أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الكريم عليان - أدب ونقد.. المرأة المبدعة في غزة أكثر عمقا وأفضل رؤية من الرجل !














المزيد.....

أدب ونقد.. المرأة المبدعة في غزة أكثر عمقا وأفضل رؤية من الرجل !


عبد الكريم عليان
(Abdelkarim Elyan)


الحوار المتمدن-العدد: 3003 - 2010 / 5 / 13 - 01:21
المحور: الادب والفن
    



في الشهر الفارط حضرت ندوتين أدبيتين في غزة كانتا لمناقشة ثلاثية " بكاء العزيزة " للكاتب الدكتور علي عودة، وثلاثية " سيرة المبروكة " للكاتب محمد نصار، كما حضرت ندوة أخرى لمناقشة أعمال قصصية للأديبات سماح الشيخ، ونهيل مهنا، وأسماء الغول بتعليق ونقد من الشاعرة هدلا القصار والناقدة أمل عبيد.. رغم اعتراضي على الزمن الذي خصص لمناقشة ثلاث مجموعات قصصية لثلاثة مبدعات في آن..! إلا أن الفارق كبير جدا عندما نتحدث عن أعمال روائية لكتاب من الذكور، وأعمال قصصية لكاتبات، وجميعهم يعشون في غزة.. رغم أن القصة القصيرة بكثافتها وشاعريتها، إلا أنها أدت وظيفتها ورسالتها الأدبية عند المرأة المبدعة.. أما الروايات يبدو أن أصحابها جذبتهم الشهرة والأعمال الكبيرة دون تحقيق فائدة تذكر على المستوى الأدبي والإنساني، ولعلّ مجتمعنا حتى الآن ! مازال لا يقدّر أو يحترم المرأة المبدعة ( الكاتبة والفنانة ) فإن كثيرا من الكتاب الذكور يعملون على تهميشها أيضا ! ولا نعرف إن كان ذلك من قبل المنافسة؟! أم أنهم مازالوا غير متحررين وينتمون إلى المجتمع الذكري القِبَلي!؟ ومن المضحك والمؤسف أننا نلاحظهم يتصدرون الجلسات والندوات الأدبية بوجه آخر.. إنهم يعيشون بيننا بازدواجية الشخصية؛ فمنهم ما هو مصاب (بالسادومازوجية) وهم يسلكون ويتصرفون على غير ما يقتنعون به، ومنهم من راح يتلصص على كلمات البوح في كتابات المرأة علّه يجد فيها ضالته، أو تعويضا عن نقص يعيشه لأننا لم نلاحظ على الأقل أسر الكتاب أو أي من أبنائهم يشاركون آبائهم، أو متأثرين بما يكتبون.. فما فائدة ما يكتبونه إن لم يؤثر في محيطهم الضيق على الأقل؟؟
مازالت المرأة في كتابات الذكور تمثل الواقع المرير الذي تعيشه، ولم نلاحظ في هذه الكتابات غير صورتها التقليدية منسوخة فوتوغرافيا بأدوارها المختلفة، بحيث لا تحمل أية رؤية تدفعنا إلى التغيير نحو الأفضل وتحريك العقل الذكري المسيطر على مفاهيم المجتمع.. ويبدو أن عددا من الكتاب الذكور متأثرين بالصورة التقليدية للأدب الواقعي وكأنهم يسجلون التاريخ، رغم التطور الهائل في الحياة العصرية وأدواتها، وتغير مفاهيم الأدب ومدارسه إلا أن هؤلاء الكتاب ما زالوا يعيشون روايات النصف الأول من القرن الماضي.. وصحيحا أن الأدب دائما هو انعكاسا للحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لأي مجتمع، لكنها تمثل ذلك العصر، فالشعر العربي قديما أُعتبر "ديوان العرب" نظرا لأن العرب وغيرهم من الأمم في ذلك الزمان لم يكونوا يملكون أي من أدوات التسجيل والحفظ والنقل؛ فاعتمدوا على الحفظ الشفهي للإنسان ونقله من جيل إلى جيل.. لهذا جاء الشعر العربي موزونا ومقفىً كي يسهل نقله وحفظه، ومع ذلك ضاع الكثير مما لا نعرفه ونجهله عن الأمم والشعوب الغابرة سوى بعض الأساطير التي استخرجها الباحثون وعلماء الحاضر.. لكننا اليوم نعيش عصر التكنولوجيا وانفجار المعرفة على كافة الصعد؛ فتغيرت وظيفة الأدب وتكاثرت أجناسه بعدما كان يقتصر على الشعر والرسائل والمقامات والخطاب، فدخلت الرواية بأنواعها، والقصة القصيرة والقصيرة جدا، وتعددت أشكال الشعر من العمودي إلى المرسل، فالحر إلى قصيدة النثر التي اتسمت بالحداثة وما بعد الحداثة أيضا. إذن الأدب دائما يتجدد ويتطور بتطور الحياة وأدواتها في كل عصر، وسيبقى كذلك...
يقول ـ دون DOUN : " أن لا أحد ينام في العربة حين نقله من الزنزانة إلى المقصلة، لكننا ننام جميعا من الولادة حتى القبر.. أو أننا لم نستيقظ حقا، فإحدى مهام الأدب العظيم هو: إيقاظ الإنسان السائر صوب المقصلة.." لعل هذا القول يعبر بصورة واضحة لأي أديب يرغب بتطوير أدواته وفهمه لوظيفة الأدب بدلا من أن يعيش الماضي ليسجل الوقائع والأحداث، كأنه لم تمتلئ المجتمعات بالمؤسسات التوثيقية ومعاهد البحوث وغيرها من المؤسسات التي لا تترك أي شاردة من هنا وهناك.. ولعل ـ راندل جاريل ـ راح أبعد مما قاله ـ دون ـ حينما قال: " أعظم خيانة يرتكبها الكاتب هي أن يصوغ الحقيقة الصعبة في عبارة رخيصة.." إذن على القاص أو الأديب أن يفحص الأشياء بالمجهر، وبمجهر حديث أيضا ! فالجرثومة لا ترى بالعين المجردة، والوطن لا يرى بالمجهر.. لسنا هنا في معرض الحديث لمناقشة الأعمال الأدبية السالفة الذكر بقدر ما لاحظناه بسرعة من خلال المقارنة بين أعمال الكتاب الذكور وأعمال المرأة الأدبية في غزة، ولا شك أن أدب المرأة على قلته؛ فهو أحسن بكثير مما كتبه روائيو غزة وقاصيها لأنه فعلا يحمل رؤىً وأفكارا جديرة بالاهتمام، وليس أدبا تسجيليا للبطولة أو القومية أو الأيديولوجية أو السيرة التي انخرط فيها الكتاب الغزيون تملقا وراء مكاتبهم الوزارية، والتي أثبتت التجربة أنها كانت مكاتب خاوية سرعان ما انهارت، ولم تغير من الواقع شيء !!
إن وظيفة الفنان والمبدع هي: طرح الرؤية الكلية للعالم وأداء رسالة، وإن ولادة الحضارة وتطورها وأزمتها هي ولادة الفن وأزمته أيضا ! وإذا ما جرى فحصا ما.. لعمل أدبي من زاوية الخلافات الأدبية كاللغة أو الأسلوب أو محدودياته تكون نتيجة الفحوص هي: البلبلة العادية كما يحدث في كل حوار أو نقاش أدبي.. فأي عمل ذهني أو نتاج من نتاجاته لا يكون مفهوما أو مقدرا إذا كان معزولا عن الحاجات الكلية للإنسان في الحاضر والمستقبل.. فلا الفن ولا العلم ولا المؤسسات الشرعية ولا ذاك الجهد الكتابي الذي يرتبط عميقا بكامل المصير الغامض للإنسان يكون انعكاسا وشهادة لأفكاره وقلقه وآماله وتعبيرا ثرّاً عن روح العصر.. وأخيرا نقول: أيُّ شيء نتوقعه من العقل فيما يخص الإنسان وميوله؟؟ حتى وإذا رفضنا بشكل مطلق الواقع والحب أو الجنون علينا الاعتراف في النهاية بأن آليات التعرف على مناطق واسعة من الواقع هي محجوزة للفن وحده وللأدب بشكل خاص..!



#عبد_الكريم_عليان (هاشتاغ)       Abdelkarim_Elyan#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة المجنونة..!وآثارها المنهوبة..؟!
- منتديات الإنترنت والسرقات الأدبية، أو الاعتداء على حقوق الكا ...
- جنون الحداثة وسلطتها على شعراء من غزة..
- فساد المنظمة الدولية (الأونروا) وإضراب العاملين فيها عمل نقا ...
- عفوا درويش على هذه الأرض من يصنع الحياة..!!
- الرئيس الفلسطيني -محمود عباس- هو الرئيس الديمقراطي الأول في ...
- مخيم أشرف ورهان حماس الخاسر!؟
- لماذا يخاف القاضي مواجهة المرافعة من محامية مكشوفة الوجه؟!
- نتائج الثانوية العامة 2009 تحت المجهر ؟؟
- التحديات وصناعة الإنسان؟!
- اتحاد الكتاب الفلسطينيين بين الماضي والحاضر
- كيف نعد أطفالنا للمستقبل؟؟ (2)
- كيف نعد أطفالنا للمستقبل؟ (1)
- مصطفى الحمدني المعلم الأول كان بمفرده حزبا وطنيا كبيرا
- الأسئلة النموذجية (كراسات الامتحانات) دليل واضح على جهلنا با ...
- النكبة ، اللجوء ، الإنقسام.. في الذكرى الحادية والستين للنكب ...
- معلمو وكالة الغوث الدولية بغزة ؟!
- الجندي جلعاد شاليط أصبح حصان طروادة للسياسة الإسرائيلية
- رواتب الموظفين واقتصاد غزة المنهار هو الغائب عن حوارات القاه ...
- غزة تنهض من كبوتها


المزيد.....




- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الكريم عليان - أدب ونقد.. المرأة المبدعة في غزة أكثر عمقا وأفضل رؤية من الرجل !