أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبد الكريم عليان - شباب غزة بين الغليان والثورة















المزيد.....

شباب غزة بين الغليان والثورة


عبد الكريم عليان
(Abdelkarim Elyan)


الحوار المتمدن-العدد: 3295 - 2011 / 3 / 4 - 00:43
المحور: القضية الفلسطينية
    


إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر.. قبل ثمانية عقود خلت زمن استعمار الشعوب العربية، من تونس صدح بيت الشعر هذا على لسان الشاعر أبي القاسم الشابي؛ فانطلقت الثورات العربية لتتحرر من قيد الاستعمار الأجنبي، وصارت هذه الأنشودة في فم المواطن العربي من المحيط إلى الخليج حتى عصرنا هذا.. ومن تونس أيضا خرجت ثورة الشاب محمد البوعزيزي لتسقط نظاما دكتاتوريا مستبدا نهب خيرات بلاده ومقدرات شعبه على مدى عقدين ونيف تقريبا مخلفا وراءه الجهل والفقر والتخلف والجوع والموت بحثا عن الهجرة.. وتوالت بعدها الثورات العربية، فسقط بعدها أقوى نظام عربي عرفه التاريخ المعاصر ألا وهو نظام مبارك في جمهورية مصر العربية الذي استبد بالحكم أيضا ثلاثة عقود ليغرق معظم شعبه في الجهل والتخلف والفقر والجوع محملا بلده ديونا لا طائل لها وهجرة للعقول المبدعة، وللأسف الشديد هذان الدكتاتوريان كما باقي الدكتاتوريات العربية كانا يعملان على توريث نظامهما لأبنائهما أيضا.! وتوالت بعده الثورات في كل من اليمن وليبيا، وهاهما النظامان يترنحان ويتهاويان ولا بد لهما إلا أن يغيبان عن الوجود.. ولا نعرف بعدها دور البلد أو البلدان التي ستنطلق فيهما ثورات الشباب التي انسدت أمامهم سبل العيش الكريم.. وبعد ثمانية عقود أو أقل لتخلص الشعوب من الاستعمار الأجنبي يتضح أنه لا فرق بين المستعمر أو الدكتاتور الحاكم؛ فالمستعمر يسرق خيرات البلد المستعمر ويستعبد الشعوب لتترنح في المعاناة وقسوة العيش، وكذلك الدكتاتور فهو يسرق خيرات بلده ومقدرات شعبه ليتركه يترنح بين الحياة والموت، وبالطبع للمستعمر أعوانه وعملائه الذين يخدمونه ويدافعون عنه مقابل رفاهيتهم الدنيئة على حساب إخوانهم وأهلهم، وكذلك نظام الدكتاتور له خدمه وأعوانه المستفيدين والفاسدين على حساب بقية الشعب.. ومن حقنا أن نتساءل كيف لبلد مثل الهند أو اليابان نالا استقلالهما بين عامي 1945 و 1950 أي في نفس الفترة التي استقلت فيها مصر وبعض الدول العربية، علما بأن مصر كانت تمتلك من الثروات الطبيعية والكادر البشري أفضل بكثير من اليابان أو الهند، لكنه أين مصر اليوم؟ وأين اليابان أو الهند من حيث الثروة ورفاهية شعوبهما واستقرارهما؟؟
معاناة الشباب الفلسطيني في غزة لا تقل عن معاناة الشباب العربي في دول الاستبداد والدكتاتوريات التي بدأت تتهاوى واحدة تلو الأخرى، بل إن الشباب الغزي بشكل خاص والشباب الفلسطيني بالعام أكثر معاناة وقسوة من الجميع فهو مازال تحت نير الاحتلال ويدفع من دمه وماله يوميا ثمنا لحريته وكرامته، بل ثمنا لكرامة العرب جمعاء .. وها هو يحمل على كاهله عبءً كبيرا يبدأ بالتخلص من الانقسام الذي أعاق كثيرا التحرر والاستقلال ولو على جزء صغير من فلسطين.. غزة التي تحكمها حركة حماس كانت ترفع شعارا لتحرير فلسطين من النهر إلى البحر لتقيم إمارة إسلامية تمهيدا لدولة الخلافة.. هذه الفئة قامت بانقلابا عسكريا دمويا على المشروع الوطني أو على مشروع السلطة الوطنية الفلسطينية وقتلت من الشباب ما لا يقل عن سبعمائة شاب وجرح المئات منهم، وبعد فترة وجيزة نتيجة لسياستها الهوجائية والظلامية جرت غزة لحرب ضروس مع إسرائيل دفعت غزة ثمنا لها ما يقارب ألفا وخمسمائة شهيد معظمهم من الشباب وآلاف من الجرحى أيضا ناهيك عن الدمار الهائل الذي خلفته الحرب والذي لا يقدر بثمن في المنشآت والمباني والحقول الزراعية.. والمهم أن هذه الفئة بقيت ترفع شعار المقاومة وتتغنى به موهمة شعبها والشعوب الصديقة بأنها ما زالت تقاوم الاحتلال، لكن الحقيقة غير ذلك.. فصارت المقاومة أو إطلاق الصواريخ من غزة إلى إسرائيل عملا غير وطنيا، وصارت حكومة حماس في غزة الحارس الأول لحدود إسرائيل مع غزة إلى درجة أنها قتلت شبابا واعتقلت العديد منهم يتبعون تنظيمات أخرى كانوا يقومون بإطلاق الصواريخ أو يفكرون بالمقاومة..! إلى غير ذلك ما قامت به حماس على مدى أربعة سنوات لم يكن في صالح الشعب الغزي ولا في صالح شبابها.. وبدلا من التخفيف عن كاهل الشعب في ظروف معيشة صعبة وأسعار باهظة جدا راحت حكومة حماس تجبي الضرائب والجمارك ورسوم الخدمات من الجميع دون استثناء، في الوقت الذي قررت فيه حكومة السلطة الوطنية الفلسطينية إلغاء الضرائب والرسوم من أهالي غزة، وعلى سبيل المثال لا الحصر في مجال الصحة إذا كانت الحكومة الفلسطينية تدفع كل التكاليف من أدوية ومعدات ورواتب، تقوم حكومة حماس التي تسيطر على غزة بجباية رسوم لكل نوع دواء يقرره الطبيب، وكذلك تجبي رسوما من كل خدمة صحية مثل التحاليل والأشعة وغيرها وكل ذلك من أصحاب التأمينات الصحية أما من لا يملك تأمين صحي فلا علاج له، ومن يتفحص جيدا سيجد أن شريحة الشباب بأكملها لا تمتلك أي نوع من التأمينات الصحية، لأن التأمين الصحي يعزل من هو فوق عمر الثمانية عشر من دفتر الأسرة.. هذا حال المجال الصحي فما بالكم في المجال التعليمي فالذي لا يملك المال لا يمكنه دخول الجامعة أو أي معهد إذ من المعروف أن جامعات غزة هي بالأصل مشاريع وشركات ربحية.. أما المجالات الأخرى فحدث ولا حرج ويكفي أن الشباب ترى بأم عينها كيف نهبت الأراضي، وكيف أصبحت تكريس الأموال في أيدي أناس أصبحوا بين ليلة وضحاها أغنياء ويمتلكون ما يمتلكون من فلل وشقق وسيارات فاخرة.. وهم بالكاد يحصلون على لقمة العيش...
إذن بات الشباب الغزي وكل الشعب في غزة يعاني كثيرا، حيث لا عمل ولا وظائف ولا طرق مفتوحة أمامهم في ظل معيشة غالية ومكلفة جدا، وأصبح لا أمل في الأفق بنهاية الانقسام المقيت والمخزي.. أمام زخم الأحداث في ليبيا الثائرة وكذلك شباب اليمن والبحرين، ونجاح الشباب في تونس ومصر هاهي شباب غزة ترفع صوتها عاليا تحت شعار " الشعب يريد إنهاء الانقسام " وانضم إليهم الشباب الفلسطيني في الضفة وفي الشتات أيضا، ولعل شعار إنهاء الانقسام يحمل في حيثياته الكثير أولها " إنهاء الاحتلال" ومن ثم انتخابات ديمقراطية عصرية في دائرة واحدة والتبادل السلمي والسلس للسلطة، وكل ذلك لتوفير العيش الكريم للمواطن الفلسطيني كي يمارس حياته بحرية ويشارك العالم انجازاته الحضارية.. فهل يعي المسئولين والمنقسمين مطالب الشباب الفلسطيني؟ أم أنهم لا يسمعون، ولا يرون ما يجري وما يدور.. في كل الأحوال لن تكونوا أقوى من الأنظمة العربية التي انهارت أمام عزيمة وإرادة الشباب العربي... فإلى الأمام يا شباب فلسطين فنحن وكل الأحرار والشرفاء معكم، وليكن الخامس عشر من آذار يوما لإنهاء الانقسام وتحقيق الأحلام...



#عبد_الكريم_عليان (هاشتاغ)       Abdelkarim_Elyan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات الفلسطينية ديمقراطية مشوهة ؟؟
- الكتاب الفلسطينيون والانتفاضة المصرية
- مساجد المسلمين في غزة ليست دورا للعبادة
- الإرهاب في الشرق الأوسط صناعة إسرائيلية بامتياز
- حريق الكرمل أكثر صدقا من وثائق ويكيليكس
- فردوس الحشاشين، ونار المعذبين..!؟
- يا أسطول الحرية.. أهل غزة لا يحتاجون السيارات ومركبات الإسعا ...
- يا مشعل.. أين أنت من غزة!؟
- يا حكومتنا الشرعية.. رواتب الموظفين في غزة لن تحل أزمة كهربا ...
- نتائج الثانوية العامة 2010 تحت المجهر؟!
- أزمة الكهرباء في غزة سياسية أم اقتصادية أم فنية أم جميعها مع ...
- أدب ونقد.. المرأة المبدعة في غزة أكثر عمقا وأفضل رؤية من الر ...
- غزة المجنونة..!وآثارها المنهوبة..؟!
- منتديات الإنترنت والسرقات الأدبية، أو الاعتداء على حقوق الكا ...
- جنون الحداثة وسلطتها على شعراء من غزة..
- فساد المنظمة الدولية (الأونروا) وإضراب العاملين فيها عمل نقا ...
- عفوا درويش على هذه الأرض من يصنع الحياة..!!
- الرئيس الفلسطيني -محمود عباس- هو الرئيس الديمقراطي الأول في ...
- مخيم أشرف ورهان حماس الخاسر!؟
- لماذا يخاف القاضي مواجهة المرافعة من محامية مكشوفة الوجه؟!


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبد الكريم عليان - شباب غزة بين الغليان والثورة