أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا الشوك - ايام الغضب في الوطن العربي















المزيد.....

ايام الغضب في الوطن العربي


رضا الشوك

الحوار المتمدن-العدد: 3288 - 2011 / 2 / 25 - 00:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في نهاية القرن الثامن عشر وتحديدا مع انفجار الثورة الفرنسية كان واضحا ان عالما جديدا قد ظهر الى الوجود ، وما كانت الثورة الفرنسية إلا عنوانا واعلانا عن بداية هذا العالم الجديد ، وعند الحديث عن اورپا يعني الحديث عن العالم أجمع ، فقد كانت اورپا في تحولاتها تمثل العالم آنذاك زمانا ومكانا ، ولم تكن الثورة الفرنسية مجرد حدث سياسي واجتماعي خاص بفرنسا وانما كانت نموذجا لتحولات اقتصادية واجتماعية بالنسبة لاورپا طوال القرون الماضية ، واليوم وبفضل الكم الهائل من الأختزالات في مختلف الميادين أصبح العالم مدينة صغيرة واحدة لأنها اشبه ماتكون بمدينة اورپية ايام الثورة الصناعية ، فهناك احياء المترفين وأحياء البؤساء والمحتاجين . لقد أفرزت الصراعات الاجتماعية على امتداد القرون هذا التناقض الكبير بين شرائح المجتمع الواحد ، كذلك بين الدول . لقد نشأت أُمتان في بلد واحد كما ورد على لسان احد كبار المفكرين الاورپيين وظهرت دول الشمال ودول الجنوب جراء الاصطفاف الجديد الذي تحددت معالمه خلال الفترة الزمنية التي اعقبت الثورة الفرنسية وحتى يومنا هذا الذي تحولت فيه العديد من شعوب العالم الى شاهد عيان لتحولات تاريخية فريدة من نوعها تُنبئ عن تشكيلة جديدة لعالم جديد يتلمس خطاه المستقبل المتطور الذي تزداد فيه وتشتد المنافسه والمسابقة بين الشعوب في ارتقائها سلم التقدم والتحضر وقد أظهرت الاحداث التاريخية الهامة التي عاشتها البشرية على امتداد الزمن ، أن الاعتماد على منجزات العلم على اوسع نطاق بأعتباره يمثل احد الاركان الاساسية لمقومات الحضارة الانسانية ، واتخاذ النظام الديمقراطي كآلية للحكم يمثل ضمانة أكيدة لحياة افضل ومستقبل مستقر يخلو من العنف ، العدو اللدود لكل ماهو صالح للانسان ، فالديمقراطية كآلية للحكم ليست العصا السحرية القادرة على حل كافة مشاكل المجتمع بصورة تلقائية ،لأن حل مشاكل التنمية الاقتصادية ورفع مستوى المعيشة للناس يتطلب صياغة وتطبيق سياسات فاعلة وقيادات سياسية وادارية ذات قدرة وكفاءة عالية مع توفر موارد مالية وبشرية كافية ومثل هذه الشروط تتوفر في ظل نظام ديمقراطي ، كما ان وجود اوضاع اقتصادية جيدة يشكل بدوره ضمانة واساسا ماديا هاما لنجاح التحولات الديمقراطية علما ان العامل الاقتصادي لم يكن العامل الوحيد لنشوء الديمقراطية وانتصارها ويؤكد صحة هذا الرأي ، وجود الترابط بين الحريات السياسية والاقتصادية كدليل على ذلك .
ان السير بما يتوازى وينسجم مع القرن الذي نحن فيه يتطلب رؤىً ومفاهيم جديدة تختلف عن تلك التي سادت خلال العقود الاولى من القرن الماضي ، وان الاحداث الاخيرة التي يمر بها العالم العربي دليل واضح على صحة مقولة (كل شئ يتغير)على هذه الارض التي يعيش عليها سكان المعمورة وحولتهم الى شهود عيان لتحولات تاريخية في غاية الاهمية ، يشابه تقريبا لما حصل في اورپا خلال عصرالنهضة ، حيث ظهر على السطح صراعا فكريا اخذت تتوضح رؤاه لدى الناس وتترسخ تقاليد وعادات في صالح تيار الاصلاح والتقدم كما ان إعادة النظر للعديد من القضايا التي تهم حياة الشعب اصبحت تمثل هاجسا فكريا وثقافيا لدى عقل ووجدان المواطن العربي ، وان مسألة الانتقال الى النظام الديمقراطي كصيغة للحكم هي من المسائل الهامة في مجتمعات حكمتها عبر قرون العلاقات القبلية والعائلية والتفاسير الفقهية المنحازة للاستبداد في الحكم .
من المعروف ان الشرعية التاريخية لاي حكم تحتاج لان تصبح شرعية دستورية وسلطة الحكم بمرجعيتها واشخاصها يجب ان تخضع لمنطق تبادل السلطة السلمي واذا توجه العرب على اتساع رقعة تواجدهم نحو تجربة الحكم الديمقراطي فأن ذلك يشكل نقلة نوعية لم يشهدها التاريخ من قبل واذا تحقق ذلك ولم لا ؟ فأن المنطقة ذات الموقع الجغرافي الحيوي ستسلك طريقا باتجاه مصافي العالم المتحضر الذي ينشد حضارة متقدمة تكون في صالح الانسان العربي .
بديهي ان الصراع بين القديم والجديد يواجه عقبات جمة ولكن مواصلة النضال باتجاه الاصلاح الحقيقي في كافة الميادين هو الذي سيفوز تاركا ورائه مخلفات القرون البالية التي عفى عليها الزمن ورماها في وادي النسيان ، والعملية برمتها تعتبر تطورا ناجحا ورابحا في مختلف المجالات ودعما لتجديد البنى الاقتصادية كاملة التي تعكس نتائجها مباشرة في حياة الناس والمجتمع عموما .
احيانا تطرح المسألة بطريقة بائسة بمعنى انه لا توجد تقاليد ديمقراطية في هذا البلد العربي او ذاك اذن من الميئوس منه ان تنشأ حالة او اجواء صالحة للديمقراطية ولعملية التغيير والتجديد ولكن لايوجد بلد وتقاليد ديمقراطية معه ، هذه عملية تاريخية ولا اعتقد ان هناك أناسا يولدون بجينات ديمقراطية وآخرون لا يملكون هذه الجينات انها تصورات فنطازية حقا لا يقبلها العقل السليم ، والحقيقة فان المعركة من اجل نظام ديمقراطي يضمن حقوق الانسان ومنظمات المجتمع المدني وما يرافق ذلك من مجموعة القيم ليست فقط صراعا بين الشمال والجنوب او بين الاسلام واورپا والولايات المتحدة الامريكية وانما هي معركة داخلية في كل بلد حيث يشهد مستوى معين من هذا الصراع وقد بدأت بارقة أمل للخروج من هذا المأزق حتى بالنسبة لبعض البلدان العربية . وقد شهدت الفترة المنصرمة احداث تغيير في غاية الاهمية وايام الغضب شملت شعوب العالم العربي دليل واضح على ذلك لان المنطقه برمتها خاضعة حاليا الى تفكك واعادت ترتيب وفق اسس جديدة لان رياح التجديد والتبديل اخذت تطرق ابواب التاريخ بعنف ونحن في بداية القرن الواحد والعشرين فأوجدت ركائز متينة يمكن الاعتماد عليها في بناء نظام ديمقراطي يوفر العيش الكريم للسواد الاعظم من شعوب العالم العربي .
ان مسيرة تطور البشرية تؤكد بما لا يدع أدنى شك بأن هناك ترابطا وثيقا ومحكما بين ارتقاء الانسان وتطوره الثقافي والعلمي والحضاري وبين حجم وكم حقوقه الانسانية واجواء الديمقراطية التي يتمتع بها ، كما تؤكد ايضا ان مستقبل انظمة العالم وبالتحديد الانظمة الشمولية من بقايا القرن الماضي لا يمكنها مصارعة وتحدي رياح التغيير نحو مستقبل افضل لأن القرن الذي نعيش فيه يتطلب رؤى ومفاهيم جديدة تختلف كليا عن تلك التي سادت خلال العقود الاولى من القرن الماضي .
على قادة البلدان العربية المتربعين على السلطة منذ عقود خلت الاخذ بمنتهى الجدية والقناعة التامة بأن رياح التغيير باتجاه نظام جديد في جميع تفاصيل الحياة اصبحت حقائق تاريخية لا رجعة فيها وان تصميم شعوبها على بناء مجتمع جديد أصبح امرا ثابتا لايمكن لاي قوة تصمد امامها . لقد ولى عهد العلاقات الاقطاعية في حكم الشعوب واخذت البشرية تتطلع الى نظام عالمي جديد خال من الاضطهاد والاستغلال ومن اجل عيش كريم في ظل حكم ديمقراطي راسخ .
رضا الشوك
بخارست – رومانيا – 24/01/2011



#رضا_الشوك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الخوف
- الذهنية العربية
- الفن في حياة الناس .
- مقارنة بين العلم والفن
- من تاريخ الفكر البشري
- حول انتخابات مجالس المحافظات
- نهاية العالم
- مع قهوة الصباح لعام ٢٠٠٩
- مع قهوة الصباح
- العزل السياسي إجرء تعسفي معادي للديمقراطيه
- الديمقراطية في العالم العربي ورياح التغير .
- نشأة الكتابة العربية
- التصحر الســــياسـي
- العنف والاعنف


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا الشوك - ايام الغضب في الوطن العربي