أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رضا الشوك - الديمقراطية في العالم العربي ورياح التغير .















المزيد.....

الديمقراطية في العالم العربي ورياح التغير .


رضا الشوك

الحوار المتمدن-العدد: 995 - 2004 / 10 / 23 - 14:19
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


إن التغيرات والتحولات ومايرافقها من تداعيات لايمكن لأي متنبئ علمي يستطيع الاحاطة باثارها التفصيلية على هذا الكوكب ومن يعيش عليه ،ففي نهاية القرن الثامن عشر وتحديداً مع إنفجار الثورة الفرنسية كان واضحاً ان عالماً جديداًقد ظهر الى الوجود ،وما كانت الثورة الفرنسية الا عنواناًواعلاناً عن بداية هذا العالم الجديد . وعند الحديث عن اور?ا يعني الحديث عن العالم أجمع ، فقد كاذت أور?ا في تحولاتها تمثل العالم آنذاك زماناً ومكاناً،ولم تكن الثورة الفرنسية مجرد حدث سياسي واجتماعي خاص بفرنسا وانما كانت نموذج لتحولات اقتصادية واجتماعية بالنسبة لاور?ا طوال القرون الماضية ، واليوم وبفضل الكم الهائل من الاختراعات في مختلف الميادين أصبح العالم مدينة صغيرة واحدة لاكنها اشبه ماتكون بمدينة اور?يةأيام الثورة الصناعية ، هناك احياء المترفين وهناك احياء البؤساء والمحتاجين ، لقد افرزت الصراعات الاجتماعية على امتداد القرون هذا التناقض الكبير بين شرائح المجتمع الواحد وكذلك بين الدول ، لقد نشأت أمتان في بلد واحد كما ورد على لسان احد كبار المفكرين الاور?يين ، وظهرت دول الشمال ودول الجنوب جراء الاصطفاف الجديد الذي تحددت معالمه خلال الفترة الزمنية التي اعقبت الثورة الفرنسية وحتى يومنا هذا الذي تحولت فيه العديد من شعوب العالم الى شاهد عيان لتحولات تاريخية فريدة من نوعها تنبئ عن تشكيلة جديدة لعالم جديد يتلمس خطاه المستقبل المنظور ، تزداد فيه وتشتد المنافسة والمسابقة بين الشعوب في إرتقائها سلم التقدم والتحضر ، وقد أظهرت الاحداث التاريخية الهامة التي عاشتها البشرية على امتداد الزمن ، ان الاعتماد على منجزات العلم على اوسع نطاق باعتباره يمثل أحد الاركان الاساسية لمقومات الحضارة الانسانية ، واتحاذ النظام الديمقراطي كآلية للحكم يمثل ضمانة اكيدة لحياة افضل ومستقبل مستقر يخلو من العنف العدو اللدود لكل ماهو صالح للانسان .
أن مايجري الان في العالم العربي والاسلامي مشابهاً تقريباً لما حصل في اور?ا خلال عصر النهضة ، ولهذا فإننا سنشهد صراعاً فكرياً يشمل العالمين العربي والاسلامي على السواء حتى تتوضح الرؤيا لدى الجميع وتترسخ تقاليد وعادات في صالح تيار التقدم المنشود . ويشهد العالم العربي فترة اعادة نظر في العديد من القضايا حتى اصبحت تمثل هاجساً فكرياً وثقافياً لدى عقل ووجدان الانسان العربي وسواء خرجت تلك الهواجس في النهاية بنتائج ايجابية اوسلبية فانها ستكون رافداًمن الروافد الاخرى التي ستساهم في تكوين المستقبل العربي وان مسألة الانتقال الى النظام الديمقراطي كصيغة للحكم هي من المسائل الهامة في مجتمعات حكمتها عبر قرون العلاقات القبلية والعائلية والتفاسير الفقهيةالمنحازة للاستبداد والاقتصاد الرعوي التمييزي غير العادل . الامر الذي يتطلب اعادة النظر في تلك العلاقات بصورة جذرية ، ومن المعروف فان الشرعية التاريخية لأي حكم تحتاج ان تصبح شرعية دستورية وسلطة الحكم الدائمة بمرجعيتها وأشخاصها تحتاج ان تخضع لمنطق تبادل السلطة السلمي المعروف ، والعلاقات الاقتصادية الرعوية والاجتماعية الابدية هي الاخرى تحتاج الى ان تستبدل بمتطلبات المواطنة وهكذا واذا توجه العرب نحو تجربة الحكم الديمقراطي فان ذلك يشكل نقلة نوعية لم يشهدها التاريخ من قبل واذا تحقق ذلك ولِمَ لا ؟ فان المنطقة ذات الموقع الجغرافي الحيوي ستسلك طريقاًباتجاه مصافي العالم المتحضر الذي ينشد حضارة انسانية متقدمة تكون في صالح الانسان أينما وجد على هذه الارض، ولعل البداية ستجابه بعض العقبات ولكن مواصلة المشوار باتجاه الاصلاح الحقيقي في كافة الميادين هو الذي سيفوز تاركاً ورائه مخلفات القرون الباليةالتي عض عليها الزمن ورماها في وادي النسيان والعملية برمتها تعتبر عملية تطور ناجحة ورابحة في مختلف المجالات ودعماً لتجديد البنى الاقتصادية كاملة التي تعكس نتائجها مباشرة في حياة الناس والمجتمع عموماً .
احياناً تطرح المسألة بطريقة بائسة بمعنى انه طالما لاتوجد تقاليد وديمقراطية في هذا البلد العربي او ذاك إذن من الميؤس منه في المستقبل ان تنشأ حالة ديمقراطية ، ولكن لايوجد بلد وتقاليد الديمقراطية معه، هذه عمليه تاريخية ولا أعتقد ان هناك ناساً تولد بجينات ديمقراطية وآخرون لا يملكون هذه الجينات ، انها تصورات فنطازية حقاً لا يقبلها العقل السليم ،والحقيقة فإن المعركة من اجل الديمقراطية وحقوق الانسان والمجتمع المدني وما يرافق ذلك من مجموعة القيم ليست فقط صراعاً بين الجنوب والشمال او بين الاسلام واور?ا والولايات المتحدة وانما هي معركة داخلية في كل بلد حيث يشهد مستوى معين من هذا الصراع ، وقد بدأت بارقة امل للخروج من هذا المأزق حتى بألنسبة للانظمة العربية نفسها ، بعد ان اصبحت المعركة تشمل كل العالم العربي ، وهو ولوج الحداثة بكل ماتعنيه الكلمة لأن المنطقة خاضعة حالياً الى تفكك واعادة ترتيب وفق اسس جديجة لاسيما وان رياح التغير أخذت تطرق ابواب التاريخ بعنف ونحن في بداية القرن الواحد والعشرين ، فأوجدت ركائز متينة يمكن الاعتماد عليهافي بناء صرح الديمقراطية والعمل على توسيعها لتشمل مابقي من دول لاتزال تعاني من مخلفات النظام الشمولي الذي لقي حتفه واستقر في مزبلة التاريخ .
كثيراً ماتطرح تساؤلات هدفها التشكيك في اهمية الديمقراطية والحريات العامة في حل المشاكل المستعصية التي تعاني منها الدول النامية ومنها الدول العربية ، فأحياناً نسمع من يقول ما جدوى الديمقراطية اذا كانت الشعوب تعاني الامرين ، الفقر والاستغلال وما فائدة الحرية اذا كان الانسان مهمشاً لاحول ولاقوة له ففي هذه الحالة فأن الحديث عن حقوق الانسان في ظل نظام دولي يتربص بألعدالة ويكرّس الهيمنة شئ عقيم ولا يجدي نفعاً ، وحقيقة الامر فأن الربط الصحيح بين الحقوق المدنية والاقتصادية والاجتماعية بأعتبارها حقوقاً تكمّل وتشترط بعضها البعض االاخر ، فألديمقراطية كآلية للحكم ليست العصا السحرية القادرة على حل كافة مشاكل المجتمع بصورة تلقائية ،فحل مشكل التنمية الاقتصادية ورفع المستوى المعاشي للناس يتطلب صياغة وتطبيق سياسات فاعلة وقيادات سياسية وادارية ذات قدرة وكفائة عاليةمع توفر موارد مالية وبشرية كافية ومثل هذه الشروط تتوفر في ظل نظام ديمقراطي كما ان وجود اوضاع إقتصادية جيدة يشكل بدوره ضمانة واساساً مادياً هاماًلنجاح التحولات الديمقراطية ، علماً ان العامل الاقتصادي لم يكن العامل الوحيد لنشوء الديمقراطية وانتصارها ويؤكد صحة هذا الرأي هو وجود الترابط بين الحريات السياسية والاقتصادية ودليل على ذلك فإن الانظمةالديمقراطية هي في بلدان متطورة اقتصادياً .
إن مسيرة تطور البشرية تؤكد بما لايدع أدنى شك بأن هناك ترابطاً وثيقاً ومحكماً بين ارتقاء الانسان وتطوره الثقافي والعلمي والحضاري وبين حجم وكم حقوقه الانسانية واجواء الديمقراطية التي يتمتع بها . كما تؤكد أيضاً ان مستقبل أنظمة دول العالم وبألتحديد الانظمة الشمولية والدكتاتورية من بقايا القرن الماضي لايمكنها مصارعة وتحدي رياح التغير نحو الديمقراطية .
إن السير بما يتوازى وينسجم مع القرن الذي نحن فيه يتطلب رؤى ومفاهيم جديدة تختلف عن تلك التي سادت خلال العقود الاولى من القرن الماضي حول الاستعمار والتبعية الام?ريالية.
إن تطور وتقدم دول مثل دول مايسمى بنمور آسيا لم يحصل الا بسبب سلامة تعامل هذه الدول حسب مقتضيات ومتطلبات العلاقات الدولية بما يتوافق مع الرؤى الجديدة لهذه العلاقات وبالمقابل نرى بلداً مثل العراق يمتلك كل مقومات النهوض والتقدم والتطور وصولا الى مصافي الدول المتقدمة ، عجز عن التعامل بما يتوافق مع الرؤى الجديدة للعلاقات الدوليه بسبب أحادية فكر قيادته ومحدودية تفكيرها الذي يعود الى خمسينيات القرن الماضي لم يستطع مواكبة مااستطاعت ان تحصل اليه مستوى دول مثيلة له من حيث مصادر الثروات الطبيعية التي تكتنزها ارضه .
أما ما هو مفقود وماسبب العلل التي نشكي منها هي ثنائية تشتمل على غياب فكرة المؤسسة وفكرة المساءلةوفي غياب الاثنين تبقى الامور فردية وموسمية تخضع للامزجة وعليه فان لم يتم الاصلاح المنشود بتفرعاته المختلفة والذي بات معروفاً للداني والقاصي ، ففي هذه الحالة فان الاصلاح سيصَدّر لنا من الغير ، اما الهروب من استحقاقات اليوم فسوف لن يكون هروباً لافي الزمان ولافي المكان .
اما الحركات السياسية التي بلغت درجة عالية من الرشد والنضج وركَنت الغالبية منها خلافاتها جانباًوجاهدت فعلا من اجل زيادة سعة التشابه بالاهداف والنوايا لتحقيق الهدف السامي الذي يوصل البلاد الى بر الامان والاستقرار الذي يساهم بدوره في بناء المجتمع المدني ، هذا المجتمع الذي تتجسد فيه تطلعات البشرية جمعاء ، وضمن هذا السياق فان الديمقراطية الغربية عليها واجد بسط يد المساعدة لتطلعات الشعوب نحو مستقبل متمدن مزدهر بعد انعتاقها من عبودية الانظمة الشمولية ، وان تقف الى جانبها في ترسيخ حياة جديدة تكون في خدمة وصالح مواطنيها .



#رضا_الشوك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نشأة الكتابة العربية
- التصحر الســــياسـي
- العنف والاعنف


المزيد.....




- -يعلم ما يقوله-.. إيلون ماسك يعلق على -تصريح قوي- لوزير خارج ...
- ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق -تيك توك-؟
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للبحث في -عدوان الإم ...
- -عار عليكم-.. بايدن يحضر عشاء مراسلي البيت الأبيض وسط احتجاج ...
- حماس تبحث مع فصائل فلسطينية مستجدات الحرب على غزة
- بيع ساعة جيب أغنى رجل في سفينة تايتانيك بمبلغ قياسي (صورة)
- ظاهرة غير مألوفة بعد المنخفض الجوي المطير تصدم مواطنا عمانيا ...
- بالصور.. رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -الم ...
- -إصابة بشكل مباشر-.. -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف مقر قي ...
- واشنطن تعرب عن قلقها من إقرار قانون مكافحة البغاء والشذوذ ال ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رضا الشوك - الديمقراطية في العالم العربي ورياح التغير .