أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - صادق رشيد التميمي - أوهام الاصلاح الذي يديره مخابراتي















المزيد.....

أوهام الاصلاح الذي يديره مخابراتي


صادق رشيد التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 3269 - 2011 / 2 / 6 - 20:11
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


الصراع في مصر لن يكون سهلا وحاسما وان الهزة الشعبية العنيفة للنظام لن ترغم جوهر النظام على القيام باصلاحات حقيقية تتمثل بدعم مبداء العدالة الاجتماعية والاجور العادلة ومطاردة الفساد واطلاق الحريات العامة والسياسية والسماح لكل القوى المشاركة بالسلطة السياسية عبر رفع القيود التي تبرر احتكار السلطة لطبقة العسكر من وراء واجهة احزاب نفعية في مقدمتها الحزب الحاكم الذي لاتنطبق عليه خصائص الوصف التاريخي لمفهوم الحزب بالمعنى السيسولوجي فالحزب هو كارتل تجاري من تحالف عصابات هدفه احكام السيطرة على الشعب واستغلاله حتى النخاع. ظهر عمر سليمان يتكلم بلهجة عنجهية متغطرسة تنم عن التمسك بافكار مفصومة عن حركة الواقع وتطلعات الجماهير عبر عن رؤية تنتمي الى مصادرة الشعب والاستخفاف به واحتقاره وان السلطة تحتاجهم بشكل ملح لانهم حكماء يجيدون فن ادارة الدولة هذه الدولة التي سقطت بيومين فهو يتكلم عن الموامرة؟ ماهي الموامرة؟ نعم الشعب يمتلك حق التأمر على حكامه عبر اللجوء الى كل الوسائل لخلعهم بما فيه العنف الجماعي ضد مؤسسات قمعية طالما ان الشعب مصدر السلطة .سليمان الذي كان مرسالا لمبارك لم يكن يحلم ان يكون نائبا للرئيس لو لا الهزة الشعبية الثورية التي جلبته للسلطة وان اقصى ما كان يصل له هوان يكون مرسالا ايضا ولكن هذه المرة لجمال مبارك بعد التوريث . تكلم باللغة الانكليزية لاحدى الصحفيات في مقابلة تلفزيونية زاعما انهم صبيان وسيطلب منهم وعبر ابائهم العودة الى بيوتهم واصر على شرعية راس النظام مدعيا ان ثمانية مليون لايمثلون الشعب المصري. ماذا يعني ذلك اي مصداقية وضمانات مع مثل هولاء الاشخاص المكتنزين عقدا وضيق افق لاينفك ولايتزحزح الا بطرق القوة هكذاهم الجنرالات لايفهمون الا لغة القوة اذ انهم يتحولون الى عبيد لمن يملكها واتفاقية الغازمع اسرائيل التي تفرط بالثروة الوطنية كافية لكشف اي قيح صنع هذه الشخصيات والسوال لماذا يصر حسني على البقاء بالسلطة ماذا يستهدف ؟بالتاكيد ان قظية الخروج الامن والبحث عن حفظ ماء للوجه بطريقة رحيل لائقة تبدو طبيعية بانتهاء الفترة الدستورية تحرره من الشعور بالهزيمة والمهانة مما لوفرض عليه الرحيل الان لكن هل هذا هو الدافع الوحيد اقصد ماذا عن تصوره للمسؤولية الجنائية ونهب المال العام وكيف يصنع له حصانة تحميه من الوصول له وشركائه في الحكم بعد الرحيل؟ ان حسني الذي طالما برر للغرب وامريكا بان العرب لهم ثقافة خاصة وان الديمقراطية لاتناسبهم وهو دوما ينصح بالاعتماد على زعيم قوي يسنده الجيش لكنه نسى ان يذكر ان هذا الزعيم يجب ان يبقى مدى الحياة ويورثها لابنه وان ينهب الثروة تحسبا لأيام سود هكذا يفهم حسني السلام سلام وامن الدولة والمنطقة والعالم عبر شخصية استبدادية تملك تقدير لما هو يلائم الشعب وما لايلائمه. من اين اتت هذه الشخصيات وكيف سكنت وتأبدت هذه الافكار في عقولهم رغم حتمية التحولات وحداثة العالم المحيط بهم.ان حسني يسعى عبر البقاء لاثبات فرضيته التي طالما رددها في المحافل الدولية ان الشعوب العربية يلائمها مستبد يخلق اصلاح تدريجي لكنه لم يذكر لهم ان مدة الاصلاح التدريجي قد لاتاتي حتى بعد وفاة او رحيل المستبد مجبر ان حسني يفتش عن فرصة اخيرة لكتابة تاريخة ولأثبات صدق فرضياته. اعلن سليمان ان حسني مبارك او ابنه لن يترشحا لمنصب الرئيس لكن مالضامن اذ كان هو الزم نفسه امام المجتمع المصري فماالحجة القانونية لعدم مشاركته لايوجد نص بالدستور يمنعه من تجديد الولاية او يمنع ابنه باعتباره مواطن له حق الترشح والانتخاب؟ان الاصلاحات التي يفتش عنها حسني هي اصلاحات تكرس السلطة بقبظة الجيش والمخابرات مستخدمه واجهة سياسية الحزب الوطني الذي سيستميت بالدفاع عن مصالحه بشتى الوسائل اذ لازال يملك السلطة والمال وحاشية مدعومة بالبلطجية وسيكون سليمان لاحقا مرشحا لهذا الحزب لمنصب الرئاسة تلك هي الضمانة الوحيدة لتجنب المسؤولية الجنائية وغلق ملف نهب المال العام الذي يهدد بالوصول الى اغلبية اعضاء البرلمان الحاكم وعائلة الرئيس.والسوال هو ماهي هذه الاصلاحات وماهي مساحتها ومن يتحكم بتمريرها؟ كشف حسني في مقابلة لشبكة انباء اجنبية عن جوهر هذه الاصلاحات التي يريدها النظام عندما صرح انه يخشى ان تسيطر الفوضى على البلاد اذ رحل الان. لكن ماهي الفوضى بمفهومه؟ لقد ضل بالحكم ثلاثين سنة وهو الان يدعي السعي للقيام باصلاحات من شانها ان تمنع البلاد من الفوضى والتي قصد بها سيطرة الاخوان عن الحكم عندما قال ان الاخوان سينقضون على الحكم اذ رحلت؟اذ الاصلاح الذي يستهدفه هو عزل القوى وضرب بعضها البعض وتكريس السلطة بيد الجيش والمخابرات مجددا عبر اصلاح شكلي قائم على المناورة والتسويف يستبعد الرقابة والشفافية على الانتخابات وقيود الترشيح والغاء قانون الطوارئ واستعادة الثروة الوطنية المنهوبة. وهذا مايفسر استماتة الجيش والمخابرات بالانحياز لصالح بقاء مبارك اذ وصف سليمان مبارك باالاب والقائد لان الجيش وسليمان عيونهم مشدودة للسلطة ورفض نقلها الى حكم رئاسي مدني مقيد بحكم برلماني حيث يتوقعون ان مبارك سيرد لهم الجميل بنقلها لهم عبر ادارته للاصلاحات التي ستوفر فرصة لهم للقبض على السلطة بعد رحيله. ان مبارك ومن خلفه العسكر والمخابرات يراهن على وهن القوة الشعبية التي تفجرت يوم 25 يناير وتململ الاغلبية المحرومة والتي تقتات على الاجر اليومي وبالتالي الرضوغ بالامر الواقع والقبول باصلاحات التي تريدها السلطة لا الجماهير وستحضى هذه الاصلاحات بشرعية القوى والاحزاب الانتهازية التي امتطت الثورة واعلنت نفسها مركز للقوة سرعان مايسقط ماان يتمالك النظام اسسه من جديد مع اصلاحات تفكك فئات الثورة وتقذف بها الى الهامش الذي لن تتوافر له مجددا شروط ثورة جديدة. ان حسني لن يغفر للشعب ثورته وسيتمكن منه الحقد لاستخدام اي وسيلة وذريعة لتقويضها ودحظها باعتبارها نزوة اساءة الى حكمته التي شهد لها الغرب واسرائيل. ان الاصلاح الذي على قوى الثورة التمسك به هو الاصلاح الذي يوازي عذابات المحرومين وغصات المعذبين ومن هلكوا تحت حكم قوانين الطوارئ طوال ثلاثون سنة.ان قوانيين الحرية ناصعة لاتحتاج الى فن ومناورات لصياغتها بشكل يعيد انتاج السلطة ويمتص وهج ثورة عفوية زخمها اوجاع كل تاريخ القهر والظلم ....



#صادق_رشيد_التميمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عادل عبد المهدي رئيسا للوزراء
- دستور الكتل القابظة على السلطة
- دور المحاكم العليا في حماية حرية التعبير و الصحافة
- من اين يجئي الدكتاتور
- هيئة النزاهة ملزمة بالكشف للجمهور عن تفاصيل المصالح المالية ...


المزيد.....




- هل تنجح إدارة بايدن في تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل ...
- -ديلي تلغراف-: ترامب وضع خطة لتسوية سلمية للنزاع في أوكرانيا ...
- صحيفة أمريكية: المسؤولون الإسرائيليون يدرسون تقاسم السلطة في ...
- رسالة هامة من الداخلية المصرية للأجانب الموجودين بالبلاد
- صحيفة: الولايات المتحدة دعت قطر لطرد -حماس- إن رفضت الصفقة م ...
- حسين هريدي: نتنياهو يراهن على عودة ترامب إلى البيت الأبيض
- ميرفت التلاوي: مبارك كان يضع العراقيل أمام تنمية سيناء (فيدي ...
- النيابة المصرية تكشف تفاصيل صادمة عن جريمة قتل -صغير شبرا-
- لماذا تراجعت الولايات المتحدة في مؤشر حرية الصحافة؟
- اليوم العالمي لحرية الصحافة


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - صادق رشيد التميمي - أوهام الاصلاح الذي يديره مخابراتي