أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - شبلي شمايل - الثورة التونسية والإسلاميون العرب














المزيد.....

الثورة التونسية والإسلاميون العرب


شبلي شمايل

الحوار المتمدن-العدد: 3259 - 2011 / 1 / 27 - 11:38
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


أسقطت الثورة التونسية كل الحسابات والتقديرات التي اجتمع عليها المحللون الغربيون والمثقفون الإسلاميون والتي تقول بأن التغيير سيكون إسلاميا أو لن يكون.
لا يوجد كلمة واحدة دينية واحدة. حتى التعبير الشعبي التونسي (بربي) لم نعد نسمعه. ويروي أحد الصحفيين اللبنانيين الذي كان في تونس أن أحد الإسلاميين دخل بين المتظاهرين وحاول التسويق لكلمات مثل (شعبك مسلم) فلم يستمع له أحد. فبدأت بعض مواقع السلفيين تهاجم المناضل اليساري العلماني منصف المرزوقي بحجة أنه قال لا أدعو الناس للصلوات والعبادات أدعوهم للمظاهرات والاحتجاجات. وبعضها الآخر قريب من النهضة لم يخجل من أن يتهم حمة الهمامي القيادي الشيوعي التونسي البارز بأنه استئصالي لأنه عاب على حزب النهضة الالتقاء بمحمد الغنوشي رئيس الوزراء في عهد بن علي وفي عهد الحكومة المفبركة في باريس وواشنطن لاغتيال الثورة بعد تشكيل حكومته الأخيرة.
الأبواق الإسلامية تغني وتزمر وكأن ما يحدث وراءه الفكر النير لراشد الغنوشي الذي ألهم أردوغان وغل كما يدعي فهمي هويدي الذي لا يعرف بأن الغنوشي لم يترجم للتركية وأن راشد الغنوشي لم يلتحق بالاردوغانية إلا عندما نجحت بالانتخابات. وطبعا الجزيرة تحاول التسويق لذلك في ثنائية واضحة طرفها الأول ارضاء الأمريكان لهذا عينت لطفي الهمامي ورشيد خشانة مسؤولين عن تونس في القناة، وكلاهما من الحزب الديمقراطي التقدمي لنجيب الشابي. أي الشخص الذي حصد وزارة الطزي (كما يقول الشباب التونسي) في ظل حكومة الحزب الحاكم لانقاذ النظام. وبذلك يرضي أمير قطر فيلتمان وكلينتون اللذان يريدان بأي شكل بقاء المرجان وشركاه من الموالين لهم في مواقع السيادة الأساسية من مالية وداخلية وخارجية. ويترافق ذلك مع دعوة الجورشي لقطر وهو أحد أصدقاء السفير الأمريكي في تونس. لكي يتحدث عن ضرورة الانتقال الهادئ وعن عدم نضج الحركة الشعبية وضرورة ترشيدها. وبعد ذلك اعطاء اكبر حيز للإسلاميين لكي يتذكر الشعب أن هناك حزبا اسمه النهضة. وأخيرا تهميش التيار القومي التقدمي والتيار التروتسكي والشيوعي تماما. هذا التكامل في الجزيرة بين إرضاء الإسلاميين وإرضاء الأمريكيين يتمثل أيضا في الحملة التي شنتها القناة على السلطة الفلسطينية ليس لأنها عميلة أو مناضلة، وليس لأنها حقيرة أو نبيلة، فكل هذه المعايير معروفة للقاصي والداني، ولكن لأن تيارا وطنيا ديمقراطيا يلد في فلسطين من روح الثورة التونسية يرفض حالة الانحطاط التي وصلتها القضية الفلسطينية في صراع السلطة بين فتح وحماس، وينشد بناء حركة شعبية جديدة. الأمر الذي أرهب حماس والحكومة الاسرائيلية.
أرهب حماس لأنها ستفقد ما حصدت من شعبية على أكتاف الجهاز الفاسد للسلطة وسيتوجه الناس لتيار ديمقراطي مقاوم ينال تأييد كل شرفاء العالم،
وأرهب الحكومة الاسرائيلية التي تريد أن تتخلص من فكرة إعلان دولة فلسطينية بعد إعلان دول كثيرة اعترافها بهذه الدولة وأن يبقى الفلسطين حامل عباءة التطرف الإسلامي التي يصعب تسويقها في السوق الدولية. لتبقى وهي الأنموذج الأمثل للنازية اليوم واحة الديمقراطية كما يحب الضحل أوباما أن يسمي الكيان الصهيوني.
لكن الثورة التونسية امتدت وبدأت في مصر، وفي الجزائر يقمع البوليس والجيش المتظاهرين بعنف خوفا من أن تنتقل عدوى الحرية والاشتراكية الحقيقية لا اشتراكية ضباط الفساد والقمع. وفي كل بلد عربي نسمع اليوم نشيد الحرية والعدالة الاجتماعية. وكما قال ابن الحلقات الماركسية شابا المناضل في حقوق الإنسان هيثم مناع: "لقد قبرت ثورة الياسمين المثل العراقي في القلوب وفي العقول".
العروش تهتز وبعد سنين من الظلام انجبت كل منوعات الظلامية الفكرية الدينية والنيو ليبرالية، يعيد الشعب لحق التشغيل والخبز والتعليم والتنمية والديمقراطية النابعة من الشعب الاعتبار رافضا التبعية والماضوية والانحطاط المذهبي. أجهزة الأمن السورية تطلب من بشار الأسد جرعة تخديرية من الوعود وتحكم عبر قاض التسلط على المناضل عباس عباس من مؤسسي حزب العمل الشيوعي بالسجن سبع سنوات وعلى رفاقه بأحكام جائرة خوفا من الأمل الثوري القادم.
كم كنت أتمنى أن يكون الفقيد الكبير ضحية التعذيب في أقبية السجون السورية المهندس مضر الجندي معنا ليشهد هذه الأيام.
( أشكر الرفاق الشيوعيين من تونس الذين راجعوا المقال)



#شبلي_شمايل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقليعة العثمانية الجديدة
- أسلمة الجزيرة (3): الإيديولوجية في خدمة الملعوب!!!
- أسلمة الجزيرة (2): الإخونجية يسيطرون!!!
- في الذكرى الأربعين لحركة الجنرال الأسد !!
- هل تنحسر مهمة العلماء في فتاوى التكفير ؟؟
- الحرية لمعتقلات الرأي في سورية
- في بناء الذات
- أسلمة الجزيرة: صراع سلطة أم استغلال مناصب
- بكاء وعويل على النقاب
- عشية انتخاب أوباما: من يعتذر للضحايا !!
- وفيك الخصم والحكم
- الإسلام السياسي وتجزئة المجزأ
- القراءة الإخوانية لما حدث في صيدنايا
- العقلانية السياسية واللا عقلانية الانتقامية
- نهاية إعلان دمشق كإطار جامع
- من أجل بيان بالعربي ضد حكم الإعدام
- محاولة لفهم أسباب الاعتقالات في سورية
- دور الضحية والديمقراطية


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - شبلي شمايل - الثورة التونسية والإسلاميون العرب