أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح سليمان عبدالعظيم - فهمي هويدي، حينما تكون الكتابة عن التدليس تدليسا















المزيد.....

فهمي هويدي، حينما تكون الكتابة عن التدليس تدليسا


صالح سليمان عبدالعظيم

الحوار المتمدن-العدد: 3382 - 2011 / 5 / 31 - 11:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فهمي هويدي
حينما تكون الكتابة عن التدليس تدليسا

يوم الاثنين الماضي (30 مايو) كتب فهمي هويدي مقالة في جريدة الشروق القاهرية تحت عنوان "تدليس إعلامي"، ورغم أن عنوان المقالة جاء بصيغة غير المعرف فإن عناصر التدليس وأركان الجريمة التي ضبطها هويدي جاءت واضحة عبر المقالة صغيرة الحجم. السؤال: ماهي أسباب التدليس الإعلامي في مصر؟ ومن هم المتورطين فيه؟ علينا أن نضع في الاعتبار هنا أن الحدث الأهم والأبرز الذي ارتكزت عليه مقالة هويدي في تناول هذا التدليس يتعلق بتظاهرات يوم الجمعة 27 مايو التي اندلعت في مصر وامتنع عن حضورها والاشتراك فيها الإخوان والسلفيون. الإجابة على النحو التالي وفقا لمقالة فهمي هويدي:
1- حديث القنوات الفضائية والصحف المصرية مثل قناة "أو تي في" التي ذكر هويدي ملكيتها لرجل الأعمل "نجيب ساويرس" وصحيفة المصري اليوم التي بين هويدي ملكيتها لرجل الأعمال صلاح دياب، وصحيفة الشروق، وأخيرا جريدة الأهرام، عن عدد المشتركين في مظاهرات يوم الجمعة التي وصلت وفقا لهم إلى مئات الآلاف.
2- يطعن هويدي فيما قالته هذه القنوات والصحف عن أعداد المشتركين ومطالبهم، ويستند في ذلك إلى بعض الشهود الذين شاركوا في الميدان إضافة إلى تقرير جريدة الحياة اللندنية "السعودية التمويل" الذي وصفه بالحياد والموضوعية والذي يؤكد على أن أعداد المشاركين وصلت إلى ثلاثة آلاف فرد فقط وليس كما صورتهم وسائل الإعلام المصرية على أنه مئات الآلاف.
3- أهم شيئ في أركان التدليس الإعلامي المصري وفقا لهويدي مرتكزا على جريدة الحياة أن عدم مشاركة الإخوان في التظاهرة مثل ضربة موجعة لها أوصلتها لمثل هذه الأعداد القليلة.
4- لا يكتفي هويدي بذلك بل يرى إن الإعلام المصري تحكمه نخبة غير متواصلة مع الجماهير، هذه النخبة تعبر عن نسبة ألـ 22% الذين أداروا ظهورهم "على حد قول هويدي" للتعديلات الدستورية الماضية.
وإذا كان هويدي، وهو المفكر المتزن، قد قبل على نفسه اتهام الإعلام المصري بالتدليس، وهي تهمة تتضمن أيضا تدليسا من جانب من قاموا بالمظاهرات أنفسهم بمن فيهم شباب الإخوان المسلمين الذين امتنعوا عن الامتثال لأوامر الجماعة وأبوا على أنفسهم إلا أن يكونوا فصيلا مشاركا في تظاهرة الجمعة الغاضبة على بطء التحولات في مصر، فإننا يحق لنا هنا أن نتهمه بأن مقالته كانت "سوبر تدليس"!! للأسباب التالية:
1- يعرف هويدي، وهو الصحفي اللامع الذي تتلقفه الصحف في كل مكان، أنه من سمات الصحفي القدير ألا يعتمد دائما على شهود العيان؛ فقد كان في مكنته أن ينزل إلى الميدان ويرى بنفسه حجم الأعداد المشاركة في التظاهرة. وإذا كان هناك أي صعوبة في ذلك فقد كان من الممكن مراقبة الموقف من أي الفنادق المحيطة بالميدان، وتقدير الأعداد على وجه الدقة.
2- يعرف هويدي، وهو الصحف المتابع، أنه لا يمكن الاستناد إلى مصدر واحد لاتخاذ موقف تجاه موضوع ما، ففي الوقت الذي خالف فيه هويدي الصحف والمواقع المصرية بما في ذلك موقع الإخوان المسلمين وجريدة الشروق التي يكتب فيها والتي أكدت على مطالب المتظاهرين وعلى أعدادهم التي بلغت مئات الآلاف، فإنه قبل بجريدة "الحياة" السعودية التمويل وبتوجهاتها المعروفة تجاه الثورة المصرية والمتظاهرين.
3- ولأن التدليس بالتدليس يُذكر فإنه يجب علينا هنا إثارة سؤال للسيد فهمي هويدي "الصحفي والمفكر اللامع": لماذا لم تتناول كتيبة إعدام الثورة المصرية التي تكتب في صحيفة "الشرق الأوسط" والتي يكتب كتابها ليل نهار عن الثورة في مصر بشكل مهين ومخالف لكل الأعراف الصحفية التي تقف ضد ثورات الشعوب وحقوقها، وهي كتابات لا تنل من الثورة فقط لكنها تنل أيضا من كرامة الشعب المصري ومن وزرائه ومسئوليه؟
4- ولأن التدليس بالتدليس يُذكر فإنه يجب تذكير فهمي هويدي، وهو الشيخ الإسلامي الذي لا نعرف مع أي جماعة يقف وعن أي توجه يعاضد، بموقف الإخوان المتواصل من أجل تحقيق المكاسب الضيقة الآنية، هل يجب تذكير هويدي بحملات الزيت والصابون والسكر والعلاج التي تستهدف الفقراء وتستغل عوزهم واحتياجهم المادي؟ هل يجب تذكيره بغزوة الصندوق؟ هل يجب تذكيره بما قاله أحد كبار أعضائهم حول ضرورة عدم زواج الإخواني من غير الإخوانية؟ هل يجب تذكيره باتهام متظاهري الجمعة الأخيرة بالتكفير والإلحاد؟ هل يجب تذكيره بكل ذلك أم أنه يعرف ويتناسي ويتجاهل ويكتب عما يشبعه هو ويتماشي مع توجهاته الفعلية المسبقة بغض النظر عن الصالح العام، وكلمة الحق التي يجب أن يلتزم بها الصحفي والمفكر والشيخ اللامع!!
5- ولأن التدليس بالتدليس يُذكر فلماذا لم يتناول هويدي مهزلة المتظاهرين في ميدان الحسين وأمام المنصة الذين بلغوا المئات من أجل تأييد المجلس العسكري والدفاع عنه، ناهيك عن مهاجمة ثوار التحرير ونعتهم بأبشع الألفاظ.
6- ولماذا أقبل ما قاله هويدي وأكذب عيني؛ إن أخطر ما قاله هويدي في مقالته أنه يريد من القراء أن يدلسوا على أنفسهم ويكذبوا ما شاهدوه عبر كافة القنوات المصرية والعربية على السواء حول أعداد المشاركين في التظاهرة والتي بلغت أعداد كبيرة تجاوزت كذب وادعاء جريد الحياة بكثير. فما يقوم به هويدي عبر مقالته أخطر أنواع التدليس الذي يريد من المشاهد أن يدلس على نفسه ويكذب نفسه وعينيه مستغلا في ذلك مكانته الصحفية وقدرته على دغدغة مشاعر القراء البسطاء الذين يستهويهم هذا النوع من الكتابة.
7- ورغم ذلك، يمكن الرد ببساطة على السيد هويدي وتذكيره بأن مسألة الأعداد غير هامة في هذا السياق، فالشعب الفقير الذي يلهث وراء زجاجة زيت وكيس دقيق تقدمه له جماعة الإخوان هو من قبل التعديلات الدستورية، وهو شعب لا يمكن اتهامه بانعدام الإنسانية، لكنه شعب نتاج الفقر والجهل والهيمنة الأمنية عبر عقود طويلة من الظلم والاضطهاد. هذا الشعب هو الذي قبل بالتعديلات الدستورية، وهو الشعب نفسه الذي خرج في مظاهرات من أجل الإفراج عن مدرس ضُبط وهو يضرب الأطفال بأبشع الوسائل المتعارضة مع الأعراف والنواميس. صحيح أن النخب تعاني من انفصال كبير عن الواقع، لكننا والحمد لله لدينا شبابا جديدا واعيا هو من قدم نفسه على قرابين الشهادة بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، هذا الشباب يقود التغيير في مصر بكل الطرق والوسائل بعيدا عن نفوذ الإخوان والرجعيات العربية الهدامة. وعلينا أن نذكر هويدي الذي أرقته مسألة الأرقام بشكل كبير بالآية الكريمة "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله".
8- وأخيرا يجب تذكير السيد هويدي أن الذين خرجوا يوم الجمعة الماضية أبطال بكل المقاييس؛ فقد تحدوا حملات التخويف والترهيب والاتهامات التي طالت حتى عقائدهم وأوصلته إلى صفوف الملحدين والكفرة، كما أنهم تحدوا انسحاب الجيش والشرطة. لقد نزلوا إلى ميدان التحرير بدون حماية إلا حماية الضمير والإيمان المسبق بالثورة وأهمية التغيير وعدم خيانة دماء الشهداء. ونحمد الله أن السيد هويدي لم يتحدث عن الحر الشديد والغبار الذي عصف بالقاهرة وجعله غضبا من الله سبحانه وتعالي على المتظاهرين المُدلسين!!

كنت أفترض من السيد هويدي تحري الموضوعية في الكتابة والخروج عن هذا الشكل الضيق من الكتابة الذي أوصلته إليه رؤاه المسبقة الجامدة والمتحيزة، فعلى ما يبدو أن هويدي حتى لو شاهد الملايين في الميدان كان سوف يراهم مجرد آلاف معدودة ومحدودة، فحينما تسيطر علينا الأهواء تُدلس علينا الحواس وتنمحي البصيرة.



#صالح_سليمان_عبدالعظيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة متعارضة لمقالة عبد الرحمن الراشد،عنوان المقالة المتعار ...
- شباب الإخوان المسلمين
- بين التحرش بخادمة وبين اغتصاب شعب، حاكموا حسني مبارك وأسرته
- حاكموا مبارك بأسرع ما يمكن
- الثورة المصرية وانكشاف الممثلين
- نص حوار بين على الدين هلال وطالب دكتوراه بعد الثورة!!
- لماذا التهرب من محاكمة مبارك؟!!
- أحفاد عمر المختار فعلوها
- نوارة الثورة المصرية
- مشتركات الثورات العربية
- الحفاظ على مكاسب الثورة
- أعداء الثورة في مصر
- خرج المصريون
- هلع الظالمين!!
- حرب القراء عبر الإنترنت
- الفرق بين المجاملة والابتذال
- أبوية العلاقات السياسية العربية
- تصاعد العنصرية ضد المسلمين في أوروبا
- فوبيا عبدالناصر في الإعلام العربي
- الشخصية الفهلوية المثقفة


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح سليمان عبدالعظيم - فهمي هويدي، حينما تكون الكتابة عن التدليس تدليسا