أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - توفيق حميد كاطع - دور الأذاعات الموجهه في السياسه الخارجيه - سوا نموذجا -















المزيد.....


دور الأذاعات الموجهه في السياسه الخارجيه - سوا نموذجا -


توفيق حميد كاطع

الحوار المتمدن-العدد: 3337 - 2011 / 4 / 15 - 12:02
المحور: الصحافة والاعلام
    


دور الاذاعات الموجهه في السياسات الخارجيه - سوا نموذجا -

توفيق الســــعد

المقدمه:

تعتبر وسائل الاعلام من ابرز ادوات تنفيذ السياسه الخارجيه لاي دوله واكثرها تاثيرا حتى من الوسائل الدبلوماسيه والاقتصاديه والعسكريه. ومنذ نشاة هذه الوسائل والاذاعة خصوصا و مع القفزات التطوريه الهائله التي شهدتها وسائل الاتصال الجماهيري وامكانيه وصول وتأثر العالم باي معلومه او خبر اوحدث يمكن ان يحصل في العالم بسرعه قياسيه,لذا اولت معضم الدول وخصوصا الكبرى منها –والتي لها مشروعات- اواهتمات خارج حدودها,اولت الاهتمام الاكبر بالدعايه التي اصبحت الان من الادوات الحيويه في الدبلوماسه لتسخيرها على المستوى الدولي للترويج لسياستها,والدعوه لمذاهبها الفكريه.

وقد عملت الولايات المتحده الامريكيه وضمن سياستها الخارجيه في قيادة العالم –الاحادي القطبيه-بمفاهيم العولمه المؤيده من اغلب دول الغرب (بمجالاتها السياسيه والاقتصاديه بانسيابيه البضائع والسلع,وتقويض سلطه الدوله عليها, وتقافيا بنشر قيم الديمقراطيه وحقوق الانسان) كأهداف معلنه على اقل تقدير. وفي محاولة منها لكسب الرأي العام العربي والتأثير على النضام العراقي..وبعد تحول المنطقه العربيه لساحة حرب اعلاميه, وبعد تسيد قتاة الجزيره الفضائيه في نقل اخبار المعارك في افغانستان ,ماحدى بها لايجاد لجنه اعلاميه تحاول مواجهه قناة الجزيره,بالاضافه الى مركز للتأثير الاعلامي الخاص بوزارة الدفاع (البنتاكون),الذي ارادت منه ان يكون وسيله لتمرير التقارير والرسائل الاعلاميه التي تشرح وجهه النضر الامريكيه,.
عملت على استبدال او اجتزاء جزء من اذاعة (صوت امريكا) الذي فشل-لرسميته وارتباطه المعلن بالاداره الامريكيه الذي فرض عليه نمطا من الاداء المهني الرسمي ,فشل في ان يحسن من صورة امريكا في اذهان جمهورها المستهدف ( العربي والمسلم).وتاسيس اذاعه (سوا) موضوع ورقتنا البحثيه. التي سنتطرق الى نشأتها و اهميتها كاحد الادوات الفعاله في القيم الاصيله في المجتمع العربي.نشر السياسه الخارجيه للاداره الامريكيه كاحد اركان الفكر العولمي الجديد –بعد احداث 11-سبتمبر-وعلاقته بمحركات التغيير الاخرى (الاقتصادي ,والثقافي لتعمميم قيم الديمقراطيه وحقوق الانسان,) وتحديد فئه جمهورها المستهدف من الشباب تحديدا ودراسه تفضيلاته ومحاولة التخطيط الستراتيجي وتصمصم البرامج وفق نتائج هذه الدراسه لتحقق اكبر قدر ممكن من التاثير لهذه الفئه العمريه التي تشكل الارضيه الخصبه لاعمده التغيير المجتمعي.
كما سنتعرض لاسلوبها في الخطاب واستخدامها للهجات العربيه , واختيار العاملين فيها , والموضوعات وعلاقتها باحتياجات الشباب العربي بما يلائم التوجه الفكري العولمي المتبنى امريكيا,ومحاولات اقصاء الهويات الاخرى .

أهمية الموضوع


يكتسب موضوع الاذاعات الموجهه,-واذاعة سوا-موضوع ورقتنا البحثي اهميته من الاستخدام الفعال والمؤثر لوسائل الاعلام والاذاعات الموجهه تحديدا كأدوات فعاله لتنفيذ السياسه الامريكيه الخارجيه,التي تقود العالم –الاحادي القطبيه-.ومحاولتها لتعميم نموذج القيم الغربيه واقصاء القيم الاخرى ,ونحن نعيش هذا الصراع الحضاري مع هذه الموجه العارمه التي يحاول اكتساح العالم بما تملك من امكانات ماليه وقوه عسكريه وامتلاكها لناصية التقدم العلمي الهائل المتمثل بالطفرات التكنلوجيه والانفجار المعرفي والاتصال واحتكارها لمصادر تدفق المعلومات,والسؤالا الاهم :بدلا من ندب الحضوض والتشيث بنضريه المؤامره ماذا اعددنا كعرب ومسلمين لتحصين مجتمعنا وقيمه التي ندافع عنها كمكون رئيسي لهويتنا من خطر الغزو القيمي الذي يحاول اقصاءنا من الخارطه الحضاريه كما ندعي,وماذا اعددنا من قوه لنمط خطابنا الاعلامي دولياللتاثير في الاخر الذي امتلك كل شي وصورتنا لديه بهذه النمطيه والتخلف وحب الموت والحقد على كل ما هو مدني وحضاري ومتطور,كيف خططنا للاستفاده من هذه التطورات العلميه والتكنلوجيه وخصوصا في وسائل الاعلام الجماهيريه وما يمكن ان توفره من سرعة وصول المعلومات والمساحات اللامحدوده لنشرقيمنا وافكارنا وكيفيه تشكيل صوره ذهنيه بغية ايصالها عبر الحدود ونحن بهذا الوضع السياسي المتشرذم على الرغم من الامكانيات الماليه والثروات الطبيعيه القابعه تحت الارض ولا نعرف سوى استهلاكها,
ماذا اعددنا من دراسات لامكانيات هذه الوسائل وكيف دربنا كوادرنا البشريه الاعلاميه وكيف خططنا لانتاج برامج من شأنها ان تجذب المشاهد او المستمع عبر الحدود,
كيف نفكر في تفعيل العلاقه العضويه بين عوامل التغيير المجتمعي(السياسي والاقتصادي والثقافي)مع وسائل الاعلام الذي يؤهل منتوجنا الثقافي من الوصول والتأثير في الاخر ضمن مشروعنا الفكري والحضاري لو كان لنا ذلك.

نشأة إذاعه سوا

بعد تحول المنطقه العربيه لساحة حرب اعلاميه وفي محاولة امريكيه لكسب الرأي العام العربي, والتأثير على النظام العراقي,ومواجهة قناة الجزيره الفضائيه التي تسيدت في نقل اخبار المعارك في افغانستان, مما حدى بالاداره الامريكيه الى ايجاد لجنه اعلاميه لمواجهة رواية قناة الجزيره بالاضافه الى مركز للتأثير الاعلامي الخاص بوزارة الدفاع الامريكيه(البنتاكون) الذي ارادت منه ان يكون وسيله لتمرير التقارير الاعلاميه التي تشرح وجهة النضر الامريكيه لتحسين صورتها السلبيه في اذهان العرب والمسلمين,فأوصت اللجنه بمشروع اذاعه_سوا_الموجهه باللغه العربيه ورصدت له كلفه (30)مليون دولار,حيث بدأ البث في عام 2003 من الاراضي الامريكيه وبمكتبين تنفيذيين الاول في واشنطن والثاني في الامارات العربيه المتحده,لتبث برامجها لتصل الى ملايين المستمعين في الخليج العربي والعراق ومصر والسودان والاردن والاراضي الفلسطينيه المحتله, وبعدها المغرب العربي.
وهناك جملة اعتبارات يمكن اعتمادها كاساس لنشأة وانطلاقه اذاعة_سوا_الموجهه:الاول"هو الصوره الكريهه التي تكونت لدى المواطن العربي من سلوك الاداره الامريكيه اليمينيه المتطرفه والصهيونية التوجه(بمماهات سياستها وسياسة اسرائيل العنصريه).
الاعتبار الثاني:العجز الاعلامي الكبير الذي بدأت تستشعره الاداره الامريكيه(بطبيعه رسمية خطاب اذاعة صوت امريكا والسي ان ان) الذي فقد تأثيره ليس فقط ازاء القضيه الفلسطينيه وازاء نواياها في سوريا وايران او منطقة الخليج والعراق, بل ازاء المنضومه العقديه(الثقافيه والدينيه والاخلاقيه)وهو مايكن اعتباره الاعتبار الثالث:بتهيئه الرأي العربي لقبول النموذج الامريكي والتبشير بفضائله على واقع المواطن العربي ومستقبله بالاضافه الى تهيئه الراي العام العربي لدخول المنطقه العربيه عسكريا _الضروريه لمصالحه الحيويه_باحتلال العراق واسقاط نضامه السياسي.

الاهداف
----------
وعلى الرغم من ان بعض اعتبارات النشاه ممكن ان تنم عن بعض اهداف الاذاعه, وتبين بوضوح مدى ارتباط اذاعة سوى بالسياسه الخارجيه
الامريكيه وكيفيه استخدامها بهذه الفعاليه كاداة مهمه ذات تاثير كبير,مايعزز التفاعل الموضوعي بين وسائل الاعلام ومحركات التغير
المجتمعي(السياسي والاقتصادي والثقافي) .
وكما يشيرمدير مجلس الحكام لشؤون الارسال الامريكي"نورمان باكينز": (سيكون بامكان المستمعين الاطلاع على الحقيقه في ما يتعلق بامريكا وما تدافع عنه),
3
وعلى الرغم من الاهداف المعلنه لاذاعة سوا الموجهه على انها "للتواصل العربي –الغربي ,وما اشتقاق اسمها (سوا) اي (معا) يدل على خلق جسور التواصل... الا انه لايخفى على كل من يطلع اسباب نشأتها ,وطبيعة برامجها ,والفئات العمريه المستهدفه من مستمعيها مابين (20-30)سنه وعلى مدى الست سنوات الماضيه من تاريخ نشأتها حتى الان تشير الى ان هناك دلالات غير المعلن عنها, فمشاريع التواصل الثقافي والحضاري لا تكون عادة احاديه الجانب, ولا تتخذ من الاغاني والموسيقى وحدها كمنتج حضاري او فكري او ثقافي فهي ممكن ان تكون احد الجوانب فيه, كما تعمل اذاعة سوا في بثها ( لاغنيه عربيه وتليها اغنيه اجنبيه),
وما كان لاذاعة سوا من الدور المهم والفعال في تهيئه الرأي العام العربي الذي يعد من اساسيات تنفيذ برامج وخطط وتوجهات افكارالسياسه الخارجيه الامريكيه,قبل دخول القوات الامريكيه الى المنطقه واحتلال العراق بابعاده السياسيه والامنيه والاقتصاديه والتداعيات المترتبه عليه,
وما مقدار الاثر النفسي الذي تركته في نفس المواطن العربي في خلخلة منضومته القيميه وتغيير قناعاته باسباب وحجج واهيه كالدكتاتوريه وشمولية النضام او امتلاكه اسلحة الدمار الشامل وتهديده للسلم والامن الدوليين وتعاونه مع تنضيم القاعده الارهابي. والذي لم يثبت صحة اي منها حسب تصريحات المسؤولين الامريكان انفسهم.
وكذلك شعار الصدمه والترويع الذي كانت تروج له مع تغطيتها لتوافد الاساطيل العسكريه الى المنطقه مترادفة مع الوعود الورديه لمجتمع ما بعد التغيير والرفاهيه والانتعاش الاقتصادي في ضل الديمقراطيه وحقوق الانسان المرتقبه للشعب العراقي وتشكيل نضام نموذجي في المنطقه, والذي لم يجني من ثماره الشعب العراقي وبعد ست سنوات سوى القتل والتهجير وتهديم البنى التحتيه وازدياد البطاله وازدياد الخدمات سواء بنضام (ديمقراطية المحاصصه الطائفيه) لمكونات نسيج المجتمع العراقي.


لتخطيط لأذاعة سوا:

أذا كان التخطيط لوسائل الأعلام المحلية أمراً سهلاً بعض الشيء فأن الأمر مختلف تماماً فيما يخص الأذاعات الموجهة التي تعمل على المستوى الدولي .وبما أن أذاعة - سوا- أسست على هذا الأساس وضمن توصيات لجنة خاصة من الحكومة الأمريكية لضروف دولية خاصة بالمنطقة ولتوجيه السياسة الأمريكية الخارجية الجديدة بعد أحداث 11-سبتمبر وأحداث أفغانستان لذا أعتمدت مجموعة من الخبراء المختصون (سياسيون وأعلاميون وأقتصاديون وعلماء نفس وأجتماع) لتقديم جملة دراسات كلٌ في أختصاصه لتقديم قاعدة بيانات يمكن أعتمادها لنجاح أذاعة موجهة باللغة العربية من شأنها أن تهيء لتحقيق الهدف المنشود لتحسين صورة أمريكا في ذهنية العرب والمسلمين وتهيء الرأي العام العربي والعراقي لدخول القوات أمريكية وأحتلال العراق, فجاءت الدراسات غنية ومتنوعة بدأً من الجمهور العربي (أذواقهم وتفضيلاتهم في الأستماع) .. وطبيعة اللغة العربية واللهجات وأستخداماتها كمصطلحات ودلالات معانيها الرمزية . وكذلك تحديد القائمين بالاتصال و ضرورة أن يكونوا عرباًَ ومن جنسيات مختلفة , بالأضافة الى تحديد مضامين البرامج ,يومية وأسبوعية والمواصفات القياسية لأسلوب نشرات الأخبار, وقياسات طول الخبر زمنياً ... كما تؤكد على مراعات عناصر المنافسة للاذاعات الموجهه الاخرى السياسيه منها والتجاريه والدينيه الرسمية منها وغير الرسميه , مع مراعات عوامل الجذب للاذاعة الناجحه فنيا وجماهيريا وتسخير كل ما هو متاح وما سيتاح ماديا وبشريا ودراسات مستقبليه,والتقويم والقياس لطبيعة التأثير حسب المرحله الزمنيه, ومتغيرات السياسه الخارجيه , والاهداف المتحققه مع امكانية التحديث او التعديل تحقيقا لاتصال ناجح ومؤثر.

عناصر نجاح اذاعة سوا:

ان مقياس نجاح اية اذاعه هو مقدرتهاعلى النفاذ الى الجمهور المستهدف والتأثير فيه وفق خطط واهداف محدده ومخطط لها مسبقا.

اولا: ان التخطيط العلمي الذي يعتمد على الدراسات المسبقه .

عن مجمل عناصر العمليه الاتصاليه مع الاخذ بنضر الاعتبارطبيعة الجمهور المستهدف كونه جمهورا غريبا لا تربطه بالعاملين بالاذاعه روابط ثقافيه وفكريه ووجدانيه مشتركه.
وهو ما عملته اذاعه سوا والقائمون عليها حيث اولو اهتماما كبيرا لدراسة طبيعة جمهورهم المستهدف_العربي المسلم _ تفضيلاته وأنماط استماعه وطباعه وأعتبروه مفتاح النجاح لأذاعتهم حيث أختاروا فئه الشباب الذين تتراوح اعمارهم بين (20-30) سنه كجمهور مستهدف لان هذه الفئه العمريه من الشباب هي الاكثرحيويه وقدره على تقبل الافكار المستحدثه ,نضراً لضروف المجتمع العربي المتشرذم (السياسيه والاقتصاديه والاجتماعيه والثقافيه) الذي لاتؤهل لمشروع حضاري نهضوي ممكن ان يستوعب حيوية ونشاط الشباب العربي من اجل التحديث والتغيير, مما يجعل الشباب العربي يعيش في حالة (شبه ضياع) لهويته ووجوده, ويسهل تعرضه وتاثره بالافكار الحداثويه الوافده .. فالاطفال عادة غير فعالين
بحكم قدراتهم وامكاناتهم العمريه... والمرأه مغلوب على امرها وليست لها المساحه الكافيه
للفعاليه المطلوبه وهي تتصارع في معركة الوجود الخاسره, وكبار السن المحبطون المتكاسلون اللذين فقدوا حيوية وحماسة المساهمه في التغيير واستسلموا ليأسهم.... بالاضافه الى النقص
الكبير الذي تعانيه المؤوسسه الاعلاميه العربيه , والفرق الشاسع لما تقدمه الوسائل الغربيه من الكم الهائل من المعلومات عن الاحداث لاحتكارها وقربها من الاحداث التي عجزت الوسائل العربيه من الوصول اليها ,مما جعل الشباب العربي يتجه للتعرض لها اثر من سواها لتميزها وثراءها المعلوماتي ومهاراتها الفنيه والمهنيه الاحترافيه.
فكان تحديد وأختيار فئة الشباب العربي من اول عناصر نجاح اذاعة سوا حسب ما مخطط لها.

ثانيا: اختيار اللغه الملائمه

ومن عناصر نجاح الاذاعة الموجهه هو أختيار اللغه الملائمه حيث يعد من العوامل الهامه في تحديد الكم من أولاءك اللذين سوف يستمعون اليها , ومن ثم يتأثرون بها ,
وقد استطاعت اذاعة سوا ان تبث برامجها باللغة العربية الفصيحه وببعض اللهجات المحليه العربيه مما جعلها تتغلب على المشكلات التي يمكن ان تترتبعلى استخداماتها واللهجات من سوء فهم لبعض المصطلحات والمعاني الدلاليه للكلمات , وذلك باستخدامها القائمون بالاتصال من مذيعين ومعدي ومقدمي برامج من ابناء الدول التي تبث اليها ارسالها..ضمانا لتحقيق اكبر قدر من المشاركه الوجدانيه من الجمهور العربي المستهدف.

ثالثا:فترة الارسال واوقات البث
استطاع المخططون لاذاعة سوا بعد اجراء الدراسات اللازمه لقياس أفضل فترات الاستماع لدى الجمهور العربي المستهدف ,حيث أختاروا أفضل تلك الاوقات التي يمكن ان تبث رسائلها , مع مراعاتها لفرق التوقيتات مع منطقتنا العربيه,اخذين بالاعتبار بدأ وأنتهاء الارسال الاذاعي للخدمات المحليه والخدمات الاذاعيه المتنافسه على الوصول الى نفس الجمهور,مع الاشاره الى ان أوقات بثها لم يتوقف بالفتره التي تزامنت مع دخول القوات الامريكيه الى المنطقه العربيه وبدأ الحرب وأحتلال العراق , او تحريره كما كانت تسميه , حيث كانت التغطيه مستمره وكامله وعلى مدار الساعه,لكل العمليات العسكريه (البريه والجويه والبحريه ) ,وما تلا العمليات والى امد غير قليل...

رابعا : اختيار القائم بالاتصال

ومن العوامل والعناصر الهامه ايضا في نجاح اذاعة سوا هو خلقها المشاركة الوجدانيه بين الجمهور المستهدف من الشباب العربي _بخلخلة منضومته القيميه ومحاولة التاثير على قتاعاته_ مع العاملين بالاذاعة من معدين ومذيعين ومقدمي برامج, حيث أستعانت بعدد من المعارضين للنضام السابق في العراق (ممن تتوفر فيهم المهارات الاذاعيه اللازمه) وأخرين ممن يحملون الفكر الليبرالي كضيوف او محللين سياسيين او عسكريين ,لاغناء البرامج الاخباريه التي تغطي احداث الحرب الدائره ..


خامساً : برامج أذاعه سوا .

سعت اذاعة سوا الى جمله من الاهداف وفق خططها المسبقه التي جرت بناء على الدراسات المستفيضه لجمهور مستمعيها , ومن الواضح من مضامين برامجها واسلوب التقديم بهذه الدقه والخبره المهنيه العاليه لتوزيع تلك البرامج على الخريطه الاذاعيه وفقا للاستعدادات الذهنيه لمستمعيها المستهدفين , فقد وضع المخططون لها امام اعينهم قبل انقبل ان يضعوا خريطة برامجها دوافع الجمهور العربي للاستماع كي تتجاوب مع هذه الدوافع وتستطيع تلبيتها .. فالمستمع العربي قد يسعى لسد ما ينقصه من اذاعاته المحليه خصوصا وان بدايه بت برامجها قد تزامن او سبق قليلا لحداث الحرب واحتلال العراق وتفردها بالتفاصيل الدقيقه واحتكارها كمصدر للمعلومات لتواجدها مع القوات الامريكيه او ارتباطها بمصادر المعلومات الاعلاميه المرافقه للقوات الامريكيه ,مما أسهم بتفردها وتميزها بذلك...
فكانت النشرات الاخباريه التي كانت تذاع في كل ساعة مرتين وبموجز اخباري كل ربع ساعه كأسلوب جديد لتقديم الاخبار وفر مساحه اكبر للتواصل مع الحدث ,
كما ان طريقه تقديم الاغاني الحديثه العربيه وتتبعا الاجنبيه وأختيار الاكثر شعبية وشهره , مع الفواصل الاذاعيه وما تحويه من عناصر جذب ممتعه سواء بالموسيقى او الصوت وتحمل في طياتها الدعايه للاذاعة وبرامجها .
مثال لمسمع اذاعي:
-ننقل لك الصوت لتكتمل عندك الصوره...
- موسيقى..
- موجز أخبار العالم الان..-- موسيقى
تقراء اخبار قصيره لموجز لا بتجاوز الدقيقتين
- موسيقى..
- اغنيه عربيه
- اغنيه اجنبيه
- موسيقى
- - دعايه لاحد برامجها" سوا جات" عبر عن رأيك:
- (برنامج اسبوعي فيه سؤال من صلب قضايا المجتمع العربي غالبا ما يكون ذا حساسيه على نوع ما.من اجل ان يحقق اكبر قدر ممكن من التواصل الوجداني والفكري والثقافي مع المستمع الذي تعصف به الازمات وأولها حريه التعبير ليجد امامه فرصة حره ليعبر عن رأيه بدون رقيب ,بسؤال مثلا:" يكاد يفلت مرتكبو الجرائم الجنسيه على الاطفال وسط صمت الاهالي وتجاهل الحكومه والمجتمع . كيف برأيك كسر هذا الصمت ؟ "
لتحقق بذلك اكبر قدر ممكن من التفاعليه مع المستمع.
- موسيقى
- اغنيه عربيه
- اغنسه اجنبيه

موسيقى ودعايه :
- ابقى على تواصل مع : العالم الان...-موسيقى
- لكي تكون أول من يعرف .. موسيقى .. استمع الى راديو سوا..
بالاضافه الى برامجها اليوميه والاسبوعيه والتي تحقق اكبر قدر من التفاعليه كبرنامج " المنطقه الحره : لابداء الاراء ازاء قضيه ما .
كما ان هناك برامج خاصه بمناطق التغطيه, فالبرامج الخاصه بالعراق مثلا :
1- ما قل ودل : (برنامج يستضيف احد المسؤلين المحليين ليتحدث عن بلده صغيره كقضاء او ناحيه )
2- تحديات : ( برنامج يقدم خمس مرات في الاسبوع ويرصد الاوضاع الاجتماعيه والمعيشيه اليوميه في العراق مثلا " خريجوا الجامعات العراقيه وتحديات المستقبل كان موضوع يوم 15-5-2009 . وقبله كان موضوع البنيه التحتيه لوسائل الاتصالات .
3- قصة شاعر : برنامج يقدم الشعراء العراقيين وهم يلقون قصائدهم باصواتهم مع تقديم سيره ذاتيه قصيره لكل شاعر .
4- في صلب الموضوع : واحد الموضوعات المستجده مثلا " حزب الدعوه وحماية الوزراء والمسؤولين المتهمين بالفساد المالي والاداري . موضوع يوم 15-5-2009
5- قصة مبدع : وهو برنامج اسبوعي يقدم احد المبدعين العراقيين في ستى صنوف المعرفه والابداع........


سادساً : عنصر الجذب والمنافسه

بعد ان اصبح عالم اليوم يحفل بالعديد من وسائل الاعلام الاليكترونيه وغيرها العابره للحدود قد جعل الجمهور محاصرا برسائل متتاليه تتسابق للوصول اليه , وشد انتباهه لبرامجها.
وأصبحت الاذاعات الموجهه في حرب حقيقيه بين الدول المختلفه .وقد سعت أذاعة سوا لتحقيق هدفها بالوصول الى جمهورها بشكل مؤثربمراعاتها للجهود الاعلاميه الاخرى المحليه منها والاجنبيه التي تنافسها في الوصول الى نفس الجمهور المستهدف في نفس الوقت, فصار لزاما عليها ان تبذل الجهد المضاعف لتثبت اقدامها على خارطه الاعلام الموجه , متجاوزة كل المعوقات ومنها " عوامل الطرد" لحمل المستمعين المستهدفين للابتعاد عنها وعدم الاستماع اليها ,وذلك بامتلاكها ناصية التكنلوجيه التي لا تؤثر عليها امكانية التشويش المكلفة اصلا, كما ان اذاعة سوا استطاعت ان تكون لها شخصيتها المميزه بأبتكارها الاساليب الاذاعيه المميزه المتطوره وتقديمها المواد والبرامج المحببه التي تجذب الجمهور وتنافس من خلالها وسائل الاعلام الاخرى , كابتعادها عن الاسلوب الدعائي المباشر وأستخدامها للموسيقى وبرامج المنوعات ., وتقديمها للبرامج التي يشارك فيها الجمهورمن المستمعين............

الخلاصة:

نلخص مما تقدم في ورقتنا البحثية هذه أن إذاعة سوا ارتبطت منذ نشأتها بوزارة الخارجية الأمريكية ووزارة الدفاع كأداه فعالة ومؤثرة لتنفيذ السياسة الخارجية الأمريكية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وقيادتها العالم الأحادي القطبية حيث بدات البث والإرسال في بداية عام 2003 قبل غزو العراق واحتلاله... من أجل تحسين صورة الولايات المتحدة الأمريكية لدى العرب والمسلمين ولتهيئة الرأي العام العربي والعراقي لدخول المنطقة العربية عسكرياً واحتلال العراق .
وتجربة معاصرة حملت كل معاني النجاح العلمي والأكاديمي والمهني فالنتائج المتحققة خلال فترة بثها للسنوات الست الماضية .. والاستخدام الأمثل لوسيلة إعلامية راهن الكثيرون على انتهاء فعاليتها نظراً للتطورات التكنلوجية للوسائل الأخرى كالتلفزيون والإنترنت إلا أن استخدامها الفعال والمؤثر جعل منها ان تكون من أهم وسائل الإعلام التي تعتمدها الخارجية الأمريكية كأداه لتنفيذ سياستها الخارجية . بعد الدراسة المستفيضة والتخطيط الدقيق لخريطة البرامج ودراسة دوافع الإستماع لجمهورها العربي المستهدف ما أهّلها لهذا النجاح .
وما أحوجنا اليوم كإعلام عربي – لو كان لنا مشروع حضاري نهضوي- الى مثل هذا الجهد ليكون لنا موضع قدم على خارطة الإعلام الدولي ممكن أن نصحح بها جزء من صورتنا النمطية المتخلفة لدى الغرب بحبنا للموت وحقدنا على كل ما هو مدني وحضاري ومتطور، لتكون خطوة لنا بإتجاه التفاعل والتحديث والتواصل مع المجتمع العالمي بدلاً من الاستهلاك اليومي لثرواتنا وللتدفق الإعلامي العالمي مستغلين القفزات التطورية العلمية التكنولوجية



#توفيق_حميد_كاطع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التفاعيله على الانترنت ومواقع الصحف الأليكترونيه
- أفاق التعدديه وحرية الصحافه في العراق بعد 2003
- الحواريه الخامسه
- هشيم الذاكره
- الحواريه الرابعه... توفيق السعد
- الحواريه الاولى والثانيه
- حواريات ... توفيق السعد
- الثقافة العراقية بين الحشد والذات والهويات
- أزمة النقد الاعلامي التلفزيوني العربي
- سقوط المراهقة المتأخره للأيديولوجيا


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - توفيق حميد كاطع - دور الأذاعات الموجهه في السياسه الخارجيه - سوا نموذجا -