوه..لماذا لم تنفذي وعيدك
لماذا لم تطلقي على النار؟
هيلدا: لأنني خشيت الفضيحة.
بين هيلدا وبراك
براك : والان؟ بعد أن جعلناها بيتا جميلا من اجلك؟
هيلدا: اغ! ان الحجرات مشبعة برائحة اللاوندة وأوراق الورد الجافة. ولكن لعل العمة جوليا هي التي أحضرت معها هذه الرائحة.
بين هيلدا ومسز الفستد
هيلدا:.....( تقبض عليها بعنف بين ذراعيها) أظن انني يجب أن احرق شعرك من على رأسك مهما يكن الامر!
مسز الفستد: دعيني! دعيني! إنني خائفة منك يا هيلدا. وفي الفصل الثالث يكشف المؤلف عن لغز المسرحية وعقدتها الكامنة في ضياع رزمة كتاب لوفبورج، والعثور عليها من قبل جورج تسمان الذي يسلمها الى زوجته هيلدا على أمل اعطائها له فيما بعد التي تحرقها، واتهام لوفبورج ل ديانا ذات الشعر الأحمر بسرقة محفظته، وبعد أن تغلق كل الطرق امامه، يحاول إنهاء حياته، وتطلب منه هيلدا أن تقترن محاولته هذه بطريقة جميلة، وتهديه المسدس الذي صوبته اليه ذات مرة لاستخدامه لوفبورج: (ينظر اليها) هذا؟ أهذا هو التذكار؟
هيلدا: (توميء) ببطء أعرفته لقد صوب اليك مرة.
لوفبورج: كان ينبغي أن تستخدميه وقتذاك.
هيلدا: خذه.. واستخدمه انت الأن .
لوفبورج: (يضع المسدس في جيب صدره) شكراً لك!
هيلدا: بطريقة جميلة يا أيارت لوفيورج، عدني بذلك.
الا أنه يموت بطريقة ذليلة في بيت احدى الدعارة.
وفي هذا الفصل تلتحم ثلاثة عناصر ميلودرامية مع بعضها، وهي الاثارة والتآمر والشاعرية، ليأتي أكثر نضجا من الفصلين الاولين والاخير من حيث حبكته الفنية المحكمة الصنع، متمثلاً الاول بأهداء هيلدا المسدس (لوفبورج، في بحرق رزمة كتاب لوفبورج من قبل هيلدا، والثالث تشبيه عملية تمزيق الكتاب بعملية قتل الطفل.
مسز الفستد: هل تعلم يا لوفبورج أن ما صنعته بالكتاب..سأظل اذكره الى يوم وفاتي كما لو انك قتلت طفلا صغيراً.
لوفبورج: نعم، انت على حق..أنه أشبه بقتل طفل
مسز الفستد: كيف امكنك اذن..! ألم يكن طفلي ايضا؟
هيلدا: (بصوت لا يكاد يسمع) آه..الطفل..
وهنا في هذه العبارة الاخيرة التي تطلقها هيلدا، لا يظهر الجانب الاخر من شخصية هيلد المتمثل بالجانب الانساني المحروم عن إنجاب الاطفال. وحب البراءة فحسب، وانما يكشف هذا التناقض عن شخصيتها المعقدة-المركبة، والقوية. ولعل هذا ما أدى بها الى الانتحار، الى جانب خداعها لزوجها وعدم حبها له.
كما ان مجيء عبارة (قتل الطفل) اكثر من مرة على لسان لوفبورج ومسز الفستد، تذكرنا بالطفل (ايولف) في مسرحيته) (ايولف الصغير) وهو يموت غرقاً، نتيجة اهمال والديه له، وبالتشابه القائم بين معاناة ابطال المسرحيتين، مع ان مسرحية هيلدا جابلر، كتبت قبل مسرحية ايولف الصغير باربع سنوات، اذ كتبت الاولى عام 1890 والثانية عام 1894.
وفي الفصل الرابع وهو الاخير تخبر هيلدا زوجها، بحرقها للمخطوطة وينتحر لوفبورج بأطلاق الرصاص على نفسه. ويبدو ان الشجاعة التي واتت لوفبروج تنسحب الى هيلدا وتتطور من كون ما أقدم عليه لوفبورج (شعور بالحرية) الى (الموت خير لها)، لا كتسابها الشجاعة التي كانت تنقصها من لوفبروج، وخشيتها من وقوفها امام المحكمة ومع ديانا المومس، للاجابة عن سبب اعطاء المسدس لـ لوفبروج.
وعندما تجد نفسها وسط مأزق لا يمكن الخروج منه بسلام، ترفع لأول مرة رأسها الى براك بذل، وهي تطلب منه الرحمة، والخضوع لارادته واوامره، بل وعبدة بين يديه، ولكن براك يرد عليها بسخرية، (يتعود الناس غالبا قبول المحتوم).
وهنا ترد هيلدا على سخريته بمثلها، وتسير نحو المكتب وتكتم ابتسامة لا ارادية وتقلد نبرات زوجها ماضية في طريقها، وهي تمر يدها برقة خلال شعر مسز الفستد، الى الحجرة الخلفية وتسدل الستائر، وتسمع طلقة من الداخل. يهب تسمان ومسز الفستد وبراك على اقدامهم.
تسمان: اوه لقد عادت الى اللعب بتلك المسدس ثانية. (يزيح الستائر ويسرع الى الداخل وتتبعه مسز الفستد ترقد الفستد ممدودة على الاريكة بلا حراك، اضطراب وصراخ، تدخل برتا من اليمين مذعورة.
تسمان: (صارخا براك) ضربت نفسها بالرصاص في الصدغ! تصور!
براك: (يكاد يغمي عليه في الكرسي) يا الله الناس لا يفعلون مثل هذه الاشياء.


المصادر:-
1- الحداثة : الجزء الثاني لمؤلفيه : مالكم برادبري وجيمس ماكفارلن .
2- مقدمة نص مسرحية هيدا جابلر .
3- مقدمة نص مسرحية هيدا جابلر
4- مقدمة نص مسرحية هيدا جابلر
5- مقدمة نص مسرحية هيدا جابلر
6- مقدمة نص مسرحية هيدا جابلر
7- مقدمة نص مسرحية هيدا جابلر



#صباح_هرمز_الشاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناطق التغريب في مسرحيات بريخت
- تينيسي ويليامز.. والكوميديا السوداء
- هل مسرحية ايفانوف فاشلة...؟..!
- مسرحيات محي الدين زنكنة في توظيف الرمز للبناء الدرامي
- مسرحيات جليل القيسي : الانتظار + الحلم + اليأس = الموت او ال ...
- الغواية بين روايتي عزازيل و الوسوسة الاخيرة للمسيح
- قراءة في صنعة مسرحيات تشيكوف الاربع الطويلة
- قراءة في صنعة مسرحيات تشيكوف
- (الخال فانيا...بين برودة الحدث...وغلبة النماذج) الرديئة على ...
- في بغديدا الخطيئة الاولى ...بين الامكانيات المحدودة ..وعدم ت ...
- النص المسرحي.. (الشبيه).. وتوظيف الرموز والدلالات
- الملجأ ......... بين التمرد والغموض
- شلومو الكردي... بين توظيف الاسطورة.. وعنصري...التوقع والربط
- ديوان.. كتاب الماء.. بالعربية
- (عمارة يعقوبيان ..بين الرواية ..والسينما)
- روايات عبدالستار ناصر بين توظيف السيرة الذاتية وتحفيز المفار ...
- اخر الملائكة - والميتا الواقعية السحرية
- عبور الغبار ... بين .. الاداء العفوي..وإدانة التعصب العنصري*
- سرقة جريئة ومكشوفة ل(المكان الخالي) ل.. بيتر بروك
- قراءة متأنية في المسرح الكردي بعد الانتفاضة... أزمته، نقوده، ...


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح هرمز الشاني - السمات المشتركة في مسرحيات ابسن