|
صرخات الهامس في - مثلث الاستبداد المقنن
بدر الدين شنن
الحوار المتمدن-العدد: 1004 - 2004 / 11 / 1 - 09:33
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
بإسلوبه الحاد الصارخ ، كتب المحامي والمعارض السوري ، جريس الهامس كتابه عن " مملكة الاستبداد في سورية " . وهذا الأسلوب المتميز في كتاباته جاء نتيجة تجربة سياسية مريرة قاربت الستين عاماً ، كابد فيها هذا المتمرد " المشاكس " ظلم ذوي القربى أولاً في الحزب الشيوعي السوري ، عندما اضطهد وأبعد عن الحزب في الخمسينات من القرن الماضي ، لأنه لم يقبل بعبادة الفرد وطالب بعقد مؤتمر في الحزب لبلورة حياة حزبية ديمقراطية . ومن ثم توالت مراحل جديدة في حياته حاول فيها مع كوكبة من رفاقه شق طريق آخر للعمل الثوري . إلا أن القمع الوحشي الذي جوبهوا به من قبل النظام السوري ، قد وضع هذه المحاولة قيد الجمود أو التصفية . ومن ثم كان الإعتفال والعذاب والسجن الطويل .. ثم كانت الغربة التي بدأت بعد السجن ولم تنته بعد ، ما ولد الإحساس بالمرارة التي قاربت شفا اليأس . من هذه السيرورة والمعاناة المريرة ، التي لايفهمها سوى من كابدها مثله من المناضلين ، ومن الرجاء المشوب بالخوف على الحلم كانت هذه الحدة الصارخة في الأسلوب . ومن ظلمة النفق وضعف رفاق الدرب ، ومن كثافة ضباب الغربة ، وفقدان المراجع ، كانت هذه القسوة في إصدار الأحكام وفي تقييم هذا الفصيل اوذاك من فصائل المعارضة ، وكانت هذه الأخطاء في هذه المسألة أو تلك . بدون هذه المقاربة لمعاناة جريس الهامس ، لايمكن فهم ما سطره في " مثلث الاستبداد المقونن " وفهم ماهو كامن بين السطور
إن هذا السبعيني " المشاكس " قد وضع أصبعه كالمخرز في عين النظام السوري ، كاشفاً سجونه وزنازينه ومراكز أمنه .. فاضحاً جرائمه البشعة التي ارتكبها ولازال بحق الشعب السوري وبحق شعوب عربية أخرى وخاصة في فلسطين ولبنان والعراق ، وطرح ا ستفزازا ً مقصوداً لقوى المعارضة السورية كي تتحرك وتنتفض
هناك الكثير من الأطروحات بين دفتي الكتاب . لكن الأهم فيها كما أ عتقد ، هي الإصرار على إسقاط الاستبداد وإقامة نظام وطني ديمقراطي ، ولفت الإنتباه ، بحق ، إلى أن المسألة الكردية في سورية تشكل جزءاً أساسياً من أزمة البلاد وحلها يكمن في إقامة النظام الوطني الديمقراطي وتحقيق العدالة والمساواة لكل أبناء الوطن السوري ، وطرحه " أسس ومبادئ بناء الجمهورية السورية الثالثة " التي طالب فيها ب " تشكيل جمعية وطنية ديمقراطية تمثل شرائح المجتمع تضع دستوراً جمهورياً ديمقراطياً وفق مبدأ فصل السلطات وا ستقلال القضاء ، والإحتكام لصناديق الإقتراع الحر النزيه " و " تشكيل حكومة إنقاذ وطني للجمهورية الثالثة تنهي النظام الملكي الوراثي القائم اللاشرعي الذي باركته ودعمته الإمبريالية الأمريكية " مهمة هذه الحكومة " تحقيق المصالحة الوطنية .. إلى آلخ
وفي رأي أن الخطوط العامة التي تضمنتها البنود العشر للأسس التي اقترحها الأستاذ الهامس يتقاطع فيها مع جميع قوى المعارضة . وقد كان إنسجاماً معها ألا يهاجم بقسوته المعروفة قوى تقف في الخندق المعارض الذي يقف هو فيه ، ضد الاستبداد ومن أجل التغيير الديمقراطي ، سيما وأن هجومه عليها يتركز على أحداث وقعت قبل ريع قرن من الآن ، وفعلت المتغيرات الدولية ومعطيات الواقع السوري فعلها قي تطوير مراجع ومواقف كل القوى السياسية دون ا ستثناء
بيد أنه، سواء كنت مع جريس الهامس في جانب وخالفته في جانب آخر ، فإن ما جاء قي كتابه " مثلث الاستبداد المقنن في سورية " خاصة فيما يتعلق بالقوانين والمؤسسات التي يرتكز عليها الاستبداد ، وفيما يتعلق بأزمة السياسة والقوى المعارضة السورية ، هو في غاية الأهمية ،ويشكل مرجعية هامة في مكتبة النضال الديمقراطي في سورية ، ولابد أن تقف باحترام أمام هذه القامة الوطنية .. أمام إحدى سنديانات غابة المعارضة السورية
#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من أجل أن يستمر الحلم
-
بالونات اختبار .. دمقرطة الاستبداد
-
الحقوق العمالية .. ومعوقات حركة التغيير الديمقراطي
-
وسام حرية على صدر الحوار المتمدن
-
الصفقـة الخاسرة .. السؤال الملح الآن
-
عن اليسار والقوى العلمانية والديمقراطية
-
ثلاثون عاماً على النقابية السياسية بديلاً للنضال المطلبي 2
-
ثلاثون عاماً على النقابية السياسية بديلاً للنضال المطلبي
-
متى ترفع حالة الطوارئ والأحكام العرفية في سورية
-
إلى عاشق الحرية والحب والفرح .. عماد شيحا
-
انتصار ميسلون
-
مابين الأمير .. والجلاد .. والضحية
-
الإصلاح في سورية .. والخيارات المفتوحـة
-
نحو نهوض كفاحي ضد عالم الاستغلال والقهر
المزيد.....
-
رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس
...
-
مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
-
الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا
...
-
إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
-
إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
-
مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا
...
-
تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
-
سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث
...
-
ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع
...
-
بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع
...
المزيد.....
-
الكونية والعدالة وسياسة الهوية
/ زهير الخويلدي
-
فصل من كتاب حرية التعبير...
/ عبدالرزاق دحنون
-
الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية
...
/ محمود الصباغ
-
تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد
/ غازي الصوراني
-
قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل
/ كاظم حبيب
-
قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن
/ محمد الأزرقي
-
آليات توجيه الرأي العام
/ زهير الخويلدي
-
قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج
...
/ محمد الأزرقي
-
فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو
...
/ طلال الربيعي
-
دستور العراق
/ محمد سلمان حسن
المزيد.....
|