أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - المعدان ...عطش ودشاديش مقلمة .........!















المزيد.....

المعدان ...عطش ودشاديش مقلمة .........!


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 3366 - 2011 / 5 / 15 - 12:34
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


أصبحت الأهوار في نظر الآخرين مكانا للعزلة والابتعاد عن المدنية ، وبسبب هذه النظرة الخاطئة أهملت الحكومات والأنظمة هذا المكان وجعلته يؤسس لحياته نمطاً من الحياة الصعبة والخشنة ، وتكيف الإنسان في الأهوار في حياته وخضع للطبيعة القاسية وقدرها فكان معرضاً للأمراض الفتاكة والعزلة الحضارية عن المحيط ليموت في صمت تلازمهُ قناعة عجيبة وعزة نفس. ولهذا كتب ( ويلفرد ثيسكر ) صاحب كتاب المعدان وهو يصف تجربة العيش من عرب الأهوار الذين يمتلكون التسمية المثيرة للجدل والتفاسير والصفات المتعددة ( المعدان ) بأنهم كانوا يشعرون مع تأثير حبة الأسبرين التي يتناولونها لأول مرة وتزيل عنهم الصداع بأنها كمن يعمل لهم سحراً من الجان ليشفيهم.
لا أعرف أسم المسؤول ( المبطر ) الذي أطلق على أهل الأهوار لقب شعب ( الدشاديش ) المعمرة ، وهو لم يكن يبغي مديحاً لأولئك الناس البسطاء بل تقليل من قيمتهم. وعليه أن يعرف عن هؤلاء هم من صنعوا قيمة المكان وخصوصيته ، ومثلت حياتهم في فطرتها البدائية جزءاً مهما من الحياة البِكر والخصبة والنقية التي أسست لذاكرة المكان تميزه بين كل بيئات الأرض لتجد أوراق الدهشة تملأ دفاتر وكتب الرحالة والمكتشفين وهم يصفون حياة لا تصبغها ألغاز وجودها القديم ، فلقد كان القصب والماء والسمك والطير والزوارق وحقول الرز تحكي حكاية واحدة منذ حلم الملك كوديا وحتى اليوم.
كلهم كانوا يكتبون عن براءة ترتدي الثوب المُعمر كما ( أستهزأ منه المسؤول القديم ) ، ولقد وجدوا في بطانة هذا الشعب قيما أصيلة وثبات وحكمة والتصاقا بقدسية الموروث وأزليته ، فعندما درست المستشرقة البريطانية الليدي دراور حياة المندائين فهي لم تذهب إلى حواضر المدن حيث يسكن البعض والأقرب إلى الحضارة كما في مدن البصرة والناصرية والعمارة ، بل ذهبت لتعيش معهم حيث كان يسكن الغالبية منهم في مدن الأهوار في مدن مثل قلعة صالح والكحلاء وهناك عرفت منهم طبيعة المكان وخصوصيته الاجتماعية والروحية لتكتشف أنها قد وجدت شعبا يمتلئ بسمو الروح العزيزة وعشقه لذاكرة المكان وخصوصيته ، لهذا فهي لم تستغرب أن يتعلق المندائيون في المكان كما يتعلق أهله الأصليون من الأعراب الذين عانوا في فترة من الفترات التشكيك في أصولهم وراجت منذ البعيد فكرة داخل المدن القريبة من الأهوار بالخوف والحذر من هؤلاء الناس وخاصة من يطلق عليهم لقب المعدان حتى شاع مثل يبدو ساذجا وعنصريا ومغرضا ذلك القول ( أن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه ). وربما الأجانب من الرحالة وموظفي الإدارة الاستعمارية البريطانية ، وحدهم من كتب وكشف عن المعدن الأصيل لهؤلاء الناس ، وربما هم قبل غيرهم من وثق بالصورة والكتاب حياة أولئك الناس لترينا المجموعة الفوتوغرافية لكالفن يونغ ، وماكسيل صورا رائعة بالأبيض والأسود لحياة هؤلاء الناس ، وقد أضفت جميع هذه الصور ملحقا في الطبعة الأولى لكتابي عن الأهوار.وفيه يمكن أن يستشعر الرائي والناظر طبيعة الحياة ونقاء سريرة الذات التي يمتلكها أهل الأهوار وكان شيوخهم وعلية القوم عندهم من الحكمة والبصيرة وادارة الأمور بين أفراد العشيرة أو التجمع السكاني بالعدل والمساواة ، وربما رؤية الجوع والعوز تكاد أن تكون مفقودة بين أبناء ذلك الشعب الذي لم يكن يطلب من الحياة الكثير سوى سلامة جاموسته وبقاء جبيشة القصب التي يهجع عندها سالمة من غضب الريح والمياه ، ولكن بعد أن جففت الأهوار وشحت المياه وكما هي اليوم بعد معاناتها الجديدة ، بدأ شبح الجوع والعوز والحزن يظهر على محيا الوجوه السمر لأولئك الناس الطيبين الذين استبشروا مع أحلام العودة لديارهم أن حياتهم ستعاود نشاطها مرة أخرى وإن عليهم أن يمارسوا العاطفة المدهشة مع أنغام القصب ورقصات السمك وتلك المواويل التي ينث منها مطر الحزن السومري منذ أن تحرك نوح (ع) بسفينته صوب بر الأمان وحتى الساعة.
لا اعرف خيالاً مزعجاً في أحلامي الجغرافية غير صورة موت شعب و طبيعة واندثار حضارة وانقراض حلم أزلي ظل وعلى مدى عصور يضيف الى الأمكنة بهجة الأصالة والبراءة والحس. فإن تصوري عن عودة ممكنة لعالم تعذب من شظايا الحروب و( لوريات )التهجير وحرق غابات القصب وغياب أمصال البلهارزيا ولقاح الكوليرا يعيد لي صورة بشعة من صور القتل ، أنها تعود بسيناريو جديد اسمه سيناريو العطش.
لا تمنحي صورة العطش سوى مشهد واحد يذكرني بشخصيتين رقيقتين لا يحسنان سوى الخديعة وصناعة مسن السيوف وإحراق الكتب. هولاكو وتيمورلنك ، فؤلئك الحنونين كحبل المشنقة يدركان أكثر من غيرهم إن صناعة العطش يأتي من خلال إتلاف الأنهر ولهذا صبـغا دجلة بحبر مكتبات بغداد من خلال رمي آلاف الكتب في نهر دجلة فعكف الناس عن شربه لأيام فساد العطش وتلف الزرع وشحت السواقي ونفرت الدواب عن شرب مائها ، لأن ألم إحراق الثقافة منعها من الاقتراب الى الماء وفضلت أن تموت عطشا ولا تشرب ماءً صبغته أحبار كتب الجاحظ والرازي والغزالي وقصائد أبي الطيب والبحتري وتراجم طاليس وكل ما سُعي الى ترجمته في زمن الخليفة المأمون من معارف الفرس والسريان والروم وفلسفات الهند والصين وغيرها من حضارات تلك الأزمنة.
هذا العطش المائي عكس ومنذ تلك اللحظة التاريخية عطشاً روحياً على العراقيين سار معهم منذ دويلات المغول وممالكهم وحتى دخول جنود المارينيز أرض العراق.
أعتبرالعطش الروحي أقسى أنواع العطش ، وهاهو يضرب منطقة الأهوار بأعاصيره ، وحين يتحد عطش الماء مع عطش الروح فأن اليباب سيحل في المكان وستموت الحياة في كل أشكالها ، لهذا كان السومريون القدماء يضعون آلهة الماء في أول المراتب لأن الماء يمنح للحياة ديمومة الاستمرار ومع الهواء يشكلان ذاكرة الوجود الإنساني ، لهذا بقيت حين أتجول في روح المكان وذاكرته ابحث عن منابع تسقي حلم البشر وأنا أدون على الطين ذلك المثل القرغيزي الذي يقول :لا نعرف العطش إلا عندما تجف الينابيع . وهاهما ضرعا دجلة والفرات يقتربان من حافة الجفاف بسبب ما يعرف اليوم بمصطلح حرب المياه.
أن موت نهر في المصطلح الاستعماري يعني إحراق ألف مدينة. وعندما تموت المدن ، يلتحق فيها سوادها المنتشر حولها ، القرى والقصبات وكل عشر بيوت مجتمعة ، والأهوار تتصل بالمدن من خلال فم النهر إذن هي ربما في طبيعتها قد تموت قبل مدنها وبذلك تتعاكس مع المصطلح ، إنها تحترق قبل الجميع عندما لا يكون هناك ماء ، فالمدن قد تستطيع أن تحفر آباراً في براريها وتأكل من سمك البحر وتعوض لحم الدواب بالدجاج ، أما الأهوار فإن مات فيها السمك والطير والجواميس فما الذي يتبقى لها ..؟ حتما سيبقى القصب اليابس والأرض المالحة والصمت وانعدام الحياة التي لم تكن لتبتهج في يوم ما سوى مع الموج ورقصته الأزلية التي تداعب جنح البط وموال الصياد ونعاس قصب البردي.
يقول بوذا في واحد من تعاليمه التي وجدتها مدونة على جدران معبد بوذي في مدينة حيدر آباد الهندية : إن الروح العطشى تفقد القدرة على تذكر موجة النهر ، وهذا يعني إن العالم سيفقد سيره صوب النور.
ومثل هذا ستفقد تلك المناطق في عطشها قدرتها على السير. فالماء بالنسبة لتلك الأمكنة لايمكن الاستغناء عنه ليس للشرب فقط بل إن الفعاليات الحياتية قائمة عليه في مجملها ، لقد كان سكان الأهوار يحملون أينما كانوا ذلك المعتقد الذي يقول نحن من الماء واليه وكأنهم ينسون رؤية الديانات السماوية القائلة نحن من تراب وآدم من تراب. فالماء يمثل الحاجة الأبدية لبناء الكيان ومعه لا يشعر الإنسان سوى بالأمان والراحة وعدم التفكير بالجوع والعوز. لكن ما نراه اليوم يكاد يكون أشبه بموت بطىء لتلك الحياة البريئة التي توارثت المسرة وذاكرة العقل منذ بدايات اللوح والكلمة والحلم .فقديما كان أبناء بطائح سومر يقيمون مودتهم الحياتية مع الماء ، وكان شعار الحياة في بلاد الرافدين تلك الكف التي تحمل الإناء النذري والذي يفيض ماء دجلة والفرات من جانبيه ، في دالة على أن الماء كان يمثل الحياة في كل عناصرها ، وعليه فإن الراغب في إلغاء هذا الشكل المتميز من العالم إنما يقترف جريمة حرب وإبادة جماعية ضد موجدات الوجود الطبيعي الأول الذي رسم على الأرض بدايات التفكير بمساحة الود مع السماء ومع القصيدة ومع الوردة. سيكون المشارك في تلك الإبادة مجرماً ، وسيكون السد الكونكريتي مجرما أيضا ، وحتى تراب السداد والعاجز عن عمل شيء ، فليس قدر تلك الأمكنة أن تموت كل يوم ، مرة من ثوراتها الحالمة وبساطتها والتشكيك في جذورها وانتمائها ، ومرات من العطش ومحاولة إلغاء وجودها الأزلي ودفع أهلها للهجرة ، كما تنقل اليوم نشرات الأخبار عن بدء سكان الأهوار النزوح عن مناطق سكناهم.
إن إعادة مشاهد سيناريو التهجير سيمثل قسوة مضافة الى تواريخ أولئك الناس الطيبين الذين مورست عليهم جميع التجارب والمتغيرات بشكلها الاجتماعي والسياسي والروحي فباتوا أقل مناعة من قبل بسبب تراكم أوجاع الأزمنة ومشاعر اللاحول ولا قوة وسط ضغط أعلامي ونفسي تشارك فيه صورة العولمة الجديدة وبراءة الهاجس الديني والروحي المغلف في بساطة القناعة في خضوعهم لفكرة تصديق وعود المسؤؤل ومشاريعه التي كنا نتمناها تنهض مع الفكرة الأممية المسماة العودة الى جنة عدن.
ولكن يبدو أننا سنقع في الخديعة التاريخية ونقع في خانة العودة الى جحيم التصحر والهجرة واليباب ،فلا أحد قادر على منع دول الجوار من الهيمنة على ما تريد من الحصص المائية أو تجعل الماء ورقة ضد في مائدة السياسة كمن يقول وصل الأمر عند الجيران الأتراك القول :أعطونا جنود عبد الله اوجلان ونعطيكم ماء دجلة.
واحدة من مفارقات التأريخ أن ترتبط حياة سكان الأهوار في حياة عبد الله اوجلان حيث لا رابط تاريخيا ولا اجتماعيا بين الهور واوجلان ، فالرجل ثوري من أكراد تركيا يقود حركة انفصالية ضد الدولة التركية بأسم PKK تمارس نشاطها في جنوب تركيا في مطلب منه لأقامة حكم ذاتي لأكراد تركيا ، وفي حالات تعبوية معينة تلجأ قواته للمنطقة الحدودية مع العراق لوعورتها وصعوبة قيام عمليات عسكرية ضدها من قبل الأتراك فكان الاتهام الدائم إن العراق يدعم هذه الحركة ويؤويها بالرغم من أن زعيمها اوجلان معتقل لدى الأكراد منذ سنين بعد عملية خطفه من طائرة في مطار كينيا من قبل الكوماندوس التركي. فقديماً مر على خاطر الكثير من أبناء الأهوار أسماء بدت غريبة على مسامعهم ولكنهم بسبب المعايشة والاختلاط والانتباه ألفوها وعرفوا رمزيتها ، وغالبا ما تكون هذه الأسماء ثورية مثل جيفارا وتروتسكي ولينين وغوركي ، وتلك الأسماء عرفت من خلال معتقد المعلمين الذين يتم تعيينهم أو نفيهم الى مدارس الأهوار النائية واغلبهم من الشيوعيين. لكن اوجلان يعرفونه الآن مع عولمة الدبابة والسدود ،فلقد استخدم ضدهم كورقة ضغط في حرب ليس لهم فيها لاناقة ولا جمل ، لكن العطش تسرب إليهم وبانت ملامح الهزال وعودة أمراض الماء المالح والملوث تعود الى أبدانهم وكذلك الى جواميسهم التي ابتليت بأمراض غريبة وبدأت ضروعها تجف وتحول سعر القيمر الى خمسة أضعاف سعره بسبب غلاء الأعلاف والأمصال وظروف التربية التي احتاجت من المربي أن يشتري حتى الماء بواسطة السيارات الحوضية ليوفر لجواميسه قيلولة الماء التي تعودت عليها وتحفظ جلدها من التشقق بعد أن كانت تلك الحيوانات الغنية بالحليب واللحوم تعوم وتغطس وتمرح في تلك المستنقعات الزرقاء منذ بدء خليقة البلاد وحتى بدأ عمليات التجفيف في بداية تسعينيات القرن الماضي.
ويبدو أن المكان ومنذ القدم مرتبط بمزاج السياسة وهوسها الذي لاينتهي ، ويبدو أن أحدا لم ولن يفكر في حياة أولئك المجددين لوعي الحضارة الأول من خلال كون بطائحهم كانت مهبطاً للكثير من رسالات السماء ومكانا مثالياً لحلم الأقلام العاشقة في تدوين أساطيرها ، وربما الأهوار التي ترينا من خلال ما تبقى من جداريات واختام ونصوص مسمارية أنها كانت مكانا مفترضا لجنة عدن ، وأنها وعلى امتداد مسطحاتها المائية كانت مكاناً مهيباً للكثير من السلالات والممالك العظمية وأنها من أولى مناطق الشرق التي عرفت نظم الري وسن القوانين والإبداع الحرفي وغير ذلك من المناشط الحضارية الأولى. وطالما حلم أبناء الأهوار بفك هذا الارتباط لكنهم يجبرون على أن تكون لهم إزاء هذا الإجبار الحياتي أن يتخذوا من المقاومة سبيلا للتخلص من الهيمنة السياسية ومحاولة إخضاع المكان لسلطة الفرد والحاكم . ربما لأن أهل الأهوار وبسبب جغرافية وجودهم وبيئتهم يمتلكون القناعة إن الانتماء الى الماء والبساطة والعزلة اجمل بكثير من الانتماء الى المجتمع الحضري الذي يتطلب منهم الولاء للفرد والعيش ضمن الأنماط المجتمعية الصارمة التي قد لا تُقدر حلم سكان الأهوار بمدى اعتناقهم لفكرة مطلق المكان الذي لا يحوي سوى الطير والقصب والماء والسمك والقدرية العجيبة التي يعتقدون فيها إن جمرة ( العطـّابة ) التي يضغط فيها على راس المريض رغم نارها المستعرة هي وحدها من تشفيهم من كل الأمراض
لن تستطيع أن تشفي مرض هذه البقاع سوى عودة الماء إليها بتلك الوفرة كان فيها فيضان دجلة والفرات يغذيها في أيام ربيع العمر ويحولها الى جنة من البط والشبوط والأبوذيات وطقوس فرح تعود بهم الى تلك المواسم القديمة التي كان يرش فيها رذاذ ماء النذر على مواكب الأعراس والختان والكهنة وطقوس التعميد المندائي وتلك التي درج عليها شيعة الأهوار ومنذ مئات السنين على تذكر واقعة الطف ويومها السابع من خلال ملء القرب المثقوبة بالماء وامرارها على الرؤوس ليتذكروا عطش الإمام العباس (ع) والتبرك فيه. وهكذا يرتبط مرة أخرى عطش روح المكان بعطش الثورة ونكران الذات ، فيتلامسا لتبدو لنا المأساة بشكلها التراجيدي حتى تحس أن المكان يضج برموز التحول والمتغير والمخاض منذ زمن ثورة الحسين (ع) وحتى قبعة جيفارا وبندقية حمد ابن الأهوار الذي خلده الشاعر مظفر النواب في قصيدته الخالدة والمغناة بصوت المطرب ياس خضر ( الريل وحمد ).
عطش العباس وعطش الأهوار تعني في الذاكرة الجمعية للسكان صورة واحدة لمأساة ظلت تلاحق القضية الروحية لمن سكن في وجدانه الى المذهب. ولهذا تستعاد صورة العطش العاشورائي مع صورة عطش تلك القرى التي اكتساها الطين والقصب ولكنها داومت على تعليق الرايات السود على بواباتها كدليل على فكرة التواصل مع تلك المظلومية القديمة التي عانى منها الحسين ــ عليه السلام ـــ واهله وتحمل بسببها العطش والقتل والسبي ، والنتيجة مدن تعطش وأمامٌ عَطشَ وكائنات حية تعطش والمحصلة صورة لتراجيديا سوداء رافقت المكان وأثارت فيه شجون وجوده منذ الحكم الأموي والى اليوم....!

2011 / دوسلدورف



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حياتي التي أتخيلها ...
- مدينة البصرة وزفاف الأمير وليام وكيتي...!
- سورية حسين ...ياسمينة تذبح ذبح........!
- المحظور في ممارسة الغرام.......!
- البابلي قاسم عبد الأمير عجام ...!
- الخبز وسذاجة البعض وثمالة الغرام...!
- أنا أعرف قاضيا ووزيرا وامرأة.......!
- خمر ونساء ......وتصوف ...........!
- رجلُ قبرهُ البحر....!
- الجغرافيا في غيبتها الكبرى...!
- الثورة وشاكيرا …والقبلات.!
- عراق رومي شنايدر ...!
- قبلات وأساطير غرام وفتاوى....!
- مديح إلى عبد الزهرة مناتي وشارل ازنافور.....!
- يورانيوم أحمر الشفاه ... ( سلفادور دالي والدكتاتور )........ ...
- مهرجان المربد ونلسن الدنماركي………!
- عولمة الديك والسعال الأبوي وهوشي منه ..........!
- ( مرثية الحميدية وطارق بن زياد )
- أبي يحاكم اوباما
- الغرام الشهي بين الضحية والجلاد


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - المعدان ...عطش ودشاديش مقلمة .........!