أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله تركماني - العزة لشعب سورية العظيم














المزيد.....

العزة لشعب سورية العظيم


عبدالله تركماني

الحوار المتمدن-العدد: 3315 - 2011 / 3 / 24 - 23:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كشف نظام الاستبداد عن وجهه السافر في طريقة تعامله مع الاحتجاجات السلمية التي شهدتها محافظة درعا الأبية والتي أدت إلى استشهاد العشرات من المواطنين بالرصاص الحي الذي أطلقته قوات الأمن.
لقد تكررت، على مدار السنوات العشر الماضية، الحملات ضد المثقفين وناشطي الشأن العام، اعتقالاً ومحاكمات وأحكاماً بالسجن، وملاحقات واستدعاءات واتهامات مضللة، ومنعاً من السفر.
إنّ السلطة المستبدة، فاقدة الشرعية الدستورية، توسلت ذريعة الحفاظ على السيادة والاستقلال ودرء الأخطار الخارجية لتنّصب من نفسها مسؤولاً وحيداً عن إدارة شؤون الوطن واحتكار الحق في التصرف باسمه، معتبرة أية مبادرة بخلاف ذلك خروج عن الطاعة، تستحق أشد عقاب. فعطلت الحقوق المدنية والسياسية للمواطنين السوريين، بل أحصت أنفاس الناس، وتحكمت بكل شاردة وواردة في سلوكهم، وحتى تلقينهم ما ينبغي أن يقال وما يجب أن لا يقال.
إنّ نظام الاستبداد الذي نصبّ من نفسه وصياً على مصالح الوطن تمكّن من سحق وتفتيت بذور الحرية والتعددية السياسية. والمؤلم أنّ سلطة الاستبداد لم تراكم سوى المحن، ولم تنتج سوى الأزمات، مما قاد إلى انسداد كل أفق ممكن لإيجاد حلول ومعالجات ناجعة للأزمات الناشئة في مجتمعنا السوري.
إنّ الطبعة الوحيدة من الوطنية التي يطلب من جميع السوريين إعلان ولائهم لها وانتمائهم إليها، والالتحام عبرها بالرئيس والنظام والحزب، بصرف النظر عن موقعهم ومصالحهم وحقوقهم ومستقبلهم، لا تبدو الوطنية فيها مرتبطة بحقوق وواجبات ومصالح ومسؤوليات والتزامات تخص الجميع وكل مواطن، وتحتمل النقاش والتطوير والتجديد والتحسين، وإنما سقفاً تفرضه مقتضيات أمن النظام وديمومته.
إلا أنّ وصاية نظام الاستبداد تعاني اليوم حالة انكشاف واضطراب، من جراء فضيحته المجلجلة في درعا، وارتقاء وعي السوريين وقد صاروا يتحسسون جيداً وزنهم ويستشعرون الدوافع الحقيقية وحسابات المصالح الضيقة التي تقف وراء دعوات النظام إلى الركون إلى وعوده التي خبرها الشعب السوري جيداً، الأمر الذي يحث الغيارى على سورية ومستقبلها لاستمرار المظاهرات السلمية لتعميم ثقافة المواطنة، التي يكون الإنسان السوري مركزها وغايتها، تبدأ بأوجاعه وهمومه وتسعى إلى حقوقه ومصالحه، بعيداً عن التسلط والهيمنة، محطمة الجدار المصطنع بينه وبين السياسة، ممتدة في منظورها المجتمعي نحو الحريات وحقوق الإنسان وتطوير المؤسسات المدنية واحترام الكفاءات، بما في ذلك تعرية وكشف ما يعيقه أو يكبله من قيود، لتصل إلى إرساء مناخ صحي يثق بالناس ويمنحهم الفرصة من الأمان والحرية كي يأخذوا دورهم الحقيقي في المجتمع، كذات حرة واعية لمثلها وقيمها وأهدافها، قادرة على تحمل مسؤولياتها بحرية وطواعية بعيداً عن القسر والإكراه.
إنّ سلطة من دون معارضة هي سلطة مستبدة لا محالة، تتوهم أنّ الزمن طوع يديها، وأنّ شيئاً لا يمكن أن يزيحها طالما هي تملك القوة التي تقضي بها على كل من يطال حدودها.
إنّ ما نحتاج إليه لبناء الوطنية السورية الحقة ليس شعارات تعبوية تمجّد الزعيم والحزب الحاكم، بل إجراء تحولات ديمقراطية حقيقية في مختلف الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، لتعزيز الدعائم الأساسية التي تقوّي المجتمع وتؤكد حضوره ككيان موحد وفاعل. وبالتالي لن ينعم مجتمعنا بلحمة وطنية صحية إلا في حال البدء بتحرير السياسة من السيطرة الشمولية للسلطة، من الوصاية والنمطية، ومن سيادة الرأي الواحد والصوت الواحد والحزب الواحد، بما يعني الاستعداد لخطوات جريئة، على صعيد حقوق المواطنة والعدالة والكرامة وسيادة القانون، والقبول بالتعددية والاختلاف كمقدمة لا غنى عنها لصياغة عقد اجتماعي جديد، يضمن لجميع مكوّنات الشعب السوري حقوقها على قدم المساواة في المشاركة السياسية وإدارة الشؤون العامة.
وعليه، فإنّ ما أعلنته المستشارة الإعلامية الدكتورة بثينة شعبان من " إصلاحات " ينوي الرئيس القيام بها لا ترقى إلى مستوى التغيير الوطني الديمقراطي الذي يطمح إليه الشعب السوري الأبي، خاصة بعد أن عمّدت دماء شهداء درعا مطلب هذا التغيير، وما يمكن أن تسفر عنه غداً " جمعة العزة " في العديد من المحافظات السورية من تصعيد لهذا المطلب الذي طال انتظاره.



#عبدالله_تركماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس على طريق الجمهورية الثانية
- كي تكون الدولة ملكوت الحرية
- الثورة العربية الجديدة وتألق تيار المواطنة
- الربيع الديمقراطي العربي وآفاق دور المرأة
- تحديات التغيير الديمقراطي في سورية
- أسباب تأخر إدراك الشباب السوري لدوره في التغيير
- المنظور التنموي للدرس التونسي
- دروس ثورة الشعب التونسي للسلطوية العربية
- تحديات التحول من الاستبداد إلى الديمقراطية في تونس
- رسالة مفتوحة إلى الرئيس بشار الأسد .. سورية الوطن والشعب هي ...
- تونس تشق طريقها إلى المستقبل
- تداعيات ثقافة الخوف
- إنذارات البطالة والمجاعة في الوطن العربي
- حول دور المثقف في الزمن العربي الصعب .. حراس الفساد المقيم
- في الحاجة العربية إلى التغيير .. قمع وتهميش واستبداد
- حول مستقبل العروبة
- في الحاجة العربية إلى الإصلاح السياسي
- الثقافة العربية وصدمة المستقبل .. لماذا تراجع العرب ؟
- وحش الفساد في العالم العربي
- كونية وشمولية حقوق الإنسان


المزيد.....




- القضاء المغربي يصدر أحكاما في قضية الخليجيين المتورطين في وف ...
- خبير بريطاني: زيلينسكي استدعى هيئة الأركان الأوكرانية بشكل ع ...
- نائب مصري يوضح تصريحاته بخصوص علاقة -اتحاد قبائل سيناء- بالق ...
- فضيحة مدوية تحرج برلين.. خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات سر ...
- تظاهر آلاف الإسرائيليين في تل أبيب مطالبين نتنياهو بقبول اتف ...
- -فايننشال تايمز-: ولاية ترامب الثانية ستنهي الهيمنة الغربية ...
- مصر.. مستشار السيسي يعلق على موضوع تأجير المستشفيات الحكومية ...
- طالب جزائري يخطف الأضواء في برنامج للمواهب بروسيا (فيديو)
- مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين في إطلاق نار بحفل في مدينة نيويو ...
- احتجاج مناهض للحرب في غزة وسط أجواء حفل التخرج بجامعة ميشيغا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله تركماني - العزة لشعب سورية العظيم