أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمودي جمال الدين - انتفاضة آذار في ذكراها العشرون دروس وعبر















المزيد.....



انتفاضة آذار في ذكراها العشرون دروس وعبر


حمودي جمال الدين

الحوار المتمدن-العدد: 3296 - 2011 / 3 / 5 - 21:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انتفاضة آذار في ذكراها العشرو ن دروس وعبر
تطل علينا اليوم الذكرى العشرون لانتفاضة الشعب العراقي الخالده في اذار 1991 ولكي لاننسى هذه الذكرى العطره التي غمست بنجيع الدم والدموع تاريخ العراق النضالي والجهادي ضد المستبدين الطغاة الذين استباحوا شعبهم لأكثر من خمسة وثلاثين عاما قتلا وجوعا وتهجيرا وأذاقوه مرارة الذل والهوان .
فحري بنا ان نتوخى الحكمة والموضوعيه عندما نقف متأملين قراءة هذه الصفحه المشرقه والزاخره من تاريخ شعبنا العظيم بعد ان كللت بالنصر المؤزر الذي أطاح بعروش البغي والفساد واللذين نراهم اليوم قابعين خاوين حاسرين منكسي الرؤس امام شعبهم في قفص الاتهام ليحاكمهم على ما اقترفوه بحقه من جور وظلم طيلة سنين القهر والضياع .
ولا أود في مداخلتي هذه ان اضيف او اصحح لبعض ماقيل وكتب من روايات وتحليلات واجتهادات لهذه ألانتفاضه بل اسعى قدر الامكان على ابداء وجهة نظري الخاصه في عوامل تفجرها وزهو الايام التي عاشتها والاسباب التي ادت الى انتكاستها واخفاقها ثم المعطيات والنتائج التي افرزتها منطلقا في كل ذلك من الزاويه التي عشتها وتفاعلت معها مقارنة بالمساحه الواسعه التي غطتها تلك الانتفاضه على عموم الارض العراقيه فتفاوتت وتباينت وفقا للظروف والمؤثرات المحيطه في كل بيئة وجدت فيها .اضافه الى الفتره الزمنيه القصيره التي مكثت فيها متخفيا في ارض الوطن بعد قمعها لذا قد اخفق في اعطاء صورة كاملة مرضية بتفصيلاتها وحقائقها وفي اعتقادي ان الحقيقة لم تكن يوما مطلقة بل تظل نسبية في زمانها ومكانها وكيفية التواصل معها فاستميحكم العذر لذلك.
ولدت الانتفاضه من رحم مثقل بالهتك والعذاب والظلم وكم هائل من الاخطاء والممارسات التي انتهجتها القياده الحاكمه بمعزل تماما عن شعبها حيث أعمت بصيرتها مبتعدة عن الحس والإدراك لما يحيط بها من تفاعلات وتوازنات اقليميه ودوليه فأقحمت الشعب في حروب طاحنة لامبرر لها كانت حصيلتها ألاف من الشهداء والمفقودين والمعاقين يقابلها الآلاف من اليتامى والثكالى والمحرومين فضلا عما هدر من طاقات وثروات وبنى تحتيه أحالت العراق ركاما يلعق جراحه سنينا طوال دون ان يرد في خلدها ان اسلوب الفتك والبطش والتدمير يولد الانفجار .
واذا ما سلطنا الضوء على الوضع السائد إبان الاحتلال الغاشم لدولة الكويت وانعكاسات ذلك الاحتلال ومؤثراته على المجتمع العراقي قبل اسابيع من اندلاع الانتفاضه .
فالحصار الاقتصادي الجائر الذي أناخ بكلكله على صدور العراقين متحملين كل تبعاته وأعبائه حيث اعتمدت البطاقه التموينيه كعامل رئيسي لسد رمق العراقيين وعيشهم والتي لا تفي حد الكفاف للفرد الواحد لانها كانت عرضة للتلاعب والسرقه والاحتيال من قبل المسؤلين والمتنفذين لكونها كانت تسرب الى بيوتهم ثم يكرر توزيعها من خلال طرحها للبيع في الاسواق ,فضلا عن الارتفاع المذهل في اسعار السلع الاستهلاكيه الضروريه في الاسواق وتدني قيمة الدينار العراقي بشكل مهول حيث يتعسر على ذوي الدخل المحدود وهم الغالبية العظمى من الشعب الاقتراب من تلك السلع رغم إغراق الاسواق بها بفعل التهريب من دول الجوار والنهب والسرقه من ارض الكويت,وبذلك اختفت المائدة العراقيه العامره بالأكلات الرئيسية المعتمدة على اللحوم بأنواعه والاسماك والبيض وصار المواطن العادي يكتفي بشمها والتمتع برائحتها عن بعد وهي تكتض في بيوت الموسرين والمحسوبين على السلطه والنظام.
واضحت الاكله الشائعه عند العراقين البطاطه والطماطه واللهانه والبصل اما حليب الاطفال فانحسر هو الاخر واذا ما وجد فاللقادرين على شرائه ,ولم يعد للمطاحن والمخابز والافران من وجود لعدم توفر المواد والوقود فكان جل الاعتماد على الحطب في الطهي والتدفئه وكان سيد الموقف في الاناره الفانوس والبطل والشمعه ,انقطع وضمر التواصل بين البلدات العراقيه واصبح التنقل بينها للحالات الضروريه لاختفاء مادة البنزين والتي اذا ما توفرت فباسعار خياليه ,اما ماء الشرب اجاركم الله حتى الحيوانات تتأفف من رائحته وفي مناطق كالبصره كثيرا ما يختلط بماء المجاري لهذا اعتمدت بعض البيوتات على حفر الابار في حدائقها وبيوتها كوسيله ضروريه لتوفيره ,اما الوضع الصحي فقد تردى بشكل مخيف فالمستشفيات خاويه خاليه من الاطباء والممرضين لزج الكثير منهم في جبهات القتال ولتفشي ظاهرة الكسل والترهل وانعدام المسؤليه وظمور الاقسام المتخصصه والمختبرات والصيدليات التي افتقرت الى ابسط المواد الاساسيه ومستلزمات العلاج الضروريه, اما الصيدليات الاهليه وبفعل استشراء الاحتكار والبيع في السوق السوداء سربت ادويتها ومستلزماتها الطبيه الى بيوت مالكيها فاستحالت الى بيع المواد الاستهلاكيه والمنزليه والتي لاتمت بصله لصحة الانسان ,فتفشت الامراض وانتشرت بشكل فاقع الاوبئه والامراض المتوطنه والمعديه والدوله عازفة منشغله بهمها وباشباع نهمها وملئ جيوب مسؤليها من الثروات التي انهالت عليها من جراء المتاجره بارواح الناس ودخلت الى السوق باوسع ابوابه في المنافسه والمضاربه والاحتكار ويقف على رأسها المتنفذين واصحاب القرار.
اما الوضع الاجتماعي والنفسي فلا يختلف عن مجمل مشاكل ومآسي العراقين حيث انضمر وتلاشى ذلك النسيج الاجتماعي الذي كان يتحلى به العراقيون والذي يتميز بالمحبه والالفه والحميميه اذ اضحت العائله تضيق على نفسها وتنحصر بالقدر الذي يستوفي عدد الافراد تحت سقف واحد ,لانشغال الناس بهمومهم وفي كيفية اعالة انفسهم وعوائلهم يضاف اليه التراكم النفسي والاحباط والتغير في السلوك والطبائع الذي سببته وخلفته الحرب العراقيه الايرانيه والتي امتدت لاكثر من ثمان سنوات متواصله احرقت فيها الاخضر واليابس من بنية المجتمع العراقي.
تفاقمت ظاهرة الجريمه والقتل ولاسباب واهيه وتافه وانحسر الامن والامان وصار الانسان يخشى على بيته وسيارته وماله من السرقه والاعتداء والذي تفشى بشكل فاحش.
ازدهرت ظاهرة المحسوبيه والمنسوبيه والرشوه والاحتيال والتزوير فليس بمقدور أي مواطن عادي من تمشية ومتابعة أي معاملة له في كل دوائر الدوله ومؤسساتها مالم يقدم الهدايا والرشاوي للموظف المختص او للوصول الى الحزبيين واصحاب الجاه والمنزله من المتنفذين في الدوله ,ناهيك عن النظرة الدونيه والاستحقار الذي يعامل بها ابناء طائفة معينه او المنحدرين من مناطق جغرافيه معينه ,فالتميز الطائفي والعرقي والمناطقي استفحل وبشكل جلي وعلني وبدون أي ذرة من الخجل والحياء وكأنما هذه الاقوام جاءت من مواطن اخرى وليس شركاء في هذا البلد لهم حق العيش والمواطنه والتفاعل اسوة بالاخرين .
كل شيئ من حولك يشعرك بالقتامة والكآبة والملل ظلام دامس ليلا واحتصار واختناق داخل البيوت المتشحه بالسواد لكثرة ما قدمته من شهداء وما تحويه من ارامل وايتام ,فضلا عن الحديث السقيم المكرر الذي يلوكه الناس عن البطاقه التموينيه وما تحتويه وكيفية العيش غدا وما يغلفه هذا الغد من مجهول مريع ومخيف حيث اصبحت الحرب مع دول التحالف المحتشده على تخوم الكويت قاب قوسين او ادنى وعدو اليوم ليس عدو الامس فهناك تفاوت ومفارقة كبيره بين القوتين.
,هذا الجو الخانق كان يخلق توترا وهلعا لدى عامة الناس التي انشدت الى الاذاعات لسماع التحليلات والاخبار لعلهم يجدو بين ثناياها بارقة امل تنجيهم مما هم مقبلون عليه ,وتضج احاديثم بالتسائل هل تنشب الحرب ؟ وهل تضيع هذه الجهود والوساطات التي تبذل ومن كل الاطراف في العالم في الحؤؤل امام وقوع هذه الحرب المجنونه التي اختلقها جهلة وحكام العراق ,حيث اصبح العراق مسرحا سياسيا للمنلظرات والافكار والوساطات .
ولما اعلن العراق انسحابا صوريا تعالت الزغاريد وغطت سماء العراق من اقصاه الى اقصاه نيران البنادق ابتهاجا وفرحا بقرب الفرج الا انه كان في حقيقته تعبير عن الرفض والاستهجان لسياسة الحرب والاحتلال الغادر الذي انتهجته الطغمه الحاكمه .
واترك تفاصيل الهجوم الجوي الذي شنه الحلفاء ليلة 15-16 من كانون الثاني 1991 وكل ما حمله من رعب وهلع ودمار وخراب على العراقين .
البصره في زهو ايامها
طريق الموت يمر عبر البصره لذا كان فستان عرسها مضمخا بالدم.
من وحي الذاكره ونقائها وحيوتها التي تتجد عبر الازمنه ومن المشهد الذي تنؤ بحمله ليتقارب في بعض من اجزائه وبيئته ومؤثراته مع ما تعيشه بصرتنا اليوم يطيب لي ان اصطحبكم معي الى اجواء ثغر العراق ونافذته التي اطلت على حروب مفتعلة لاكثر من عشر سنوات تجرعتها على مضض وانين الا اني ساقتطع منها يومان فقط هما 1و2 اذار 991 لعلني اوفق الى ان اجعل خيالكم يسرح معي في فضاء مدينتي لليومين الانفين واخص منكم من ابدلو الزيتوني بجبة وزبوني واعتلو صهوة المجد وناصيته الان ليتحكمو برقابنا مرة اخرى بعد ان اسامونا خسفا وهوانا لاكثر من خمس وثلاثين عاما .
خوار وصخب وارتباك مشوب بمظاهر الحزن والاكتئاب يعم ارجاء المدينه ينسج فوق وجوه ساكنيها وشاحا من القتامة والحيره والبؤس لم تعهده مناخاتها من قبل فالدخان الاسود الخانق يغلف اجوائها والمطر المثقل بسموم ابار البترول المحترقه على ارض الكويت يلوث الشوارع والازقه ويطلي الجدران والبيوت والملابس بلونه الاسود الداكن, هدير الطائرات المعربد بطلعاته المنخفظه والذي يكاد يلامس ارضها وبلا حياء راقصا مزهوا بالغرور والفخر دون أي اعتراض اومقاومه وبين الفينه والاخرى يلقي بحمولته الحاقده فتهز اركان البصرة برمتها ,وهناك الفلول الهاربه من جحيم الموت تجوب الطرقات والمسالك وتنزوي بين المباني المهجوره والمتروكه بحثا عن مأوى امنا تتورى فيه من عيون الطيارين وملاحقتهم ,كان منظرا تقشعر له الابدان ويدمي القلوب والافئده للجندي العراقي الذي ديست كرامته واندافت هيبته بوحل الهزيمة والعار بعد ان قطع عشرات الكيلو مترات على ارض صحراويه يغطيها الحصى الناعم وهو يجر ورائه ذيول خيبته بخطى متهالكه واقدام حافية داميه وثياب رثة ممزقه وبلا غطاء رأس او قطعة من سلاح تميزه حيث كلما خف حمله سهل عليه سرعة الهرب وهون عليه مشقة الجري ومنحه فسحة من براءة النجاة تنفيذا لشروط الخزي والانكسار المفروضه عليه. .جثث متناثرة هنا وهناك استشهد اصحابها بالقصف الوحشي للطائرات او بفعل مصائد المغفلين التي تلقى من قبل هذه الطائرات على الطرقات ومسالك العبور,المكاتب وخزائن القلم وما تحويه من اوراق وممستمسكات غطت الفضاء باوراقها المتطايره ,ركام من المدافع والاليات والدروع والاسلحه المختلفه تغص بها شوارع المدينه بشكل مخجل ومهين .
قصة تحكي ماساة شعب بكامله اهدرت كرامته وذوى مجده وشموخه بهذه الصفحه التي قبحت وجه تاريخه .
وعلى انغام هذا المشهد الجنائزي الحزين الملبده ادواره بالاسى والغيوم وبكل صلف وتحدي لمشاعر الناس واحاسيسهم المتعبه المنهوكه يبني مرتزقة النظام وازلامه السرادقات والخيم في التقاطعات والساحات والحدائق وترفع الشعارات وتعلق الصور باحجامها المختلفه والوانها الزاهيه للقائد المنصور ,وتنصب مكبرات الصوت ويعلو الضجيج بالاناشيد والاغاني الحماسيه المقرفه لباني مجد العراق وحافظ كيانه( ومنصوره يابغداد)..(ومعجزه وداعتك ياسيدي والعراق بنور فكرك يهتدي) والكثير من الاهازيج التي تقرف النفس وملامح الهزيمه وبريقها ماثل للعيان وصور الخذلان والهوان تزكم الانوف وتعمي الابصار فاي اسخفاف واستهتار بعقول الناس لكنها تبقى سحنة النظام الذي جبل عليها حيث تختلط بمفهومه المعايير والقيم وتتسوى بمدلولاتها الانكسارات والانتصارات ان وجدت .
فلابد من ارادة ربانيه تمحق هذا الرياء والكذب وتطيح بهذا التنمر والغرور يلهج ويدعو لها جمهور المتفرجين اللذين اكتظت بهم شوارع المدينه وساحاتها في حالة من الغليان والوجوم متوتري الاعصاب مشدودون الى للزمن في الترقب والانتظار وبما يسفر عنه من رجاء ,ولاول مره تسمع بوادر استنكار وغضب لم نعهدها من قبل وعبارات صريحه تنم عن التذمر والسخط وشعارات مستهجنه ناقمه متوعده تكتب على الجدران وعلامات نصر منكوسه الى الاسفل يلوح بها الجنود بكل سخرية وازدراء .
اذا ثمة شيئ ما يدور في الافق وهذا المرجل الذي يمور مهتاجا يستجدي عود ثقاب لاشعاله.وتبيت البصره ليلتها يلفها الغموض والتيقض الحذر وهي حبلى تئن من وطئت حمل مخيف .
وفي الهزيع الاخير يخرق سمع الليل صيحات مخاضها بهتافات متقطعه منطلقة من اشد الاحياء الشعبيه المدقعه بالفاقة والبؤس ,فتطبق على صبح سبتي عظيم بنداء جهور ايقظ الناس من سباتهم الطويل معلنا عن فجر يوم جديد يطرب النفوس ويغذي الافئده ويروي اليبيس القاحل فينتشي ويخضل عوده وينفض عنه غبار السنين التي علقت باردانه ويتلذذ بطعم الحريه بين شفتيه بترنيمته التي دوت في حنايا القلوب فتتلقفها الحناجر لتوقد الحماس في النفوس الخاويه لتحيلها الى سيل هادر يجر بامواجه المتلاطمه كل ما من حوله ,فلا مكان لخانع ومتخاذل وقابع في بيته الكل كان على موعد مع التيار ليأخذه في طريقه شبابا وكهولا وشيوخا واطفالا تعلو وجوههم الغبطه ممتزجة بدموع الفرح والسرور تظللهم زغاريد النسوه التي جاءت من كل حدب وصوب حتى لا تضيع الفرصه والحلم الذي دغدغها منذ سنين.
ويتهادى الموج تحدوه كوامنه المكبوته الى ورم منتفخ متقيح يثير في وخزاته الما وشقاء فيتسلقو جدرانه ويعتلو سطوحه وتتلاشى اسلحته ومتاريسه التي اعدها النظام احترازا قبل يوم تحسبا لاي طارئ ولم تصمد في قهر هذا الموج العاتي فتتهاوى القلاع والحصون الواحده تلو الاخرى وما هي غير ساعات الظهيره لتنجلي هذه الغمه وتطهر الارض من الرجس والرذيله ويغدو هذا الكم الهائل من الزيف والتظليل الذي افنى النظام سنين عمره في بنائه هيكلا كارتوبيا هشا سرعان ما تهاوى تحت عزم الثائرين وبأسهم ,ويتناغم صوتهم من سفوح بصرتهم حتى ذرى بنجوين في اهزوجة واحدة اظرمت الارض تحت اقدام العتاة المتجبرين.
الا ان السلطه التي اصيبت بمقتل وانتكاسة كبرى بسقوط مدينة البصره بيد الثائرين وهروب كل مسؤليها وقادتها الى منطقة كرمة علي حيث تتواجد هناك اغلب المعسكرات الخلفيه لقطع الجيش المهزوم والتي اشتركت جميعها في حرب الخليج الثانيه ,راحت هذه القيادات المنكسره تلملم بعض اجزائها المبعثره من قطع عسكريه مختلفه ودروع ومن مدافع والتي تسنى لها النفاذ والعبور سالمة من ارض المعركه ومن قبضة المنتفضين .
حيث تولى قيادتها علي كيمياوي المشهود له بالجريمه والقتل استطاع من اعادة هذه الفلول الى المدينة الثائره بغية محاصرتها واعادة الهدوء اليها وهي في اوج وعنفوان ثورتها وذلك من خلال تقطيع اوصالها وعزل احيائها بعضها عن بعض حيث بدى يمشط الاحياء بالمدفعيه ومدافع الدبابات وبمختلف الاسلحه وبضرب عشوائي مبرح وبلا تميز مما ادى الى احتراق الكثير من البيوت على ساكنيها ولم يتمكن هذا المجرم من اختراق احياء المدينه الا بعد مضي خمسة عشر يوما من القتال الضاري المستميت الذي ابدوه الثائرين رغم التفاوت وعدم التكافئ بين القوه المهاجمه والشعب الاعزل والذي لايملك سوى قوة العزيمه وصلابة الاراده والايمان بقضيته العادله وندرة من الاسلحه الخفيفه ,استخدم النظام ابشع الطرق نذالة وخسه حيث كان يربط الاطفال والنساء فوق اسطح الدبابات ويدخل بهم الى الاحياء المنتفضه كي يمنع الثائرين من المقاومه ,ولما احكم النظام سيطرته بالقوه بدأ بمهاجمة البيوت واخراج المنتفضين منها عنوة وكان جلهم من الشباب حيث اعدم الالاف منهم امام انظار احليهم وعقدت محاكمات فوريه صوريه ازهقت الالاف من ارواح الناس الابرياء وكانت توزع جثث المنكوبين على الشوارع والساحات والتقاطعات لتبقى اياما طعما للكلاب السائبه ويمنع على ذوي الضحايا والمنكوبين الاقتراب منها او محاولة رفعها لكي تكون وحسب اعتقاده عبرة لكل من تسول له نفسه التجرئ والتطاول على النظام مستقبلا .حتى المستشفيات لم تسلم من بطشهم كانو يدخلو المستشفى ويقتلو كل جريح راقد فيه على سريره حتى الاطباء والممرضين اللذين اسعفوهم شملهم هذا البطش والقتل ,كان المجيد يجبر الشباب على شرب البنزين ثم يتلهى باطلاق الرصاص على بطونهم .
استبيحت المدينه للسلب والنهب وظلت حياة الناس بين الهلع والخوف مما يضمره لهم المجهول بعد ان منح النظام مكافئة قدرها ثلاثة الاف دينار لكل من يدلي بمعلومة عن منتفض ومكان اختفائه ,فضلا عن الجوع والمرض وانعدام الماء الصالح للشرب وفقدان اغلب مستلزمات الحياة الضروريه للانسان .
ايام سوداويه مريعه رهيبه يعجز على من يملك قلبا ومشاعرا تخيلها او ان يلم بها ويعطيها وصفا يحيط بكل مجرياتها وصورها ,
سأكتفي بهذا القدر القليل لأمنحكم استكماله في خيالكم وتصوركم دون ان تحددوه بسقف معين وبامكانكم سحبه على بقية المدن العراقيه الثائره بعد ان استولى عليها النظام واعادها تحت سيطرته.
الشرارة الاولى للانتفاضه
تنحصر اهوار العراق بين ثلاثة محافظات هي الناصريه والعملره والبصره وتقدر مساحتها ب25 الف كم مربع يقطنها بحدود مليون انسان يعيش اغلب سكان هذه المنطقه بمستوى من الفقر والعوز المادي وتعتمد في حياتها الاقتصاديه على مواردها وامكانياتها الذاتيه كالزراعه وصيد الطيور والاسماك وتربية الحيوانات وتسويق الحصر والبواري والقصب , وتفتقر الى ابسط المقومات الحياتيه كالخدمات الصحيه والبلديه والتعليميه نتيجة الإهمال الذي تلقاه من قبل الحكومات التي تعاقبت على سدة الحكم في العراق.عرفت هذه المنطقه من ارض العراق بسخونتها السياسيه في كل الحقب الزمنيه التي توالت على حكم هذا الوطن ,حيث يؤمها اغلب المناؤين للسلطات والمتمردين والرافضين للجور والظلم والاضطهاد ,لهذا ظلت دائما وابدا بؤرة للثوره وملتقى ذهنيا وفكريا ونضاليا للاشخاص والحركات السياسيه المعارضه لأنظمتها ,سواء في في فترة الاحتلال العثماني او البريطاني والانظمه الذيليه والمسيره من قبلها , ولما اعقبها من سلطات وحكومات عراقية المنشأ تبعية الهوى. لذلك شكلت اهوار العراق هاجسا مرعبا لسلطات حزب البعث ابتداء من باكورة انقلابهم الاسود في تموز 968 ,حيث تعرضت هذه المنطقه الى ابشع وأمر الهجمات الظالمه من تهجير قسري لسكانها الى حرق البيوت والاكواخ مرورا بحملات حش البردي سيئة الصيت ابان الحرب العراقيه الايرانيه الى الامعان المنظم في تجفيف الاهوار وغلق منافذ ريها واحالتها الى ارض صحراويه, من خلال بناء السدود وانشاء الطرق الترابيه والمعبده وتقطيع اوصالها, بغية قتل العرق النابض بالحياة,مسوغها في ذلك خلق حزام امني يقي نظام البعث من الحركات والتنظيمات الثوريه المناوئه لسلطته . الا ان كل هذه المحاولات البائسه والعقيمه التي اقترفت بحق اهالي وساكني هذه المنطقه باءت بالفشل الذريع ولم توهن قوة الثائرين وعزمهم او تخمد سعير وأوار ثورتهم او تكتم اصواتهم الرافضه والمستهجنه لسياستهم ,فظلت مرتعا خصبا يستقبل كل ماهو معادي ومعارض لنظام البعث وحكمهم الاهوج .واثر الهزيمة النكراء والانسحاب غير المنظم الذي اسفرت عنه حرب الخليج الثانيه اضحت سدود وطرق هذه المنطقه مسلكا للهاربين والمتخفين من جحيم الموت وهم يجرون ذيول الخيبه والذل بمظهرهم المخجل والمثير للشفقه ,ينهكهم الجوع والاعياء والتعب بعد ان قطعو اياما بلياليها سيرا على اقدام حافية مدماة, بملابس رثة ممزقه يلاحقهم الخوف والهلع ,فلا غرابة ان تثير هذه المناظر المقرفه والبائسه للجندي العراقي حفيظة وحمية المستوطنين سكان الاهوار والهاربين من الخدمه العسكريه ومن المناضلين والثوار الذين اتخذوها ملاذا امنا وحصنا منيعا لنظالهم , فتنصهر هذه الامزجه والتوجهات المتعايشه والمستوطنه لهذه المنطقه بمشاعر متجانسة موحده فتتضافر للثأر والانتقام لكرامة الانسان والجندي العراقي المنكسر المهان ,والذي يتحمل النظام كل تبعات ومسؤليات هذا التردي والانهزام فضلا عما تعانيه هذه المنطقه من كم هائل متراكم من القهر والاهمال .
فينتصب شموخ العراق وعزه كانتصاب قصبه وبرديه معلنا انطلاق الشرارة الاولى لانتفاضة الشعب المباركه وذلك في تمام الساعه الرابعه من فجر يوم الجمعه في غرة اذار 991بالانقضاض على مركز ناحية الفهود الغافيه على حافات اهوار الحمار وهو اول صرح يتهاوى للنظام في سفر الانتفاضه الخالد ,وتزحف هذه الجموع الهادره والثائره وبالزوارق صوب ناحية الطار فتسقطها ثم تسلك الطريق الترابي الممتد الى ناحية كرمة بني سعيد والتي كان اهلها والعشائر المحيطه بها على ما يبدو في موعد مع اطلالة صباح مشرق زاهي تنجلي به الغيوم الملبدة فوق سمائها ,الا ان ازلام النظام وحاشيته كانو محصنين ومتهيئين لمواجهة الثائرين وصدهم ,حيث حدثت مصادمات عنيفه بين المنتفضين والحزبين وقوى الامن اللذين تخندقو في مركز الناحيه المحصن جيدا , دامت المناوشات بين الفريقين لاكثر من اربع ساعات والتي اسفرت عن اقتحام الثائرين مركز الناحيه وفرار كل من فيه ,وكانت حصيلتها تسعة شهداء من ابناء الناحيه وهو اول قربان يقدم لربيع الحريه والانعتاق في تاريخ بدأ الانتفاضه .
وعند استتباب الامن والسيطره للمنتفضين على مركز الناحيه التهب حماسهم الجماهيري بالاهازيج والهوسات, فاوقد العزيمه والاندفاع في نفوسهم ليؤموا شطر قضاء سوق الشيوخ والذي سقط هو الاخر بدون أي مقاومة تذكر وذلك من خلال التعاون والاندماج الروحي والمعنوي مع ابناء سوق الشيوخ وضواحيها وعشائرها ((والمشهود لهم تاريخيا بانتفاضتهم في سنة 36و35 ابان حكومة ياسين الهاشمي )),
توجه هذا السيل الهادر الى مركز محافظة الناصريه الا انهم جوبهوا بقوات عسكريه نظاميه معده ومتأهبه سلفا استخدمت معهم مختلف الاسلحه الثقيله والخفيفه مما اضطرهم الى الانسحاب عاقدين العزم على مواصلة الجوله في اليوم التالي بعد ان يحشدو اكبر عدد من الرجال والاسلحه ,وفعلا حدث ذلك في صبيحة يوم 2 اذار سقطت محافظة الناصريه بايدي المنتفضين وتلاه تباعا سقوط الاقضيه والنواحي التابعه للمحافظه بنفس اليوم , اعتقل العديد من المسؤلين والحزبين الكبار اللذين تم ايداعهم في سجن كرمة بني سعيد , ومكثوا في السجن الى يوم سقوطها على يد الجيش بعد احكمت لها السيطره والاداره لمدة تزيد على العشرين يوما .
ولم تهدئ او تستكين جذوة الثوره وسعيرها في حنايا هذه المحافظة رغم العنف والقسوه التي انتهجها النظام مع سكانها.
فلا زالت تقض مضاجع كل من تسول له نفسه ويتمادى بعنجهيته وصلفه وطغيانه ,ليكون مصيره مصير من سبقوه من المتسلطين والحاكمين بالاكراه لشعبها.
سعير الانتفاضه في النجف الاشرف
مثوى الامام علي ومدينته الطاهره وهي الامتداد الطبيعي لعاصمته في الكوفه ,اكتسبت ارضها القدسية الطاهره لحتضانها قبره الشريف ابتداء من زمن اكتشافه في زمن هرون الرشيد الى الان ,فاصبحت مدفنا لعلماء الشيعه وعامتهم ينقل اليها موتاهم من المدن العراقيه ومن كافة الاقطار الاسلاميه والمجاوره للتبرك بهذه الارض ولعل مقبرة دار السلام في النجف والتي تعد من اكبر المقابر في العالم ,والنجف مركز العلم والتشريع والفقه للشيعه الاماميه وهي موطن الاشعاع الفكري والادبي والشعري ولكثرة ما بها من مدارس علميه وادبيه وحوزويه لهذا كانت وما زالت منارة لاستقطاب الوافدين للدراسه وطلب العلم من مدن العراق والاقطار الاسلاميه ,ورغم ما تتسم به من التزمت والمحافظه والانغلاق لكونها مدينه دينيه الا انها منفتحه على كل الثقافات والعلوم والافكار في العالم لكون ابوابها مشرعه ومفتوحه لكل ما يرد اليها من كتب ومجلات وصحف وبكل الوانها واطيافها اضافه الى ما يحمله الوافدون اليها للدراسه من افكار وثقافات متنوعه ومختلف باختلاف وتباين اقطارهم ,وازاء هذا الزخم الثقافي والفكري المتنوع اضحت هذه المدينه منطلقا لكثير من المفاهيم والافكار والحركات السياسيه والتي اضفت على طبائع مجتمعها الوعي وصرامة الرأي وقوة العريكه وحدة الطباع ,ونظرا لكونها مركز القرار للمرجعيه الشيعيه وما تضفيه هذه السمه من راي مؤثر على جموع شيعة العراق ومقلدي مرجعيتها ,لذا لم تكن يوما قابله للانصياع والرضوخ بسهوله ويسر امام كل الضغوطات والاساليب التي انتهجت من اجل ترويض سكانها وتدجينهم ,فكانت شوكة ماضية في قلب كل العهود التي تعاقبت على حكم العراق ,وتاريخها يزخر بالثورات والانتفاضات المناهضه لسياسة العنف والاستبداد ,وليس غريبا ان تكون هذه المدينه عسيرة الهضم على حكام البعث رغم اساليب الخبث والمراوغه التي حاول النظام جاهدا من اجل استمالتها اليه ا لا انه غص بها ولم يستطع هضمها وظل مذعورا تلاحقه اطيافها ,فكشر عن انيابه الحاقده جهرا في اتفاضة صفر 977 حيث وجه طائراته ودروعه ومدافعه لابادة الناس الميممون شطر زيارة مرقد الامام الحسين في منطقة خان النص وما تلاها من قمع وهتك بغية تركيعها ,وليس عجبا ان تغتنم هذه المدينه فرصتها وتشارك العراقين فرحتهم وانتصارهم لتقتص من عدوها البغيض بالانقضاض على معاقله ومرتكزاته الامنيه والقمعيه وذلك في اليوم الثالث من اذار اثر معارك طاحنه مع ازلام النظام استطاع فيها المنتفضون بسط سيطرتهم على المدينه بالكامل بعد ان اعطو المئات من الشهداء والضحايا ,واستطاعو من تشكيل قياده ميدانيه وتعبويه لادارة شؤن المدينه والتحضير لملاقات الجيش المنظم والزاحف على تخومها من الحله وكربلاء,
وعند سقوط مدينة النجف بيد المنتفضين استبشر العراقيون خيرا وبالاخص المناطق الجنوبيه ومنطقة الفرات الاوسط والتي تحررت من قبضة النظام لكون النجف مركز القرار الديني للمرجعيه الشيعيه,لهذا ظل الناس بترقب وشوق لما ستسفر عنه هذه الانتصارات وما سيليها من فتاوى ستصدر من المرجعيه الشيعيه المتمثله انذاك بالمغفور له اية الله ابو القاسم الخوئي لما كان يعانيه البلد من دمار وخراب ومن احداث جسام سقطت بها مدن وبلدات وتمرد شعبي عارم على سلطة باغيه , الا ان الامام اكتفى باعلان فتوى عامه وبعد مضي ايام من اندلاع الانفاضه ,تضمنت مناشدة الناس على الحفاظ على بيضة الاسلام من خلال الالتزام بالامن وحفظ النظام وعدم الخروج على شرع الله ووصاياه وبعض الارشادات المتعلقه بالنهب والسرقه والتمثيل بجثث القتلى ودفن الموتى ,الى ما هنالك من امور تتعلق بالشريعه والدين .
علما ان هذه الفتوى وصلت متاخره جدا لدى المناطق الثائره ولم تصل لبعضها الاخر لانقطاع الاتصالات بين المدن وصعوبة التنقل بينها ,اضافه الى انها لم تكن بمستوى الطموح عند المنتفضين والثائرين والتي كانت تنحصر توقعاتهم على اعلان فتوى الجهاد من قبل المرجع الاعلى فترضي نفوسهم وقناعاتهم ,لكن الامام الخوئي يبدو ان له موقفا واضحا من تلك الاحداث منطلقا من الاحكام الشرعيه والفقهيه عن واجب الفقيه الجامع للشرائع بمدى كفاية الادله القاطعه لاصدار الحكم الشرعي البين في الجهاد والذي بدوره يتوقف على قناعة المرجعيه وخطها العام في النظره الى التدخلات في الشؤن السياسيه والاداريه التي تخص حياة الناس ونظامهم ولهذا لم يصدر الامام هذه الفتوى التي ترقبها المنتفضون فالواجب يحتم عليه من موقعه وقناعته ان لا يصدر احكاما جزافا تعرض حياة المواطنين للخطر فهو مسؤل امام الله وامام الناس عن أي خطأ في تقدير الموقف , لا نود الخوض في حيثيات وتفصيلات هذا الموضوع الشائك ونتركه لذوي الاختصاص والعارفين ببواطن الشريعه وعلومها .
تعرضت النجف لاشرس هجمه بربريه لم تعهدها على امتداد تاريخها الطويل حيث قصفت بمختلف الاسلحه وطالت منارتها الحمراء وصحنها الشريف صواريخ الغدر والبغي ودكت مدافعها ودباباتها وصواريخها الشوارع والبيوت وراح ضحية ذلك الالاف من ابنائها وعلماء دينها ,وقد اثبتت بشكل قاطع هذه الهجمه عن مدى الحقد والبغض الطائفي الذي يضمره هؤلاء الاوغاد للاسلام والشيعه ,ولنا في قول الجزراوي خير دليل على ما نقول حين خاطب صدام اثناء محاصرة المدينه الباسله ((اننا نحاصر المدينه وانها فرصة التاريخ لسحق رأس الافعى)).
الأسباب التي أدت الى انتكاسة الانتفاضه
انتكست انتفاضة الشعب العراقي في آذار 991 ولم تكمل المشروع الذي اندلعت من اجله في تحقيق ما كان يصبو اليه العراقيون ولذلك ظروفه وأسبابه والتي سأعرج عليها من منطلق ووجهة نظر خاصة لعلني أوفق في إزالة و تشذيب ما لحقها من اتهامات وادرأن باطله وصمت بها و أساءت الى جوهرها النبيل والصادق في إنقاذ شعب العراق من الكابوس الذي جثم على صدره لأكثر من ثلاث وعشرين عاما .
1- لم تكن الانتفاضه وليدة حزب مؤدلج او حركه تنظيميه او سياسيه او افكار مطروحه ومخطط لها مسبقا,بل كانت نتيجة ضروف موضوعيه وتفاعلات عفويه تلقائية أفرزتها صراعات وتناقضات عاشها أبناء شعبنا تحت نير من القهر والاستبداد ,لهذا افتقدت الى قياده مركزيه منظمة منضبطة واعيه , لاتنعم بالثبات والاستقرار الذي يؤهلها في اتخاذ قرارات وممارسات واعيه وحكيمه وملتزمه موحدة المصدر بل كانت اغلب القرارات ارتجاليه عفويه تعكس طبيعة الامزجه والأهواء المختلفه التي لا يراعى فيها تلك المقومات , هذه الاخطاء كانت تنعكس على مستوى الحي والمدينه وعلى عموم القطر.
2- الافتقار الى عنصر الاتصال والارتباط الذي يؤمن التخطيط والتنيسق ووحدة الحركه لمواجهة التحديات والضغوط العديده التي تعرضت لها سواء من النظام كقوه عسكريه هائله او من اعوانه ومرتزقته بين صفوفها ,حيث سخر النظام كل امكانياته وطاقته لزج عناصره ومخبريه بين صفوف الثائرين ,حتى يتاح له السيطره عليها من الداخل وهذا الذي حدث فعلا.
3- افتقارها لمستلزمات الادامه والتموين الذي كان من المفترض ان يؤمن لها الاستقرار والبقاء وهما من مقومات التعبئة الناجحه ,اذ انها عانت من وضع اقتصادي حرج ومزدوج بين الحصار المفروض على العراق عموما وبين الحصار الذي فرضته السلطه وأمعنت في تطبيقه على المناطق الثائرة ,مما جعل هم الناس الانغماس في كيفية تحصيل وتدبير قوت عوائلهم,منشغلين عن القضية التي هبو من اجلها ,ولم يبقى منهم الا ذلك الحشد النزير الذي فظل الجهاد حتى الرمق الاخير رغم انعدام الارضيه الصلبه للمواجه اذ نفذ حتى السلاح والعتاد القليل الذي كان بحوزتهم ,وعندما التجؤ الى القطعات الامريكيه القريبه منهم لمدهم بالعتاد المخزون في الثكنات والمخازن العسكريه العراقيه والتي احكمت تلك القوات السيطره عليها عند زحفها لاحتلال مساحات واسعه من ارض العراق,الا ان طلبات الثائرين جوبهت بالرفض من قبل عسكر الاحتلال بحجة عدم وجود اوامر ,متناسين نداءات بوش الاب (بتحريض وتحفيز العراقيين على الثوره على حكامهم ونحن نساعدكم) ومع ان ذلك الالتجاء لم يحسب له لكن للضرورة احكام.
4- انعدام الخطاب السياسي والاعلامي الموحد والذي كان بإمكانه مخاطبة رجال الجيش واستمالة المؤسسه العسكريه الى جانبها ومد جسور الثقه والتواصل معها ومخاطبة الشعب في الداخل ودول الجوار والعالم في الخارج لتوضيح مشروعها السياسي والفكري الاني والمستقبلي والذي تتفاعل على ضوئه .اذ طرحت الكثير من الشعارات والهتافات الكيفيه والارتجاليه ورفعت صورا بعيدة عن الواقع وقدمت مقابلات صحفيه واعلاميه مع بعض الشخصيات متباينه في طروحاتها وأرائها والتي استغلت في تشويه صورتها وحقيقة ابعادها ,سواء من الاعلام الصدامي الموجه لهذا الغرض او من قبل الاعلام العربي والعالمي الذي حاول ان يلصق بها الكثير من النعوتات الواهيه على انها طائفيه في توجها وانها امتداد وعمق ستراتيجي للثوره الاسلاميه في ايران سياسيا وسلوكيا ,مما ارهب الدول المجاوره ودول الخليج خاصة ولذا قوبلت بالرفض الخليجي والعربي.
5- لم تستطع مد جسور الثقه والتواصل مع الجماهير الثائره وادامة زخم ثورتها وشعلتها الحماسيه في نفوسهم مما حدي بالكثير منهم الى ترك مواقعهم والانكفاء في بيوتهم واتخاذهم موقف المتفرج , وقد حاول النظام تعزيز هذا الشرخ وتأجيجه بين الجماهير والقيادات المتعدده ,وقدم للناس والعالم على انها انتفاضه نفعيه فوضويه يراد منها الكسب غير المشروع من خلال دسه الكثير من عناصره من الامن والمخابرات والحزبين والتي بدأت بالاعتداء على ممتلكات الناس ومحلاتهم وعلى دوائر الدوله وحرق الاسواق والبيوت وسجلات وأضابير الدوله ومؤسساتها ,بغية الاساءه الى الانتفاضه وتشويه سمعتها وقد تفاعل مع ذلك اصحاب النفوس الضعيفه والمريضه لحصد الغنائم وقد تكون هذه ظاهره طبيعية للاانتفاضات غير المنضبطه .
6- تعرضت الانتفاضه الى ابشع هجوم منظم حيث قصفت المدن والقرى والمناطق الاهله بالسكان بالصواريخ والمدافع والدبابات والمواد الكيمياويه المحرمه دوليا وبالطائرات السمتيه ,واستخدم النظام كل قوته العسكريه وقطعاته التي لم تشارك في حرب الخليج الثانيه والتي تقدر ب24 فرقه عسكريه اضافه الى قوات الحرس الجمهوري التي انسحبت من المعركه دون ان تشترك باي معركه قتاليه وبعلم وسماح من القوات الامريكيه وسيطراتها المنتشره على ثلث مساحة العراق.
7- تفشي مشاعر اليأس والإحباط في نفوس الثائرين من المعارضه العراقيه المتواجده في خارج العراق حيث علقت آمال المنتفضين وأنظارهم الى تلك المعارضه لعلهم يجدو فيها المنقذ والموجه الذي ينتشلهم من هذا التخبط والهيجان الذي يسري في عروق ومفاصل المنتفضين,الا ان امالهم وامنياتهم في المعارضه ذهبت ادراج الرياح وهم يتنصتون من خلال وكالات الانباء الى المؤتمرين من اقطاب هذه المعارضه التي عقدت مؤتمرها الاول في بيروت لتحصد ما تكلل من نصر على ايدي المنتفضين ,فسرعان ما تلاشت أمالهم وما كانو يصبون اليه من قادة هذه المعارضه المنشغله في انقساماتها ومهاتراتها وفي كيفية توزيع الحصص والمناصب على من هو اساسي وغير اساسي من احزابها لارث النظام المتهالك.ولم يجني شعب العراق من هذا المؤتمر غير الخطب الرنانه والبيانات الخاويه متناسين في ذلك محنة هذا الشعب القابع في اقبية الجحيم والمحترق بالحمم التي تنهال عليه من كل جانب ,فلن ينسى التاريخ تلك الخطيئه للمعارضه العراقيه في دول الشتات.
8- الموقف العربي والدولي المشين من الانتفاضه حيث قوبلت بالصمت المطبق من قبل الانظمه العربيه والدوليه التي ادارت ظهرها لشعب العراق وهو يرزح تحت مطرقة الجلادين واسلحتهم الفتاكه والتي اعدها لمحاربة ثلاثون دوله الا انه وجهها وادراها لشعب اعزل وبعلم ومرآىمن هذه الدول ,والانكى من كل ذلك اجتمعوا بمندوبي النظام في خيمة صفوان وفي اليوم الرابع من عمر الانتفاضه وهم على علم مسبق بسقوط اربعة عشر محافظه وتحريرها من ربقة النظام ولم يعد النظام يفرض سيطرته الا على اربعة محافظات فقط ,وبذلك فقد شرعيته واعتباره كنظام حكم له كل المقومات التي تؤهله لذلك ,الا يعني اجتماعهم به اعتراف صريح باهليته ونظامه وانهم وفقا لهذا منحوه شرعية البقاء والاستمرار بهذه الجرعه المنشطه ,فضلا على انهم لم يكلفو انفسهم بتوقيعه على وثيقة الاستسلام والتي يترتب عليها شروط وتبعات ثقيله على المنهزم, ناهيك على انهم سمحو له باستخدام طائراته الهلوكبتر المسلحه والتي جابت سماء العراق طولا وعرضا وهي تنزل حممها على المناطق الاهله بالسكان وفوق رؤس المنتفضين وعلى مرآى ومسمع من قوى التحالف ,وقد اعترف شوارسكوف قائد قوى التحالف بهذا الخطأ كما اعترف به الامير فهد سفير المملكه السعوديه في واشنطن حين يقول(انهم اخطاؤ بالسماح للعراق باستخدام طائرات الهلوكبتر وقد احسو بهذا الخطأ الا انهم لم يصححوه وسيترك ذلك للتاريخ للاجابه عليه)وها هو التاريخ قد اجاب على ارتكاب ذلك الخطأ الشنيع حين تآمر العرب ودول التحالف مع صدام واعطوه فسحة البقاء لزمن اطول ليظل جاثما على صدر العراق.
وعندما استعاد النظام بسط سيطرته من جديد على المناطق الثائره ,عمدت هذه القوات بالايعاز الى الحكومة السعوديه بفتح حدودها والسماح بدخول الثائرين والمنتفضين العراقين الى اراضيها وكان جلهم من الشباب, بحجة حمايتهم من عسف و بطش النظام ,لكن في حقيقتها هو امتصاص زخم الثوره وقوتها المتمثله بالشباب الثائر حتى تخمد جذوة الانتفاضه ويخبو بريقها وعدم استمرارها او تكرارها مرة اخرى,(( فصدام بدون انياب خير من صدام بانياب ))كما قال احد المسؤلين الكبار في دول الخليج.
المعطيات الايجابيه للانتفاضه...

رغم الاخفاق الذي آلت اليه هذه الملحمه الرائعه من عمر العراق وشعبه لكن تبقى ايجابياتها وميزاتها وعطاياها التي تمخضت عنها ناصعة ترصع جبين العراق وشعبه باشراقتها المضيئه والتي ندر حصولها في كل الحقب التاريخيه التي توالت عليه في مقارعة الظلم والطغيان ومن تلك الايجابيات والتي لا يمكن اغفالها وحجبها لما لها من اهمية وموقع مميز اسفرت عنه هي.
1-انها قتلت روح التردد والخنوع وكسرت الحاجز النفسي والخوف المسيطر على رقاب الناس ووضعت ارادة الجماهير على المحك بعد ان كانت مغيبه لاكثر من ثلاث وعشرين عاما كان فيها الانسان العراقي موضعا للريبه والشك في كونه انسانا مسلوب الاراده مغلوبا على امره لا قوة ولا حول له.
2-اوجدت التلاحم المصيري والشعبي لانها تمكنت من توحيد ابناء الشعب بكل اطيافهم واقلياتهم ونحلهم ومعتقداتهم تحت هدف مشترك واحد هو تحرير الشعب من ربقة النظام الجائر ,كما انها اثبتت اصالة الشعب ووحدة ترابه ووطنه وتاريخه المشترك فلم تنل منه الحروب الصطنعه ولا النعرات الطائفيه والعرقيه التي حاول النظام وبكل الوسائل زرعها وترسيخها في نفوس ابنائه ,حيث ناغم الشمال الجنوب بترنيمة وعزف واحد خالية من الاحقاد والضغون.
3-تمكنت من افراز المتخاذلين والنفعين والذيلين الناكرين لمبادئهم وقيمهم وانتمائهم الوطني ,واثبتت ان النظره الفؤيه الضيقه لاي حزب او تيار ليس لها مكانا في صفوف هذا الشعب مستقبلا ما لم تنتسب اليه في انتمائها وهويتها, ومن مبادئه وقيمه تستمد اصالتها وقوتها ,ومن قناعته ترسخ احقيتها وديمومتها ,فالشعب هو المحك الرئيسي لكل هذه التيارات والحركات والاحزاب اذ ان كل تجربه سيؤل مصيرها للفشل والخذلان اذا ما اتخذت من طابع العنف والاكراه والاستبداد والتفرد في اتخاذ القرارات اسلوبا ومنهجا لسياستها وبرامجها في الحكم.
4-اتسمت هذه الانتفاضه بروح التسامح والطيبه وترفعت عن الصغائر والضغائن والاحقاد لثقتها العاليه في نفسها وايمانها بشعبها وبقضيته المصيريه ,لكونها فتحت صفحة نقية بيضاء واتسع قلبها بكل رحابه لمن يدخل فيه لهذا لم تسفك فيها قطرة دم واحده بدون وجه حق ,ولم يصاحبها الثأر والانتقام ,فصفحت عن البعثين ومرتزقة النظام في مناطق تحررها ولم تمسهم بسوء او تلحق بهم وبعوائلهم الاذى ,وقد يفسر ذلك من ضمن الاخطاء التي وقعت بها لانها تجاهلت هذه العناصر واغفلت حتى عن مراقبتهم لذا شكلو طابورا خلفيا معاديا عندما اغارت قوات النظام على المناطق الثائره فكانو عونا ودليلا لها.
5-اكدت مصداقية الشعب وبرائته من كل ما نسب اليه او اقترف باسمه من اخطاء ومغالطات و سياسات عدوانيه رعناء ,او ما صوره الحاقدون عنه سواء في الحروب الداخليه بين الاخوه العرب والاكراد او الاعتداء الغاشم على الجاره المسلمه ايران او في الغزو الاثم والمخجل على دولة الكويت ذات السياده والاستقلال الوطني ,لذا يمكن اعتبارها استنكارا شعبيا مسلحا لاحتلال الكويت وتضامنا معه.
برهنت الانتفاضه وبشكل قاطع الفشل الذريع الذي راهن عليه النظام ولسنوات, في زرع وتغذية المفاهيم والمبادئ الشوفينيه والعنصريه الضيقه ,وردت مزاعم السلطه على اعقابها عندما كان ينعت الشباب بجيل صدام ,حيث اثبت هذا جيل انه قلب الانتفاضه وعمودها الفقري الذي استندت اليه وثار بنفس السلاح الذي وزع عليه اثناء الاحتلال لدولة الكويت بغية حماية النظام ,لذا ازهقت من هذا الجيل ارواح لا حصر لها اثناء قمع الانتفاضه وما اعقبها .
7- اثبتت هذه الصفحة الخالده رفض الشعب القاطع لحزب البعث ونظامه وافكاره وبطلان مشروعيته وتسلطه حيث كانت استفتاء جماهيريا واسعا غطى مساحة اربعة عشر محافظه معلنة بكل وضوح لا لبس فيه ان لا مكان لحزب البعث بين صفوفها .
8- ولا بد لنا من التاكيد عن ذاتيتها واستقلالها , لانها كانت مشروعا وطنيا خالصا بعيدا عن تدخل أي عنصر اجنبي او محوري مهما كانت صفته وطبيعته وصبغته والذي حاول النظام الصدامي الترويج له في سبيل طمس حقيقتها وهويتها واصالة معدنها وطبل معه الاعلام المزيف الاجير على ان هناك ايدي خفيه دخيله من ايران كانت وراء تاجيجها واشعال فتيلها.
9-وليس من قبيل المبالغه لو قلنا انها اعادت للعراقي هيبته وثقته واععتزازه بقدرته على الوقوف بحزم وتضحية امام كل اشكال الخنوع والاستسلام ,
10-كما انها اعطت للمعارضه العراقيه في الخارج منعة وسخاء وقوه ودفعا وتواجدا فاعلا في المنتديات والمؤتمرات والمحافل الدوليه والاقليميه وفي ايصال قضية شعبها العادله امام انظارهم والمطالبه بالتعاون والتآزر مع مشروعها بعد ان ظلت هذه المعارضه مغيبة ومنسية لسنين عمرها الطويل وعدم الاعتراف بها من الجميع سواء المستوى الدولي او الاقليمي او حتى على مستوى الداخل العراقي ,وكانت توصف من جميع الاساط ولغرض التهكم (بمعارضة خمسة نجوم),لانتفاء أي دور فاعل ومؤثر في زحزحت النظام او حتى بالتاثير عليه اعلاميا ودوليا لانعدام الثقه والتواصل الناجع بينها وبين تلك الاساط .
وبعد ارجو ان اكون قد وفقت باعطاء صورة موجزه ومرضيه تليق بهذه الملحمه المشرفه من ملاحم شعبنا البطوليه .وليخسئ الاعلام المعادي والمغرض البغيض الذي كان يردد النعوت والمسميات الحاقده للنظام الصدامي الذي وسم الانتفاضه بصفحة الغدر والخيانه ويوصم ابطالها وثوارها بالغوغائين واللصوص والقتله وما اليها من نعوت وصفات
بغية الاساءة الى مصداقيتها ونزاهتها وترفعها عن المثالب وهدفها النبيل في انقاذ العراق من براثنه وطغيانه .
ولكن يبقى ثمة تساؤل مشروع الى كتابنا ومثقفينا وشعرئنا والمتنورين منا وحتى للسياسين والقاده اللذين استثمرو قطاف هذه الانتفاضه وتربعوا على عروشهم الان ,اقول لماذا هذا الجحود والنكران والاستعلاء لهذه الصفحة التي اسرجت ليل العراق الحالك بدماء شهدائها وتضحيات ابنائها ؟؟؟
وإذا ما ذكرت فعلى استحياء وخجل وكأنها ليست من صلب هذا الشعب ومن مخاض هذه ألامه ومحنها ,وإنها كانت انتصارا على الذل والهوان الذي استمرئه العراقيين لسنينا طوال.
حمودي جمال الدين
مقتطع من محاضرة ألقيت على جمعية الطلبه العراقيين في كولن بالمانيا بمناسبة الذكرى الثانية عشر للانتفاضة وذلك يوم 2آذار 2002



#حمودي_جمال_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث الناس عن الحرمنه في عراقنا الزاهي الجديد
- حديث الناس في عراقنا الجديد
- ورقة عمل تسلط الصوء على انشاء وتجهيز غرفة عمليات لادارة الاز ...
- سيناريوهات متقاربه للمعاهدات العراقيه الانكلوامريكيه
- شيوخ تحت الطلب
- في الذكرى السابعه لزورق الموت
- نظره متأنيه لواقع الجيش العراقي الجديد / 2
- المشاركه في الانتخابات استئصالا للفساد الاداري والمالي الذي ...
- قراءه متأنيه لواقع المؤسسه العسكريه العراقيه الحديثه 1من 3
- ماذا يعني السكوت عن الفساد الاداري في مفاصل الدوله وعروقها.. ...
- الفدراليه بين الواقع والمستقبل
- تشريع القوانين والاجتهادات اتلشخصيه في تطبيقها (قانون اعادة ...


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمودي جمال الدين - انتفاضة آذار في ذكراها العشرون دروس وعبر