أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - زينب رشيد - القاتل..سني في البحرين وعلوي في سوريا















المزيد.....

القاتل..سني في البحرين وعلوي في سوريا


زينب رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 3351 - 2011 / 4 / 30 - 10:05
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بمثالية أفلاطونية قاتلة، وليس من نتائجها إلا قتل صاحبها وقتل ما تبقى من الشعب السوري، يحاول الشعب السوري ما أمكن عدم التلفظ بمسمى "علوي" اطلاقا، خوفا من الصاق تهمة الطائفية بثورتهم البيضاء السلمية الرائعة التي تعبر الى أسبوعها السابع اليوم بمزيد من الصمود والاصرار على نيل حقوقهم في القضاء على النظام العائلي الطائفي الديكتاتوري المجرم الذي أباد الى اليوم حوالي سبعمائة من أحرار سوريا متجاوزا بذلك اجرام من سبقوه من الطغاة البائدين الراحلين وغيرهم ممن يعدهم شعبهم بالرحيل القريب، ومنسوب القمع الدموي الكبير الذي مارسه نظام الأسد الابن كنت قد توقعته في أكثر من مقال وحتى قبل اندلاع شرارة ثورة الحرية والكرامة.

في المقابل فان النظام العائلي السوري مارس الطائفية في كل مناحي الحياة السورية، بشكل واضح وفاضح، عاش تفاصيله كل الشعب السوري على مدى أربعين عاما، فقادة الجيش الكبار جلهم ان لم يكونوا كلهم من الطائفة العلوية، وقادة فروع الأمن السياسي تحديدا كلهم من الطائفة العلوية، ورؤساء بقية الأجهزة الأمنية الكثيرة والمتنوعة والتي يصعب تعدادها وتسميتها كلهم من الطائفة العلوية، وان وجد غير علوي هنا أو هناك فان قيمته لا تعدو كونها مثل قيمة نائب الرئيس فاروق الشرع ابن مدينة درعا المحاصرة والذي لم يتمكن أمام كل تلك المجازر التي ارتكبت بحق أبناء شعبه عموما وأبناء مدينته درعا خصوصا، إلا من قول بضع كلمات مؤكدا ان رئيسه سيرضي جميع الاطراف في خطابه أمام مجلس المنافقين، فما كان من رأس هذا النظام إلا أن ضحك وضحك وضحك في استهزاء صارخ بالدماء التي سالت، وما كان من مجلسه غير الموقر إلا التصفيق والتطبيل والهتاف باسمه والادعاء بأن الوطن العربي لا يتسع لمواهب الديكتاتور وانه يستحق أن يقود العالم كله.

في كل فرع أمني علوي له كلمة الفصل وله الأمر والنهي في ذاك الفرع، وفي كل مؤسسة علوي يصل نفوذه الى حد الشراكة في تلك المؤسسات الحكومية، وفي كل دائرة علوي لا تمر معاملة إلا بأمره، وفي كل مشروع اقتصادي حكومي وخاص هناك علوي يشارك الحكومة بأكثر من النصف في مشاريعها ويشارك الأفراد بأكثر من ثلاثة أرباع مدخولهم.

في كل محافظة هناك العديد من "الكانتونات" العلوية أو بلغة أبناء عمومتنا اليهود "غيتو" لا يسمح بدخوله والسكن فيه إلا لعلوي، وعلوي موال بالتحديد، وتلك الكانتونات معروفة في كل المحافظات باسم مساكن الضباط، وهي بعبارة أخرى "مخازن قتلة ومجرمين"، ومنها تحديدا أطلقت النيران باتجاه مسيرات أبناء درعا الذين توجهوا من كل قراها بالأمس في محاولة لرفع الحصار الذي لا وجه شبه اطلاقا من حيث القسوة والفظاعة مع الحصار الاسرائيلي لقطاع غزة، وكنت قد كتبت مقالا بعنوان عن سوريا وحاجتها الملحة لأساطيل الحرية قبل حوالي العام وذكرت فيه قبل أن تتعرض سوريا لما تتعرض له اليوم من حرب ابادة بكل معنى الكلمة أن يتوجه العالم بأساطيل حرية الى سوريا عوضا أن يتجه العالم ومعه سوريا بأساطيل الحرية الى غزة، وأكدت في تلك الفترة وليس الأن أنه مع كل الحصار المضروب على غزة فان الأحوال الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية وحريات الناس هي في غزة أفضل كثيرا مما هو موجود في سوريا، على الأقل لغاية وصول حلفاء النظام السوري في حركة "حماس" الى موقع التحكم في الناس هناك عبر انقلابهم الدموي الأسود.

وفي حرب الابادة المستمرة حاليا ضد الشعب السوري، فان العلويين وحتى يميزوا أنفسهم عن البقية من العسكريين ورجال الأمن المتواجدين اجباريا في ميادين التظاهرات، فقد ربطوا على سواعدهم شارات بلون مشترك تعطيهم ضوءا أخضرا أن يمعنوا في البقية، جيشا وشعبا ورجال أمن من غير طائفتهم قتلا واغتيالا، للشعب في رؤوسه وصدوره وللجيش والأمن في ظهورهم، وقد فعلوها حتى بدون أن يرفض الجندي أو رجل الأمن المختلف أن يطلق النار وبتعليمات من قياداتهم الميدانية وهي كلها علوية تلقت التعليمات بدورها من رأس الدولة وأخيه وعائلته وصهره، فقط ليثبت روايته الكاذبة بوجود مجموعات مسلحة وانها تطلق النار على الجنود ورجال الأمن وتقتلهم.

أبناء الشعب السوري يعرفون كل ما ذكرت وأكثر منه بكثير ولكن لا أعلم لماذا يتشبثون بتلك المثالية القاتلة التي ان استمرت ستودي بهم جميعا، من خلال اصرارهم على عدم ذكر القاتل بالاسم الطائفي له، فقد أثبتوا بما لا يدع مجالا للشك بأن ثورتهم هي ضد الظلم والطغيان ومن أجل الحرية، وهي ضد من يسيطر على السلطة ويغتصبها ويمارس أبشع صنوف القتل والتعذيب والقهر والتجويع بحقهم سواء كان علويا أم غيره، فالطغيان والديكتاتورية لا دين ولا مذهب ولا طائفة ولا قومية لهما.

ان ذكر السوري لمذهب قاتله لا يعتبر نقيصة ولا وصمة طائفية بحقه، ولكن هو كذلك بحق القاتل الذي جًيش طائفته لتتحول لجيش من رجال الأمن والمخابرات تستبيح أرواح السوريين وحرماتهم من كل الطوائف، وهنا لا يمكن لأي سوري أن يكون علويا أكثر من العلوي ذاته، لأن الجميع رأى وسمع المعارض السوري "العلوي" السيد وحيد صقر الذي يلاقي احتراما واسعا في الشارع السوري وهو يقول ان عشرين بالمائة من أبناء الطائفة العلوية قد استفادوا من النظام الطائفي، وهؤلاء العشرين بالمائة هم حوالي ثلاثمائة ألف، هم كل القتلة والمجرمين من منتسبي الأمن والمخابرات والحرس الجمهوري وهؤلاء الذين يقطنون في الكانتونات الطائفية ومعهم هؤلاء الذين يشدون على أذرعهم شارات موحدة الذين يفتكون اليوم بالجيش قبل الشعب في سوريا.

ليس كل مسلم ارهابي ولكن كل ارهابي مسلم إلا فيما ندر، هذه قاعدة تنطبق على أبناء الطائفة العلوية في سوريا، فليس كل علوي قاتل للشعب والجيش، ولكن كل القتلة هم علويون بالضرورة إلا فيما ندر، وهنا فانني أطالب الثمانون بالمئة من الطائفة العلوية الذين ينتمي اليهم عارف دليلة وغيره من خيرة أحرار سوريا الى التبرؤ العلني اليوم قبل الغد من أفعال القلة القليلة من أبناء طائفتهم.

سيقفز الكثيرون بوجهي وسيتهمونني بالطائفية والمذهبية وردي المسبق عليهم هو أن يقرأوا ما كتبت بخصوص ثورة أهل البحرين وقبله عن معاناة الشعب العراقي في ظل وبعد الخلاص من الطاغية البائد صدام حسين، حين لم أتردد أن أذكر القاتل في كلا الحالتين بأنه "سني" مدعوم من سني، ولدافع طائفي بغيض تم تجييش الجيوش السنية والوهابية ضد الشعب البحريني في سبيل اخماد جذوة ثورة شعبه التي وان خمدت الان فانها قابلة للاشتعال في كل لحظة، ومحاولة منهم لاعادة عقارب الساعة الى الوراء في العراق حيث لا يمكن أن تعود، اضافة لذلك فان لا طائفة لي إلا الانسان وكرامته و لا دين لي إلا الانسانية التي تسمو بنا جميعا في هذا العالم فوق الدين وشروره.

في كل الحالات سينتصر الشعب السوري على جلاديه، سواء ذكرهم بالاسم أم لم يفعل، ولكنه ان فعل فانه سيشكل عامل ضغط على الغالبية غير المستفيدة من العلويين وهم مقهورين وعانوا ماعاناه بقية أبناء الشعب السوري من باقي الطوائف والمذاهب والأديان باتجاه التبرؤ من جرائم النظام المتلفح بالطائفة ومعه كل أذنابه، وسيرفع الغطاء عنهم باتجاه تعريتهم وفضحهم مما يسهل على الشعب التخلص منهم ويوفر كثيرا من الدماء في طريق الحصول على حريته وبناء دولته المدنية الديمقراطية التي ستتسع لجميع أبناء الوطن دون أن يكون لطائفة دون غيرها حق السيطرة على كل المناصب الأمنية والعسكرية والاقتصادية، أو يسمح لأبناءها بانشاء كانتونات طائفية لا غرض لها إلا الاشارة للجميع بأن أسيادكم هنا يقطنون فلا تقتربون.

الى اللقاء



#زينب_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا بعد الأسد
- درعا تُنحر يا أمة بلا غيرة
- لأنهم شيعة
- الله..مع الطغاة أم مع الشعوب؟
- أيها الشيعة..لا يحق لكم أن تثوروا على الطغاة
- الكنيسة والأزهر وجهان لعملة واحدة رديئة
- حرية الشعب المصري أغلى من القدس
- إلا سوريا
- لا أحد يراسل الديكتاتور إلا السيد عباس
- هي أكثر من ثورة خبز فلا تهينوها
- متى سيعود الاسلام الى موطنه الأول؟
- ميلاد مجيد وعيد سعيد ولو كره المسلمون
- المسيحيون وممتلكاتهم أضاحي لعيد الأضحى
- دفاعا عن الله
- أين حملة كاميرون أطلق الأمير سعود؟
- هنيئا للتمدن بجائزة الحوار المتمدن
- اوباما..لا تطلق حميدان
- الأصل في الاسلام هو العنف
- لا يحدث إلا في ديار الاسلام
- نعم أنا فلسطينية


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - زينب رشيد - القاتل..سني في البحرين وعلوي في سوريا