أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هويدا صالح - بشار الأسد الذي يُعمّد كرسي عرشه بدماء أطفال سورية















المزيد.....

بشار الأسد الذي يُعمّد كرسي عرشه بدماء أطفال سورية


هويدا صالح

الحوار المتمدن-العدد: 3391 - 2011 / 6 / 9 - 12:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وطفلةٍ مثل حسنِ الشمسِ إذ طلعت كأنما ياقوتٌ ومرجانُ
يقودُها العلجُ للمكروه مكرهةً والعينُ باكيةُ والقلبُ حيرانُ
لمثل هذا يذوبُ القلبُ من كمدٍ إن كان في القلب إسلامٌ وإيمانُ
أبو البقاء الرندي

بشار الأسد الذي يُعمّد كرسي عرشه بدماء أطفال سورية
هويدا صالح
" إجاك الدور يا دكتور .. الشعب يريد إسقاط النظام " جملتان فقط كتبهما أطفال الصف الرابع على حائط مدرسة ابتدائية ، لم يكن يخطر ببال الشعب السوري قبل أيام من كتابة هاتين الجملتين أن شوارع سورية سوف تمتلئ بمواطنين عُزّل يفتحون صدورهم العارية في وجه دبابات النظام السوري ، لم يخطر ببالهم ولا في أشد أحلامهم فنتازية أن يكسر الناس جدار الخوف الذي بناه حولهم النظام على مهل لمدة أربعين عاما ، جدار فولازي سميك خنق الحلم في صدور السوريين ، وقتل الخيال والتطلع للغد والحرية والكرامة . كان الناس يخشون التصريح بهذه الأفكار حتى لأقرب الناس إليهم . أفلح النظام السوري الدموي وحزب البعث الفاشي في أن يجعل السوري يفكر ألف مرة قبل أن يخطر بباله التمرد على حكم الأسد حتى ولو بينه وبين نفسه . ولأن نظام الأسد مخابراتي وأمني بالدرجة الأولى فقد أخمد التطلع للحرية في قلوب الناس ، لكن لأننا نمر بربيع عربي واسع الأمد ، ولأن أطفال درعا شاهدوا أخوتهم في تونس ومصر واليمن وهم يهتفون للحرية فقد تجرأوا وكتبوا " الشعب يريد إسقاط النظام " أربع كلمات صارت كل حروفها تمثل أماني شعوب وأحلام مواطنين أدمنوا الخوف " . قبض النظام بضراوة وقسوة على أطفال المدرسة الابتدائية الذين تجرأوا وخطوا بأناملهم الصغيرة " إجاك الدور يا دكتور ". مارس الأمن أقسى أنواع التعذيب على الصغار ، وهدم الجدران التي خطوا عليها بالطباشير . خلع القساة أظافر أطفال العاشرة من عمرهم ومزقوا ظهورهم . حاولوا انتزاع الاعترفات منهم ، فلم يفلحوا . علام يعترف أبناء العاشرة ؟ على عبارة ألهمتهم إياها صور الثوار في مصر وتونس واليمن على شاشات التليفزيون ؟ ذهب أكابر درعا ورجال عشائرها إلى المحافظ ومسئول الأمن متوسطين متوسلين أن يعفوا عن صغارهم ، لكن لأن القدر يغضب أحيانا لسحق الشعوب وقتل البراءة ، فقد طردهم المحافظ ، فصرخت نساؤهم في وجوههم " يا حيف " ، فعاودوا المحاولة وافلحوا في إخراج الأطفال ، لكن التعذيب كان باديا على أجسادهم الغضة ، فعاودت النساء قولها " يا حيف " ، فصرخت النخوة في قلوب رجال درعا الأحرار مطالبين بالقصاص . هتفوا وراء أصوات أطفالهم الشعب يريد إسقاط النظام ، ونهضت سورية كلها على صوت الأطفال الممزوج بالدماء والدموع " الشعب يريد إسقاط النظام " وظل يحمل نظام الأسد في عقله حقدا أسود على أطفال درعا خاصة وأطفال سورية عامة ، أليسوا هم من سطروا بالطبشور على حوائط مدرستهم الابتدائية " إجاك الدور يا دكتور " فاتهم النظام الدموي الأطفال بأنهم إرهابيون وإسلاميون ومندسون وعملاء وربما يخبأون في كراساتهم آر بي جي وكلاشنكوف ، فها هي رصاصتهم تنهال على حافلة مدرسة ابتدائية قادمة من الرستن إلى حمص. ترى بماذا كانت تحلم هاجر تيسير الخطيب حين استقلت الحافلة في طريقها لمدرستها ، هل كانت تحلم بالغد ؟ هل كانت تتصور أن رصاصات الأمن ستنهال عليها هي واثني عشر طفلا آخرين يركبون معها الحافلة ؟ وها هو قناص آخر يغتال طفلة عمرها لا يتعدى الثانية عشرة ، ثم تأتي الفاجعة الأشد ، الطفل حمزة الخطيب ابن الثالثة عشرة ، يُعذب ، ويقطع عضوه الذكري ، ويموت تحت التعذيب . يعن لي أن أسأل بشار الأسد سؤالا يبدو ساذجا : أي ثأر خسيس بينك وبين أطفال سورية أيها النظام الذي عمد كرسيه ، كرسي العرش بدماء أطفال سورية ؟ أي خسة تلك التي أعمتك وجعلتك تنسى أن لك أطفالا في مثل أعمار من اغتلت من أطفال سورية ؟ هل تذهب مع أطفالك إلى النوم لتقبلهم قبلة المساء ؟ هل تنظر في عيونهم مليا وتتمنى لهم مستقبلا سعيدا ظ هل تطفر عيناك دمعا حين يتألم أحد أطفالك ؟ وزوجتك الأنيقة أسماء الأسد هل بكى قلبها وهي تستمع إلى رسالة الطفلة السورية إليها محملة بدموع أمهات سورية الحزاني ؟ هل اختنق صوتها ودارت دمعتين انحدرتا على خديها الرقيقين وهي تشاهد صورة الملاك الجميل حمزة الخطيب وهو متفسخ الجسد مقطوع الذكر ؟ هل مالت على أذنيك هامسة وتحسرت على حمزة الشهيد وأنت تستقبل والد حمزة الخطيب وتحاول أن تطيب خاطره ؟
حتى النساء لم يسلمن من إطلاق النار على مظاهرة لنساءٍ من قرية البيضا من ريف بانياس والتي أصبحت واحدة من مراكز التظاهر الرئيسة المناهضة للنظام فقتلوا أربع نساء وجرحوا خمساً أخريات. وكانت هؤلاء النسوة تحتجّ على حصار الجيش السوريّ لبانياس وعلى قطع خطوط الكهرباء والتليفون عنهم وقيام قوّات الشرطة باعتقال إخوانهنّ وأزواجهنّ وأبنائهنّ.
لا يزال الأسد يصرُّ وبشكل سخيف على أن الدولة تستعمل العنف للسيطرة على العصابات والجماعات الإرهابية. وقد بلغ عدد ضحايا المجزرة التي ارتكبها الأسد خلال الأشهر الماضية أكثر من ألف و مائتي شهيد ما بين طفل وامرأة وعجوز وشاب. وحسب تقارير وأدلّة من منظمات حقوق الإنسان فإنّ النساء والأطفال تعرضوا للتعذيب جنباً إلى جنب مع الرجال على أيدي أجهزة النظام الذي لا يرحم في محاولة لبث الرعب في صفوف الشعب. وفي محاولة يائسة للتمسك بالسلطة يحاول هذا الحاكم الطاغية أن ينشر الرعب بين أفراد شعبه ولكن الخوف تملَّكه بشكلٍ واضحٍ
لقد روّج النظام السوري لأكذوبة العصابات المسلحة في استهدافها للمدنيين والمتظاهرين، ورفع التهمة عن قوات الأمن السورية باستهداف المتظاهرين وهذه أكذوبة لا تنطلي على أحد، فلو كانت العصابات المسلحة هي التي تنفذ هذه الهجمات ضد المتظاهرين سلميا، فكيف دخلوا وأين قوات الأمن السورية التي لا تسمح بمرور صرصور من الحدود السورية ؟
و لماذا لا تطلق هذه العصابات النار إلا على المتظاهرين السلميين المعارضين للنظام و لا يتم إطلاق النار على المتظاهرين المؤيدين له؟ و لماذا منع النظام السوري كل وسائل الإعلام من تغطية ما يجري في درعا وحمص ودوما وبانياس ودارية وتلبيسة واعتقل وطرد وهاجم كل وسائل الإعلام، أليس هذا دليل كاف على كذب إدعاءاته ؟
النظام السوري فقد شرعيته حين قتل شعبه وأطلق النار على المتظاهرين، وهو ما ردده المتظاهرون : اللي بيقتل شعبه خائن. انتهت شرعية بشار وعليه الرحيل هذا هو المفهوم وبالتالي فإن سورية لن تقبل هذا النظام ولا عصاباته المسلحة وعلى الدول الغربية والعالم والرأي العام أن يرفض وبقوة رواية النظام السوري في نقل الأحداث فعصر أحادية الرأي انتهت إلى رجعة والنظام السوري الذي امتهن الكذب لا يمكن لأحد أن يصدقه.



#هويدا_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حفيف رصاصة
- إلى قناص بشار الأسد الذي يغتال ربيع سورية
- انتفاضة الصعيد بعد سقوط النظام !
- الشعب المصري يسطر عظم ملاحم التاريخ
- ثورة مصر الشعبية
- في مديح - نساء حسن سليمان -
- فضائح ويكليكس وكلينكس -الغيطانى-
- فيوليت والبكباشي رواية تراهن على كشف المسكوت عنه في ثورة يول ...
- الترجمة وتواصل الحضارات / ورقة عمل قدمت لمؤتمر بغداد الأول ل ...
- سيرة الحرب والدمار في ديوان النظر للماء
- ضبابية الدير .. وبلاغة الكشف / الانحياز للإنسانية في رواية أ ...
- هي ليست جائزة للحوار المتمدن فقط ، بل جائزة لكل حر يتبنى ويد ...
- تحرير وعي المرأة هو تحرير للمجتمع
- الحراك السياسي في مصر والواقع الافتراضي
- العرب والمصريون في أمريكا هل يشكلون لوبي ضغط على النظام الأم ...
- حارة أم الحسيني .. وجه شهدي عطية الإبداعي
- المثقفون المصريون .. وفرص التغيير
- أسرار المدينة المقدسة تضيع بين باحث مصري ومندوب اليمن الدائم ...
- حوار هويدا صالح في السياسة الكويتية
- بلال فضل يكتب سيرة المهمشين والمقهورين في : - ما فعله العيان ...


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هويدا صالح - بشار الأسد الذي يُعمّد كرسي عرشه بدماء أطفال سورية