أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم القبطي - الإرهاب الإسلامي يتراجع ... بالأرقام













المزيد.....

الإرهاب الإسلامي يتراجع ... بالأرقام


ابراهيم القبطي

الحوار المتمدن-العدد: 3279 - 2011 / 2 / 16 - 08:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الإرهاب الإسلامي يتراجع ... بالأرقام

منذ عام 2001 ، وبالتحديد في 11 سبتمبر ، وقع الحدث التاريخي الذي غير مسار العالم كله ، عندما ضرب الإرهابي أسامة بن لادن برجي التجارة العالميين في وسط منهاتن بنيويورك . وقتها تحولت انظار العالم كله إلى الإسلام . وتساءل الكثيرون العديد من الأسئلة
البعض تساءل هل حقا هناك علاقة بين الإسلام والإرهاب؟
وآخرون تساءلوا : ما هي طبيعة الإسلام ؟ هل هي طبيعة دموية حقا تشجع على العنف ؟ أم أن محمد عطا وأتباعه مجرد قلة من المتطرفين لا يفهمون حقيقة الدين الإسلامي؟
ومازالت هذه المناقشات تدور حتى الآن ، حيث يحتدم السجال بين المفكرين والمحللين السياسين في الغرب والشرق ، وبين المناظرين المسلمين ، وفي هذه السجالات ظهرت كثير من التبريرات التي وضعها الكثير من المسلمين ليدفعوا شبهة الإرهاب والعنف عن الإسلام ، ولكن موقفهم التبريري ازداد ضعفا مع كل تفجير أو عملية إرهابية يقوم بها مجاهدو القاعدة وغيرهم .

وزاد من الموقف الإسلامي حرجا أن شيوخ الفضائيات العربية والغربية يمارسون التكفير بمنتهى السهولة ، ويفتون في كل الامور من أول أحكام المراحيض والخراءة والغائط ، إلى أحكام السرير والفراش والمتعة والنكاح ، ومع هذا لم نجد حتى الآن أيا من هؤلاء الشيوخ يكفر إرهابيا واحدا أو يتنصل من عملا إرهابيا واحدا باعتباره من أعمال الكفر والضلال ... وحتى إن اكتفى بعض الشيوخ بالتنديد ، وخاصة إذا كانت محطاتهم تذيع من داخل أراضي الفرنجة وأهل الغرب الكافر ، مازال الأمر عسيرا عليهم أن يكفروا اسامة بن لادن أو الظواهري أو أيا من شيوخ الإرهاب .... فهم في أعماق قلوبهم مجاهدون صادقون لا يمكن تكفيرهم .

ولهذا لا نستغرب إذا قلنا أنه وبعد 10 سنوات كاملة ، بدأت تظهر مجموعات من المفكرين الغربيين الذين يعلنون صراحة دموية الدين الإسلامي دونما خوف من جرح مشاعر المسلمين ، ويربطون ربطا صريحا بين الإرهاب الديني والإسلام ، لأنهم لم يجدوا دليلا واحدا على تعارض الدين الإسلامي مع حركات الجهاد ، ولم يجدوا جدية من المعتدلين لمواجهة تيار التكفير والجهاد ... ربما لأن المعتدلين من المسلمين لا يملكون نصوصا دينية كافية تبرهن على موقفهم السلمي ، فهم يحاولون دائما الاكتفاء بالقرآن المكي ، ويتجاهلون القرآن المدني و كل الأحدايث المحمدية التي تصرح بالجهاد والحرب .

وفي خضم هذا الصراع الفكري ... حاولت أن أنظر من خارج هذا الصراع وألجأ إلى لغة الأرقام المحايدة مرة أخرى كما فعلت قبلا (1) و أن اعيد قراءة أرقام الجهاد الإسلامي وعدد العمليات الإرهابية ، ومدى تطورها على مدار 10 سنوات كاملة – من 2001 إلى 2010 (2)

لقد قام الإرهابيون الإسلاميون بعدد 14969 عملية إرهابية منذ 11 سبتمبر 2001 إلى 31 ديسمبر 2010
أكثر من ثلث هذه العمليات (5411 عملية) كانت داخل أرض العراق فقط ، وأكثر ضحاياها ليسوا من الامريكيين أو القوات الأجنبية ، بل من العراقيين أنفسهم ... وكأنما الجهاد لا يميز بين صديق أو عدو ، أو بين مسلم وغير مسلم ، فأول من يدفع ثمنه المسلمون أنفسهم ... مما يجعلنا نتعجب من تأييد الكثير من بسطاء المسلمين للجهاد وهم أول ضحاياه . وتأتي في المرتبة الثانية باكستان بعدد 2157 عملية إرهابية ، وأفغانستان هي الثالثة بعدد 1697 عملية إرهابية .

في المقابل لم تحدث إلا عمليات جهادية محدودة في الدول الأوروبية والأمريكتين ، ففي الولايات المتحدة وقعت عمليات إرهابية محدودة على مدار 10 سنوات وعددها 34 عملية بخلاف 11 سبتمبر ، وفي بريطانيا 20 عملية ، وفي أسبانيا عمليتان إرهابيتان فقط الأولى في حادثة مدريد مارس 2004 وراح ضحيتها 201 شخص ، والثانية في مدريد أبريل 2004 ، وراح ضحيتها شخص واحد فقط .

أما عدد القتلى الذين أسقطتهم الجهاد الإسلامي فكانوا 89570 شخص في جميع أنحاء العالم ، أي بمعدل ثمانية آلاف وتسعمائة شخص تقريبا في العام الواحد ، وعدد الجرحي 144601 جريح . أي أنه على مدار 3398 يوم –الفترة الفاصلة بين 11 سبتمبر 2001 و31 ديسمبر 2010 - كان القتلى بمعدل 26 قتيل في اليوم والجرحي بمعدل 43 جريح في اليوم .

وبعد عرض هذه الأرقام قد يتساءل أحدهم: ما الفائدة من عرض كل هذه الأرقام ؟
وللإجابة على هذا السؤال نقول بأن الأرقام هامة لأنها لا تكذب ، فهي تمثل جرس إنذار لكل إنسان حر ، وتمثل تحذيرا قويا لكل عاقل ، فإذا كانت هذه هي حالة الجهاد الاسلامي بدون دولة خلافة إسلامية ، فكيف سيكون الأمر لو تحقق حلم بعضهم بدولة خلافة إسلامية ...؟!!
ليس هناك أدنى شك بأن هذه الأعداد سوف تتضاعف عشرات المرات ، لأن دولة الخلافة سوف تتحرك بأيدولويجية الفكر السلفي الأصولي لتنشر الدين الإسلامي عنوة ، عملا بمبدأ جهاد الطلب الذي يسعى لغزو الدول الغير مسلمة بهدف نشر الدعوة ، وسوف تستعمل الأسلحة الحديثة الفتاكة لنشر الدعوة الإسلامية .
لهذا كانت هذه الحقائق الرقمية أبلغ رد على بعض المتشددين الذين يدعون إلى إقامة دولة إسلامية في مصر أو الجزائر أو تونس ... فالدولة المدنية العلمانية هي الضمان الوحيد لكل إنسان عاقل مسلم كان او مسيحي أو بهائي أو درزي أو يهودي أو ملحد ، للخروج من شرنقة الصراع الديني والجهاد إلى عالم التحضر والحرية .

ثم يأتي السؤال الثاني وهو الأهم : هل هناك أمل في انتهاء هذه الأحداث الدموية ؟
والإجابة هي أنه هناك أمل كبير جدا في انتهاء هذه المرحلة من التاريخ الحديث ، وهذا الاستنتاج مبني على الأرقام أيضا ، فقد ظل عدد العمليات الإرهابية وعدد القتلى والجرحى في ازدياد وتصاعد من 2001 إلى 2007 (3) ثم تراجعت تراجعا حادا في الثلاث سنوات الأخيرة حتى وصل إلى تسعة آلاف قتيل و18 ألف جريح في عام 2010 أي إلى النصف تقريبا .





هذا التراجع الحاد بعد عام 2007 ، على الأرجح نتيجة لعدة عوامل منها
1- العمليات الناجحة التي قامت بها الحكومات الغربية في تحطيم الكثير من شبكات تمويل الإرهاب البترودولارية
2- تراجع الكثير من العمليات الإنتحارية نتيجة قلة المتطوعين الجدد ، حتى أن بعض العمليات الإرهابية بدأت تتحول إلى تجنيد النساء
3- انتشار الشكوك بين المنتحرين حول مصيرهم ، وهل هم من الشهداء أم من المنتحرين ؟ نتيجة اختلاف الفقهاء المسلمين فيما بينهم .(4)

أيا كانت الأسباب ، فالإرهاب يتراجع ، والثورات المدنية بدأت تنتشر بين ربوع العالم الإسلامي ، وبدأ نسيم الحرية والعدالة يتسلل لكل الشعوب التي حرمت منها ...

فمرحبا بعصر جديد من الحرية والأمل ، عصر الدولة المدنية العلمانية في الشرق الأوسط
دولة تجمع المسلم كمواطن إلى جنب المسيحي والبهائي والدرزي والملحد وكل إنسان في دولة حرة تحترم مواطنيها دون تفرقة أو ذمية أو استعباد .
---------------
الهوامش:
(1) الإرهاب الإسلامي ... بالأرقام
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=50883
(2) كل الإحصاءات التي في هذا المقال تم استنتاجها وحسابها من الأرقام المنشورة في هذا الموقع
http://www.thereligionofpeace.com/
(3) في عام 2007 سقط حوالي 20 ألف قتيل و26 ألف جريح من الإرهاب
(4) راجع المقال السابق :
الإرهاب الإسلامي [4] ... في أصول الخداع : شهداء أم منتحرون ؟
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=117171



#ابراهيم_القبطي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نريد وطنا يحكمه الشعب لا الأبطال
- الأقباط والأمل في علمانية مصرية
- بين ثورة 25 يناير ... وإنقلاب 26 يوليو
- كنت متدينا ... والآن أبصر - 2- الرؤية
- كنت متدينا... والآن أبصر - 1-
- من أين يأتي النغم ؟
- دليل الحيران في كتابة القرآن (4): العصر المحمدي ج2
- دليل الحيران في كتابة القرآن (3): العصر المحمدي
- دليل الحيران في كتابة القرآن (2): تنزيل جبريل
- دليل الحيران في كتابة القرآن (1) :ميلاد اللوح المحفوظ
- أخلاق إسلامية (6) : استعارة فروج النساء
- -الله أكبر- .... بالصيني
- صورة الإله الإسلامي (3) : مراهقة الشاب الأمرد
- صورة الإله الإسلامي (2) : كتلة على العرش
- صورة الإله الإسلامي (1): الرحمن الضاحك
- شخبطات اهل حنجور
- تجسد الكلمة (5): نظرة عقلانية على نسب المسيح
- الإرهاب الإسلامي [4] ... في أصول الخداع : شهداء أم منتحرون ؟
- اسطورة الذكر المحفوظ (8) : مصحف ابن عباس والمتعة
- شيخ الأزهر يتحدى نبوءة محمد !!


المزيد.....




- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي
- مسلسل الست وهيبة.. ضجة في العراق ومطالب بوقفه بسبب-الإساءة ل ...
- إذا كان لطف الله يشمل جميع مخلوقاته.. فأين اللطف بأهل غزة؟ ش ...
- -بيحاولوا يزنقوك بأسئلة جانبية-.. باسم يوسف يتحدث عن تفاصيل ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم القبطي - الإرهاب الإسلامي يتراجع ... بالأرقام