أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عبدالباسط سيدا - الصمت في مواجهة ما يتعرض له الشعب الليبي جريمة














المزيد.....

الصمت في مواجهة ما يتعرض له الشعب الليبي جريمة


عبدالباسط سيدا

الحوار المتمدن-العدد: 3285 - 2011 / 2 / 22 - 16:00
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



بعد طول انتظار، خرج على الناس ابن الزعيم السيد سيف الإسلام القذافي، الذي لا يحتل رسمياً أي موقع وظيفي في الدولة الليبية؛ شأنه في ذلك شأن والده الذي يتحكم بكل مفاصل الدولة والمجتمع الليبيين منذ أكثر من أربعة عقود، ويتباهى باستمرار، بأنه ليس له أي موقع وظيفي محدد، تقر به القوانين الليبية على الرغم من طابعها العشوائي؛ هذا ناهيك عن الدستور الذي لا وجود له أصلاً؛ وما الداعي إليه في حضرة الزعيم الذي هو الأب الروحي لدستور لم ولن يكون مثله في غابر الأيام و قادمها، إنه دستور الكتاب الأخضر الذي لا ينطق عن الهوى، و لا يترك أي تساءل أو لبس إلا ويقدم له الحل، شرط أن يمتلك القائم بالتفسير أو التأويل القدرة الثورية على الاستشفاف، وهي قدرة يستمدها المواطن الصالح في جماهيرية العقيد من عبقرية القائد ولجانه وحارساته الثوريات.
انتظرت خطاب السيد سيف الإسلام مع من انتظر، وكنت أتوقع أن يعرض لنا الرجل خطة إصلاحية توفيقية- ترقيعية إذا شئت- من شأنها الإقرار بصعوبة الأوضاع، والسعي من أجل دفعها نحو التهدئة الآنية على الأقل.
لكن الرجل لم يكن هو سيف الإسلام الذي كان يُسوّق عبر وسائل الإعلام - خاصة الليبية منها- منذ سنوات؛ بل وجدنا رجلاً يتماهى مع الزعيم بكل شيء- ما عدا خبرته التضليلية وحركاته البهلوانية- فالصوت والمنطق والإسراف في التفاصيل المملة، كلها سمات مشتركة تقمصها الرجل فكان ابن ابيه. لكن الجديد الخاص به، تمثل في لغة التخويف والتهويل، وحركة إصبعه المهددة، ووعيده بأته سيقاتل مع زمرته ضد شعبه حتى آخر رجل أو آخر قطرة دم. كل ذلك أكد بما لا يدع أي مجال للشك بأن أهل الحكم في ليبيا قد حسموا أمرهم، وصمموا على إبادة الشعب بأكمله، إذا كان ذلك - وفق منطقهم الفاسد- ثمناً لبقائهم في سلطة مسروقة، طالما تشدقوا وتبجحوا بأنهم لا يمتلكونها، وطالما تفاخروا زوراً وبهتاناً - من دون أن يصدقهم أحد- بأنهم قد أسسوا أول جماهيرية ثورية ديمقراطية في العالم.
تابعت طيلة هذا اليوم بقلق كبير تفاصيل التطورات في ليبيا العزيزة التي أعرفها مدينة مدينة، أعتز بصداقة الكثير من أبنائها الأفاضل. فقد أدركت بناء على إنذار السيد سيف الإسلام المتغطرس بأنهم سيستخدمون كل إمكانيات الرعب التي هي في حوزتهم من أجل قهر إرادة الليبيين وإجبارهم على الرضوخ ثانية، ولكن هيهات هيهات.
إن ما يجري راهناً في ليبيا في هذه اللحظات العصيبة لا يحتمل أي تحليل هادئ أو تفصيل توضيحي؛ فالشعب الليبي المجاهد يذبح بالمعنى الحرفي للكلمة في طرابلس بقصف مدفعي وجوي. والمطلوب من الجميع المبادرة العاجلة والحاسمة من أجل نصرة الشعب الليبي، ودعمه في سعيه المشروع من أجل الحرية والكرامة. ينبغي على وجهاء وأبناء عشيرة القذاذفة اتخاذ الموقف الوطني المطلوب، وذلك عبر رفع الغطاء عن معمر القذافي وزمرته، فهؤلاء ألحقوا أضرارا كبيرة بالوطن وأهله؛ والقبيلة هي جزء من الوطن، جزء من الشعب، عليها مراعاة المصلحة العامة، وإلا فإنها ستحاسب في قادم الأيام أمام الله والتاريخ والشعب.
المطلوب من الدول العربية، دولة دولة، ومن الجامعة العربية مجتمعة التعبير عن المواقف صريحة واضحة، تدين جرائم النظام الليبي، وتعمل بصورة مكثفة عبر الدوائر الدبلوماسية من أجل انتزاع موقف دولي عبر الأمم المتحدة من أجل التدخل الفوري.
الشعوب العربية وشعوب المنطقة والعالم بأسره مطالبة بأن ترفع صوتها عالياً من أجل كبح جماع الزمرة الرعناء التي أثبتت أنها مستعدة لحرق الأخضر اليابس من أجل التمسك بموقع مغتصب أصلاً.
الموضوع لا يمكن تأجليه، ولم يعد الحياد ممكناً، والموضوعية الباردة باتت غير مقبولة أبداً في مواجهة جرائم إبادة شنيعة يتعرض لها الناس في شوارع طرابلس من قبل سلطة أتحفتنا على مدى عقود بأنها تجسد إرادة الشعب وطموحه.

إنها ساعات مفصلية، لا يحق لنا جميعاً أن نتقاعس أو نتجاهل ونحن أمام مذبحة تقشعر لها الأبدان تحت سمع وبصر العالم أجمع، ولكن مهما يكن فالحرية قادمة طالما أن الشعب قد أراد وعرف الطريق.




#عبدالباسط_سيدا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم توشحت كوباني بالسواد
- كان عاشقاً متميّزاً من عشّاق الكُرمانجية
- وقائع يوم نرويجي
- عامودا .. مدينة الأنفة والمعرفة
- تركيا: المحكمة الدستورية في مواجهة الحكومة الشرعية
- سورية: النجاح الخارجي مقابل القمع الداخلي
- حل المسألة الكردية في تركيا .. استحقاق كبير ...
- موقع السحر من العلم في بلاد ما بين النهرين
- ما هي الأسطورة: دراسة في المصطلح 2/2
- سورية: المشروع الوطني هو الحل
- ما هي الأسطورة؟
- الحرية للكاتب فاروق حاج مصطفى وسائر سجناء الضمير في سورية
- جائزة أوصمان صبري ومعاناة الشعب الكردي في سورية
- انتفاضة قامشلي المباركة في ذكراها الخامسة
- كمال مظهر باحث أصيل متجدد 2/2
- كمال مظهر باحث أصيل متجدد 1/2
- غزة: تأملات في مرحلة ما بعد العدوان
- تركيا بين التمزّق الداخلي والهاجس الإقليمي
- الشرق الأوسط: معادلات الراهن واحتمالات المستقبل -3
- الشرق الأوسط: معادلات الراهن واحتمالات المستقبل -2


المزيد.....




- تسببت بوميض ساطع.. كاميرا ترصد تحليق سيارة جوًا بعد فقدان ال ...
- الساحة الحمراء تشهد استعراضا لفرقة من العسكريين المنخرطين في ...
- اتهامات حقوقية لـ -الدعم السريع- السودانية بارتكاب -إبادة- م ...
- ترامب ينشر فيديو يسخر فيه من بايدن
- على غرار ديدان العلق.. تطوير طريقة لأخذ عينات الدم دون ألم ا ...
- بوتين: لن نسمح بوقوع صدام عالمي رغم سياسات النخب الغربية
- حزب الله يهاجم 12 موقعا إسرائيليا وتل أبيب تهدده بـ-صيف ساخن ...
- مخصصة لغوث أهالي غزة.. سفينة تركية قطرية تنطلق من مرسين إلى ...
- نزوح عائلات من حي الزيتون بعد توغل بري إسرائيلي
- مفاوضات غزة.. سيناريوهات الحرب بعد موافقة حماس ورفض إسرائيل ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عبدالباسط سيدا - الصمت في مواجهة ما يتعرض له الشعب الليبي جريمة