أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوحنا بيداويد - ما بين ثورة الغضب في مصر والثورة الفرنسية















المزيد.....

ما بين ثورة الغضب في مصر والثورة الفرنسية


يوحنا بيداويد

الحوار المتمدن-العدد: 3264 - 2011 / 2 / 1 - 09:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما بين ثورة الغضب في مصر والثورة الفرنسيةد
ملبورن استراليا
1 شباط 2011

يظن الكثير من الاخوة العرب، ان هبوب رياح التغير على الانظمة العربية هي النهاية او القمة التي كانوا يحلمون بالوصول اليها، وان هذا التغير حاصل ويحمل بين جناحيه فعلاً امالاً كبيرة واحلاماً وردية في العيش المشترك بين طبقات المجتمع العربي المختلفة من الان وصاعدا في ظل انظمة ديمقراطية خالية من العقد الاجتماعية(1) و انحلال الاخلاقي و التعصب االديني الطائفي او القبلي.

مساكين لا يدركون ان الحمل اثقل من طاقتهم وان الثائر الحقيقي لن يصل مبتغاه بل لن يخرج من عنق الزجاجة وسيظل مخنوقا باوتاد لا يستطيع التغلب عليها لان الوقت لم يحن بعد لهذا التغير الكبير او القفزة النوعية ان تحصل في التاريخ (حسب ديالكتيكية هيجل) ان يكون الحاكم هو شعب نفسه في الدول العربية ولكن امين للمسؤولية تماما! حقيقة هذا ليس ما نتمناه ان يحصل ولكن هذه حقيقة يجب ان تُقال.

اما عن سبب ثورة الياسمين في تونس وثورة الغضب في مصر، ومظاهرات واحتجاجات التي بدأت تتصاعد في السودان والجزائر واليمن( الوطن العربي كله مهدد بالتغير) هو الكبت الطويل الذي عانته شعوبها، الكبت الذي اخيرا تغلب على الخوف وفجر طاقاته وتعالت الهتافات مطالبة بحقها ان تشم نسيم الحرية والتخلص من الانظمة الفاسدة العاجزة من مواكبة الحضارة الانسانية. لكن هيهات ان يحصل ذلك التغيِّر المطلوب حتى ولو على نمط الدول الاشتراكية قبل عشرين سنة (2). هيهات ان تحل انظمة ديمقراطية جديدة خالية ولو 50 % من الفساد في الوطن حالياً!!!.

الانسان العربي منذ زمن طويل لا بل منذ سقوط بغداد 1258 يمكن القول كان قد وقع تحت حكم الغريب، بعد الثورة العربية الاولى اثناء الحرب العالمية واصطفافهم مع الانكليز والفرنسيين ضد الدولة العثمانية (دولة الرجل المريض). وعلى الرغم من انهم حصدوا فوائد كبيرة منها عن طريق ادخال الكهرباء والسكك الحديد و وتبليط الطرق وبناء المدن الحديثة مع مستلزمات البنية التحتية التي كانت مفقودة في الوطن العربي وحصول تطور كبير في النظام التعليم الا انهم أُصيوا بالخيبة ولم تحقق لهم هذه الثورة الكثير بسبب وقوعهم تحت انتداب الغربي، كذلك بعد عجزهم في الوصول الى قرار موحد في قضية فلسطين، فخسر العرب ثلاث حروب كبيرة مع اسرائيل ودُمِر اقتصاد بعضها مثل مصر واردن وسوريا ولبنان.

من ناحية اخرى خلال هذه الفترة ذاقت الشعوب العربية ثلاث انواع من الايدلوجيات هي القومية العربية- الناصرية و نظام حزب البعث الاشتراكي والانظمة الاشتراكية، ولم تتوفق اي واحدة منها في تلبية طموحات المواطن العربي العصري، فجاءت مرحلة الاصولية الدينية تحل محلهم كرد لنظام العولمة (3).
نتيجة ظهور الاصولية الدينية منذ ثلاثين الى خمسين سنة انقسمت الشعوب العربية الى قسمين او قطبين هناك قطب الاحرار والليبراليين والديمقراطيين وهم لحد الان اقلية و قطب الاخر الاكثرية هو قطب الاصوليين المتمسكين بثوب الدين كحجة لحماية المجتمع من الانحلال الخلقي والسير وراء ركاب الحضارة الغربية.

من الاسباب الرئيسية الذي تجعلنا نقول مرة اخرى ان الثورة العربية الثانية -الحديثة التي حصلت في هذه الايام(4) لا تحمل امالا كبيرة لحد الان هو ان شعارات الثوار ليست واضحة، بل ان هوية الفعلة الرئيسيين الذين اشعلوا الثورة مخفية او مبهمة (5) ، ان الهدف الوحيد الذي يعلنون عنه لحد الان هو اسقاط النظام القائم الفاسد، لكن ماذا وكيف ومن سيحكم البلد هذا غير معروف؟؟؟. الكتل السياسية المعارضة الموحدة مع الثوار لحد الان، لكن لم تفصح اي واحدة منها عن ماتريد، حسب تصريحات بعضهم هم موحدون في دعم ثورة الشباب او ثورة الغضب لكن الى اي حد سيكونون مخلصين للثورة ومتحدين معاً، ذلك شيءً لا نعرفه لحد الان(6) ، كما ان تجربة العراق وما حصل بعد تغير النظام السابق فيها يجعلنا ان نشك بأن مسيرة التغير في اي دولة عربية من مغربه ( تونس) الى مشرقه (العراق) ستكون واحدة ، ستكون غير مفروشة بالورد والياسمين.

لهذا ستعاني هذه الدول ما عاناه ولا زال يعانيه بعض اجزاء من العراق من الاضطهاد والقتل بالاخص الاقليات القومية او الدينية كذلك الانحلال الخلقي (7) والحروب الاهلية و النظام الطائفي. و على الاغلب سيتولى الامر في النهاية مرة اخرى بعض رجال الدين الاصوليين لان الناس تثق بالله ويعتقدون ببساطة ان رجال الدين هم حقا وكلاء الله على الارض وفي قلوبهم رحمة ولهم اخلاق حميدة ترضى الله وفي عقولهم حكمة تقودهم دوما الى الاعمال الحسنة التي تنبع من ارادة الله سبحانه وتعالى ورحمته وغفرانه وحمايته للمتكلين عليه . وعن طريقهم سيتولى نظام اداري افسد من النظام الحالي وسيسلب خبز من الثوار مرة اخرى ربما بطريقة اكثر جشعة وسيزيد عدد المتوسلين في الشوارع والذين ينامون في المقابر وستذهب امال الشباب مع الرياح!.

لان ثورة يقودها ثوار ( بالتأكيد نحن هنا لا نعني كل الثوار هم يقومون بالسرقات) يحرقون مؤسسات وبنايات الدولة كما حصل في العراق هم ليسوا ثوار بل مخربين.
ثوار يسرقون ممتلكات الدولة والعامة و المواطنين هم ليسوا ثوار بل حرامية.
ثوار يصطدمون بالاجهزة الحاكم ويحررون مجرمين وقتلة هم ليسوا ثوار بل مجرمين مثلهم.
ثوار ليست لهم قيادة موحدة ولا اهداف معلنة بلا شك ثورتهم ستكون في خطر كبير، لا بل اجلا ام عاجلا ستسرق من اللصوص المتربصين في اركان ساحة المعركة او ميدان التحرير!.
ثورة تقودها جماعة لا تنادي بأنه يؤمن بالحرية والاخاء والمساواة ( التي كانت سبب اندلاع الثورة بالتأكيد لا تحمل نيات طيبة او امل لشعب مصر.

في الختام انها لدواعي الفرح لدى كل انسان يعيش في الوطن العربي ان تحصل اي ثورة تقدمية فيه، على امل ان تكون ثورة انسانية حضارية تؤمن بلائحة حقوق الانسان وتصونها. في نفس الوقت تمنى لشباب مصر وتونس الموفقية في خروجهم من السجن الكبير باقل خسائر في الارواح والممتلكات و لا نتمنى ان تحصل لهم هذه الصور المأساوية التي تحدثنا عنها ، لانها حصلت في بلدنا الام العراق، ولاننا عانينا منها كعراقيين بما في الكفاية.
................
1- يقال ان الثورة الفرنسية استمدت افكارها من كتاب العقد الاجتماعي لجان جاك روسو وقصائد فولتير وغيرهم.
2- دول شرق اوربا او الدول التي كانت ضمن الاتحاد السوفياتي.
3- نظام دولي جديد يديره اصحاب شركات العملاقة في العالم له تأثير كبير على السياسية الدولية وبروصات البنوك وغيرها من الطرق المجهولة.
4- صادفت الثورة العربية الجديدة ان صح التعبير تقريبا قرنا بعد الثورة الاولى التي قادها شريف مكة.
5- بعض مصادر اعلامية تقول انها ثورة شباب حصلت بصورة عفوية .
6- ان هذه الاحزاب غير متشابهة او متجانسة في مبادئها وسياستها او ايدلوجياتها لذلك هناك خطر من فشلها معا ومن ثم بدات حرب اهلية كالتي حصلت في لبنان والعراق.
7- ان سرقة البنوك وممتلكات الدولة تجعل من المجرمين متنفذين في زيادة التخريب في البلد كي لا يتم تقديمه للعدالة.
8- كانت هذه شعارات الثورة الفرنسية في بدايتها قبل 210 سنة تقريباً.



#يوحنا_بيداويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التتر يحكمون بغداد من جديد ويغزون جمعية اشور بانيبال !
- مخيم الاصدقاء في ملبورن!
- رسالة القاعدة للمسيحيين والاسلام في عام 2011
- الفيلسوف الالماني نيتشه ومحاولته لقتل الله و خلق الانسان الم ...
- رسالة من قيثارة اور السومرية الى الحكومة العراقية الجديدة
- هل نجحت عملية تصدير الثورة الاسلامية في ايران الى العراق؟!
- الفكرة جيدة لكن تحتاج الى الكثير
- الاتحاد الكلداني الاسترالي يقيم حفلة عشاء على شرف البروفيسور ...
- اخيرا بغداد امارة طلبانية!!
- حديث الصعاليك في زمن مجازر شعبهم !!
- تقرير عن مسيرة شهداء كنيسة سيدة النجاة في مدينة ملبورن
- من يصدق ان انبياء الالفية الثالثة هم ارهابيين؟؟!!
- القديس انسليم اول لاهوتي عقلاني
- الحوار المتمدن شعلة تقود العرب والامم الشرقية الى معرفة الحق ...
- الله في فكر الفيلسوف الهولندي باروك سبينوزا
- ايهما افضل الاخلاق والضمير ام القانون والعدالة في حماية المج ...
- من كمب كنكال في تركيا الى مائدة وزير الهجرة
- اللعنة عليكم ايها السياسيون العراقيون غير الوطنيين!
- دراسة قصيرة عن الديانة المانوية
- الفيلسوف اليهودي فيلون الاسكندري 20 ق م – 50 م


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوحنا بيداويد - ما بين ثورة الغضب في مصر والثورة الفرنسية