أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد منتصر - الشباب يريد إسقاط الدستور














المزيد.....

الشباب يريد إسقاط الدستور


أحمد منتصر

الحوار المتمدن-العدد: 3306 - 2011 / 3 / 15 - 20:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مما يحز في نفسي أن كثيرًا من أشكال الحكم الدكتاتورية ما زالت تحكم مصرنا الغالية ويعطي ويسبغ عليها شباب مثلي ومثلك كالورد الشرعية الكاملة والقداسة. حضرت أمس من سوء حظي مؤتمرا شعبيًا بمدينتي الصغيرة تحدثت فيه الكثير من القوى الوطنية وكان من المفترض أن يتحدث فيه مدير أمن المحافظة الجديد. كنت ذاهبًا للاستماع إلى مدير أمن المحافظة الجديد لأعرفه وأعرف ما سيعدنا به في المرحلة القادمة من بعد توليه منصبه شديد الأهمية الأمنية.

للأسف أخذت (القيادات) كبيرة السن تتحدث وتصهلل وتهلل عبر مكبرات الصوت القميئة مما أصابني بالتعب في أذنيّ بعد ساعة من الزمن عندما أحسست أن مدير الأمن الجديد لن يتحدث إلا بعد دهر. التقطت باقة ورد بلدي رقيقة من شاويش أسمر مبتسم وأخذت بعض الشباب الزاهق مثلي وخرجنا من المؤتمر. سألني شاب حائر عن معنى كلمات تليت على مسامعه عبر المكبر القميء كـ(حزب) وكيفية الانضمام إليه وعن الشخصية التي أرغب بالتصويت لها في انتخابات الرئاسة القادمة وعن أشياء ومصطلحات كبيرة لا أجد داعيًا لذكرها ههنا.

طافت بذهني مجموعة من الأفكار وأنا أجيبه بعلو صوتي كي يسمعني أهمها: لماذا ما زالت هذه (القيادات) الحزبية الكبيرة تتحدث؟ من الذي أعطاها الشرعية الآن واكتفى بارتداء البذلات الفاخرة والوقوف حول المنصة لتنظيم المؤتمر؟ أليسوا هم الشباب الذين قاموا بالثورة المجيدة؟

في الحقيقة كان أغلب الشباب ممن يقبع تحت المنصة ويضع على صدره لافتة صغيرة -تقول (لجنة التنظيم)- من الإخوان المسلمين! ولا عجب فما زال الكثير من شباب الإخوان يدعم القيادات الكبيرة والعقليات الأبوية بالجماعة ويسبغ عليها ما لا تستحقه من القداسة والتقدير.

يا شباب هذه الثورة ثورتكم. ولن تحقق أهدافها بصراخ من هم أكبر منكم. ولتكن تصريحات مرشد الجماعة كشاف نور لكم عندما قال: لا يجوز لعضو الجماعة الانضمام لحزب غير حزب الحرية والعدالة! فماذا لو لم يعجب برنامج الحزب شابًا من جماعة الإخوان المسلمين؟ إلى متى سوف يتحكم بتحركاتكم الآباء؟ إلى متى ستسبغون الشرعية على الآخر لمجرد أنه أكبر منكم سنا وأبيض شعرًا؟

السقف الأبوي المرتفع ما زال يجثم على صدورنا نحن شباب مصر. وأضرب لك مثلا بموقف الحركات الأبوية من التعديلات الدستورية المزمع الاستفتاء عليها في 19 مارس الجاري. فلقد ذهبت كافة الحركات الأبوية كالسلفيين والإخوان إلى التصويت بنعم على هذه التعديلات. وذهبت كافة الحركات التي تأخذ بآراء الشباب قبل إبداء رأي واضح وصريح في أي شيء إلى التصويت بلا على نفس هذه التعديلات. الموقف فيه جانب أيدولوجي بحت إذن. الكبار تناسبهم طريقة إجراء التعديلات فإما أن تقبلها مجمّعة وحزمة واحدة أو ترفضها وهذه طريقة للتربية لديهم معروفة ومألوفة فالأب يقول لك كثيرًا: سأناقشك فيما تقول ولكن اعلم أنك إن لم تقبل بما أرى فسأنفذه رغما عنك في النهاية واضرب رأيك ورأسك بالجدار.

أما الشباب الذي خرج محطمًا التقاليد والمعايير وناسفا الثوابت وضاربًا بعرض الحائط كافة القوى الظلامية الغاشمة بدءًا من وَهم الاستقرار الكاذب حتى تحذيرات الآباء في البيوت بعدم الخروج من البيت. فلا بد لهذا الشباب الواعد أن يكمل رسالته التقدمية الخالدة. لا بد أن ينفذ ما قال ووعد به عندما صرخ وأعلنها على رؤوس الشوارع والأشهاد وفي صدور الميادين:

الشباب يريد إسقاط النظام.

هذه فرصتكم أيها الشباب لاختبار قوتكم وثورتكم. فهل أنتم قدر المسئولية التي قدتم بها مصر إلى بداية عصر متفرد من الديمقراطية والضياء؟ أم سوف تعودون للاستماع إلى آبائكم الذين رضوا بالقليل وأورثوكم الذل والعار والهوان؟

هذا ما سنعرفه يوم 19 مارس.



#أحمد_منتصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعديلات شكلية على دستور فاقد للشرعية
- ذكريات ما قبل الثورة
- رواد الكتابة الجديدة في مصر
- شهادة سلفي سابق
- قصة ضمير المصري الحديث
- معاناة الحارس اللغوي
- يوتوبيا حينما يلامس الخيال الحقيقة


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد منتصر - الشباب يريد إسقاط الدستور