أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عباس منصور - أما آن لهذه النخاسة أن تتوقف !؟














المزيد.....

أما آن لهذه النخاسة أن تتوقف !؟


عباس منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3323 - 2011 / 4 / 1 - 00:28
المحور: حقوق الانسان
    


ملايين المصريين في الخارج يصرخون:

يا حكومة الثورة.. نريد المعاملة بالمثل

كيف ينام المسئولون في مصر على ضفاف النيل ورعاياهم في البلاد العربية يئنون في قبضة النخاسين ، يحبسونهم ، يبيعونهم ، ينهبون عرق أجسادهم وخلاصة أعمارهم بينما لسان حال القوانين في بلاد الغربة يطاردهم قائلا : من لم تنصفهم بلادهم كيف يجدون الإنصاف منا ؟ويا غريب خليك أديب ، واللي مو عاجبه يروح بلده .

وهذه قصة في سياق الألم ، من صعيد مصر آتى العامل محمود إمبارك . م . أ ، أتى محمود هربا من البطالة والفقر يحلم بالعمل والعيش الكريم ، رضي بالغربة وفراق الأهل والأحبة أملا في غد أفضل ، دفع ثلاثين ألف جنيه ما بين عمولات وكشوفات طبية في مصر ومقدم للكفيل الكويتي نواف . خ . ت عن طريق المندوب ( مخلص المعاملات ) المصري عماد. أ . ع ، وبعد أكثر من شهر تمكن من الحصول على إقامة قانونية لمدة عام بموافقة الكفيل الكويتي ، وينزل محمود إلى الشارع كل صباح عند دوران خيطان القديمة على أمل أن يجد أحدا يطلبه لأداء أي عمل وتلك هي الوسيلة الوحيدة المتاحة أمام الآلاف من أمثال محمود الذين امتص الكفلاء مدخراتهم في مصر مقابل أوهام ثم ألقوا بهم في الشارع ، وعلى الرغم من أن هناك عقدا وراتبا قد تم توثيقه بمعرفة السلطات بين الكفيل والعامل إلا أن كل ذلك مجرد إجراءات صورية والجميع هنا حكومة ومواطنين ووافدين يعلمون ذلك .

وظل محمود على هذه الحال يعمل يوما ويتعطل يومين إلى أن وقعت الكارثة بعد عدة أشهر ، الكفيل يخبر محمود عن طريق المندوب أن ملف شركته لدى وزارة الشؤون قد تم إغلاقه وعلى محمود أن يدبر كفيلا آخر ، ويسعى محمود ويصل الليل بالنهار في العمل تارة والاستدانة حتى يتمكن من تدبير المبلغ الذي يطلبه الكفيل الجديد كي يمنحه الإقامة الشرعية في البلاد ، ويفرح محمود ويذهب لإخبار كفيله القديم بحصوله على كفيل جديد إلا انه يفاجئه بأنه لن يعطيه التنازل عن كفالته إلا مقابل سبعمائة دينار ويخطره بأنه متغيب عن العمل وقد حوله للشرطة بتهمة مخالفة العقد الموقع بينهما ، تسود الدنيا في عيني محمود ويجد نفسه مدينا لطوب الأرض ويعمل ليلا ونهارا لصالح شبكة الكفلاء المنفلتون من أي قانون أو عقاب أو رادع .

وأمثال قصة محمود مئات بل آلاف من القصص التي تطحن أعمار المصريين وكراماتهم في الاغتراب العربي في ظل قوانين لا تعترف بالغرباء وحقوقهم الإنسانية ولا تقبل بهم إلا كطبقة ثانية أو ثالثة في عداد الخدم والمساكين الذين انقطعت بهم السبل .

والسبب في ذلك هو حكومات مصر المتعاقبة التي تغض الطرف عن إهانة المصريين في الخارج بل وسفارات مصر وقنصلياتها التي تنضم لصفوف الكفلاء ضد رعاياها من المصريين مقابل خدمات وعقود ورشاوى وكثير من أشكال الفساد ، وعلينا ألا ننسى أن معاملة المصريين في الدول العربية لم تصل إلى هذه الدرجة من الانحطاط إلا مع نهاية حقبة السبعينات وتمادت في الانحدار حتى وصلت إلى هذا الحضيض مع تشابك المصالح بين رئيس مصر السابق وعائلته وكثير من أبناء الأسر الحاكمة في الدول العربية والتي ضيعت حقوق مصر والمصريين .

والمصريون في بلاد العرب لا يطالبون سوى بتطبيق مبدأ المعاملة بالمثل الذي تسير عليه العلاقات السوية بين الدول ، فرعايا الدول العربية في مصر بالملايين ونسبتهم أكبر من نسبة المصريين في دولهم إذا نظرنا إلى نسبة تعداد السكان بين مصر وكل بلد على حدة , وقد يقول قائل إن غالبية العرب المقيمين في مصر هم من الطلاب أو التجار والمستثمرين وهؤلاء يعودون بالنفع على مصر ، وأقول لهم ان هؤلاء لو لم يجدوا أن دراستهم وأعمالهم في مصر أكثر جدوى وأقل تكلفة مما في بلدانهم أو بلدان أخرى غير مصر لما ذهبوا إلى مصر ، وإلا لماذا تختلف دراساتهم ونوع استثماراتهم وحجمها في بلاد الغرب وتختلف تبعا لذلك نوع المعاملة التي يلقاها الرعايا الغربيون في بلاد العرب !! ان مبدأ المعاملة بالمثل كفيل بإعادة العلاقات إلى نصابها الطبيعي وخصوصا بعدما انتفض الشعب المصري في الداخل والخارج ضد نظامه المستبد الفاسد الذي ألحق الهوان والمذلة بالشعب المصري على مدار أكثر من ثلاثة عقود .

وفي هذا السياق لابد من إعادة تشكيل البعثات الدبلوماسية للمصريين والتي يقودها رجال الحزب الوطني ومباحث أمن الدولة غير المؤهلين للتعامل مع أنظمة وقوانين الدول وكيفية ملاحقة حقوق المصريين في الخارج وتحقيقي المصلحة الوطنية خارج حدود الوطن ووسط عشرات الجنسيات والثقافات والحضارات والقوانين المتنوعة فنراهم متخاذلين يهملون قضايا مواطنيهم في الخارج مما يعطي انطباعات سلبية عن المصريين أمام مواطني وحكومات الدول التي يعملون بها وغيرهم من المقيمين من الجنسيات الأخرى مما يساهم في تشويه الشخصية المصرية واحتقار أوضاعها والاستهانة بمصالحها وخصوصا في النطاق العربي الذي لا يتوقف عند احترام المواثيق الدولية والالتزام بحقوق الإنسان والعمالة الأجنبية بل تجدهم متمرسين وذوي خبرة في كيفية الالتفاف على تلك الحقوق وإهدارها .

يا أيها النظام المصري الجديد... انتبه ، فالمصريون استيقظوا ولن يعودوا للغفلة مرة أخرى .



#عباس_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نموذجان من الانتهازية وفقه النفط - شنوده والقرضاوي
- فقه النفط وفتاوى الضرورة
- جسد المظاهرة
- شجرة الحياة
- قراءة في -مثلث العشق- لشريف صالح
- أيّكم يغرس رمحاً في دارٍ فهي له !!
- ما كل هذه الدماء أيها العرب المسلمون ! ؟
- إنعام .. وكلب العائلة
- مفهوم -الله- في خطابات الدعاة الجدد
- عقائد البدو الاسرائيليين
- الكفيل
- سيرة الحمار المصري
- العزازيل
- نهج البداوة


المزيد.....




- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عباس منصور - أما آن لهذه النخاسة أن تتوقف !؟