أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - يا كاهنة المعبد: كفى عبثاً!














المزيد.....

يا كاهنة المعبد: كفى عبثاً!


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 3364 - 2011 / 5 / 13 - 00:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


-1-

كاهنة المعبد في نظام الأسد السوري، تحاول الالتفاف حول الثورة الشعبية السورية، لإجهاضها، وإسكاتها.

ففي الأمس، قامت بالتفافة جديدة، ولكنها مكشوفة، وسخيفة، وضياع للوقت. فالنظام السوري مُصرٌ على قمع الثورة الشعبية بالقوة، وبالعصا البوليسية، وليس غير ذلك.

ولكنه بين الوقت والآخر – كما يفعل القذافي الآن في ليبيا، وكما يفعل عبد الله صالح في اليمن – يماطل، ويناور، ويتلوَّن تلوُّن الثعالب، ويرسل الرُسل من الرجال، ومن النساء، ومن الجن، ومن الشياطين، ويتصل ببعض السياسيين السوريين، عن طريق كاهنة المعبد الأسدي، التي كانت تحرس هذا المعبد، منذ عهد المؤسس حافظ الأول.

وكاهنة المعبد الأسدي اليوم، تتصل ببعض المفكرين والسياسيين، من ذوي العلاقة مع المعارضة السورية القابعة في السجون والمعتقلات السورية، والتي تذوق أشرس أنواع العذاب في التاريخ البشري، والتي سنتعرف عليها قريباً، عندما تفوز الثورة، وتُفتح أبواب السجون، ونقرأ تاريخ تلك الفترة جيداً.

-2-

لماذا يلف، ويدور، ويناور، ويغامر، النظام السوري الآن؟

ولماذا يعتمد على كاهنة معبده، لكي توقد البخور والشموع في المعبد، وتأتي بشياطين المعارضة، لكي تقرأ عليهم سور وآيات السياسة الأسدية.

لماذا أصبح النظام السوري من الهشاشة، والضعف، والخوف، والرعدة، بحيث أصبح يأمل في كاهنة معبده، أن تحلَّ اللغز.. لغز الثورة الشعبية السورية.

فهل أصبحت الثورة الشعبية السورية لغزاً غير مفهوم.

نعم، لقد أصبحت الثورة الشعبية السورية لغزاً غير مفهوم للسلطة؟

فالسلطة لا تعرف، ولا تجيد قراءة كتاب الثورة الشعبية.

وما هذا التخبط، الذي فيه السلطة السورية الآن، إلا الدليل على ذلك.

-3-

السلطة السورية، تعلن دائماً عبر أبواقها، بأن وراء الثورة الشعبية السورية أيدٍ خارجية. فلماذا لا تكشف السلطة عن هذه الأيدي، وتتحاور معها لإسكات الثورة، وترسل لهذه الأيدي كاهنة المعبد الأسدي، لكي تُشعل البخور، وتكتب التمائم، وتقرأ عليهم سوراً وآيات من المصحف الأسدي الكريم؟

تقول السلطة السورية دائماً، عبر أبواقها المكتوبة، والمرئية، والمسموعة، أن السلفيين الدينيين، والأصوليين الدينيين، والوهابيين، والشياطين الزُرق، هم جميعاً وراء الثورة الشعبية السورية، فلماذا إذن –لو صح هذا القول العبثي – لا تقوم كاهنة المعبد الأسدي بالتفاوض، و"الحوار" مع هؤلاء، بدلاً من هذا العبث الذي تقوم به الآن، بالحوار مع ثلة من المفكرين والسياسيين ذوي التأثير – كما يقال – على المعارضة السورية.

-4-

مشكلة النظام السوري أنه (يستهبل)؛ أي (يستعبط) كما يقول المصريون.

فالطريق أمام النظام السوري، والتي لا يستطيع السير فيها - لأنه كسيح ومعاق- وإن سار فيها خطوتين، فيستراجع عشر خطوات، وإن أصرَّ على السير فيها فسيقع (من طوله) بعد خطوات. ولكنها هي الطريق التي وصفوها له عدة أطباء وحكماء وعقلاء، ولم يتعاطَ الوصفة:

1- إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي.

2- كتابة دستور جديد لسوريا لا توريث ولا تثبيت فيه مدى الحياة. فلا بيعة مطلقة، ولا تتويج مطلقاً، ولا (تطويب) للوطن باسم الدكتاتور، وعائلته.

3- إطلاق حرية الرأي والرأي الآخر.

4- إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية حرة ونزيهة وشفافة وتحت رقابة الأمم المتحدة، وكافة منظمات حقوق الإنسان في العالم.

5- محاسبة ومحاكمة كافة المفسدين والمستغلين وسارقي المال العام السوري.

6- السماح بقيام الأحزاب السياسية أياً كانت إيديولوجيتها.

7- تعيين رئيس الوزراء والمحافظين وغيرهم من كبار موظفي الدولة بالانتخاب، وليس بالتعيين.

8- رفع الوصاية السياسية والاقتصادية والعسكرية (بواسطة حزب الله) عن لبنان.

9- إعطاء الأقليات والإثنيات الأخرى في سوريا كالأكراد وغيرهم، كافة حقوقهم السياسية والاجتماعية، واعتبارهم مواطنين من الدرجة الأولى، ومساواتهم مساواة كاملة مع المواطنين الآخرين.

10- فتح سوريا لكافة منظمات محاربة الفساد والشفافية وحقوق الإنسان. وبناء المجتمع المدني بدلاً من التنظيم الأمني.

-5-

فهل يستطيع، أو يقدر النظام السوري الدكتاتوري، الكسيح، على القيام بالسير في هذا الطريق.

الجواب بكل بساطة:

لا.. وألف لا..!

ولو استطاع لفعل ذلك منذ أربعين عاماً (1970) منذ أن استولى على الحكم، واختطف سوريا الجميلة على ظهر دبابة غبراء.

فماذا كان ينتظر النظام السوري منذ ذلك الوقت حتى الآن؟

وماذا فعل خلال هذه السنوات الطوال، غير أنه أقام المجازر في حماة 1982، وأقام معسكرات التعذيب في كافة أنحاء سوريا، ولنقرأ من جديد وبتمعن ما كتبه المناضل رياض الترك، وغيره من المناضلين الأحرار، الذين تعجُّ بهم السجون السورية الباستيلية، وخاصة سجن تدمر (باستيل سوريا) الصحراوي. واقرءوا على الانترنت التعذيب في السجون السورية، من خلال ما رواه أحمد أبو صالح.

وما زالت كاهنة المعبد الأسدي، تحرق البخور، وتكتب وتنشد التمائم، وتُقسم أن الثورة الشعبية السورية، أصبحت وراءها وليست أمامها (تصريحها مؤخراً لصحيفة "نيويورك تايمز")، بعد أن أنكرتها كليةً في مؤتمرها الصحافي الماضي.

وسواء كانت الثورة الشعبية السورية، وراء الكاهنة أو أمامها، فهذا لا يعني الثورة في شيء.

فالمهم أين تقف هذه الكاهنة، وكيف ترى الثورة؟

فيا كاهنة المعبد الأسدي: كفى عبثاً!



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا كانت وعود الدكتاتوريات كاذبة؟
- لنتعلم قليلاً من أخطاء الثورات في التاريخ
- حطمنا طوطم الإرهاب.. فماذا عن تفسير الظاهرة؟
- ماذا عن ثعالب الغابة الأخرى؟
- من مظاهر غباء الدكتاتوريات العربية
- لماذا تخلو بعض الثورات من المفكرين والفلاسفة؟
- لماذا تخلو بعض الثوؤات من المفكرين والفلاسفة؟
- عندما ترتدي الدكتاتورية جلود الحملان وتستعطف!
- أسئلة المستقبل المصري بعد ثورة 25 يناير
- الثورات والمفكرون والحريات
- ليبيا: من ثورة بيضاء الى حرب دموية!
- ما مستقبل الديمقراطية في مصر؟
- عسل الدكتاتوريات المُرّ!
- الدكتاتوريون الكاريكاتوريون
- الإعلام المصري قبل وبعد 25 يناير
- في التحليل النفسي لظاهرة شباب الثورة
- ضباع الدكتاتورية والفساد في سوريا والعراق
- متى؟ وكيف؟ ولماذا تندلع الثورات؟
- ما ضرورة الدولة -السلطوية- المستنيرة؟
- التنوير الفكري في الحالة العربية


المزيد.....




- لحظة سرقة حانة في شيكاغو بأقل من دقيقة.. شاهد ما فعله اللصوص ...
- العديد منهم بحالة حرجة.. مقتل شخص ونقل 23 آخرين للمستشفى جرا ...
- 21 عاما على سقوط نظام صدام حسين: الفجوة بين الأحزاب الحاكمة ...
- الخارجية الألمانية تعلق على إغلاق قناة الجزيرة في إسرائيل: ي ...
- البحرية الروسية تدمر 5 زوارق مسيرة أوكرانية قرب سواحل القرم ...
- اجتياح رفح.. حسابات معقدة وتكاليف -باهظة الثمن-
- جولة الرئيس الصيني في أوروبا.. فرق تسد؟
- الدفاع الروسية: تحرير بلدتين جديدتين وتدمير طائرة و5 زوارق م ...
- ألمانيا تستدعي سفيرها لدى روسيا للتشاور بسبب -الهجوم السيبرا ...
- -مصر ترفض التعاون-.. الإعلام العبري يكشف عن خطة لترحيل عدد م ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - يا كاهنة المعبد: كفى عبثاً!