أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - عندما ترتدي الدكتاتورية جلود الحملان وتستعطف!















المزيد.....

عندما ترتدي الدكتاتورية جلود الحملان وتستعطف!


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 3353 - 2011 / 5 / 2 - 19:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


-1-
منذ بداية النصف الثاني من القرن العشرين، وبدء عهد الاستقلال، وتولي السلطة "الوطنية" العربية الحكم، لم تُذل هذه السلطة من قبل شعوبها كما ذُلت، وتذللت هذه الأيام. ولم تستعطِف هذه السلطة، كما استعطفت هذه الأيام، وطلبت الصفح، والعفو، والمصالحة، وصفاء القلوب. وهو إن دلَّ على شيء، فإنما يدلُّ على:
1- انتصار الشعوب على جلاديها.
2- تفاهة، وضعف، وهشاشة هذه السلطات.
3- ضرورة إصرار الشعوب على مواصلة الكفاح والنضال، إلى أن تسقط هذه الأنظمة كليةً.
4- انكشاف حقيقة هذه الأنظمة، وفضح مفاسدها.
5- محاولة الالتفاف على ثورة الشعوب، وسحب البسط من تحتها.
6- كسب الوقت للفتك من جديد بهذه الشعوب.
7- العودة إلى ممارسة الكذب والوعود المعسولة، وهي الأنظمة العاجزة عن تحقيق أي وعد صادق.

-2-
لعل أخطر ما يمكن أن تتعرض له ثورة الشعوب العربية الآن، هو الرضوخ، والاستسلام، وتصديق وعود السلطات الكاذبة. ففي ذلك هلاك الثورة ومقتلها. فليس المهم الوعد، ولكن المهم هو الواعد. والأهم مقدرة الواعد على تنفيذ الوعد. وقد أثبتت تجارب سنوات طويلة من حكم السلطات العربية، أن هذه السلطات، ليست لديها القدرة على تنفيذ وتحقيق أي وعد تطلقه.
لماذا؟
لأنها عاجزة، وغير مؤهلة، وغير قادرة، مقدرة ذاتية على تحقيق أي وعد، من وعودها الكاذبة.

-3-
ما أهون وعود السلطة. ما أهون إطلاقها، وما أهون الإخلاف والحنث بها. الدكتاتورية تضع قانون الطوارئ في لحظات، وبجرة قلم، وتلغيه في لحظات، وبجرة القلم نفسه أيضاً، إذا ما هبَّت الرياح العاتيات من جديد. وعود الدكتاتوريات بالاستقامة، والطهارة، والعدالة، والتوبة، كوعود العاهرات بالاستقامة، والطاهرة، والتوبة. فالعاهرة التي اعتادت، وذاقت "حلاوة" العهر والدعارة، من الصعب عليها أن تعيش زوجة مخلصة ومستورة، وربة بيت مصونة ، وأم شريفة، وعفيفة. فهي لا تملك القدرة الذاتية على ذلك.

-4-
يقول عالم الاجتماع السياسي اليوناني نيكوس بولسنتزاس، في كتابه عن "أزمة الدكتاتوريات": "لقد برهنت التجربة، على أن الدكتاتوريات عاجزة عن إصلاح نفسها بنفسها؛ أي أن تبدي تحركاً داخلياً نحو نظام ديمقراطي/برلماني. فالدولة الدكتاتورية الفاشية، لا يمكن أن تنبثق عن دولة ديمقراطية/برلمانية. كذلك لا يمكن لدولة ديمقراطية/برلمانية أن تنبثق عن دولة دكتاتورية فاشية. فالدور، والوزن النوعي، لجهاز الدكتاتوريات المؤسسي، يتجه بحدٍ كبير إلى مقاومة التغيير. فأقل انفتاح حقيقي، فيه مجازفة لانهيار البناء الدكتاتوري كله. فالنظام الدكتاتوري القمعي، قائم على أساس من اقتسام حسّاس، ودقيق، وصارم، بين الزمر، والأراذل، والأسافل. وكل تغيير أو إصلاح، يؤدي إلى انهيار هذه الدكتاتوريات." (ص93 -97).
فهل علمنا الآن، لماذا كانت وعود الدكتاتوريات "وعود عرقوب" الكاذبة؟! وهل أدركنا الآن، سبب عجز الدكتاتوريات على الوفاء بالوعود الكاذبة؟! ففاقد الشيء – يا سادة - لا يُعطيه!

-5-
الشاعر اللبناني الكبير والمبدع، أُنسي الحاج، كاتب دائم، في جريدة "الأخبار" اللبنانية، ذات الميول السورية، والهوى الإيراني، والتي يقال أن "حزب الله" يملكها من قريب، أو من بعيد، كتب مقالاً بعنوان (ما تستحقه سوريا) في 29/4/2011، قال فيه: "فرصةٌ أخرى أتيحت لبشّار لم يغتنمها. كان عليه - ولا يزال - أن ينقل بلاده إلى مرحلة التحديث الديموقراطي مُعيداً، لا نقول أمجاد سوريا، بل تاريخها الديموقراطي السابق للانقلابات العسكريّة، وحكم البعث، حين كانت تغلي بالحياة السياسيّة والفكريّة الحرّة، أكثر من لبنان، ومن أيّ بلدٍ عربي."
ولكن شاعرنا أُنسي الحاج، لم يقرأ - على ما يبدو - ما كتبه عالم الاجتماع السياسي اليوناني نيكوس بولسنتزاس، في كتابه "أزمة الدكتاتوريات"، والذي قال فيه - كما سبق وقلنا نحن- من أن المسألة ليست مسألة حُلم شاعر رومانسي كالحاج، ولا هي أمنية، ورجاء، وأمل، من الدكتاتورية السورية، لكي تقوم بالتغيير. ولكن المسألة هي عدم قدرة هذه الدكتاتورية على إجراء هذا التغيير.
عجزها التام عن القيام بالإصلاح، لأنها لا تملك لا الإرادة، ولا القدرة، على ذلك. ولو كانت تملك هاتين الخاصتين لقامت بالتغيير والإصلاح، منذ سنوات طويلة، وهي التي حكمت سوريا حتى الآن، أكثر من أربعين سنة منذ 1970!
فلماذا؟
لإن الإصلاح يعني دمارها، وإنهاء عهدها الدكتاتوري، وإبداله بعهد ديمقراطي/برلماني حقيقي. وهو ما لا تريده، ولا تطيقه الدكتاتورية السورية، وكل الدكتاتوريات الحزبية، والدينية، والقبلية في الوطن العربي.

-6-
ويضيف الشاعر أُنسي الحاج، ورئيس تحرير جريدة "النهار" السابق قائلاً: " فليُقْدِم النظام. لقد أتيحت له فرص عديدة ولم يُقْدِم. فليُقْدِم.
وإذا فعل فسيُحبط المؤامرة على سوريا، وعلى سائر الأمّة." وسؤالنا:
هل الثورة الشعبية السورية على الدكتاتورية السورية مؤامرة، أيها الشاعر الكبير؟ وهل لو كنتَ تكتبُ في جريدة أخرى غير "الأخبار" السورية – الإيرانية، والمتشيعة لحزب الله، ولفريق 8 آذار اللبناني، هل كنتَ ستحسب الثورة الشعبية السورية على الدكتاتورية السورية مؤامرة؟! لقد أصبت إصابة كبيرة، وحكيمة، وعاقلة، حين قلتَ: "لا فائدةَ من العنف. نسوق هذا إلى السلطة في سوريا، التي قد تكون نُصحت، تحت ستار الحرص عليها، بأن لا تضعف أمام المتمرّدين بل أن تبطش. قد يستقرّ الأمر للنظام عن طريق العنف، ولكن المقام سيكون على الجماجم، لا بين المواطنين. وبين أمواج الاستسلام والضغينة، لا على الرحب والسعة." وختمت مقالك بما بدأنا به مقالنا، وبما قاله عنوان مقالنا، وقلتَ لنا كلمة الشاعر الثوري الحق: "كان الناس يخافون من السلطة، وباتت السلطة تخاف من الناس. وها هي تريد العودة إلى بسط هيبة رعبها على الناس، كأنه لم يكن هناك ]ربيع دمشق[ ولا وعود لبشّار الأسد. لا يستطيع نظام بشّار أن يظلّ وحده واقفاً في العالم على هذا النمط، وقد تساقطت جميع الأنظمة الفرديّة، والعائليّة، في الشرق والغرب. "
سلام عليك.
وسلام على الثوار السوريين الأحرار.



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسئلة المستقبل المصري بعد ثورة 25 يناير
- الثورات والمفكرون والحريات
- ليبيا: من ثورة بيضاء الى حرب دموية!
- ما مستقبل الديمقراطية في مصر؟
- عسل الدكتاتوريات المُرّ!
- الدكتاتوريون الكاريكاتوريون
- الإعلام المصري قبل وبعد 25 يناير
- في التحليل النفسي لظاهرة شباب الثورة
- ضباع الدكتاتورية والفساد في سوريا والعراق
- متى؟ وكيف؟ ولماذا تندلع الثورات؟
- ما ضرورة الدولة -السلطوية- المستنيرة؟
- التنوير الفكري في الحالة العربية
- الشاويش صالح: الى الخلف دُرْ!
- سوريا -بيضة قبّان- الثورة العربية
- لا هوان لمصر في يوم الامتحان
- لماذا يتعفف الإخوان حتى الآن عن الحكم؟
- نيرون الألفية الثالثة يتحدى العالم!
- مقتل الثورة الليبية في البيت الأبيض
- شاكر النابلسي في حوار مفتوح حول: انفجار البراكين العربية
- عن جذور التنوير الفكري والديمقراطية


المزيد.....




- طائرة شحن من طراز بوينغ تهبط بدون عجلات أمامية في اسطنبول.. ...
- يساهم في الأمن الغذائي.. لماذا أنشأت السعودية وحدة مختصة للا ...
- الإمارات تعلن وفاة الشيخ هزاع بن سلطان آل نهيان
- داخلية العراق توضح سبب قتل أب لعائلته بالكامل 12 فردا ثم انت ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن بدء عملية في حي الزيتون وسط غزة (فيديو ...
- روبرت كينيدي: دودة طفيلية أكلت جزءا من دماغي
- وفاة شيخ إماراتي من آل نهيان
- انطلاق العرض العسكري.. روسيا تحيي الذكرى الـ79 للنصر على الن ...
- إسرائيل تستهدف أحد الأبنية في ريف دمشق الليلة الماضية
- السلطات السعودية تعلن عقوبة من يضبط دون تصريح للحج


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - عندما ترتدي الدكتاتورية جلود الحملان وتستعطف!