أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - علي فردان - مسؤولية دول العالم الحر في القضاء على الإرهاب العالمي















المزيد.....

مسؤولية دول العالم الحر في القضاء على الإرهاب العالمي


علي فردان

الحوار المتمدن-العدد: 989 - 2004 / 10 / 17 - 11:45
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


عندما ننظر لخارطة العالم نرى أن الكثير من الثروات المعدنية والنفط والأخشاب والمياه والأراضي الصالحة للزراعة في دول عربية وإسلامية. بالمقابل نرى أن الهجرة في قوارب الموت التي يتلاقفها موج المحيط بالقرب من أوربا هي في معظمها مليئة بالعرب والمسلمين. وأخيراً نرى أن الدول العربية والإسلامية هي الدول الأكثر فقراً والأكثر أمّيةً وأبعد ما تكون عن الديمقراطية، فحكوماتها هي الأكثر سوءاً والأكثر فساداً، وحُكّامها الأكثر غِنىً، وشعوبها الأكثر تطرّفاً لذلك أصبحت هذه الدول المصدر الرئيسي للإرهاب، كما قال عبدالرحمن الراشد "الحقيقة المؤلمة أن كل الإرهابيين مسلمون".
الحقيقة الأخرى والتي يتحاشى ذكرها أكثر الكُتّاب والمثقفين ورجال الدين والدولة هي أن الدول العربية والإسلامية لم تشهد حكماً ديمقراطياً منذ أكثر من أكثر من ألف عام، فبعد الخلافة الراشدة وظهور دولة الأمويين والعبّاسيين عانت الشعوب الإسلامية من حكومات وراثية لعبت بالدين وخلطت الحج مشياً مع آلاف الجواري في القصور، خلطت البذخ والفساد الأخلاقي وقتل الأخوة بعضهم البعض من أجل الحكم مع صلاة الصبح وبناء المساجد، خلطت ما أسمته "الجهاد والفتوحات" بقتل الأبرياء وتعذيبهم والتنكيل بكل من خالفهم.
هذا الخلل الكبير في حياة المسلمين هو الذي هيأ الوضع لأن يحكم العالم الإسلامي أشباه الأمويين والعباسيين والعثمانيين، لتأتي حكومات تتغنى بأمجاد "واهية" أبعد ما كانت عن روح الإسلام وتعاليمه، لأن هذه الحكومات في جوهرها تشبه الحكومات الوراثية السابقة، فكما كان الدين حينئذ الأداة الأولى للقمع وأصبح الحاكم "أمير المؤمنين"، نعيش وضعاً مشابهاً له إن صح التعبير مع اختلاف التسميات، فخادم الحرمين الشريفين، والملك وصاحب السمو الملكي الأمير، وألقاب أخرى، كلها تخلط الحق بالباطل، كما تم خلطه في السابق. فحكومتنا ممثلةٌ بالملك ونائبه وبقية الأمراء لازالوا يبنون المساجد ويدفعون بسخاء لبناء مدارس وجامعات إسلامية بينما يقومون بكل الأعمال المنافية للدين والأخلاق الحميدة. التقارير المشينة أكثر من أن يعدّها عاد، وبرامج المحطات الغربية وصحفها نشرت أكثر من مرة عن البذخ والفجور والفسوق والتفسخ للأمراء حين يسافرون إلى فرنسا و ومونت كارلو وأسبانيا، بينما على أرض الوطن يتحدثون عن الالتزام بتعاليم الدين وروح الإسلام وبناء المساجد وغير ذلك، كما كان في عهد "أمير المؤمنين" هارون الرشيد الذي حج ماشياً بينما يعشش في قصره أكثر من ألف جارية، ومن أراد الاستزادة فليقرأ كتب التاريخ ليرى "الإسلام الأموي والعباسي" على حقيقته، كما نرى الآن الإسلام السعودي على حقيقته، قصور مشيّدة بالبلايين وبذخ ومجون وقصص لا تختلف عن قصص من سبقهم. حتى مع تغيّر العالم وتحوّل العديد من دوله إلى ديمقراطيات إلاّ أن الدول العربية والإسلامية هي الدول التي لازالت تناور وتفتعل "الإصلاحات" للبقاء على سدة الحكم دون تغيير وممارسة أبشع أنواع الاستبداد ومصادرة الحريات. كذلك فإن هذه الدول من الأوائل التي دعمت التطرف الديني إعلامياً ومادياً والذي بدوره أظهرنا بشكلنا "الحقيقي" كمركز للإرهاب ومصدر لا يخبو ولا يجف لكل مأساة ومصيبة، فنحن في الباكستان من خلال الاقتتال الطائفي وفي أفغانستان مع طالبان، وفي الفلبين مع أبو سياف وفي أندونيسيا مع باعشير وفي الهند والدول الأفريقية وفي البوسنة والهرسك وفي الشيشان وفي العراق.
وإذا ما أرادت دول العالم الحر القضاء على الإرهاب فعليها السعي بشكل جاد لمساعدة شعوب المنطقة في التحول إلى الديمقراطية، وهذا يحتاج لعمل دؤوب خاصةً وأن الحكومات العربية تدفع البلايين لتحسين صورتها في الخارج، بينما تقمع أي تحرك ديمقراطي سلمي في الداخل، وما يحدث هنا في المملكة إلاّ دليل على ذلك. إن الآلة الإعلامية السعودية تملك من الصحف والمجلاّت والقنوات الفضائية التي لا قِبل للشعوب بمجاراتها، هذه القنوات ليست فقط إخبارية، بل قنوات أخرى متطرفة مثل المجد وقنوات أخرى في الطريق تهدف لتزوير الحقيقة وإظهار هؤلاء الحكّام بأنهم "أولي الأمر" وإن الله "ولاّهم أمرنا" ولهذا يجب طاعتهم حتى لو ارتكبوا أبشع أنواع الاضطهاد والظلم طالما يشهدون أنّ لا إله إلاّ الله وأنّ محمداً رسول الله.
ولهذا فإن على دول العالم الحر التي تبحث عن مصالحها المستقبلية ولا تُريد أن ترى رعاياها كما الآن في الفلّوجة يتم نحرهم أمام الكاميرات كما الخراف تحت شعارات الله أكبر. على دول العالم الحر التي لا تُريد أن ترى رعاياها يُذبحون أو سفاراتها أو منشآتها تُدمّر باسم الإسلام والدفاع عن الدين، عليها التحرك قبل فوات الأوان ودعم الحركات السلمية الداعية للديمقراطية. على هذه الدول المساعدة في مواجهة الإعلام الحكومي عن طريق إنشاء قنوات تدعم الديمقراطية في العالم العربي وأن يكون التركيز واضحاً على حرية التعبير والحريات الدينية والمساواة وحقوق المرأة والتسامح والانتخابات الحرة ومداولة السلطة والمحاسبة ومؤسسات المجتمع المدني.
إذا ما أرادت دول الغرب أن تعيش بسلام فعليها أن تتوقف عن دعم الدول التي تنتهك حقوق الإنسان، الدول التي تدعم التطرف وتدعو إليه في سياساتها ومناهجها الدراسية وتمارس الاستبداد والتمييز على أرض الواقع ضد الشعب وتنتهك جميع الحقوق الإنسانية التي نادت بها المجتمعات المتحضرة والأمم المتحدة وتم التوقيع على مواثيق احترام حقوق الإنسان؛ لكن هذه الدول تنتهك هذه المواثيق التي وقّعت عليها وتمارس عكس ما تتحدث عنه في آلتها الإعلامية الموجهة للغرب.
على الدول الغربية أن تدعم الحقوق الإنسانية للشعوب العربية كاستراتيجيه مستقبلية تصب في مصلحتها بدلاً من خلق المزيد من العداء مع شعوب المنطقة المحبطين الذي بدون شك سيؤجج نار الكراهية ضدّها، وهذا يهدد مصالحها المستقبلية التي ستكون في خطر في حالة نشوب حروب أهلية أو وصول حركات أو عصابات إرهابية مثل طالبان إلى الحكم. إن الديمقراطية هي خيار إنساني عالمي لا يمكن أن تكون نتيجتها سوى المزيد من الرفاهية والأمان لكل شعوب الأرض، نتيجتها هي المصالح المشتركة للجميع لتعيش الشعوب الغربية في أمان من الأعمال الإرهابية وتنعم الشعوب العربية والإسلامية بجو من الحرية والتعددية والرفاه الذي لم يعيشوه منذ مئات السنين.
على الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية التي عانت أبشع أنواع الإرهاب ولا تزال تعاني منه في العراق، عليها أن تتحرك لدعم كل التوجهات السلمية والضغط دبلوماسياً واقتصادياً على الدول الديكتاتورية، وبالذات الدول التي تُعتبر مصدراً رئيسياً للكراهية والتطرف والإرهاب. إن نجاح أمريكا في العراق وإرساء الديمقراطية فيه يتعارض بشكل كبير مع هذه الدول ولهذا فهي لن تتوقف عن دعم الإرهابيين في الفلّوجة أو السماح لهم بالمرور الآمن إلى العراق لتوتير الوضع الأمني الذي نشهده الآن. وما حصل من تفجيرات اليوم طالت كنائس للأخوة المسيحيين إلاّ دليل آخر على محاولته إشعال فتيل حرب أهلية حيث فشلت سابقاً في مساعيها لإشعال تلك الحرب بين الشيعة والسنة، والآن محاولة إرهاب مسيحيي العراق لينـزحوا من بلادهم.
هذه دعوة مخلصة لكل دول العالم الحر التي تبذل عشرات البلايين من الدولارات لتعزيز أمن المنشآت الحيوية لديها في الداخل والخارج، هذه دعوة للعمل على مشروع أقل كلفةً من تعزيز ترساناتها المسلّحة، مشروع الحريات في الشرق الأوسط. مشروع الدعوة للتعددية والتسامح والحريّات وبناء المجتمع المدني. مشروع يتبنى السجناء السياسيين ويدافع عن ضحايا التعذيب والتمييز والعنصرية، مشروع يقاوم الآلة الإعلامية الحكومية بالحقائق الدامغة ليصل إلى الناس واعداً إياّهم بغدٍ أفضل. فهل تصل هذه الدعوة لمن بيدهم القرار؟



#علي_فردان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دستور وفتاوى .. رمضان كريم
- وزارة الداخلية تضطهد المرأة السعودية
- شيعةً وسنة ندين اعتقال الشيخ مهنّا
- أنا ضدّ الإصلاحات السعودية !
- لماذا يا شبكة راصد؟
- المؤمنون الثلاثة: ولا تهِنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون
- الشيعة والحكومة السعودية: من يحتاج لصك غفران من الآخر
- الشيخ صالح العبيد: إذا حدّث كذب!
- الحوار التمدّن في مواجهة الجاهلية السعودية
- الإصلاحات السعودية تكشّر عن أنيابها
- ماذا يعني تِعداد السكّان للشيعة في السعودية؟
- ماذا بعد تقرير الخارجية الأمريكية عن اضطهاد الشيعة في السعود ...
- الشيعة يرحّبون بتقرير الخارجية الأمريكية وإدانة الحكومة السع ...
- الشيعة في السعودية يطالبون بحقوقهم كاملةً غير منقوصة
- ملخّص تقرير وزارة الخارجية الأمريكية عن الحريات الدينية في ا ...
- رد على شيخنا الصفّار حول تقرير وزارة الخارجية الأمريكية
- الخصوصية السعودية: استبداد ودعوة صريحة للعنف
- ثلاث سنوات على تفجيرات سبتمبر: مازال الإرهاب مستمراً
- إلى المتميّزين من الشيعة في السعودية: موتوا كمداً
- مشايخ الإرهاب والإرهابيون: سياسة فن الممكن


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - علي فردان - مسؤولية دول العالم الحر في القضاء على الإرهاب العالمي