أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كفاح جمعة كنجي - حُمار اعِدم عَلى أيدي البعثيين في بحزاني!!














المزيد.....

حُمار اعِدم عَلى أيدي البعثيين في بحزاني!!


كفاح جمعة كنجي

الحوار المتمدن-العدد: 3377 - 2011 / 5 / 26 - 05:11
المحور: كتابات ساخرة
    



وأنا أتابع بألم قفزات الحمار الذي حرقه شبان من الجزائر كما ذكَر واضعوا مقطع الفيديو في شبكة النيت وهو يرافس للتخلص من النيران التي التهمت أعلى ظهره لا لشيء إلا لأنه حمار أعتقد انه وسط ناس يَرحمون حيوان على شاكِلته، حيوان لا يضر أحداً مطلقاً بل كل همه ان يقدم للناس خدمة النقل المجانية على ظهره مقابل لقمة بطنه لا أكثر

عادت بي الذاكرة الى ماقبل منتصف السبعينات من القرن المنصرم كان حزب السلطة(البعث) ضعيفاً في كل ارجاء العراق على مستوى الشعبية او ما يطلق عليه السياسيين الجماهيرية الحزبية. وكلما كنا نجول ببصرنا كان الحزب القائد ينثر شعاراته في كل الاماكن ومنها، البعث طريقنا، و امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة وووووووالى اخره من الشعارات التي لم يتحقق شيء منها.

في بحزاني لجأ احد البعثيين الجدد إلى ابتكار وسيلة مجانية لنشر شعارات الحزب القائد ووجد افضل وسيلة حسب اعتقاده، فاختار حماراً سائباً أبيض اللون ليكتب على ظهره بالزفت الأسود وبخط كبير البعث طريقنا امتدت من ذيله وحتى الرقبة وتركه يسرح في الدرابين والأزقة و مرّ بالصدفة من محلة البارافية باتجاه منابع المياه في سفح الجبل، وحينما مرق الحمار أمام دكان المرحوم حسن خلف الذي اعتاد الناس ان يتجمعوا عنده على دكه بصف الدكان للراحة وتبادل النكات والأخبار، فشاهدوا الحمار والكتابة التي تحيي حزب البعث منقوشة باللون الأسود علية، تحولوا للسخرية بالموضوع الجديد واعتبروه حدثاً ساخراً يستحق الاهتمام ،اقترح البعض أن يوقف الحمار ويزال ما كتب عليه تحاشياً للمشاكل التي ستنجم عن هذا التصرف، وبين جذب ونقاش أدرك المتجادلون أن الفاعل هو بعثي، وقرروا ترك الحمار وشأنه طالما أصبح بالانتماء والعائدية القانونية من مكونات حزب البعث وممتلكات السلطة.

كانت الدعاية شديدة التأثير على الناس، و تضاهي الدعايات الحالية التي تظهر في مباراة كرة القدم لفريقين من الدرجة الأولى في منافسة ذات قيمة عالية..

وبحكم الحرية المطلقة للحمار المسكين في التنقل بين شوارع البلدة انتقلت أخباره وأنباء ذلك الشعار مباشرة إلى جميع المشاهدين دون ان يستطيع أحدا منعه أو التشويش على حركته ولم يكن هناك ثمة حاجز لمنع هذا "البث المباشر" من قناة غير مشفرة يشاهدها كل المواطنين.

وصل الخبر لمنظمة حزب البعث في بعشيقة ( بحزاني كانت خالية من هكذا مقر في حينها) وبدل أن يبحثوا عن الفاعل ومعاقبته قرروا البحث عن الحمار وملاحقته .. سخروا جهاز الشرطة واستنفر جهاز الأمن مع العناصر الحزبية للبحت عن الحمار ، أصدروا قرارهم التاريخي بالقاء القبض عليه حياً أو ميتاً.

وبعد ساعات من المتابعة الشديدة حوصر الحمار إلا أنه أبى أن يستسلم للسلطات البعثية التي لاحقته فهو موقن من نفسه كحمار مسكين لم يرتكب جرماً، وبدأ يدافع عن نفسه بقوة دون أن يتلقى أي تضامن أممي أو شعبي من دوائر ومنظمات الدفاع عن حقوق الحيوان لا محلياً ولا دولياً بحكم التعتيم الاعلامي على المعركة. وبعد يأس المجموعة التي حاصرته وعدم مقدرتها على الإمساك به ونجاح الحمار في الدفاع عن نفسه تارة باسنانه وتارة برفسات وركلات قدميه...أمر كبير البعثيين بقتل و حرق الحمار فوراً

وهكذا نفذ البعثيون بلا تردد ذلك الأمر... أطلقوا النار عليه فسقط ليسجل مقتل أول حمار في عهد البعث في العراق ، واحضروا الكاز الأبيض (الكيروسين) وسكبوه على الحمار، وبعد أن ردد المقاتلون الهتافات الحزبية اضرم النار بذلك الحمار الفقيد الذي حرق ..هذا ما رأيته بأن عيني وأنا ما زلت شاباً صغيراً.

و أخيرا أقدم اقتراحي لجمعية حمير كوردستان باعتبار هذا الحمار أول ضحية من مملكة الحيوانات أعدمت بقرار بعثي وتدوين ذلك في سجلاتهم. وان يمنح عضوية شرف في الجمعية. وسندي فيما كتبت عشرات الشهود اللذين مازالوا على قيد الحياة، بينهم شيوعيون اتهموا بكتابة الشعار للنكاية بالبعث وتعرضوا للتحقيق والجرجرة من قبل دوائر الأمن لكنهم اثبتوا للبعثيين أن من كتب الشعار هو بعثي من أعوانهم واذكر المزيد من تلك التفاصيل بالرغم من ان الجريمة قد وقعت منذ مايزيد على 37 عاما.
ايار 2011



#كفاح_جمعة_كنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين ولادة (جمعة) وَوأدِهِ ثمانية عشر شهرًا فقط!!!!
- لماذا أٌنٌفِلتْ ألاٌم البريئة شيرين شمعون البازي؟!!!
- لاتتوقفوا واصلوا الزحف حتى اقتلاع القذافي!!
- تذكروا روبرت في يوم المسرح العالمي!!
- مواقف لاتنسى!
- اوقف استعمال الهاتف الشخصي النقال اثناء انعقاد جلسات البرلما ...
- في الذكرى العشرين لانتفاضة آذار المجيدة
- ابو ابراهيم(اسود حسين الراعي)وطريق الشعب
- خطاب سري للغاية للعقيد للقذافي
- نوري المالكي لا يستحق أن يكون الوزير الأول!
- سلمان... يا رحيقَ جبل ٍ امتزج بالخردل السام المحرم!
- كمين شرقي بيبان
- صور من ماضي العراق القريب


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كفاح جمعة كنجي - حُمار اعِدم عَلى أيدي البعثيين في بحزاني!!