أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجيب الخنيزي - الجيش والسلطة في البلدان العربية















المزيد.....

الجيش والسلطة في البلدان العربية


نجيب الخنيزي

الحوار المتمدن-العدد: 3288 - 2011 / 2 / 25 - 19:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الخطاب الفج الأخير لديكتاتور وسفاح ليبيا معمر القذافي كان مثيرا للشفقة والفزع في الآن معا . كان خطابا يفوق في غطرسته وتهديداته واستهتاره بحياة الليبيين ما جاء في خطاب أبنه سيف الإسلام الذي لا يملك أي صفة أو وظيفة رسمية ضمن مؤسسات النظام ، اللهم سوى كونه أبن العقيد " قائد الثورة " و " منظر " الكون في كتابه السقيم " الأخضر" ، وربما لكونه وريثه المنتظر في الحكم حتى وقت قريب ( قبل اندلاع الهبات والانتفاضات العربية ) في ما بات يعرف بالجمهوريات / الملكية أو" الجوملكيات " . القذافي المعروف جيدا كمهرج وغرائبي في طريقة ملبسه وهيئته وحديثه على حد سواء أطل من جديد على الشعب الليبي متوعدا كأي ديكتاتور لم يستوعب الدروس والعبر من التاريخ وتجارب ثورات الشعوب المكافحة من أجل الحرية والكرامة والعدالة . لذا لم يكن مستغربا أن يقذف بالأحذية من قبل الشعب الليبي الثائر . من الواضح بان نظام القذافي يلعب في الوقت الضائع وأنه بات يلفظ أنفاسه الأخيرة و انتهى عمليا ، رغم شتائمه السوقية و تهديداته بإفناء الشعب الليبي وفقا لسياسة الأرض المحروقة التي أعلنها . فالشعب الليبي أنتفض أخيرا ضد نظام حكم جائر تحكم في رقاب الشعب الليبي على مدى 42 عاما . تلك الثورة التي يشارك فيها غالبية الشرائح والمكونات الاجتماعية والسياسية والقبلية والمناطقية للشعب الليبي ، من بنغازي معقل الشرق الليبي وحتى طرابلس العاصمة ومعقل الغرب الليبي ، وهو ما سيعجل في تفسخ البنية السياسية المهترئة والعتيقة للنظام وانهيار وتشقق مؤسسته الأمنية / العسكرية الرهيبة والتي تعبر عنها الاستقالات الجماعية للوزراء ( وزيرا العدل والداخلية حتى الآن ) والدبلوماسيين وانحياز وانضمام الكثير من القطاعات العسكرية والأمنية للانتفاضة الشعبية ، بحيث بات نظام القذافي يعتمد في بقائه على الكتائب الأمنية التي يقودها أولاده إلى جانب المرتزقة الأجانب . السؤال الذي يطرح نفسه هنا في ضوء العديد من تجارب بلدان العالم الثالث ومن بينها البلدان العربية : هو تحديد ماهية العلاقة الملتبسة والمتناقضة لدور الجيش ضمن أنساق السلطة ؟ الجيش هو أحد مكونات البناء الفوقي في أي دولة وبالتالي نستطيع القول أنه الحارس الأمين لمصالح القوى المسيطرة والمهيمنة فيها ، مع إن وظيفته الأساسية المعلنة تتمثل في حماية الوطن والأمن القومي من أي عدوان خارجي ، و كذلك المساعدة في حفظ النظام العام في مواجهة الكوارث الطبيعية والأزمات الوطنية الكبرى . هذا الدور المحدد للجيش نجده بشكل واضح في في البلدان الديمقراطية ، حيث يحظر على العسكريين ممارسة مهام سياسية مباشرة خارج نطاق مهنتهم . وفي الحالات التي وصل فيها قادة عسكريين إلى السلطة وصلوها بصفتهم المدنية وعن طريق الانتخابات الديمقراطية الحرة ، كما هو الحال مع الجنرال ديغول ( فرنسا ) والجنرال إيزنهاور ( الولايات المتحدة ) و العقيد شافيز( فنزويلا ) . الحالات السابقة لا تنطبق على جل جيوش العالم الثالث ، وخصوصا تلك البلدان التي تسودها بنيات تقليدية و تفتقد الحياة السياسية و المدنية النشطة كالأحزاب والاتحادات النقابية وغيرها من مؤسسات المجتمع المدني . حيث يبرز الجيش هنا بكونه المؤسسة الأكثر حداثة و تنظيما وانضباطا ، وهو ما يعطيه استقلالية نسبية ضمن أنساق السلطة ، الأمر الذي جعل مؤسسة الجيش تمثل قوة حاسمة في الحراك والتغيير السياسي . وفي الواقع فأن جيوش العالم الثالث تشترك في خصيصة عامة مشتركة هو تعاليها على الجماهير وميلها للحكم منفردة ، وعبر أنظمة ديكتاتورية بغض النظر عن بعض الفوارق و الشعارات والعناوين التي تستظل بها . نستحضر هنا الأنظمة العسكرية / الديكتاتورية التي سادت عن طريق الانقلابات في غالبية دول أمريكا اللاتينية وأفريقيا وأسيا ، والتي في غالبيتها كانت أنظمة فاسدة و موالية أو مدعومة من الغرب والولايات المتحدة الأمريكية على وجه التحديد ، غير أنه في المقابل وجدنا انقلابات وأنظمة عسكرية أو حتى ثورات شيدت ديكتاتوريات تحت عناوين وطنية وثورية ، وتعلن عداءها للامبريالية كما هو حال العديد من الدول الأفريقية والعربية . علينا هنا أن نقف عند ظاهرة الانقلابات العسكرية الناجحة والفاشلة التي شهدتها العديد من الدول العربية في عقدي الخمسينات والستينات من القرن الماضي ( على غرار ما حصل في مصر وسوريا واليمن وليبيا والعراق والسودان والجزائر والصومال ) و مسار تشكلها وترسخها كنسق سلطوي شمولي مرعب ، أستحوذ واحتكرا مكامن القوة والسلطة والثروة ، وعمل عل تغييب أي دور مستقل للشعب ومؤسساته المدنية و الذي تنطق نظريا باسمه . التجربة التاريخية أكدت بأن الانقلابات العسكرية كانت كارثة ووبالا على الشعوب العربية وما رشح عنها كان أسوء بكثير من الأنظمة التي انقلبت عليها ، حيث جرى على نطاق واسع شخصنة الدولة والسلطة والمجتمع في شخص الزعيم الملهم والقائد الضرورة أو الحزب القائد و اللجان الثورية والتي هي عبارة عن مظلة شكلية لنظم حكم ديكتاتورية / استبدادية / عشائرية / فاسدة ، لم تتردد في إعادة تموضعها وفقا لصيغة تحالف السلطة ورأس المال والذي نجم عنها هيمنة طبقة طفيلية ( كمبرادورية) فاسدة ورثة عملت على إعادة ربط بلدانها بقيود التبعية للمراكز الرأسمالية العالمية ، متخلية بذلك عن أخر ورقة التوت (الوطنية ) التي تسترت بها. بطبيعة الحال أنه في ضوء التطورات والأحداث والانتفاضات والثورات العاصفة التي تمر بها المنطقة العربية من البحر وإلى البحر علينا التمييز بين المواقف المتباينة للجيوش العربية . الأكيد إن رفض الجيش في تونس ومصر قمع المتظاهرين ووقوفه على الحياد عجل في سقوط رمزي النظام فيهما ، رغم أنه لا يزال محافظا على العديد من ركائزه وهياكله السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية . ما يبعث على التفاؤل هو موقف الجيش التونسي الذي نأى بنفسه حتى الآن عن التدخل المباشر في الوضع السياسي الداخلي ، وكذلك إعلان المجلس العسكري الأعلى في مصر أنه لا ينوي الاستحواذ على السلطة وأن مهمته تتمثل في تأمين انتقال سلس لحكم مدني ديمقراطي في غضون ستة أشهر . ما حدث في تونس ومصر لا ينطبق على الحالة الليبية ، ليس بسبب الفارق في مستوى التطور والوعي والتنظيم السياسي والمدني بين تونس ومصر من جهة وبين ليبيا من جهة أخرى فقط ، ولكن بسبب طبيعة و شخصية دكتاتور ليبيا ، التي يرى خياره الوحيد هو البقاء بأي ثمن بما في ذلك القمع الدموي الشامل ضد الشعب . ومن الواضح بأن تكوينه وسماته الشخصية ، من قسوة و نرجسية وشعور بالعظمة ، تماثل إلى حد كبير شخصية وطبيعة الديكتاتور العراقي السابق صدام حسين ، وأزعم بأن مصيره وأولاده لن يكون مختلف عنه .



#نجيب_الخنيزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بقاء الحال من المحال !
- العالم العربي .. إصلاح أم ثورة؟
- ياسيد البيد .. كم نفتقدك حين تغيب وسط الضباب!
- العالم العربي .. أزمة بنيوية شاملة ! الحلقة 2-2
- العالم العربي .. أزمة بنيوية شاملة! «1/2»
- مثقفون وحقوقيون يدينون العمليات الإرهابية ضد المسيحيين في ال ...
- الدولة العربية .. ومستلزمات ترسيخ الوحدة الوطنية!
- السودان إلى أين؟
- دول مجلس التعاون الخليجي ومستلزمات الوحدة الخليجية (2-2
- دول مجلس التعاون الخليجي ومستلزمات الوحدة الخليجية
- مثقفون وحقوقيون خليجيون يصدرون بياناً بشأن الأحداث الأخيرة ف ...
- تسريبات ويكيليكس في ظل القانون الدولي
- اليوم العالمي للطفولة «2-2»
- اليوم العالمي للطفولة
- محنة المسيحيين .. أم محنة العراق ؟
- لماذا الحوار المتمدن ؟
- - الرياض 6 نوفمبر - علامة مضيئة في نضال المرأة السعودية ( 1 ...
- حركة الشاي في المشهد السياسي الأمريكي
- انتخابات الرئاسة البرازيلية .. وتركة لولا
- فرنسا «العمالية» تنتفض


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجيب الخنيزي - الجيش والسلطة في البلدان العربية