أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ناجي عقراوي - كيف يشعر الإنسان بالراحة وذراعه في قبضة الآخرين















المزيد.....

كيف يشعر الإنسان بالراحة وذراعه في قبضة الآخرين


ناجي عقراوي

الحوار المتمدن-العدد: 218 - 2002 / 8 / 13 - 00:11
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


العراق عراقنا وشعبه شعبنا وأي تغيير يجب أن يكون بشروطنا :

 في خضم الأحداث السياسة العاصفة والتصريحات النارية ، يجري في الدهاليز عن سابق تصميم  تهميش رأي الشعب العراقي ، هذا الشعب المحاصر خارجيا  والمقموع داخليا و المثخن بالجراح  وسكاكين القريب والبعيد تنهش في جسده ، والمزايدات تجري على معاناته بمسوغات ومبررات نعرف سلفا دوافعها ، وفي مقدمة هؤلاء  بعض دول الجوار ، كأن أساليب القمع والتهميش التي تمارسها السلطة الباغية لا تشفي غليل هؤلاء البعض .

جهات كثيرة من المعارضة العراقية دخلت إلى حلبة الصراع ، كأن تغيير النظام العراقي فقط هو الهدف والغاية ، أما مستقبل الشعب العراقي ومصير وطنه لا تهم بعض العراقيين ، فكل طرف دخل إلى حلبة المصارعة بثوب وشعار هذه الجهة الإقليمية أو تلك ، راغبين حصول زواج قسري بين التوجهات الأمريكية ومصالح تلك القوى الإقليمية بالرغم من التطلعات العراقية ، ناسين بأن المنطقة قلقة ومضطربة أساسا ، متجاوزين التوازنات و التارجحات المتغيرة في السياسة ومجريات الأحداث ، والبعض الآخر يلبس رداء المعارضة وللأمس القريب كان متطوعا ومخبرا ذليلا لدى الأجهزة الأمنية للنظام ، متصورين الادعاء بلعبة الديمقراطية وطرحهم بعض الأفكار سوف تقنع الآخرين للتغطية على مخططات أسيادهم ،  وكأن القوى الحية في المجتمعات العراقية والموجودة على الأرض لا تعرف أهدافهم وأبعادها وجذورها ، وكيف يجري حثيثا لتحويلها إلى ورقة سياسية ، لكي يصار إلى ترتيبات أمنية لصالح هذا الطرف أو ذاك ، وبذلك يمهدون إلى مشروع مواجهة جديدة أو مأزق جديد ، وبعدها للانعطاف في اتجاهات خارج المصلحة العراقية ، ومن ثم جعل الخريطة السياسية وفق بعض المقاسات كأمر واقع ، غافلين الإرادة العراقية الحقيقية الكامنة ، بسبب تغيبها من قبل النظام العراقي وبعض الدول الإقليمية والغربية و في المقدمة أمريكا ، وتصوير هذه الإرادة في قناعاتهم بأنها مجرد أشباح لا وجود لها ، في حين تراهن القوى الوطنية العراقية المخلصة ، بأن هذه الإرادة سوف تخرج إلى السطح وبقوة ، لتفريغ هذه المشاريع الغبية والخيالية من مضامينها ، حتى وان كان في الظاهر أنماطا متعددة ومتباينة تتحكم في واقع العراقيين ، لأن جلها تصب في خانة مصلحة الوطن ، والاختلاف في الرأي رحمة قبل أن تكون نقمة ، والذي يتصور عكس ذلك يوهم نفسه بان هذه الإرادة لن تتأثر بصورة مباشرة بالنتائج سواء بوجود النظام أو ما بعده ، وبالتالي يذهب إلى القناعة بان التغيرات في الخارطة العراقية سوف تحصل بصورة هادئة وسلسة .

نقول للدولة التركية الطورانية ، مهما حاولت  من عمليات الضغط و الابتزاز لا يستطيعون  تدنيس الأرض العراقية وتحت أية يافطة أتت ، إنها ليست نزهة عابرة ، لأن تحت الرماد كميات هائلة من التراكمات المأسوية ، التي مارسوها ضد شعوب المنطقة ، من عهد إمبراطوريتهم المقبورة مرورا إلى عهد كيانهم الطوراني ، وشعبنا لا يستقبلهم بالزغاريد والهلاهل ، بل سوف ينفجر بوجههم الغضب العراقي ، وسوف يجعلهم إلى دفع ثمن باهض ، وسوف تقود المنطقة إلى وضع لا يمكن لجم تفاعلاته حتى وان دعمت أمريكا مطامعهم أو قسم منها ، وحين يفيقون على شراسة وعنف ردنا ، سوف يجيدون انعكاسات مدمرة على طابورهم الخامس  وعلى كل الذين يحتمون بالجيش الغازي ، ونراهن أيضا على العمق العربي و الإسلامي للعراق ، وهناك جهات إقليمية ودولية أخرى لها وزنها لا تتفق مع الرؤية التركية ، و تؤدي حتما إلى مواجهة واسعة النطاق  ويفلت المارد العراقي من عقاله ، لأن الكعكة  العراقية ليست سهلة الهضم ، ولدينا حساباتنا منذ أن وضعوا (ولاية الموصل ) في ميزانيتهم السنوية الخاوية  .

ليس سرا إذا قلنا بان هناك شكوى عامة ، وان سكت البعض لأسباب انتهازية و مصلحيه ، من انفلات بعض الخلايا التي كانت النائمة من الطابور الخامس الطوراني ،  وتجاوزها الحدود المباح والدخول إلى منطقة المحظور  وبأسلوب الإهانة و التشهير والافتراء و الدجل ، وانهم إن لم يكشفوا أخطاءهم ويراجعوه  سوف يأتي اليوم الذي يثار دوافع الحقد نتيجة تصرفاتهم ، أن أفكارهم الجهنمية بوضع خرائط وقضم الأراضي العراقية والسورية للوصول إلى داخل تركيا ، أنها اغضاض أحلام  سوف تصبح كوابيس مرعبة تهز وجودهم ، إن مثل هذه التصرفات وأفكارهم  الشيطانية تدفع في نفوسهم الشجاعة للانخراط في المغالطات المكشوفة ، والانجرار وراء مخططات الأجهزة الأمنية التركية وبحجة الجذور التاريخية دون النظر إلى الوراء ، وتحوير شخصيتهم الوطنية العراقية ، لحساب التوازن الاقتصادي والاستقرار الداخلي للدولة الطورانية على حساب العراق ، كأنهم يريدون القفز على التوازنات الإقليمية والدولية والطيران بجناح واحد للوصول إلى نعمة الدولة الطورانية ، التي تحاول التوازن منذ عقود بين جسدها الشرقي و رأسها الأوربي ، ودون حصاد يذكر رغم محاولاتها الدؤبة للدخول إلى النادي  الأوربي ، وهي مرفوضة حتى من التقرب من  أبواب هذا النادي  ، مهما حاولت الترقيع وتجميل صورتها البشعة والمطبوعة في الذاكرة الجمعية للأوربيين ، ويعلمون بأن ماكياجهم مزيف واقتصادهم منهار وعقليتهم جامدة والعدوان جزء لا يتجزأ من طبيعة سياساتهم ، وهذا ما نجده في بحر ايجة وفي قبرص وكردستان ولواء الاسكندر ونه وغيرها من الأماكن ، وحينما يقعون في ( المستنقع ) العراقي سوف يجدون مدى كراهية العالم لسياساتهم العنصرية الشوفينية ، العبرة ليست في الغزو فقط  بل في كيفية الحفاظ على الأرض .

الخريطة التركية للجالية الطورانية في العراق ، سربها في حينه الأجهزة الأمنية  التركية ، وهي مشروع أمريكي – تركي – إسرائيلي  مشوه ، يراد منها كي تنضج وتتطور تحت الضغوط و الأمر الواقع ، وتحويله من وجود مصطنع إلى وجود طبيعي ، وأمريكا لم تعمل يوما لصالح قضايا الشعوب ، وتجاهلت كثيرا المطالب المشروعة للآخرين ، وهي نفسها كانت تبارك و تؤيد نظام صدام حسين في ممارساته القمعية ، وبعد أحداث 11 من سبتمبر قامت بتسييس قواعد القانون الدولي وافقده من صفة التجريد و العمومية ، مما أدت بالأمم المتحدة إلى مجرد أداة للدبلوماسية الأمريكية، وأعطت لتركيا أدوارا ومن أهمها دور في مجال المياه ، وان تبين في بعض الحالات بأنه يلف دورها بعض الغموض ، وهو غموض مقصود يراد بها تمرير المشاريع الإقليمية المخططة لها أمريكيا . 

لا شك أن الوطن العراقي مستهدف ، ونحن الأكراد أيضا مستهدفون ،  والطريقة التي تلعب بها  تركيا الطورانية من الناحية السياسية مختلفة عن سياسة العالم المتحضر ، وهنا يمكننا القول بأن السكوت المشين والمعيب لبعض المعارضة عن الخريطة التركية التي نشرتها الأجهزة الأمنية الطورانية بواسطة عملائها في العراق ، مهما تكن حججهم لا تبرر هذه ألا مبالاة ، وبل وصل بنا الأمر إلى الشك من مواقف بعض قوى المعارضة ، وهنا نقول بإمكاننا أن نصبح المعادلة الصعبة إذا لم يفيق البعض ، ونستطيع دائما خلط الأوراق ، لأننا بعد انهار من الدماء والدموع ، نرفض إحلال بسطال جند رمة الأتراك محل النظام الديكتاتوري .

إذا كانت لأمريكا خطوط حمر بالنسبة للدولة الكردية ، فهذا ما أكده الجانب الكردي دائما ، وقيادات الكردية متفقة على عدم طرح موضوع الدولة الكردية ، لأنه ليس من العقل والمنطق أن ندفع شعبنا إلى الانتحار ، وليس هذا يعني  بأنه ليس من حقنا المطالبة بحق تقرير المصير كأمة لها وجودها ، أو بسبب الظروف الإقليمية فقط ، بل لان أكثرية شعبنا الكردي يؤمن بوحدة المصير المشترك في العراق ، نتيجة العلاقات التراكمية التاريخية بين العرب و الأكراد .

هنا من حق المراقب أن يسال الجانب الأمريكي ، هل وضعت خطوط حمر للدولة الطورانية بالنسبة للشان العراقي ؟ وما هي موقفها إذا تدخلت تركيا في الشان العراقي بصورة عامة ، وفي الشأن الكردي بصورة خاصة ، ولا سيما إن تركيا ربيبتها وعضوه في الحلف الأطلسي وتقتات اقتصادها من الفتات الأمريكي ، أم تعتبر لتركيا أدوار أخرى ، وان شمال العراق هي مثل شمال قبرص ، والشعب العراقي في شماله هم هنود حمر ، يجب الوصاية عليهم من قبل أحفاد هولاكو وجنكيز خان ، ليحكموه  على طريقة قرقوش .

أمريكا وبعض القوى المعارضة أسقطت من معادلتها موضوع خلط الأوراق ، متناسية بأن العنف يولد العنف ، والقوة مهما كانت لا تصنع السلام ، ومن ابسط طرق خلط الأوراق هو ، لو أحس حاكم بغداد بان الحبل يلتف حول عنقه ، من الممكن أن يهيئ الظروف الذاتية والموضوعية  لنوع من الشراكة والحريات والديمقراطية التي يتطلع إليها الشعب العراقي ، ويقلب بذلك الطاولة على كل اللاعبين .

يقول نائب وزير الدفاع الأمريكي بأنه يتفهم رئيس أركان حرب التركي السابق حسين أغلو ، ولكنه نسي أن يقول له بان لديه دولة في تركمستان وهي موطن أجداده يمكنه الذهاب إليها ، ونسى أيضا بان يقول له بان الحدود بين العراق والدولة الطورانية ، خطت وفق معاهدات دولية منذ عهد عصبة الأمم ، والأمم المتحدة هي الوارثة الشرعية للعصبة .

سيرتنا نحن الكرد في التضحيات والمآسي ، أطول واعمق من وجودنا في التاريخ ، وتعلمنا بان السياسة فن الممكن ، والذي يعمل  على قتل الرؤية المستقبلية للعراقيين  بصورة عامة وللأكراد بصورة خاصة ، كمدخل لضبط الساحة ليؤسس لإعادة أجواء ديكتاتورية بديكتاتورية أخرى ، فإننا نعتبر تلك الرغبات هي تمهيد لتلعب الدولة الطورانية ، دورها البشع ولتشويه صورة الواقع المعيش بخريطتها الجديدة ، والشيء الذي نعرفه بان بطش الدولة الطورانية هي نتيجة لبطشها السياسي ولعقليتها العنصرية ، لذا نعتبر التدخل التركي بالنسبة لنا هو خط احمر واحمر جدا ، آن الأوان بأن يتكلم الجميع بصوت عالي ، وفي المقدمة أمريكا والنظام العراقي وقوى المعارضة العراقية عن موقفهم من الدور التركي

 

ملاحظة :

 

نشرت مقتطفات منها في جريدة الزمان عدد 1284 في 12/8/2002



#ناجي_عقراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطورانية شكل من أشكال العنصرية
- هناك فرق شاسع بين قوة الحضارة وحضارة القوة
- ماركة مسجلة .... أحذروا التقليد
- شئ من التأريخ
- السياسة التركية تتعارض مع تطورات ومستجدات العصر
- رسالة وشكر ومحبة من كردي لشقيقه العربي من سني لأخيه الشيعي
- الديمقراطية بين الواقع والتطبيق.... كلنا في الهم شرق


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ناجي عقراوي - كيف يشعر الإنسان بالراحة وذراعه في قبضة الآخرين