أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد حدادة - هي المعركة الأصعب.... لكنها حتماً الأجمل















المزيد.....

هي المعركة الأصعب.... لكنها حتماً الأجمل


خالد حدادة

الحوار المتمدن-العدد: 3310 - 2011 / 3 / 19 - 09:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


....والحركات المضادة للثورة العربية، لتحركات الشباب والشعوب، لها أيضاً دروسها ودلالاتها...
الدرس الأول هو أن هذه الحركات المضادة للثورة من قبل الأنظمة واستخدام هذه الأنظمة لكل أدوات القمع هي تأكيد على طابع هذه الأنظمة والجرائم التي ارتكبتها خلال عشرات السنين. ومن جهة أخرى تأكيد لقناعة شعوبها بأن ما دفعته وهي راكدة، ساكنة، محبطة ومستسلمة كان أكبر مما يمكن أن تدفعه في حراكها من أجل التغيير...
وارتباطاً بالحركة المضادة، من ليبيا الى اليمن، الى الاجتياح الخليجي والسعودي تحديداً للبحرين، والتأكيد على الرعب الأميركي من طبيعة الحركات الثورية ووقوفها الى جانب الأنظمة ورهانها المستمر عليها. وهذا يؤكد حكماًً الطابع الوطني للحركات الثورية في مصر وتونس وكذلك في البلدان العربية الأخرى...
أما الاستنتاج الثالث هو الاستعداد المستمر للأنظمة العربية المرتبطة بالخطة الأميركية – الاسرائيلية وبطليعتها النظام السعودي وبقايا النظام المصري، أي يتامى حلف "شرم الشيخ"..، استعداد هذه الأنظمة وعملها على تكريس الفتن المذهبية والطائفية من أحداث مصر الى أحداث السعودية الى "الدعم المستتر" لاستمرارية القذافي والنظام اليمني وبشكل سافر إحتلال البحرين بهدف قمع حراكها الاجتماعي السياسي...
وفي مقابل ذلك، تأكيد حركات الشباب والثورة للطابع الوطني لشعاراتها وهذا مضمون المظاهرات الأخيرة لشباب مصر تحت شعار الوحدة الوطنية وكذلك الرد الموحد للمعارضة البحرينية وتأكيدها الطابع الوطني للحراك البحريني رغم التكوين المتعدد لهذه المعارضة.
وبالاستنتاج، إن الحركات المضادة للثورة والقامعة لها بكل أنواع الأسلحة لن تلغي حقيقة انتقال العالم العربي الى مرحلة جديدة ولن تلغي واقع ان ما بعد هذه الحركات ليس كما قبلها.
فالحركات المضادة للثورة لا تستطيع إلغاء مفاعيلها وإعادة العجلة الى الوراء وبأحسن الحالات فإنها لن تستطيع تثبيت سلطة الأنظمة مهما استعملت من أدوات القمع والاجرام... وهي في أحسن الأحوال تأجيل الانتصار...
وفي مقابل الاجرام المضاد للحركات الثورية، تأتي المحاولات الكاريكاتورية للذين يحاولون مصادرة هذه الثورات الشعبية ووضعها في خانة لا تمت لها بأية صلة..
المعبر الأكثر كاريكاتورية عن هذا الاتجاه هو محاولة مجموعات لبنان الآذارية وبشكل خاص مجموعة 14 آذار، الإيحاء وكأن "ثورتهم" أو "ثوراتهم" هي التي حركت ما يجري على الساحة العربية ومن المفيد في هذا الإطار التذكير بالفوارق الجذرية اللاغية لأية علاقة أو أي شبه (بعيد الشر) بين الحركات الثورية العربية ومهرجانات الفولكلور الآذاري اللبناني...
الأول هو في الشعار الوطني للنموذجين، فالنموذج اللبناني المشار اليه نموذج أميركي بامتياز ومرتبط بمصالح الولايات المتحدة ومشروعها وخيراًً فعلوا بتأكيد تبنيهم للقرار 1559 ونتائجه الكارثية على لبنان... وبالتالي اتجاه شعارهم الاساسي لخدمة هذا المشروع ومحاصرة منطق المقاومة الشعبية تحت يافطة نزع سلاح المقاومة. وضمان حصرية امتلاك الجيش للسلاح ومن جهة أخرى محاصرة الجيش ومنعه من التحرر من أحادية مصادر التسليح...
الثاني هو في تكوين هذه الثورات، فالثورات العربية هي بامتياز ثورات وطنية موحدة، بعيدة كل البعد عن الاستقطابات المذهبية والطائفية التي تطبع الحركات الجماهيرية اللبنانية "المليونية" وبالتالي طغيان طابع الشعارات الاجتماعية للثورة في مقابل الطابع الطبقي المرتبط بالنيوليبرالية ومصالحها لقيادات الحراك الجماهيري اللبناني...فلا "محمد بو عزيزي" وقيادات 14 كانون 2 ولا قيادات الثورة الشبابية في مصر من أصحاب المليارات، بل هم ضحايا هؤلاء وضحايا فسادهم وسرقاتهم وأجهزتهم القمعية، بينما معظم المتحدثين في "ساحات الحرية اللبنانية" هم من أصحاب الطائرات الخاصة والمسؤولين عن الهدر الكبير الذي وضع بلدنا تحت دين تجاوز السبعين مليار دولار..
أما الطابع الثالث المختلف هو الطابع الوطني المرتبط والمتمسك بالسيادة والاستقلال الوطنيين الذي عبر عنه ثوار تونس ومصر برفض "النصائح" الأميركية والفرنسية وحتى العربية، بمقابل " تشمير عن الزنود" تحت صور ملوك العرب وأخذ القبل على اليدين من زبانية لنقلها تقبيلاًً لأيدي الأمراء والملوك...
عيب، نعم ألف عيب، لا تقارنوا أنفسكم بفقراء مصر وتونس وشبابها... ألا يكفيهم قمع حليفيكم مبارك وبن علي لهم حتى يأتي تشبيهكم ليستكمل هذا القمع بالاساءة لطبيعة هذه الحركات...
وإذا كانت "الحركات الآذارية" تختلف بطبيعتها وشعاراتها، كلها أو بجزء أساسي منها، عن الحركات الثورية العربية، فهذا لا يعني أن لبنان ليس له حركته الثورية المكملة للحراك العربي والمستكملة للحالة الثورية العربية الراهنة...
إن حركة الشباب اللبناني المتكونة في ظل شعار "اسقاط النظام الطائفي" هي جزء من هذا الحراك الثوري العربي واستكمال له.. فحركة الشباب اللبناني هي حركة تعكس التفاعل اللبناني بما يجب ان ينتج عنه من أفق تغيير ديمقراطي، علماني.
الى ذلك فإن التكوين الاجتماعي لهذه الحركة الشبابية يعكس ايضاً الاتجاه نحو نظام اقتصادي جديد أكثر عدالة في مواجهة الفساد السائد في طبيعة النظام الطائفي ومكوناته...
إن حركة الشباب اللبناني، تعكس ايضاً وعياً لمسؤولية النظام الطائفي اللبناني، عن الفساد وعن التبعية للخارج وعن الحروب الأهلية الدورية التي تستخدمهم وقوداً لها..
إن حركة الشباب اللبناني، تعكس ايضاً الطبيعة اللاوطنية للنظام الطائفي فهو في أحسن الأحوال نظاماً يتحاصص القضايا الوطنية الكبرى، المقاومة والسيادة والاقتصاد... ويعتمد المساومة فيما بين هذه القضايا مما يسيء لها جميعاً..
فهو دمر الاقتصاد وجعل من لبنان الدولة العربية الأقل ديمقراطية في العالم العربي، حيث يمنع على اللبناني حقه الانساني في الأول أي الانتماء المباشر الى الوطن وهو، أي النظام الطائفي، حاصر ويحاصر المقاومة ويطيفها ويجعلها دائماً عرضة للمقايضة حيناً بحكومة وحيناً باقتصاد وحيناً آخر بمحكمة دولية فتقع رهينة هذه المساومات...
إن الشباب اللبناني المتحرك تحت شعار "اسقاط النظام الطائفي" يعي تماماً أن معركته ربما تكون الأصعب، فلبنان هو رغم حرية الكلام والشتائم... فهو الأقل ديمقراطية، فإذا كان في كل بلد عربي "تنين برأس واحد" ففي لبنان " تنين بعشرة رؤوس" هي أعمدة النظام الطائفي في لبنان... وبالتالي معركة الشباب ضد هذا التنين هي الأصعب...
ولكن وجوه هؤلاء الشباب تعكس بشكل واضح تصميمهم وثقتهم بالانتصار رغم الصعوبة...
هي المعركة الأصعب ولكنها حتماً الأجمل.



#خالد_حدادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد مجزرة الاسكندرية.... نحمي التنوع بالديمقراطية والعلمانية
- لترحل الحكومة
- في الذكرى ال 86 نحو بناء توازن شعبي وطني ديمقراطي قادر على م ...
- السياسة اللبنانية والرقص على صفيح ساخن
- من حماية رغيف الخبز الى حماية المقاومة مشروع واحد لا يمكن تج ...
- السلاح لا يطلق النار بل يطلق به.....
- في زحمة الثنائيات والثلاثيات أين مفهوم الوطن
-  صد العدوان، منع الفتنة، وتغيير النظام السياسي، مهمات ...
- نعم لامست الأمور الخط الأحمر يا -دولة الرئيس-
- وماذا بعد الإنتخابات؟؟
- كلمة الامين العام للحزب الشيوعي اللبناني في الذكرى ال84 لتأس ...
- كلمة الامين العام للحزب الشيوعي اللبناني في احتفال الجامعة ا ...
- من أجل معارضة وطنية ديموقراطية
- المؤتمر الصحفي للأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني بمناسبة ا ...
- الوطن أهم من الصيغة... والزعيم
- على الطريق بين غزة وبيروت.... ادفنوا النظام الرسمي العربي
- هذه مبادرتنا لاستنهاض القوى اليسارية
- كلمة الامين العام للحزب الشيوعي اللبناني الدكتور خالد حدادة ...
- سنبقى كما أردت ..


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد حدادة - هي المعركة الأصعب.... لكنها حتماً الأجمل