أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل الامين - لماذا كان د.جون قرنق وحدويا؟!














المزيد.....

لماذا كان د.جون قرنق وحدويا؟!


عادل الامين


الحوار المتمدن-العدد: 3348 - 2011 / 4 / 27 - 14:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل الدكتور جون قرنق مفكر جنوبي ام سوداني ام عالم ثالثي؟...اذا قلنا العالم الثالث المازوم في جدلية التوزيع العادل للسلطة والثروة وازمة الحكم بين المركز والهامش والتي انفجرت اليوم في ثورات الفيس البوك في العالم الثالث العربي..الذى لم يعرف الدولة المدنية والديموقراطية وظل اسير فجر كاذب تم تصديره من الجارة مصر الي العالم العربي في شكل خطاب غوغائي لا يسمن ولا يغني من جوع..ولا زال انقلاب عبدالناصر على الملكية والديموقراطية معا ودخول مصر والعالم العربي النفق المظلم للانظمة الشمولية..الذى هيمن على نصف الكوكب المتاثر بالثورة الشيوعية والماركسية التي اضحت كالقطة التي اكلت بنيها
عندما نال السودان استقلاله سنة 1956 ربط نفسه بقاطرة الشرق الاوسط المعطوبة والمشاريع المستوردة من الخارج واوهام الدولة الدينية العروب اسلامية...واضحينا ننتقل بين حكم شمولي وديموقراطية زائفة عبر انتفاضات متكررة 1964 و1985 لا تراوح مكانها ولا تعيد نفس انتاج الوعي المستلب بل نفس الاشخاص
هل كان السودان فراغ او بقعة جغرافية تقع جنوب خط22 وظل باهت او حقل تجارب للاخرين ام كان هناك حضارة عمرها سبعة الف عام وملوك كوش العظماء تراهاقا وبعانخي واركماني...واعلام فكر سوداني معاصر من امثال محمود محمد طه وابراهيم بدري والدكتور جون قرنق
عندما طرح محمود محمد طه مشروع الدولة المدنية الفدرالية الديموقراطية في السودان في بواكير الاستقلال وفقا لاساس فكري صلب قائم على الهوية السودانية كان نصف العالم من عجم وعرب غارق في شمولية النظام العالمي القديم والصراع بين المعسكر الديموقراطي الراسمالي والمعسكر الاشتراكي الشمولي..وعجز المعسكران حتى الان على حل معضلة"حاجة الانسان للحرية المطلقة وحاجة الجماعة للعدالة الاجتماعية"..وطرح افكاره في كتب موثقة واشرطة كاسيت حسب امكانيات ذلك الزمن...وطبعا قامت النخب السودانية المتعددة الاهواء بؤاد هذه الافكار السودانية واغتيال صاحبها سنة 1985 واستبدالها بما هو اسوا عبر عقود من الاستقلال
وفي عام 1983 جاء متسابق اخر في سباق الماسافات الطويلة السودانية ليحمل الراية ويواصل مشروع صناعة الدولة السودانية الحقيقية...وكان مشروع السودان الجديد الذى جسدته كلمات جون قرنق البسيطة"ما تسالوني عايز احرر السودانيين من منو ؟!..اسالوني عايز تحرر السودانيين من شنو!!" رغم بساطة هذه الكلمات الا انها ظلت عصية الفهم لاهل السودان القديم الذين ولغت في عقلوهم ايدولجياتهم التي جاءو بها من البلاد التي بعثو اليها...ورفعو شعار "يا شعيب لا نفقه كثيرا مما تقول"...واعلنو حرب ضروس على هذا المشروع عبر الديموقراطية المزعومة او ما يعرف بثورة الانقاذ وهي انقلاب قام به الاخوان المسلمين في السودان وتبناه الاخوان المسلمين عبر العالم واهلك الحرث والنسل وفشل تماما ووصل الحضيض بوجود عرابه حسن الترابي في السجن ورئيسه تحت تهديد المحكمة الجنائية الدولية..
كانت اتفاقية نيفاشا 2005-2011هو العمل الذكي الوحيد الذى ما رسته الانقاذ بعد سد مروي...ولكن للاسف ليس كل الانقاذيين اذكياء بالطبع..وخاصة بعد المفاصلة الاخيرة بين القصر والمنشية ..وانقسام الاخوان المسلمين الى ظل ذى ثلاث شعب المؤتمر الشعبي والمؤتمر الوطني والعدل والمساواة....وبرزت ازمة دارفور على السطح
يمتاز د.جون قرنق بالواقعية السياسية وعندما قال "بعد نيفاشا السودان القديم لن يرجع" رغم وفاته العاجلة صدق ما تنبا به فهو رجل ذكي وبارع في الديناميكا السياسية...لقد كانت نيفاشا طوق نجاة لانقاذ الانقاذ من فجر الاخوان المسلمين الكاذب وفرصة لانعتاق السودان من دائرة الشرق الاوسط الجهنمية والنظم الفاسدة والمستبدة والايدولجيات السقيمة...ولكنهم لم يحسنو ا قراتها جيدا...وظلوا في طغيانهم يعمهون حتى تهاوت العروش من حولهم...ولم تنجو حتى مصر المؤمنة..فهل كان جون قرنق عندما تحدث عن مشروع السودان الجديد ليس حده ملكال او خط22 بل كان يقول"من نمولي الى الاسكندرية" وانه سيكون نموذج لدول العالم الثالث...واليوم نرى مصر الجديدة وتونس الجديدة والعراق الجديد والبحرين الجديدة وثورة الفيس بوك والحرية والتجديد تسير
بعد فشل مشروع الاخوان المسلمين في السودان ووصوله القاع وعافته الفضائيات..وجاء الغنوشي ليذكرهم..هل من الاجدى المكابرة والاستعلاء الزائف والجلوس على راس الناس..ام التواضع ومراجعة النفس..وهل عرفنا الان لماذا كان جون قرنق وحدويا....الاجابة بسيطة...لان امتداد مشروع السودان الجديد شمالا عبر اتفاقية نيفاشا والتصويت للوحدة كان سيشكل درع واقي لابناء الجنوب ليقفوا على اقدامهم دون معاناة من الشريك الذى لا يؤمن بوائقه والتى بدات من الان وقبل ترتيبات الانفصال..لقوة وجود ابناء الجنوب في المركز وهنا كانت براعة د.قرنق...ولكن للاسف الكثير من الانفصاليين الجنوبيين لما يقراوا الواقع قراءة جيدة وكما قال الفيتوري(ذهب المضطر نحاس)...واثروا الانعتاق من المركز دون استبصار لمآلات ذلك
ماذا بقي لنا في الشمال لنراهن عليه الان...المشروع الذى فشل بشهادة الدكاترة الاجلاء من منتسبيه...ام احزاب السودان القديم التي في متاهتها...ام ننتظر قطاع الشمال القوى....ليبلور لنا مشروع يناسب المرحلة ويعيد روح قرنق المثابرة في تخطي الجبال كما كان يقول دائما"كلما تخطينا تل برز تل اخر"..
ختاما قد يقتنع اهل الشرق الاوسط بما جادت به الشقيقة مصر وهو مشروع الاخوان المسلمين كبديل للنظم الحاكمة ولكن نحن في السودان...لسنا بحاجة لاعادة تدوير افكار مدمرة مرة اخرى ودولة دينية مزيفة....مستقبلنا فقط في مشروع السودان الجديد والدولة المدنية الفدرالية الديموقراطية التي دعا لها محمود محمد طه ووضع لها اطارها الفكري .. ووضع لها اطاراها الدينامكي دكتور جون قرنق(اتفاقية نيفاشا 2005-2011)...وعندما قال جون قرن "اني امثل الاغلبية" فقط صدق....فقط كان عليه ان يكمل الجملة للاذكياء من ابناء شعبنا ويقول"ان فقهوا"...



#عادل_الامين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موت الدولة المركزية
- انتخابات جنوب كردفان وافاق التغيير
- شاهدواالفكرة....وفناؤها
- مصر والسودان وافاق التنمية البشرية
- ثورات الفيس بوك....وكسل السودانيين
- هل ما يحدث تغيير ام اعادة تدوير؟!
- الاخوان المسلمين والديموقراطية
- هكذا تكلم د.جون قرنق
- الرسماليون الاسلاميون
- محاضرات سودانية:الشريعة والدستور
- الحالة الليبية
- سيرة المفكر السوداني الراحل محمود محمد طه
- الاخوان المسلمين والدستور
- الرجل التونسي الشجاع
- الثورة واشكاليات التغيير في مصر والسودان
- اوراق عمل سودانية:استفتاء جنوب السودان 2011 ومآلاته
- مجموعة قصصية:الامام الاخضر
- تونس الحمراء
- انهم ياتون عند الفجر
- مصر والانتخابات والاخوان المسلمين


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل الامين - لماذا كان د.جون قرنق وحدويا؟!