أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - خليل زينل - حصرايل تستقبل فـرج اللـه الحـلو بالوفاء















المزيد.....

حصرايل تستقبل فـرج اللـه الحـلو بالوفاء


خليل زينل

الحوار المتمدن-العدد: 999 - 2004 / 10 / 27 - 11:04
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


فى ذلك الزمن المبكر انجبت ضيعة حصرايل قديس المحرومين ورسولها اللبناني الى محيطه العربي وللعالم بأسره .. حصرايل الضيعة ، الارض ، الام تفتخر بأبنها البارمن خلال استقبال الوفود والحشود .. ضيعة حصرايل فى قضاء جبيل تبعد عن بيروت حوالي 40 كم بأتجاه الشمال . والصيف فى ختامه وفى يوم مشمس تستقبل حصرايل زهواً وفخراً كل هذه الحشود .. قوافل السيارات والباصات من كل الارض اللبنانية .. وفوداً من دول صديقة اتت لتشارك السنديانة الحمراء عيدها الثمانون .. ثمانون عاماً من النضال تعددت اشكاله وتحقق الكثير وبقت مهاماً غير منجزة والحياة تفرز متطلباتها وحزب فرج الله الحلو - مع الآخرين – يتصدون لها .

قوافل السيارات تنهمر على حصرايل وقد رتب الحزب 200 باص ومثيله سيارات الفان عدى السيارات الخاصة .. قوافل السيارات والباصات توشحت بعلم الحزب الشيوعي اللبناني والمقتبس من العلم اللبناني .. أعلام لبنان على كل باص من الجهتين وكذلك أعلام الحزب ولا فرق بينهما في العدد واللون عدى اضافة المنجل والمطرقة على علم الحزب .. يافطات كثيرة وكبيرة فى استقبال المدعوين .. الاذاعة الداخلية لمهرجان فرج الله الحلو تنقل التعليقات والتعليمات .. اغاني مارسيل خليفة الوطنية وفرقة الميادين تصدح " فى البال اغنية" ، اذاعة صوت الشعب اللبناني صوت الحزب الاعلامي تذيع على الهواء مباشرة و من موقع المهرجان موجز نشرة الاخبار يتصدرها الخبر التالي :" فى مهرجان جماهيري حاشد ازاحة الستار عن نصب فرج الله الحلو في ضيعة حصرايل . الفنان خالد الهبر يصدح عبر الاذاعة الداخلية والوفود تترجل من الباصات وهي تسمع " فالتسمع كل الدنيا فالتسمع ، نجوع ونتوجع لكن لن نركع.. للقوة والفانتوم والمدفع .. سأظل اكتب اكتب اكتب .. فى كل مكان .. فى القدس العربية .. فى غزة والجولان " .

من ساحة الضيعة بدأ مشوار المشي للتعرف على تفاصيلها وتضاريسها وقد عجت بآلاف البشر اينما وليت الادبار . ضيعة حصرايل الشامخة والهادئة تنام على سفح من اشجار الكروم والعنب والزيتون ، الخضرة والاحراش تكسي السفوح الجبلية والشبيبة تشارك بهمة فى تنظيم الموكب والحشود .. الصبايا يحملن الاعلام الصغيرة والورود الحمراء وهن يرحبن بالحضور .. الشباب ينظمون حركة السيارات المدنية ويساعدون قوات الامن والدرك المتواجدة بكثافة للحماية ، صوت الموسيقى ونبرة الاغاني العالية تصدح فى طرقات البلدة وازقتها وقد رتبت مقاهي متنقلة لتقديم الوجبات اللبناينة التقليدية والسريعة كالمعجنات ..

حصرايل قرية وطنية وادعة فى احضان الجبل ، تطل وتنظر للبحر من بعيد " شايف البحر شو بعيدين .. بُعد البحر بحبك .. شايف السما شو بعيدين .. بُعد السما بحبك " ، ومن الجهة الاخرى تحاذيها ضيعة عمشيت ، الضيعة الوطنية الاخرى التى انجبت الفنان مارسيل خليفة. اجراس الكنيسة تدق فى العاشرة صباحاً وتتداخل مع الحان واغاني المقاومة .. تراتيل الكنيسة وترانيم المقاومة صوت واحد للبنان الوطن الواحد .. قوات الجيش تجوب طرقات الضيعة .. يافطات كبيرة .. يافطات متعددة للحزب ترحب بالجميع ويافطة الكنيسة ترحب وتقول " السلام عليك يامريم " وصوت القديس فى باحة الكنيسة فى تراتيله المقدسة يطلب السلام للجميع فى آية غفرانية ..

مازالت وفود السيارات تتوافد والاطفال يطلون فرحين من شبابيكها وسقوفها وهم يلوحون بالاعلام الحمراء وصرخة ثائر تطرب الآذان بتوقيع وهدير الميادين .. تحت شجرتين كبيرتين ضللت باحة المهرجان انتصب نصب برونزي كبير للشهيد بأرتفاع مترين مع قاعدة تمت ترميمها بعد ان قامت القوات الانعزالية بتفجير النصب ودفنه فترة سيطرتهم على الضيعة ابان الحرب الاهلية " فى البال اغنية يا اخت عن بلدي .. رأيت جسمك محمولاً وشماً على جسدي " هكذا يستذكرون فرج الله الحلو حين اذاب الفاشيون جسده فى التيزاب حيث ذاب جسده واصبح وشماً على جبين لبنان ومحبيه ..

آلاف البشر ( حوالي خمسة عشرة الف حسب تقديرات اذاعة صوت الشعب ) تكتض بهم موقع المهرجان .. الاشجار تلونت حمراء من كثرة الاعلام .. السماء الصافية اضحت غيوماً حمراء تعانق اعلام الحزب والوطن .. الشبيبة تسلقت الاشجار .. الشبيبة تصدح فى صوت جهوري وبلكنتها الخاصة اللازمة التاريخية :
" مابدوم مابدوم .. غير المنجل والادوم ( الجدوم )" .. البطل انور ياسين والمحرر للتو من السجون الاسرائيلية ينتشر ويتوزع وسط الحشود البشرية قبلاتاً واحضاناً والكل يحرص على اخذ صورة فوتوغرافية مع هذا الشاب البطل .. فجاة فرقة الطريق العراقية و بصوت شوقية تصدح فرحاً وبلحن الذكرى الخمسين : " يارفاق الفكر والدرب انتظموا .. احنه وانتو درب فرج الله الحلو / شموعة الخمسين تضوي بالطريق .. كل مناضل نجمة بالمعمل عمل ، كل شهيد بقلبه لينين وفهد / درب كل الكادحين ودرب كل الثائرين .. احنه وياكم والفرحة صوت فرج الله الحلو ".

ها هو صوت الفرج يأتي هديراً من الشمال والجنوب .. من معتقل الانصار الى معتقل الخيام وبصمات لولا عبود ، سهى بشارة وعشرات من النجمات يرددن على درب كل الثائرين صوت فرج الله الحلو وهو يناديكم :
" اناديكم واشدُ على اياديكم / وابوس الارض تحت نعالكم / واقول افديكم " كصرخة ثائر .. صرخة محمود درويش وآلام شعبه الابي آتٍ آتٍ . الدكتورة ندى فرج الله الحلو استاذة الفن التشيكلي في الجامعة اللبنانية واصغر كريمات القائد الشهيد وفي حضور العائلة جميعها تلقى كلمة اسرة الشهيد في ختام المهرجان الخطابي وقد تحول بيت الشهيد في الضيعة مقابل ساحة المهرجان الى متحف نضالي يوثق ويدون التاريخ الكفاحي للحزب الذي بدأ يسنن ثانية وبأسنان كبيرة وبعكس ماتمناه الاعداء بأنه حزب قد شاخ بل هو حزب شاب على درب التضحيات من اجل تحرير لبنان ووحدته ارضاً وشعباً ..

رحلة العودة وقافلة الباصات الى بيروت تتزين بأعلام الحزب والوطن .. بوسترات الذكرى الثمانون لتأسيس الحزب الشيوعي اللبناني تتزين بها كل السيارات .. قبعات الشبيبة وشالات الصبايا ومناديلهن المعقودة حول الرقاب والايادي تشير كلها الى الذكرى الثمانون .. عند تلاقي السيارات على الطرقات ترى قبضات الشباب مرفوعة بمثابة تحية وسلام .. اطراف بيروت هلت وقافلة السيارات بدأت الافتراق ولكن الاغاني لم تتوقف فى الباصات رغم بقايا وآثار الحرب الاهلية على بعض الجدران وفي بعض النفوس شاهدة على مأساة الحرب وبشاعتها ولكن الامل في الجيل الجديد والاطفال الواعدون سمر وريما وعائلاتهم .

والقافلة عائدة الى بيرت الحمرا .. الامل والامنيات يراود الجميع فى ان يرجع حزب فرج الله الحلو يحتضن الجميع بأفكاره الجديدة والتجديدية وهو السباق فى ذلك واللازمة التاريخية تكمل اللحن الشجي حتى النهاية :
" مابيدوم مابيدوم .. غير حزب فرج الله الحلو " .



خليـــل زينـــل - البحـــــرين
20/10/2004م



#خليل_زينل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين ثورات العراق الوطنية و تسليم السلطة المطلوب : كنس الدكتا ...
- المنـــــبر يحتفي بعمالــــه في عيدهــــــم
- شــــموخ كالنخـــل .. شــــموع كالنحـــل - الجزء الاول
- كتابة على صفحات الطفولة
- للشهادة طعم الحياة - مهداة الى روح الدكتور هاشم العلوي في ذك ...
- شــــذرات من عالم المال والكوبونات .. بمناسـبـة عيد الاضحى
- فى ذكري على مدان
- لك الله يا جار الله
- أحفــاد فهــــد
- المصرفــيين يحـتـفـون بالمصرفـيون
- القراءة فضاء المعرفة .. نضج التجربة
- أخضركالنعناع أحمركالتفاح ُمزهر رغم الجراح
- البصرة جنة البستان
- نهاية رجل جبان
- العـوينــاتي ســـعيداً
- مجداً لك يا عازف الساكسيفون
- جعفر حسن يغني في البحريـن
- سعد محمود جواد وايماءات العود العراقي
- الخطاب القوماني ومسالك الانسداد الدكتاتوري


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - خليل زينل - حصرايل تستقبل فـرج اللـه الحـلو بالوفاء