أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلال شاكر - صدر الدين القبانچي.. بين أزمة المنطوق الديني ولسان التضليل ..؟















المزيد.....

صدر الدين القبانچي.. بين أزمة المنطوق الديني ولسان التضليل ..؟


طلال شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 3396 - 2011 / 6 / 14 - 18:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في محاضرة القاها السيد صدر الدين القبانچي قبل فترة على طلاب وطالبات الجامعة الاسلامية في النجف الاشرف الذين ربما فاقوا المئتين . المحاضرة نقلتها قناة الفرات الفضائية التابعة للمجلس الاعلى الاسلامي وهي بالمناسبة كثيراً ماتقوم بنقل محاضرات السيد القبانچي على الهواء مباشرة أومسجلة الذي اعتاد تقديمها ربما كل اسبوع.
السيد صدر الدين القبانچي أمام وخطيب جمعة في النجف وقيادي في المجلس الاعلى الاسلامي العراقي وهوشخصية دينية معروفة يحاول على الدوام اظهار معارفه بوصفها مسلمات ومعارف الهية تبز وتتجاوز كل المعارف الوضعية التي صنعها البشر... في هذه المحاضرة تناول مواضيع مختلفة في سياق فهم ديني صارم كما هي عادة اغلب الوعاظ الدينيين المتحذلقين الذين غالباً ما تستخف خطبهم بالقيم الاخلاقية والاعتقادية التي تسود المجتمعات الاوربية بوصفها قيماً فارغة وجدباء لانها لاتؤمن بالواحد الاحد ولاتوفر المنحى الايماني المطلوب لهذه المجتمعات، التي تعاني من الفراغ الايماني والتصدع الاخلاقي حسب رؤى وتصورات السيد صدر الدين وقياساته الممتدة. في ثنايا محاضرته توغل السيد صدر الدين في موضوع أوقعه في مطبات الجهل والسطحية والتعصب والكراهية عندما تطرق الى ظاهرة الانتحار السنوية في مملكة السويد عبر تناول مهين تتنازعه عقدة التعصب والغطرسة مستهيناً بالقيم الانسانية الرفيعة التي يتمتع بها هذا البلد النبيل مستلاً قضية اشكالية لاينكرها السويديون ولاتقع في دائرة النكوص الاخلاقي والحقوقي والانساني بالنسبة لمجتمع يمتلك من المساحة الانسانية مايفاخر بها الامم، وهو لايواجه ذنباً اخلاقياً ولاانسانياً وحقوقياً اصطنعته عوامل الظلم أوانتهاك حقوق الانسان كسبب وراء هذه الظاهرة المحدودة والمؤسفة، وفي تبجح وأستعلاء ممجوج قال صدر الدين مانصه.( ان عدد المنتحرين في السويد يومياً يبلغون سبعة اشخاص وهذا كثير بالنسبة لبلد نفوسه ثمانية ملايين: طبعاً الارقام ليست صحيحة) دون اغفاله الاشادة بالمكانة الاقتصادية والتكنلوجية التي يتمتع به الشعب السويدي وحياة الرفاهية التي يعيشها دون ذكر المجال الانساني والروح الانسانية والاخلاقية التي يتمع بها هذا الشعب العظيم ..؟ وبعد اسهاب ومقاربات غير موفقة مع وضعية المجتمع العراقي المؤمن الذي تنعدم عنده فكرة الانتحار لانه شعب مسلم ويمتلك قيماً ايمانية راسخة وو..؟ وبهذا وصل الى بيت القصيد الذي يستهدفه معللاً سبب هذا الانتحار الى ظاهرة الفراغ الايماني الذي يعاني منه الشعب السويدي المسكين..! عندما نسلط الضوء على هذه التصوارت ودعاتها من مختلف الاسلامويين فسنلمس بلا ادنى عناء عمق الازمة الفكرية والاخلاقية التي يعيشها هولاء الوعاظ البائسون الذين يراهنون على التضليل والكذب واستغفال ممن يستمع اليهم ويثق بهم في الدوائر المغلقة مساجد حسينيات أومايسمى بالكليات والمعاهد الا سلامية، وطبعاً هذا ديدن جميع الوعاظ والمفكرين الاسلامويين الذين ينظرون الى الغرب وقيمه الروحية وحضارته نظرة دونية بوصفها حضارة مادية فارغة. عندما اعود لمناقشة تصورات السيد صدرالدين فيما يتعلق بالمجتمع السويدي، فأن السيد المحترم لم يسأل نفسه مالسر وراء هذا السمو الاخلاقي والانساني الذي يتمتع به الشعب السويدي وحكومته وهو يحتضن مئات الالاف من المهاجرين واغلبهم من المسلمين والمسيحيين العراقيين ويقدمون لهم كل الدعم الانساني سكن. وضمان صحي. ومساعدات مالية ودراسة مجانية ويمارسون حريتهم الدينية في حسينياتهم ومساجدهم اومدارسهم الاسلامية المنتشرة في اغلب المدن الرئيسية وبناتهم الصغيرات اللاتي ترسف رؤسهن بحجاب اسلامي شرعي بكل (حرية ) من قبل ذويهن في تلك المدارس الاسلامية العتيدة أو السويدية المحمية بالقانون السويدي،ويمنحونهم الجنسية السويدية كمواطنين،بل ويتحملون تداعيات كل مشاكلهم العصية والمتنامية بكل صبر وحلم مقدمين لهم الدعم المادي والحماية القانونية لايحلمون بها في بلدانهم الاسلامية، طبعاً دون اغفال التقصيرات ومشاعر التململ والضيق من قبل بعض فئات الشعب السويدي ازاء المهاجرين، لكنه لم يتحول ذلك الى تيار عنصري سائب. نعم أن الشعب السويدي في أغلبيته غير متديناً وبه الكثير من اللادينيين والعلمانيين الماديين .وهذا الخيار لم يعرقل خيار الشعب السويدي في بناء قيمه الانسانية بمعزل عن الدين والكنيسة وخطابهما. هنالك تفصيلات مبهرة في سلوك وموقف الشعب السويدي تجاه الانسان الحيوان والنبات والبيئة تثير الاعجاب والاشادة لا يمكن الوصول اليها الابخيار انساني واعي الذي بناه الناس هنا بلارب سماوي وثواب جنة وعقاب نار ولابالفاتنات من حو ر العين التي يوعد بها الصالحين. أن القيم الانسانية التي ُينشأها الانسان في مجرى تطوره وتمدنه تفوق في اصالتها وعدالتها رسائل السماء المتضاربة على مر العصور التي يتوزع فهمها واداركها على مختلف الاديان وفيها الكثير من الاستعصاء والتناقض ماجعل البشرية منقسمة ومتناقضة في فهم الله ورسالته ،وهذا ما لايدركه صدر الدين وأمثاله... السويديون احرار ومدركون وأنسانيون وهم ليسو بحاجة الى مواهب زعيم أوواعظ ديني فلتة كما في بلدنا العراق بلد التدين والقيم الفائضة..؟ يضع على كتفيه كفن الموت والدمار والناس تستمع اليه مستخذية يتناهبها التصاغر والتسليم وهي تبتلع طرهاته وخزعبلاته بكل بلاهة وبالتالي بنوا ثقافتهم الانسانية بمعزل عن دفق الايمان المزعوم ومرجعياته المتعصبة. لقد فشل التدين في انتشال البشرية من محنتها في مواجهة الظلم والاستبداد والتخلف وعقد حياتها بمنطوقه المتناقض والياته العصية على التنفيذ، ولم نجد مؤسسة دينية من أدناها الى اعلاها أفلحت في انجاز صرح أنساني يتيح للناس العيش بعدالة نسبية على مر العصور أورفعت صوتاً مسموعاً لرفع الظلم بصورة جدية عن الناس، والمرجعيات التي ينتمي اليها صدر الدين هي الاخرى كرست نفسها وفكرها وفعلها لال البيت ووضعت الناس في دائرة مغلقة رتيبة دون أن ترفع عنهم ظلماً أوتفتح منافذ المعرفة والتمدن عنهم فعزلة رجال المرجعيات والشيوخ والائمة عن مظاهر التمدن ومحاربة تجلياته والغوص في مجاهل الرتابة والتكرار والتخلف الفكري واستلاف التوجيه ممن طوتهم الازمان هي السمات التي تميز رؤيتهم وتطبيقاتهم، وماجرى ويجري منذ مئات السنين نحن الان نحصد نتائجه المدمرة مستثنياً من هذه الرؤية من تصرف بحس أنساني من بعض رجال الدين نحو تلك المحتدمات التي تتطلب الانصاف والمسؤولية. وهنا أسال صدر الدين ومن يماثله بكل صراحة.. هل استطاعت النجف وكربلاء المقدستين أن تبني قيماً وسياقات انسانية نبيلة كمابنتها لندن أومدن السويد أوامستردام وغيرها من المدن الاوربية رغم وجود مراقد الائمة والصالحين والمرجعيات وكل تراث اهل البيت الذي يتبجحون ويفاخرون به وهل استطاعت الاف الجوامع وملايين المتدينين أن تمنع قيمهم وأيمانهم عار ذلك المد الاستبدادي الذي اجتاح العراق..؟ وهل وقفت بجدية في وجه تردي القيم وطوفان التوحش والهمجية والفساد الاجتماعي والحكومي الذي تنامى كالطحالب في ثنايا المجتمع العراقي..؟ أن الفراغ الانساني هو الذي يقف حائلاً دون بناء وعي أنساني حضاري متسامح، وهذا الفراغ يمهد الطريق لنشوء كل دواعي التخلف والتراجع كما نلمسه ونراه ... ان (التخمة الايمانية) تقود موضوعياً الى التعصب وأقصاء الاخر لانها أنعكاس لفكر مطلق شمولي لايقبل النقد أوالتعديل ولايعترف بمن يخالفه، فالامرهنا لايتعلق بأيمان ذاك أوالحاد هذا ولا يحل الامر بالتخمة الايمانية القائمة على الايمان الديني الصارم كما يتصور السيد صدر، بل بالفيض الانساني والمعرفي والاخلاقي الرفيع الذي تبنيه وتطوره وتعدله المجتمعات الانسانية في مجرى مسيرتها.في الدين توجد مثل وقيم أنسانية لايمكن نكرانها لكنها عاجزة أنت تحقق أهدافاً بمستوى طموحات البشرية وحاجتها لانها مثل وعظية مجردة من اليتها،هذا من جهة ومن الناحية الاخرى تصطدم هذه القيم برؤى متشددة ومطلقة يستحيل تطبيقها، فالقيم الانسانية لايمكن أن تعوم في بحر الخرافات والتسلط والمصادرة والمطلقات، من هذا الباب تصبح مثل الدين وقيمه أشبه بالثمار التي يستحيل قطفها وتناولها وهي تتدلى من غصون اشجار تنبت في السماء..؟ لم يسأل صدر الدين نفسه وغيره من المتنطعين الغارقين في أوهام الاعتقاد المسرف والاستعلاء الفارغ، عن تلك القيم المزعومة التي نباهي الغرب ونبزه بها، ماذا فعلت لشعوبنا، فالجهل، والقسوة، والغدر، والفساد وهشاشة القيم والاستبداد والانغلاق..ووو تزايدت وأنتشرت وأصبح اللهاث وراء المال الملوث كألادمان على المخدرات، واصبحت مدن مقدسة مثل كربلاء والنجف والكوفة مرتعاً للجهل والنصب والاحتيال وغدر الميليشيات والنهب والفقر، وغدت محطات متهالكة لاستقبال مئات الالاف من الجهلة وألاميين الفارغين الذين يتلاطمون وينوحون ويؤذون أنفسهم دون أدراك اوعي أيماني حقيقي في تشويه شاذ لقضية الحسين واستشهاده، بينما المدن العظيمة في الغرب تقدم المعرفة والتهذيب والسمو الاخلاقي والتسامح الانساني والنظافة والصحة ومايسر النفس ويبهجها، فهل استطاعت القيم التي يتباهى السيد صدر أن تنجز ولوشيئاً يسيراً ماقدمه الغرب في مجال حقوق الانسان والمعرفة والحضارة طبعاً دون أغفال تلك النواقص والثغرات والخطايا التي تلازم منطوقه السياسي ومصالحه، بيد أن ذلك يجري في مجتمعات أنسانية حية قادرة على الرفض والاحتجاج دون مصادرة أوتنكيل مثلما يجري في بلداننا، فتلك المجتمعات النابضة بالحياة قادرة على التأثير والتغيير لغياب الافكار المطلقة الصحيحة الغير قابلة للنقد ولا تلك المرجعيات التي تتولى الافتاء في كل شيئ وهي في منأى عن النقد والاعتراض. أننا ياسيد صدر الدين غارقون في بؤرة محنة حقيقية واستعصاء يتعذر الخروج منها لاماد طويلة. مادام يقود التوجه المعرفي المزعوم رجلاً مغلقاً ومتعصباً كالسيد صدر وهو يضلل شباباً يدرسون في جامعة اسلامية، بأكاذيب وتشويهات هابطة، بينما الامانة تقتضي منه ان يضع الحقائق امامهم بكل شفافية ويبدأ بالقول مالسبب وراء تخلفنا وقسوتنا وجهلنا ونحن متمسكون بقيمنا الدينية في حين تتفوق علينا السويد في المجال العلمي والانساني دون ان تكون لها قيماً دينية تهتدي بها أومرجعية دينية توجهها اوولياً للفقيه يرشدها.وأضافة أقول في السويد لامكان للدجالين والكذابين والمتاجرين بأسم الدين مثل الدجال المشعوذ حميد المهاجر الذي يبصق بقناني الماء ليشربها السذج والاميون تبركاً وطلباً للشفاء دون أن يردعه احداً بينما يجري تسليط الضوء على عدد المنتحرين في السويد لضعف ايمان السوديين ويجري التغاضي عن المهاجر والفالي وغيرهم لانهم مترعون: بالتخمة الايمانية: والعياذ بالله ...؟ أن تقويض الاحساس بالحقيقية بين الناس ونشر الخرافات والاوهام صارت نزعة متواترة توحي بعجز المنطوق الديني في مواجهة الحقائق المتنامية.في المنطوق الديني وفكره تستحكم قيم متضاربة ومدارك متناقضة يستحيل تطبيقها في زمن تغيرت فيه الاولويات والمفاهيم والقيم وشقت البشرية لنفسها مدارات وأمتدادات انسانية فارهة توسدتها قيم الحرية والديمقراطية وأطرها التفكير الحر دون قيود أو وصاية أو مطلقات أومقدسات،والانسانية تسير نحو استكمال تحررها في مسيرة متشابكة لكنها تعرف طريقها وتعيه. أمانحن ففي بلداننا العربية والاسلامية مازلنا نجتر الماضي وتراث الاجداد المهلهل ونستل قواعد سلوكنا من قول فلان أوعلان ونضفي عليها القدسية والاعجاز دون أن يتغير حالنا منذ قرون سحيقة ونحن نعيش عالة على التاريخ متوارين خلف معتقداتنا المبهمة التي بالغنا واسرفنا في قدرتها وقوتها دون نتيجة ملموسة أوبحتى تجربة واحدة مقنعة. الوعاظ الدينيون يستنهلون معارفهم وخطابهم من مجريات تحتاج الى تأمل وأستقراء جديدين فكيف نوفق في فهمنا وسلوكنا ووعظنا ونحن أمام منطوقين متناقضين متباعدين منطوق ديني يستبعد التساوي بين البشر ومنطوق أنساني يعلن عن ألكيفية التي يجري فيها توقير الانسان واحترامه وعدم التمييز بين الناس ، الرؤية الالهية تقول:( نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخرياً: سورة الزخرف الاية 32 أو الاية 71 من سورة النحل:( والله فضل بعضكم على بعض بالرزق: في مقابل خطاب أنساني لادين ولامذهب له هو ميثاق حقوق الانسان الصادر عام 1948 وديباجته التي تفوح بالانسانية والمحبة والتوازن والتي هي منطلقاً نبيلاً وطريقاً زاهياً نحو الاعتراف والاقرار بتساوي البشر بغض النظر عن مكانتهم وجنسهم وقوميتهم، في منطوق راقي ونبيل يعلن ويقول: يولد جميع الناس أحراراً متساوين في الكرامة والحقوق وقد وهبوا عقلاً وضميراً وينبغي عليهم معاملة بعضهم بعضاً بروح الاخاء: أن القيم الانسانية الحرة في تجلياتها المختلفة هي دين البشرية الحضاري لانها في غنى عن المرجعيات المقدسة والعقاب والثواب وغير خاضعة لنظام الحسنة التي تمحي الف سيئة، فهذه القيم تسير بالبشرية نحو غاياتها النبيلة بغض النظر عن جنس الناس وأنتمائهم. منطوق الدين غير قادر على ايجاد قاسم مشترك بين البشر بسبب تعدد المذاهب والاديان والاعتقاد المسرف عند الجميع بامتلاك الحقيقة دون غيرهم والنظر الى الاخر بوصفه تائهاً ضالاً أن لم يكن كافراً، في حين أن القيم الانسانية السامية تعبر الاختلافات والاعتقادات وتتجاوز المواقع لتضع الجميع في سياق انساني واحد دون تمييز أو تفريق وهي تملك بذلك واقعية طموحها ومشروعية اهدافها. أن السويد أستقت قيمها من منهل أنساني رفيع غير منحاز ، فهو أنساني في منطوقه ومفاهيمه، وتطبيقاته، ولوكان على رأسها قائدأ دينياً يحمل نفس رؤى وتصورات صدر الدين القبانجي لما استطاع المسلمون الشيعة اللطم وتنظيم المسيرات الدينية ولاالمسلمون السنة في تمددهم وأنتشارهم عبر المساجد والجمعيات التي لاقت الدعم والمساندة والحماية من السويديين.في الغرب توجد فروقات طبقية وتوجد أزدواجية في المعايير ومصالح ضيقة وانانيةووو، لكن هنالك حرية التفكير والحرية الشخصية وهنالك تداول سلمي للسلطة وتوجد صناديق انتخابات ونظام مؤسساتي ومراكز للتفكير كل هذه الركائز تتيح الى حد كبير نشر القيم الانسانية وقبول الاخر وتشكل ضمانة لمجتمع حر يعيش في امان الحرية والديمقراطية.. في العراق المخاض عسير والتحول الديمقراطي بطيئاً ومتعثراً وهنالك تيار ديني طائفي متعصب بلون شيعي هو الابرز يحاول الوقوف في وجه التحول الديمقراطي المدني، لايؤمن بالديمقراطية وحرية الانسان وخياراته، يحاول الحط من القيم المدنية ومهاجمتها من خلال الله والدين والاسلام.أن سياسة التجهيل والتضليل وشحن العقول الشابة بالخزعبلات والتشويهات وعزلها عن معالم الحضارة الانسانية وافكارها ومنجزاتها الغرض منه في النهاية الاستفراد بهولاء الشباب حتى يسهل انقيادهم وتماهيهم في مشروع طائفي ضيق ككوادر مستقبلية محدودة التطور والانفتاح، وهذا ينطبق الى حد غير قليل على مرجعيات السنة بدرجات مختلفة لكنها بمضمون متقارب في رؤيته واهدافه. في الختام اقول للسيد القبانجي اذاكان يعرف أولايعرف وهل كان تبجحه واقعياً ام لا حين ذكر أن العراق تنعدم فيه ظاهرة الانتحار لان الشعب العراقي شعب مسلم ومؤمن. الحقيقة ياسيدي مؤلمة ومحزنة ولم ابتغ مواجهتك بها للفوز بالجدال او الخروج منه ظافراً بمقاييس الحجة التي أمتلكها ضد ماتقول، ولكنني أذكر للامانة والتذكير بكل أسف أن العراق من الدول التي ترتفع به حالات الانتحار لتشكل ظاهرة اجتماعية ملموسة مما أستدعى عقد اجتماعات ومداولات قبل ايام وقد عرضتها القنوات الفضائية ومنها قناة الشرقية ، ورغم التعتيم وعدم تقديم أحصائيات وبيانات رسمية، فأن الكثير من الدراسات والاستبيانات يشير الى أستفحالها لكن دون اعلانها. وهنا أسال السيد القبانجي أين هو الايمان، وأين هي القيم الدينية واين.وأين..لقداشارت الدراسات أن وراء ظاهرة الانتحار في العراق تقف عوامل اليأس وفقدان الامل، من وجود عمل أوتكوين أسرة، او ضغط العوامل الاجتماعية المختلفة، وشعور الانسان بالضياع والاحباط اللذان يؤديان بالانسان الى الانتحار كمخرج وحل يختاره المنتحر لانهاء حياته بعد أن عجز من ايجاد سبيل ينتشله من واقع مرير أحاط به، واتمنى من الاطباء والمختصين والمسؤولين تسليط الضوء على هذه الظاهرة وكيفية التصدي لها ومعالجتها من خلال الحل المعرفي. خارج أوهام ورقى السيد صدر الدين القبانجي وتخمته الايمانية ... أن المجتمع العراقي كيان راكد عموماً ويعيش ازمة وعي وهو بحاجة الى ثورة معرفية للخروج من سباته المزمن والمركب، وعندما اتعرض لهذه الاراء والافكار التي يحملها السيد صدر الدين وغيره فأني بالتأكيد اتعامل مع ثقافة ونهج سائدين في مجتمعنا الذي يلعب فيه رجال دين متنفذين دوراً رجعياً في نشر قيم التخلف والخرافة.. المثقفون المبدعون هم ضمانة التطور والاصلاح وعلى عاتقهم تقع مسوؤلية البناء المعرفي والحضاري للنهوض بوطن انهكته الخرافة والاستبداد والتخلف والفساد...

طلال شاكر كاتب وسياسي عراقي
ملاحظة: ربما تأخرت في معالجة الموضوع وانا اسف لذلك...



#طلال_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تباً لبرلمان نائبه حسن العلوي.. وسحقاً لجمهورية رئيسها جلال ...
- المالكي.. أما خروج متحضر..أو أمارة حجارة
- دروس من مظاهرات25 شباط ومغزى رعب المالكي منها...؟
- مستعمرة العبيد في الناصرية...؟!
- المالكي...وثمن كرسي الوزارة..؟
- شهر رمضان..بين سطحية الفهم... وغلو الاعتقاد..؟
- رمضان: شهراً للتبذير. والاسراف. والتخلف..؟
- مناقشة لبحث الدكتور عبد الخالق حسين عن دور الطائفية في تاريخ ...
- سكان معسكر أشرف: بين المقايضة السياسية.. والحل الانساني العا ...
- فدائيي صدام: وغرائب الموت في معسكر بسمايا..شهادة طبيب..؟
- في ضوء انتخابات 2010 الحزب الشيوعي العراقي: امام تحديات مركب ...
- الحوار المتمدن: في مقدمة المواقع الاعلامية..وبعد..!
- العربي.. يتلوى.. بين سياط... الأفتراءات ... وطعن ألاقلام.... ...
- البعثيون.. والعرب السنة.. في أشكالية تبادل الولاء...؟!
- أزمة التفكير القوماني الكردي المتطرف..وسُعار سدنة السلطان..؟
- منذر الفضل..يستغفل..الدستور..تهافتاً.. وترويجاً..للنهج القوم ...
- مغزى..أستذكار قناة الشرقية...لواقعة أعدام الكتاتور...؟
- البعث..والبعثيون..في المزاد السياسي ...؟
- طارق الهاشمي: بين أحادية الرؤية وأختلال المعايير..؟
- يوم ارتحل الجنوبي الى بغداد...غريباً...؟


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلال شاكر - صدر الدين القبانچي.. بين أزمة المنطوق الديني ولسان التضليل ..؟