أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علي فردان - مع -مكاشفات- الطائفية















المزيد.....

مع -مكاشفات- الطائفية


علي فردان

الحوار المتمدن-العدد: 995 - 2004 / 10 / 23 - 14:21
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


مقدّمة وإيضاح
من هو علي الأحمد؟
حقيقة مقلوبة ونفاق صارخ
دور كبير للسعودية في قتل شيعة العراق
الشيعة يقرؤون التاريخ جيداً
عمالة للخارج وتطرف ديني في الداخل
الوحدة الوطنية الزائفة

مقدّمة وإيضاح
كنت قد قرأت المقابلة التي أجراها عبدالعزيز محمد قاسم من صحيفة المدينة مع الشيخ حسن الصفّار، ولا زلت أتابع فصولها، فقد ذكرت سابقاً في مقال آخر عن هذه المقابلات المليئة بالاتهامات للشيخ وللشيعة عموماً وكأنها جرت في مكتب المباحث، خاصةً في الحلقة السابقة حين نفى الشيخ ضلوع ابن العلقمي في إسقاط الخلافة العباّسية مبيناً ذلك بالأدلة المتوافرة، مع ذلك أصر الكاتب على إضافة "علقمية" في تقديمه للحلقة الثالثة متهماً الشيعة بالخيانة، ويصر في الحلقة الرابعة أيضاً على اتهام الدكتور أحمد الجلبي "بالعلقمية" تذكيراً بأكاذيب تاريخية لا يستطيع إثباتها إلاّ في خياله الطائفي المريض.
كنت قد توقعّت أن يتوقف الكاتب عن ذكر هذه الاتهامات الرخيصة، على الأقل في نفس سياق المقابلة لأنه كما قال لا يعرف عن موضوع بن العلقمي كثيراً، لكنه أصر على ذلك، وطعن في الشيعة واستمر في توجيه التهم لهم بالعمالة، خاصةً العاملين في لندن وواشنطن. ما لم أستغربه هو النيل من الأستاذ علي الأحمد، مدير المعهد السعودي في واشنطن، فالقاسم لا يناقش فكراً ولا حقوقاً للشيعة، بل يكيل التهم وكأنه يعمل في مباحث الحكومة السعودية. وهنا وددت أن أرد على افتراءات هذا "المباحثي" الذي صم أذنيه عن المطالب الشيعية وقلب الحقائق متوهماً بأنه يفعل خيراً لأسياده الذين هم فعلاً سيرمونه إلى "المزبلة" حال انتهاء الهدف من وجوده. إن محاولات هذا الحاقد في بث الفرقة بين الناشطين الوطنيين من الشيعة في الخارج وبين أبناء الشعب كله عبر بث الفتنة المذهبية ما هي إلاّ خوفاً مما يترتب على توافق مكونات الشعب المتنوعة لما يمثله من ضغط هائل يؤدي إلى نيل المواطنين لبعض حقوقهم المسلوبة، لأن الأستاذ الأحمد بعد عمل دؤوب لعدة سنوات أصبح يُشار له بالبنان في قنوات التلفزة والإذاعة حين التحدث عن الشأن السعودي، خاصةً موضوع الديمقراطية والحريات الدينية واضطهاد الشيعة وحقوق المرأة وعلاقة الحكومة السعودية بالإرهاب العالمي. كذلك يعمل الأستاذ الأحمد بشكل جاد للحصول على دعم من مؤسسات غير ربحية لإنشاء إذاعة مهتمة بحقوق الإنسان والمرأة والديمقراطية وحقوق المواطنين من الأكثرية والأقليات والحريّات الدينية في السعودية.

من هو علي الأحمد؟
علي الأحمد يا سادة لم يسرق مالاً ولا أرضاً كما يفعل أمراء آل سعود ولم يعاقر الخمر ولو لساعة في حياته كما يفعل السفير السعودي في أمريكا والكثير من أمراء آل سعود، ولم يأخذ رشوة، كما فعل وزير الدفاع سلطان في عقد التسلح مع الانجليز والذي ناله منها ما يزيد على البليون جنيه إسترليني. الأستاذ علي الأحمد لم يتشارك في تجارة مع من يعتدي على الأطفال جنسيا، مثل ما فعل الوليد بن طلال آل سعود مع سيء الذكر مايكل جاكسون، ولم ينشأ محطات تلفزيونية تدعو للتفسخ والمجون كما فعل الوليد بن طلال آل سعود، ولم يقم بتجارة وتهريب المخدّرات وغسيل الأموال وليس مطلوباً للبوليس الدولي "الإنتربول"، كما هو الأمير نايف بن سلطان الشعلان والذي دافع عنه وزير الداخلية وحاول الضغط على فرنسا عن طريق عقود مالية كبيرة حتى يمنع مقاضاته. علي الأحمد لم يتاجر باللحوم البيضاء كما يفعل أمراء آل سعود في المغرب ومونت كارلو وسويسرا وماربيلا، وليس له قصور كُسيت بالذهب وكلّفت البلايين من الدولارات من أموال الوطن في الوقت الذي يعيش فيه أبناء الوطن الفقر والفاقة والبطالة.
علي الأحمد نال تعليمه بجهده وبماله القليل وليس فاشلاً دراسياً كما هو رئيس الاستخبارات السابق وسفير السعودية في لندن الأمير تركي الفيصل الذي لم ينهي دراسته الجامعية، وتعليمه أعلى من وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل. علي الأحمد ملتزم دينياً من دون تعصب ويقرأ القرآن بشكل أفضل من الكثير من عائلة آل سعود الذين تخرّجوا من "مدرسة الحياة" بالشهادة الابتدائية، ولولا عمالتهم للغرب ومحافظتهم على مصالحه لما بقوا في سدة الحكم يوماً واحداً.
علي الأحمد مواطن دافع ولا يزال يدافع عن الجميع، دافع عن المرأة كما دافع عن الشيعة، كما دافع عن الأكثرية التي تحكمها أقلية، دافع عن الدكتور الشيخ سعد الزعير وطالب بالإفراج عنه وعن ابنه، وتحدث قبل عامين في لقاء عاصف مع السفير الأمريكي السابق قائلاً له بأن الدكتور الزعير مظلوم ويجب الدفاع عنه، حتى لو كان يكره أمريكا، فالاحترام يأتي بالدفاع عن الحق ورفضنا للاضطهاد، ولم يتطرق الأحمد لموضوع أخيه المسجون في السعودية. الأستاذ علي الأحمد في كلمته أمام الكونجرس (6 أكتوبر 2004 م) والتي لم يقرئها الكاتب "المثقف" قبل هجومه الأول والثاني تحدث الأحمد عن حقوق كل المواطنين بما فيهم التيار السلفي المتشدد وكذلك حقوق المرأة والأجانب وجميع الأديان، فعلي الأحمد يحمل همّاً وطنياً لا طائفياً، وإن دافع عن طائفته، فهذا لا يُنقص من جهده شيئاً، لأن ذلك واجب يؤديه بإخلاص، كما لا يمكن نسيان نجاحه في إطلاق سراح المتظاهرين في الرياض العام الماضي وطرح قضيتهم على الأمم المتحدة والحكومة الأمريكية.

حقيقة مقلوبة ونفاق صارخ
يتحدث الكاتب المريض ناصحاً ومخّوفاً من الغرب بأنه لن يصغي لحقوق الشيعة قائلا "واهمون أيها السادة إن اعتقدتم أن هذا الغرب الذي تعيشون بين ظهرانيه هو من سيصغي لكم ويؤمن بحقوقكم "، وهو فعلاً كلام جميل، لكن الشيعة ليسوا واهمون حين صدّقوا الحكومة السعودية ومن خلال تجربتهم المريرة معها لمدة زادة على سبعين عاماً لم ينالوا شيئاً من حقوقهم إلى الآن. فما الذي جناه الشيعة إلى الآن في ظل حكومة آل سعود؟ هل حصل الشيعة على حقوقهم؟ أكبر دليل أن أمثال هذا الحاقد لازال يتهم الشيعة بكلمات "علقمية" وهذا يعني أن الوضع لم يتغير، وإلاّ لتم اعتبار هذا تجديفاً ووجب معاقبته على هذه الاتهامات غير المبنية على أدلة.
كذلك يضيف الكاتب مذكراً ما حصل للشاه حيث تم طرده ونفيه بعد أن أصبح عديم الفائدة للأمريكان، وهذا التذكير يجب أن يذهب لآل سعود. فالشيعة ليسوا حكاماً يرضون أسيادهم الأمريكان وليس لهم علاقة بالمناصب الحكومية، فهم ليسوا أهلاً للثقة بعد، والحاكم الذي يشبه الشاه هو الملك فهد وعبدالله وبقية أمراء آل سعود، فهم من يجب أن يقرأ تاريخ الشاه، وما هذه الضغوط الأمريكية في السنوات الأخيرة إلاّ تجسيداً لما يمكن أن يحصل في المستقبل لأن الحاجة إليهم ربما تنتفي بعد سنوات. لهذا يقوم آل سعود، وهم "الخدم المخلصين" للأمريكان بالتفاني في هذه الخدمة، وما أكثر التعليقات والتصريحات التي تتفاخر بالصداقة القديمة لآل سعود مع أمريكا منذ أيام روزفلت ولا زالت. هذه التأكيدات السعودية على هذه الصداقة المتينة مبنية على المصالح، حيث قامت حكومة آل سعود بالتدخل في أماكن كثيرة من العالم بالمال حيناً وبوضع القواعد العسكرية حيناً آخر تحت تصرف الأمريكان، وما تحرير أفغانستان ببعيد، ولا حتى تحرير العراق واستخدام مطار عرعر وقاعدة الأمير سلطان بالخرج لضرب العراق إلاّ أمثلة تدل على تواطؤ آل سعود مع الأمريكان في الوقت الذي نفت فيه الحكومة السعودية المساعدة في الحرب على العراق.

دور كبير للسعودية في قتل شيعة العراق
أما عن البراغماتية والنفعية من أنهّا أسس التعامل في عرف الأمريكان، فهذا لا ينتقص منهم شيئاً، فالكل يبحث عن مصلحته، وآل سعود أول من فعل ذلك حين زادت الحكومة السعودية إنتاج النفط لينخفض سعره حتى "يرضى" عنهم الرب الأمريكي، ضاربين مصالح الوطن والمواطن عرض الحائط، خاصةً الشيعة منهم، فتلوث الجو بسموم الغازات والأبخرة التي تحجب الشمس لم تعنِ شيئاً للحكومة السعودية طالما رضي سادتهم في البيت الأبيض. بشأن شيعة العراق يقول الكاتب "ألم يغضّ الطرف عن صدام وهو يسحق إخوتكم من طائفة الشيعة في جنوب العراق في مذبحة أليمة أمام سمعه وبصره؟"؛ إن أول من خان الشعب العراقي هو حكومة آل سعود حيث أصرّوا على دعم صدّام وهم يشاهدونه يقتل ويذبح ويدفن عشرات الآلاف من البشر ويستخدم الأسلحة الكيماوية ضد شعبه، إضافةً إلى المليارات من الدولارات التي ذهبت لصدام أبان حربه على إيران التي ذهب ضحيتها أكثر من مليون نسمة، وتزويده بالمعلومات العسكرية وفتح الحدود ليل نهار مع العراق لتذهب المنتجات الاستهلاكية والوقود، والدعم الإعلامي السعودي لنظام البعث في العراق الذي اتهم شيعة إيران بأنهم مجوس والشيعة عموماً بأنهم كفرة وعبدة قبور ومبتدعة وزنادقة ولازالت الآلة الإعلامية الحكومية تنحى نفس الاتجاه السابق في كتب تدفع ثمن طباعتها وتوزّعها على أرجاء المعمورة. ولكي يعلم الجميع فإن الكتاب التكفيري الشهير (وجاء دور المجوس) ألفه في الرياض السوري محمد سرور باسم وهمي (الدكتور عبدالله الغريب). وسرور هذا لمن لايعرفه هو أستاذ وملهم التكفيري السعودي سلمان العودة. وتم دعم مشروع تأليف وطبع توزيع الكتاب من قبل الحكومة السعودية في الثمانينات، ويقبع سرور الآن بعد طرده من السعودية، كلاجئ في بريطانيا عند الإنجليز الذين يعتبرهم كفاراً يجب قتلهم لكنه يعيش على منحتهم الاجتماعية.
حتى بعد تحرير الكويت أصرّت الحكومة السعودية على أن لا يسقط صدّام لمنع وصول شيعة العراق للحكم مع أنهم الأكثرية، فأعطوا الضوء الأخضر للأسرى من جيش صدام وبمساعدة الأمريكان وقامت بتزويد آلياته بالوقود ليعود ليقتل أكثر من مليون وصف إنسان في أشهر قليلة، فالحكومة السعودية مستعدة للتعاون مع الشيطان الرجيم والقبول بصدّام كرهاً للشيعة.

الشيعة يقرؤون التاريخ جيداً
الشيعة لا يحتاجون لم يذكّرهم بالمآسي، فنحن أعلم بها ولا نحتاج لم يعلّمنا درساً في الوطنية، فنحن من وقف مع الحكومة منادين للتطوع للدفاع عن الوطن في الوقت الذي قام فيه أمثال الكاتب من السلفيين بالهجوم الشرس على الحكومة مستغلين ضعف موقفها، وفي الوقت الذي هربت فيه حكومة آل سعود إلى جدة حين وصل ما يزيد على نصف مليون أمريكي للدفاع عن الوطن. الشيعة لا يحتاجون لتعريفهم بما حصل لهم وهم أعلم بحاضرهم وأكثر حرصاً على مستقبلهم من أي شخص آخر، وما ذكره الكاتب عن دور الأستاذ أحمد الجلبي إلاّ يبين بجلاء هذا الحقد الدفين حين قال "وهو الذي أقنع الأمريكي بالولوغ في هذا المستنقع الذي علق به والحمد لله في العراق, وخان وطنه وأمته حتى أصبح اسم أحمد الجلبي رمزا للعلقمية الحديثة والعمالة الوضيعة"، وهي إعادة لما تمّ ذكره عن "ابن العلقمي"، فالجلبي لا يستطيع وحده إقناع أمة بكاملها بالدخول في حرب لها ترتيبات ومصالح إستراتيجية أكبر من رئيس أمريكا نفسها، وإلاّ لكان مثل سوبرمان، وليس إنساناً. إن كان ذلك خيانة، فيبدو أن بن لادن هو أكبر خائن لأنه من تعاون مع الأمريكان لمحاربة السوفيت بدعم حكومة آل سعود وهو من دعاهم أيضاً إلى تحرير أفغانستان بعمل تفجيرات إرهابية في أمريكا وبأموال سعودية أيضاً، حيث لأول مرة شهدت أفغانستان انتخابات شرعية شاركت فيها المرأة ويرأسها شخص ليس من أحفاد بن العلقمي، كما يتخيل الكاتب المريض بالطائفية البغيضة، بل من أبناء السنة وهو الرئيس كرازي. إن كان صحيحاً دور الأستاذ أحمد الجلبي في إسقاط صدّام فهذا فخرٌ له، حتى لو لم يصبح شيئاً بعد ذلك، فقد حرر شعباً بكامله من نظام الموت السابق. بشأن الاتهامات التي وجّهت للأستاذ الجلبي فهي إلى الآن لم يثبت منها شيئاً، وهو لم يهرب منها بل عاد للعراق وقدّم نفسه للقانون الذي قام بإسقاط تلك التهم الموجهة إليه. هنا لابد أن أبين نقطة رئيسية بأن عبدالعزيز آل سعود وصل للحكم بدعم بريطاني، والصور كثيرة تبين كيف أن عبدالعزيز حصل على أكثر من وسام من حكومة بريطانيا منها وسام "الفارس" في عام 1916، سنة واحدة قبل سقوط الخلافة الإسلامية العثمانية وأن عبدالعزيز كان يستلم راتباً شهرياً من بريطانيا.
ينهي الكاتب هجومه على الأستاذ الأحمد بقوله "وضع يدك في يد ذلك الأمريكي يضر بموقف إخوتك هنا في الطائفة ممن حكّموا عقولهم بعد أن خرمتهم التجارب وعلمتهم السنون, وعرفوا أن الطريق الأصوب والحكيم هو في منهج مخالف تماما لما تفعل, وتمسكوا بوحدة وطنهم وترابه والتفوا حول مجتمعهم وقادتهم يقدمون مطالبهم بطريقة عاقلة ومتدرجة ككل الشرائح في أرجاء هذا الوطن, هذا إن كنت مهتما حقا بشأن طائفتك ولست معنياً فقط بشأنك الخاص وطموحك السياسي"، ولا أدري كيف وصل الكاتب إلى هذه النتيجة بأن ما يفعله الأستاذ الأحمد يضر بموقف أخوته من الطائفة، وإنهم يخالفونه تماماً في المنهج، فلم يذكر أحد من الشيعة ذلك، ولم يتم أخذ رأي الشيعة في هذا الموضوع أصلا، ولم ينصّبوا الكاتب متحدّثاً عنهم. إضافةً إلى أن علي الأحمد لم يدّعي أنه ممثلاً عن الشيعة.
علي الأحمد لم يدعُ يوما للعنف والتطرف وكراهية الآخر والطائفية والعنصرية وقتل المختلف مثل ما تدعو إليه حكومة آل سعود في وسائلها الإعلامية ومطبوعاتها الدينية والتعليمية، بل أنه وفي العلن طالب بالانتباه لحقوق الأكثرية في خطابة أمام الكونجرس عبر قوله "إن الحرية الدينية في السعودية يجب أن لا تركز فقط على الأقليات الإسلامية والجاليات غير الإسلامية، لكن يجب أيضا أن تركز على الحريات الدينية للأغلبية التي أُجبرت على الرضوخ للتفسير الحكومي للإسلام، والذي أدى إلى نمو المتطرفين والإرهابيين". لم يدع الأحمد الى الشوفينية العنصرية كما فعل الكاتب في مكاشفاته مع الصفار حين أثار قضية العرب والعجم على اعتبار أن العجم غير مؤهلين للقيادة الدينية وهذا نقيض الدين الأسلامي الذي عيّن بلال بن رباح الحبشي فوق الكثير من العرب، ووضع سلمان الفارسي مع أهل بيت النبي.
الأحمد يعمل في الضوء وليس من خلف الكواليس كما تفعل حكومة آل سعود، وطالما علاقة السعودية مع أمريكا علاقة "صداقة قديمة" تفتخر بها السعودية وتدفع مئات الملايين من الدولارات لعمل دعايات في أمريكا تبين عمق هذه العلاقة، فما فعل الأحمد هو الاستمرار في هذا النهج "نهج الصداقة والتواصل مع الأصدقاء"، فما هو حلال للحكومة يجب أن يكون حلالاً أيضاً للشعب، والناس على دين ملوكهم، أليس كذلك؟ فهل وضع يد الحكومة السعودية في يد أمريكا يضر بموقف الدول العربية والإسلامية؟ كلتا الإجابتين تدين السياسة السعودية التي عملت كتفاحة فاسدة أفسدت صندوق التفاح العربي والإسلامي.

عمالة للخارج وتطرف ديني في الداخل
إن النفاق هو الذي يجعل الإعلام المحلّي يتحدث عن أمريكا وكأنها عدوة، مع ذلك تحاول الحكومة السعودية بكل ما أوتيت من قوة النفط، تحاول إرضاء أمريكا وتبين عمق هذه الصداقة وتقوم بتنفيذ كل السياسات الأمريكية في المنطقة، مثل إمداد النفط مجّاناً للأردن تحت ضغط أمريكي لوقوف الأردن في جانب السياسة الأمريكية في العراق. إن النفاق هو الذي يجعل الحكومة السعودية تتحدث عن التسامح ونبذ الغلو وقبول الآخر وتتحدث عن الشيعة بأنهم مواطنون بعد تفجيرات سبتمبر 2001 م، في الوقت الذي تمارس فيه أبشع أنواع التمييز ضد الشيعة. إن مطالب الشيعة هي ما تضمّنتها عريضة "شركاء في الوطن" ووقّعها العديد من الأكاديميين ورجال الأعمال والمثقفين وغيرهم، مبينةً الظلم الواقع عليهم والتمييز ضدهم في كل مكان في حياتهم، وطالبت العريضة اتخاذ إجراءات لإيقاف هذا التمييز، لكن إلى الآن لم يتحقق من ذلك شيئاً. بل العكس من ذلك، هاهي الأخبار اليومية تبين أن اعتقالات جديدة للشيعة دون غيرهم ودون وجود أدلة تدينهم مع استمرار التمييز السابق ضدهم.

الوحدة الوطنية الزائفة
التمسك بوحدة الوطن هو مطلب الجميع لكن هذا السؤال يجب أن يتم توجيهه إلى الحكومة السعودية التي مارست التمييز ولا زالت تمارسه ضد الشيعة ومن يرى كيف أن النفط الذي يخرج من أرض الشيعة يباع في كل مكان في العالم ارتد ليكون خنجراً مسموماً بخاصرتهم وبأشكال متعددة. معاناة الشيعة لا تحتاج لإعادة واجترار، فمن يقرأ عن غياب أي جامعة أو كلية في منطقة القطيف والبطالة العالية في مناطقهم في الوقت الذي يأتي الآخرون ليعملوا ويعيشوا على خيرات أرضهم، و المياة المحلاّة التي ينتجونها لتذهب للرياض وهم يشربون مياه لا تصلح للاستخدام الآدمي، والقطاع العسكري والدبلوماسي الذي يرفض تعيين الشيعة, ومشاريع التنمية التي لم يروها، فقط حصلوا على غيوم سوداء تجلب المرض. كل ذلك يشير إلى أن الحكومة لم تهتم بوحدة الوطن يوماً ما، وإلاّ لعدلت بين أبناءه وتعاملت مع الجميع بسواسية، لا أن يعيش الشيعة في ظل الحرمان لعقود من الزمن لتذهب خيرات أرضهم لنجد ولآل سعود وحاشيتهم بالتحديد.
كان الأجدر بالكاتب صاحب الفكر "المتحرر" أن يستجوب دعاة الإرهاب والعنف والكراهية والتطرف الديني وما أكثرهم في السعودية، مثل الشيخ بن جبرين والشيخ ناصر العمر اللذان يدعيان لقتل الشيعة والتطهير العرقي ضدهم وسجن علمائهم وغلق مساجدهم ومنعهم من العمل في الدوائر الحكومية وإجبارهم على التحول إلى المذهب الوهابي، لنرى كيف يكون ردّهم على قالوه وما سطّرته أقلامهم الخبيثة. إن فزّاعة الوحدة الوطنية لكل من يطالب بحقه أصبحت مثل الاسطوانة المشروخة، فلم يعد الشيعة يعيرونها اهتماماً، وما تأييد أكثر من نصف الشيعة على شبكة راصد التدخل الأمريكي في شأن الحريات الدينية للشيعة حتى مع معرفتهم بأن الهدف الأمريكي هو المصلحة إلاّ دليل واضح للوعي السياسي للشيعة، فمصلحة الشيعة تأتي في المقام الأول، ومصلحة آل سعود أسياد عبدالعزيز قاسم تأتي بعد ذلك، فهو قد باع آخرته بدنيا غيره، فهنيئاً له بذلك.



#علي_فردان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهدف السياسي من قانون التجنيس السعودي
- إن لم يكن بك عليّ غضبٌ فلا أبالي
- العالم السفلي للمرأة السعودية
- مسؤولية دول العالم الحر في القضاء على الإرهاب العالمي
- دستور وفتاوى .. رمضان كريم
- وزارة الداخلية تضطهد المرأة السعودية
- شيعةً وسنة ندين اعتقال الشيخ مهنّا
- أنا ضدّ الإصلاحات السعودية !
- لماذا يا شبكة راصد؟
- المؤمنون الثلاثة: ولا تهِنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون
- الشيعة والحكومة السعودية: من يحتاج لصك غفران من الآخر
- الشيخ صالح العبيد: إذا حدّث كذب!
- الحوار التمدّن في مواجهة الجاهلية السعودية
- الإصلاحات السعودية تكشّر عن أنيابها
- ماذا يعني تِعداد السكّان للشيعة في السعودية؟
- ماذا بعد تقرير الخارجية الأمريكية عن اضطهاد الشيعة في السعود ...
- الشيعة يرحّبون بتقرير الخارجية الأمريكية وإدانة الحكومة السع ...
- الشيعة في السعودية يطالبون بحقوقهم كاملةً غير منقوصة
- ملخّص تقرير وزارة الخارجية الأمريكية عن الحريات الدينية في ا ...
- رد على شيخنا الصفّار حول تقرير وزارة الخارجية الأمريكية


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علي فردان - مع -مكاشفات- الطائفية