أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عبد العزيز - امرأة عاقلة!!















المزيد.....

امرأة عاقلة!!


حسين عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 3366 - 2011 / 5 / 15 - 23:18
المحور: الادب والفن
    


امرأة عاقلة!!
وأنا جالس فى أحد المسايا .. وكنت فى الشرفة .. أشاهد الشمس وهى تغادر المسرح.
سمعت من يقول لى أن البحر هو أحسن دواء فى هذا الحر الذى يشوى القلب.
فاسرعت الى محطة (مصر) وركبت القطار (التربينى) [وهذه أول وآخر مرة] وجلست اقلب فى مجلة كانت معى – وشدنى أحد موضوعاتها .. فلم أهتم بجارى ولم أرى – أهو رجل أم امرأة .. ولما تمكن منى الملل وضعت المجلة بجوارى ثم نظرت الى جارى ولم يزل نظرى مسلطة عليه .. أما جارى فقد انفرجت شفتاه عن ابتسامه اغرقتنى فى بحر الجمال!
- هل هى فتاة ؟! – أم سيدة؟! – لا أدرى شكلها يقول فتاة – لكن النظر فى عينيها – يقول سيدة لأن الحزن موجود بكثافة (!!)
- ترفع هى مجلة لكى تلفت نظرى .. بأن خرج عن الا معقول وبالفعل أعيد نظرى الى موضعه الطبيعى .. وأنا أسأل نفسى – كيف اتحدث معها؟ وكيف أفتح مجالا كى أهبط فيه دون أزعاج – وهنا وجدتها تقول بصوت موسيقى .. يمكن أن أنام عليه
= لو سمحت يا أستاذ – هذه الكلمة ماذا تعنى؟!
- وأعطتنى المجلة .. واشارة على الكلمة .. وهى تشير اقتربت منى وقتربت أنا منها – فكان عطرها شمبانيا (!!!)
- (نئيم العلاجم) قرأت الكلمتان أكثر من مرة – دون الوصول الى معنى – قرأت الموضوع من أوله – على أمل – نظرت إليها فوجدتها تبتسم – ابتسامة تعنى – عدم معرفتى لكنى أعتدلت فى مكانى وبدات فى تقمص دور الاستاذ – من أجل أن اصبح (بواب) قلبها – فقلت (أولاً الموضوع يدور – عن الإنسان والحيوان والعلاقة التى تجمعهما.
- وهذا واضح من العنوان – فلو أنك قرأتى الموضوع من الأول لوجدتى أن معنى (نئيم) هو (صوت) وأن معنى كلمة (العلاجم) هو (الضفادع) وهنا وجدتها تبتسم .. إبتسامه حقيقية – وهى تأخذ منى المجلة – أسالها
= لو سمحتى يا أنسة أنت فى أى كلية!
= مدام لو سمحت .. ثم أنا لست تلميذة
= لكن شكلك يقول إنك أنسه.....
= أنا مدام .. ومطلقة!!
وهنا وجدت نفسى تقول فى دهشة ماذا !! – لما؟؟
= دعنى أتحدث معك دون حواجز ومخاوف.
= تفضلى
= تزوجنا عن حب – وماذا يعنى الحب؟! لا تسألنى.. لأنى لم أعد أعرف .. بعد أن مر أسبوع واحد فقط على زواجنا تبين لى شيئين .. أولا .. أصبح يغار من أى شيء حتى لو كان البواب – لأنه لما أحس وايقن بأنه فاشل فى الدور الأكبر للرجل فى الحياة الزوجية – وبما أنه يعلم أنى جميلة .. بل جميلة جداً – فأحتله الخوف والشك فإذا ضحكت – فأنا أضحك عليه – وإذا كشرت – فأنا العنه .. وإذا خرج يوصى البواب ألا يصعد إلىَّ إذا طلبته من أجل أى شيء – وإذا أتى أحدا لزيارتى فيجب أن يعلمه.
كل هذه أفعال سلبيه – لأنه كان يجب عليه أن يفعل شيئا ايجابيا .. لكنه اكتفى بالجانب السلبى – وتركنى فى سجنه – حيث لا خروج – ولا نظره من الشباك – وتقريبا أنقطع الأهل عن زيارتى – ولم يعرفنى الجيران – كل هذا ومازال رافضا أن شيئا إيجابيا – وهنا وجدت أنى أكثر سلبيه – فطلبت الطلاق مساء أمس .. فنظر إلىَّ وبكى – لكنى لم اهتم – وجهزت حقائبى – وها أنا فى طريقى الى خالتى (ليلى) حيث هى التى بقت لى من الدنيا.
وكادت السيجارة تلسع شفتى لولا أنى أمسكتها بيدى وانا غير مصدق لما اسمع فقلت (أى ليلى).
= ليلى العامرية – وزوجها أنكل قيس.
وهنا وجدتنى اهتف واقفا
= وليلاه – وليلاه.
لكنى وجدتها تشدنى من يدى كى أجلس – فجلست من اثر تلقى مسمات جلد اليدين – قد بان على وجهى هذا الأثر .ز ولهذا وجدتها تقول ....
= إن مشكلة الرجل – أى رجل – مع المرأة – أى امرأة – انه يلغى عقله – ويجعل قلبه هو الذى يحركه – يفكر له – وهنا تحدث المأساة – لان الرجل لا يجب عليه أن يفكر بقلبه أبدا مهما حدث – فلو كان زوجى السابق فكر بعقله لما حدث الطلاق.
ولو أنت فكرت بعقلك لما حدث لك ما يحدث الآن و.................
ولم اسمع باقى ما قالت وتمنيت ان اختفى من أمامها
لكنى اجدها تقول بلغه تلفت مسامعى
= لو انك تريد ان نلتقى .. فغدا سوف أذهب الى شاطئ العجمى – وهذا هو العنوان (........) وذاك رقم تليفونى (........)
ثم تمد يدها وبها ورقة .. فأخذتها منها .. ونظرت فيها.
[كن صديقى
فأنا محتاجة جدا لميناء سلام
وأنا متعبه من قصص العشق , وأخبار الغرام
وأنا متعبه من ذلك العصر الذى
يعتبر المرأة كتمثال رخام
فتكلم حين تلقانى...
لماذا الرجل الشرقى ينسى
حين يلقى امرأة , نصف الكلام؟]
وارفع نظرى إليها فلا أجدها .. وأجد أن القطار فى المحطة الأخير – فأخرج .. وأنا فاشل فى كل معاركى.
- واذهب إليها على البحر .. مع أول محاولة الشمس .. فى القيام من نومها.
ووجدتها جالسه تنظر الى الشمس وتسمح للهواء .. أن يغازل شعرها .. تقدمت منها.
= صباح الخير
أهلا تفضل
وجلست .. وأنظر إليها .. رغم أنى حوالت كثير ان أمنع عينى .. لكنى لم اقدر – تدفع يدها اليسرى واعادت خصله من شعرها الى موضعها الطبيعى .. فزاد جمالها جمال – واخذ كل من يأتى الى البحر يلتفت حولنا .. وبتنا وجلستنا وحديثنا من أشهر معالم المصيف!
وها هى تتحدث بعد رشفت من كوب الشاى
= نقطة ضعف زوجى – التى لم يكتشفها هو بنفسه – هى انه احبنى بعقله وليس بقلبه.
= وهل يوجد فرق.
= بالطبع يوجد أكثر من فرق – الرجل لا يجب أن يحب بعقله .. وإنما يجب أن يحب بقلبه .. عن كان يريد السلامة والنجاة – أما المرأة فيجب أن تحب بعقلها وليس بقلبها .. إن كانت تريد الحياة فى كنف الحب.. والآن أوضح لك الفرق بين القلب والعقل – أنت قرأت رواية جوته (آلم الفتى فرتر)
= نعم!
= هذه الرواية توضح المعنى الذى أريد ان اقوله
= كيف؟!
= فرتر احب شارلوت - وشارلوت أحبت فرتر – لكن الفرق أن شارلوت أحبت بالقلب .. أم المسكين فأحب بعقله .. فأخذ العقل فى النهاية الى الانتحار بمعنى اقرب وأوضح إن احببت بالعقل .. فكيف سوف تعيش؟! وكيف سوف تفكر؟! وكيف تتعامل مع الحياة بكل تقلباتها – وكيف تزن الأمور .. والعقل فى دنيا الحب مشغول – فعقل الرجل ميزان .. فإذا أختل الميزان أختل وضع الحياة أما المرأة – فيجب أن تحب بعقلها لأنها خلقت من الحب – ومن أجل عيون الحب – تعيش به – ومن أجله – فهى ترعى الحب – كما ترعى المولود!! لكن إذا أحبت بقلبها – فسوف تكون النهاية الغير مرجوه.
الله عليك أيتها الجميلة.
= أتغازلنى
= وهل أنا اقدر .. أو احتمل ان انظر الى الشمس – هل تسمحى لى بان أذهب الى الماء كى افوق من سحر وعظمة حكمتك.
= خذنى معك .. فالماء أحس بأنه ينادينى.
وتحركنا فى اتجاه البحر .. والكل ينظر إلينا الرجل يحسدوننى والنساء فى غيره وفرحه .. بأنها ذهبت الماء.
أحس بأن عيون الرجال تصارعنى – سوف أقع .. أنى اهتز .. أنى أميل ..
= ما بك
= لا لت ادرى
واقع على الأرض
فتولولا النساء .. ويضحك الرجال
واكتب أنا هذه الكلمات من المستشفى.



#حسين_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاولة لتفتيت فعل من ثلاثة حروف ؟!!!
- من شيطان زيوس إلى شيطان أبو نواس إلى شيطان إمبابة
- بابا انتحر من أجل أمى
- من حفيد محجوب عبد الدايم إلى نجيب محفوظ
- الموسيقار زرياب نهاوند
- أمير الظرفاء/ كامل الشناوى يتحدث عن نفسه؟!
- جناية محمود السعدني على نادر أبو الغيط
- بطل نجيب محفوظ/ صابر الرحيمى يجد أبيه فى ميدان التحرير؟
- المهدى


المزيد.....




- الفنانة شيرين عبد الوهاب تنهار باكية خلال حفل بالكويت (فيديو ...
- تفاعل كبير مع آخر تغريدة نشرها الشاعر السعودي الراحل الأمير ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 158 مترجمة على قناة الفجر الجزائري ...
- وفاة الأمير والشاعر بدر بن عبدالمحسن عن عمر يناهز 75 عاماً ب ...
- “أفلام تحبس الأنفاس” الرعب والاكشن مع تردد قناة أم بي سي 2 m ...
- فنان يحول خيمة النزوح إلى مرسم
- الإعلان الأول حصري.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 159 على قصة عش ...
- أكشاك بيع الصحف زيّنت الشوارع لعقود وقد تختفي أمام الصحافة ا ...
- الكويت.. تاريخ حضاري عريق كشفته حفريات علم الآثار في العقود ...
- “نزلها لعيالك هيزقططوا” .. تردد قناة وناسة 2024 لمتابعة الأغ ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عبد العزيز - امرأة عاقلة!!